اطرح سؤالك

27 ذیقعده 1441 الساعة 19:37

شخص يعاني من الوسواس في النجاسة والطهارة 1 - هل تكون وظيفته عدم الاعتناء بوسوسته والبناء على طهارة كل شيء حتى لو تأكد وتيقن من نجاسة هذا الشيء ؟ 2 - وهل يكون معذورا امام الله سبحانه وتعالى اذا كان عمله خلاف الواقع ووقعت صلاته في النجاسة ؟ 3 - وصية سماحتكم للوسواسي وكيف له التخلص من وسوسته ؟

الجواب :

1ـ تكليف الوسواس هو لا يعتني بشكه ووسواسه ويبني عند الشك في الطهارة والنجاسة على الطهارة، وحتى لو توصل عن طريق وساوسه الى اليقين بالنجاسة فلا بد ان يبني على طهارته.  الوسواسي لا بد ان يحكم بطهارة كل شيء الا اذا رأى النجاسة بعينه حينئذ يحكم بانه نجس.
2ـ اذا لم يعتن الوسواس بشكه ويبني على الطهارة فحتى لو كان الشيء في الواقع نجسا فهو معذور عند الله عز وجل. يجب على الوسواسي ترك وسوسته ولاجل ترك الوسواس وضرره المعني لا بد من مطالعة ما يلي:
للتخلص من الوسواس ، يجب مراعاة النقاط التالية:
1. في المرحلة الأولى ، يجب أن تفكر في الأضرار تلحق بالوسواسي بسبب وسواسه. فالوسوية لا سيما الوسوسة الفكرية ، تحرم الإنسان  راحة البال وتهدر أفضل وأغلى أوقات للإنسان ، بالإضافة إلى انه سبب لاصابة اعصاب الانسان بالضعف.
وبشكل عام ، فإن الوسواس يشغل دائمًا فكرة الانسان المبتلى به ويضيع وقته ، ويسبب تشتيت البال والملل والاستياء من الأحكام الدينية ، مما يتسبب في خسران الدينا والاخرة.
يجب أن يطلع المرء الوسواسي على حقيقة هي أن الوسواس من اغواءات الشيطان ، فإذا لم يستطع أن يضل المؤمن ويخدعه، فإن الشيطان يحاول ان يخدع المؤمن من خلال الوسواس في امتثال العبادات أو يدخل الوسواس في الطهارة والنجاسة لكي يشتت فكر المؤمن ويتلف وقته ويوقعه في الخطيئة والمعصية.
وقد ورد في الرواية«إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُطَاعَ فَإِذَا عُصِيَ لَمْ يَعُدْ إِلَى أَحَدِكُم‏» اي ان الشيطان اذا علم انه يعصى ولا طريق له ولا منفذ يرك الانسان.
2. ومع ذلك: على المسلم واجبات في جميع المسائل يجب عليه مراعاتها. على سبيل المثال ، في قضية الطهارة والنجاسة ، يجب مراعاتها بقدر الضرورة ، ولكن في الوقت نفسه، مسالة الطهارة والنجاسية قد طرحت بشكل مبسط وغير معقد في الشريعة الاسلامية السمحة.
لدين الإسلام قواعد سهلة وسمحة تتماشى مع الطبيعة البشرية. لا تجعل الأمر صعبًا على نفسك بالوسواس والشك. إن الله عز وجل لا يرضى بمعاناة أي شخص. الاصل في الطهارة والنجاسة هو طهارة الأشياء. المؤمن هو المتعبد والمطيع لاومر الشريعة. تجنب الوسواس في جميع الحالات.
3. يجب على الشخص الوسواسي الانتباه إلى حقيقة أن السلوك الوسواسي يتعارض مع أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، لأن ما العمل الوسواسي بالاضافة الى أنه ليس مأمورا به من قبل الله والنبي صلى الله عليه وآله ،  هو محظور أيضًا في الروايات. فاستمراره يعني مخالفة حكم الله ، وهذا حرام ، ومن الواجب أن يتجنب الانسان الحرام ، فلا بد من تجنب الوسواس.
إن الواجب الديني للمبتلى بالوسواس  هو أنه لا ينبغي أن يكون حساساً اكثر من المقدار اللازم فيما يتعلق بالطهارة والنجاسة ، وما لم يحصل له اليقين بان الشيء الفلاني نجس فيجب ان يحكم بطهارته بل ان الوسواسي ما لم ير النجاسة بعينه ، فلا ينبغي ان يولي اهتماما للشك والاحتمال.
بالنسبة الى احكام الطهارة والنجاسة ينبغي ان يسال بالمقدار الضروري او يطالع الرسالة العملية لمرجعه ويدرس احكام الطهارة والنجاسة.
٤- قد يقول الوسواسي احيانا: اذا لم اعتن بشكي فلا يطمئن قلبي، وهذه الجملة من وساوس الشيطان لا ينبغي تقديم مطالب القلب على اوامر الدينالاعمال الوسواسية لها انعكاس سيء على الاخرين ويجعلهم يسئون النظر الى الدين وهذا ما يضاعف ذنب الانسان.
ان هذا مثل هذا الشخص ليس يؤذي نفسه فقط بل يؤذي الاخرين ايضا ويجعلهم في حالة من الوسوسة ان مرض الوسوسة بالتدريج يقضي على حلاة الايمان في ظل تكرر هذا الذنب، ويوصل الانسان الى ارتكاب ذنوب الكبيرة وحتى يتعدى على الله عز وجل ويتجرء عليه، واذا فكرنا بنحو صحيح نعلم ان الوسوسة مخالفة لله ولرسوله.
