اطرح سؤالك

04 رمضان 1434 الساعة 14:17

إن أمکن ذلك لکم رجاءا أن ترسلوا لي نقاطاً أخلاقیة، فلدي شعور قوي بمدی الحاجة لذلك، علماً بأنني أعیش بعیداً عن الأهل و أحد الطلبة الجامعیین، لا أتوصل إلی مصادر مثل: نهج البلاغة، و ...

الجواب :



النقاط الأخلاقیة کثیرة، وبحاجة إلی مطالعة للکتب الأخلاقیة. یمکنکم أن تطالعوا کتاب: «معراج السعادة» للمرحوم النراقي، أو کتب أخلاقیة أخری مطبوعة ... إلا أنني لکي لا أترک رسالتکم من دون جواب، أنبهکم علی هذه النقطة و هي:

الإنسان هو الکائن الأفضل والأکمل من بین کافة المخلوقات والموجودات، وقد تفضل الله عزوجل أن یجعله أفضل حتی من الملائکة، فوهبه العقل والاختیار و القدرة علی التفکیر، ومضافاً إلی ذلك، بعث له الأنبیاء والرسل والأولیاء علیهم السلام لهدایته، لیحصل علی نعمة الهدایة المباشرة، فعرفه طریق الضلال والطریق المستقیم، ووضع رأس مال في اختیاره و تصرفه، و کتاب دلیل، و مربي حریص.

فرأس المال البشري هو حقیقته الإنسانیة، و کما ذکرنا، یمتاز بها الإنسان عن سائر  الموجودات والکائنات، «فالعقل والادراک و الشعور» مضافاً إلی «اختیاره» یجعله قادراً علی أن یفکر ویتخذ قراره بنفسه، و کتاب هدایته، هو کتاب سماوي و هو في زماننا «القرآن الکريم»، وهو کتاب الهدایة، أما مربّيه فهم انبياء الله و رسله و اوصیائه، و في  زماننا هو خاتم الانبياء؛ محمد(صلّی الله عليه وآله وسلّم)، وکما جاء في القرآن الکریم والروایات والأخبار والنقل التاریخي: أنه حریص علی هدایتنا و نجاتنا، یتأذی لانحراف البشر عن التعالیم السماویة و حالات الاعوجاج والشذوذ، فعانی و تحمل الکثیر لهدایة وإنقاذ البشر. ثم جاء من بعده ذریته الذین هم أوصیاءه و هم الأئمة المعصومین علیهم السلام، فحملوا أعباء هذه المسئولیة وتصدوا لهدایة الأمة.

وعلی هذا، ینبغي القول: إن الدنیا سوق ربح فیها قوم وهم من لهم رأس مال في هذه الحیاة، وکما عبرت عنها الروایات والأخبار: «الدنیا مزرعة الآخرة»، ربح فیها قوم وخسر آخرون، ولا یقارن هذا الربح بأي ربح مادي من أرباح الدنیا، وکذلك الضرر، لا یقارن بأي ضرر مادي من أضرار الدنیا، حتی من مشی في طریق الاعوجاج والانحراف في هذه الدنیا، فهو أقل شأنا و أضل من الحیوانات، لأن الحیوان یولد في یوم، ویموت في یوم آخر، ولیس له تکلیف وتبعات، أما الانسان المخالف باختیاره، فیکون قد صنع لنفسه مستقبلاً لا یطاق، وسیحصد کل ما زرعه.

و الاستفادة الصحیحة من رأس المال الکبیر هذا، یعني الحیاة الأبدیة الخالدة والسعادة الأخرویة، وعلی العکس من ذلك، الذهاب في طریق الاعوجاج والانحراف، یعني التحضر والاستعداد  للعذاب الألیم في المستقبل، فعلی هذا، کل ما قلناه هو: أن علی الانسان أن یفکر جیداً، و بما أنه مختار، و یمکنه أن یختار طریقه بنفسه، فالطریق الذي یختاره أخیراً، یجب أن لا یؤدي به الی الإفلاس، وبدل أن یحصد النعم من مزرعة الدنیا، یقتطف العذاب الألیم في الآخرة.

و نقول في کلمة واحدة: علی الإنسان أن لا یظلم نفسه، فأسوأ الظلم هو ظلم النفس. جاء رجل إلی أبي ذر الغفاري الصحابي الجلیل من صحابة رسول الله صلی الله علیه وآله، فقال له: لا تظلم من تحبه أکثر، فتعجب ذلك الرجل، وقال: وهل یمکن أن یظلم الرجل من أحبه؟! فقال أبو ذر: نعم، أقصدک أنت، لأن الإنسان یحب ذاته، وکل ما هو في الدنیا، فإن أحب، فلأجل أنه یحب نفسه، فلا تظلم نفسك.

إننا و من هذا المنبر ندعو ونأمل لکم التوفیق والسداد، و أن تقتدوا بمعلم البشریة رسول الله صلی الله علیه وآله، وأهل بیته الأطهار علیهم السلام، وأن تطبقوا أوامرهم و تلتزموا بنهجهم القویم، وتعملوا بالفروض والأوامر الدینیة و الأحکام الشرعیة بدون أي  نقیصة، واحذروا من ارتکاب الذنوب والمعاصي، واعرفوا قدرکم. ساعدکم الله إن شاء الله. لقد وعد سبحانه و تعالی من یجاهد في سبیله أن یفتح له أبوابه و ینجیه من الضلال. علماً بأن الجامعة فیها من الکتب والمؤلفات الدینیة،فلا تغفلوا عن مطالعتها،و هناک مصادر أخری أیضاً کنهج البلاغة و کتب  الاستاد الشهيد المطهري .


الكلمات الرئيسية :


۱,۹۰۰