٥- ان الائمة الاطهار عليهم السلام كانوا يعيشون بين الناس الاعتياديين بالرغم من ان دائرة الابتلاء بالنجاسة كانت اوسع في ذلك الزمان؛ لكنهم بالرغم من ذلك كانوا متعايشين مع الناس الاعتياديين ويعملون في مسالة النجاسة والطهارة كما يتعامل الناس الاعتياديين.
٦- ان افضل طريق واكمله واقربه للوصول الى الكمال ونيل رضوان الله عز وجل العمل بجميع احكام الدين بمعنى الاتيان بالواجبات وترك المحرمات فاذا وضع الانسان قدمه في هذا المسير وعلم ان حلال الله حلال وحرامه حرام والتزم باحكام الدين فان الله عز وجل سيهديه ويعينه ان شاء الله. ولما سئل المرحوم حسن علي نخودكي اصفهاني الذي كان من الكبار والذي سلك هذا الطريق عن سبب وصوله الى هذا الدرجات قال ان الطريق الوحيد هو العمل بالتكاليف الدينية وكان هو من مقلدي المرحوم اية الله العظمى البروجردي وكان يعمل برسالته اي انه كان يعمل بفتاويه ويترك المحرمات ويعمل بالواجبات ويقول اني من خلال هذا الطريق وصلت الى الكمالات.
7ـ عليكم الحكم بالطهارة في كل موضع لم يحصل لكم اليقين بنجاسة الشيء وهذا تكليفكم الشرعي فاذا لم تحكموا عليه بالطهارة فقد خالفتم الشريعة، فاذا كنتم تتبعون ائمة الهدى فعليكم بالحكم بالطهارة ولا ينبغي ان يكون لديكم وسواساً في تطهير الثياب وأمثالها فان هذا العمل حرام ومعصية.
8- اذا حصلت الوسوسة في الغسل فانه مع الخدمات المتوفرة اليوم يمكن الغسل في الحمام بشكل اكثر مدة ٥ دقايق واما البقاء تحت جريان الماء من اجل الغسل الصحيح اسراف وحرام شرعا بل هو تضييع للوقت والعمر.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : >الْوُضُوءُ مُدٌّ وَ الْغُسْلُ صَاعٌ وَ سَيَأْتِي أَقْوَامٌ بَعْدِي يَسْتَقِلُّونَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ عَلَى خِلَافِ سُنَّتِي وَ الثَّابِتُ عَلَى سُنَّتِي مَعِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ». والمد ٧٥٠ ملي، يعني اقل اللتر والصاع ٣ لترات.
وقد ورد في رواية صحيحة عن الامام الباقرعليه السلام ان رسول الله كان يغتسل بصاعي اي ٣ لترات من الماء. وهذا لا يختص برسول الله نحن ايضا ينبغي ان نغتسل بثلاث لترات ويمكنكم ان تجربوا ذلك.
ولو ان الانسان يقع في شحة الماء سيدرك جيدا انه يستطيع ان يغتسل ب ثلاثة لترات من الماء، ومن المستحبات ان لا يصرف الانسان عاى الغسل اكثر من ثلاث لترات.
وهنا يلرز سؤال يوجه الى الوسواسيين انكم لماذا تلتزمون بالطهارة وتتجنبون النجاسة؟
لعلكم ستجيبون من اجل اداء الصلاة التي فرضها الله علينا؛ جيد جدا اذن الملاك هو اطاعة الله عز وجل فاذا كان الملاك طاعة الله فالمفروض انه يجب علينا اداء جميع تكاليف الله ويجب على الانسان ان يلتزم الطهارة ويتجنب النجاسة بالمقدار الذي امر الله به. فاذا قال الشارع هذا طاهر فلا يجوز لنا ان نقول نجس فهذه معصية ومخالفة للشارع لان هءا يعني عدم الاهتمام باوامر الشرع وتكاليفه فانتم لا تريدون بذريعة رعاية الطهارة والنجاسة ان تسيروا على خلاف ما يريده الله عز وجل.
والنتيجة لو اننا فكرنا جيدا في هذه المسائل. لكانت النتيجة هي ترك الوسواس ويجب ان تحكموا بطهارة كل شيء ما لم يصل لكم العلم اليقين بنجاسته، فكل شيء لك طاهر حتى تعلم نجاسته فاحكموا بالطهارة على جميع الاشياءوان الله تعالى سيقبل منكم عملكم وان شاء الله ستتخلصون من وساوس الشيطان ويياس الشيان منكم.
نظرا الى هذه النقاط ينبغي  ان نعمل بما في الرسالة العملية اذا قالت الرسالة العملية اغسل النجاسة مرة واحدة فلا ينبغي ان نغسلها مرتين، لان هذا العمل مخالفة لحكم الله وهو اسراف وطاعة للشيطان، فمن يريد ان يطيع الله تعالى لا ينبغي ان يعمل عملا مخالفا لحكم الله.
وبطبيعة الحال ان ترك الوسواس بحاجة عزم وارادة حاول ان تعود نفسك بالتدريج، مثلا اذا تصورت ان رجلك تنجست فلا تعتني بذلك، اذهب وصلي وحتى لو كانت رجلك مبتلة فلا تهتم واحكم عليها بالطهارة كي تزول منك هذه العادة بالتدريج.

الكلمات الرئيسية :

الوسواسي الشك في الطهارة

۸,۲۴۵