حوار مع سماحة اية الله الحاج الشيخ جواد فاضل اللنكراني(دام ظله) حول ما يرتبط باقامة مؤتمر علي بن ابراهيم القمي( رحمه الله)
22 ذیقعده 1432
17:17
۵,۴۶۴
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
ونسأل الله تعالى ان يسكنه فسيح جناته مع النبي الخاتم (ص) ونحن الان في اعتاب مؤتمر علي بن ابراهيم القمي، فان كان لديكم مطالب حول تفسير القمي فنرجو بيان تلك المطالب؟
الجواب: اقدم شكري اولاً للاخوة الاعزاء الذي تجشموا عناء الحضور، ونفتخر بزيارتهم، وهكذا اقدم جزيل تقديري واحترامي وشكری على الاهتمام الكبير الذي قدمه الاخوة بشأن العتبة المقدسة للسيدة المعصومة (سلام الله عليها) و نيتهم وتصميهم على اقامة مؤتمر عظيم حول هذا المحدث الكبير والشخصية الفقهية الكبيرة.
ونامل ان شاء الله تعالى وببركة السيدة المعصومة( عليها السلام) وعناياتها الخاصة ان تتضح لنا معالم وابعاد هذه الشخصية العلمية الروائية، وستكون ان شاء الله هذه الخطوة نقطة انطلاق للمحققين و الباحثين و من يفكر في ازدهار المسائل الدينية والعلمية.
واريد ان اتكلم قليلاً حول علي بن ابراهيم القمي( رحمه الله) وتفسيره المعروف بتفسير القمي واذكر بعض الملاحظات، ان الامر المعروف والرائج والدارج في اذهان العلماء المحققين هو : انهم يعتبرون تفسير علي بن ابراهيم القمي تفسيراً روائياً، وطبعاً هو صحيح من هذه الجهة، لانه قد جاءت اكثر كلمات علي بن ابراهيم في هذا التفسير في ضمن الاحاديث والروايات الواردة في ذيل الايات الكريمة، ولكن لا ينبغي الاغماض عن هذه النكتة وهي انه توجد في هذا التفسير بعض المطالب غير الحديثية، أي اننا لو نظرنا الى علي ابن ابراهيم(رحمه الله) بما انه راو فحسب باعتبار انه روى الروايات والاحاديث في ذيل الايات فهذه النظرة بحسب فهمي غير صحيحة، وان كانت اغلب كلماته عبارة عن روايات ، الا انه يمكن ان يقال انه توجد في هذا التفسير بقطع النظر عن الاحاديث نكات تفسيرية جيد جدا.
على تقدير ان هذا التفسير هو تفسير علي بن ابراهيم ، الا انا لا نستطيع ان نقول ان هذه التفسير تفسير روائي محض، نعم ان كان المقصود انه لم تطرح في هذا التفسير استدلالات علمية او جهات اخرى فهو من هذه الناحية تفسير روائي، الا ان هذا ـ أي كون علي بن ابراهيم ليس لديه ملاحظات تفسيريةـ ليس هو معنى التفسير الروائي، بل ان علي بن ابراهيم احياناً يقوم بتوضيح بعض الالفاظ واخرى يوضح سبب النزول، وطبعاً ان اغلب اسباب النزول هي عبارة عن روايات الا انه صار في مقام بيان تلك الروايات.
على سبيل المثال: لاحظوا هذه الاية الكرية: «وَ المُحصنات مِنَ النِساء اِلا ما مَلکَت اَيمانُکم کِتابَ الله عَليکم» وقد فسر قوله تعالى.( كتاب الله عليكم) بهذا المعنى: «اي حُجتَ الله عَليکُم فيما يقول» أي انه فسر الكتاب بالحجة، وايضا جاء في سورة السجدة المباركة: «الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ»[2] يعني «قُرَيشاً يقولُونَ هذا کِذبُ مُحَمَّدٍ فَرَّد الله عَليهم» وطبعاً يمكن ان يقال ان بعض هذه التوضيحات هو عبارة عن المعنى الظاهري للالفاظ، الا انه على اية حال لا يمكن ان يقال ان هذا الكتاب تفسير محض.
على سبيل المثال: لاحظوا تفسير البرهان لا تجدون انه قد ذكر فيه تبيين او توضيح لكلمة او اية، ففي ذيل كل اية يذكرها يروي بعض الروايات والتي كثير من تلك الروايات قد رواها علي بن ابراهيم(رحمه الله) في تفسيره ويمكن ان نعتبر هذا الامر هو النكتة الاولى.
وكما قلت ان تفسير علي بن ابراهيم فيه مقدمة ونص، وقد وقع بين العلماء بحث حول المقدمة والنص معاً، والبحث حول هل ان هذه المقدمة هي نفس تلك المقدمة التي ذكرها علي بن ابراهيم، وهل ان هذه العبارة تدل على التوثيق العام او لا؟
وعلى أي حال هناك عبارة موجودة في المقدمة تعد توثيقاً عاماً، وقد روى علي بن ابراهيم(رحمه الله) في هذا الكتاب عن ما يقرب من اربعة مائة وسبعين راوي، فان كانت هذه المقدمة هو الذي كتبها، اذن فلا بد من القول ان علي بن ابراهيم قد ذكر هذا التوثيق اعتمادا منه على توثيق عام. حيث لا يفرق في الاخبار عن الوثاقة بين الاخبار عن وثاقة شخص معين او عن وثاقة مجموعة من الرواة يوثقون بتوثيق عام. وبالتالي ان هذه الروايات التي يرويها علي بن ابراهيم فيها رواة قد وقعوا تحت التوثيق العام لعلي بن ابراهيم، وهذا الكلام انما يتم على تقدير ان المقدمة هي لنفس علي بن ابراهيم لا غير. الا ان البعض من يشكك في نسبة هذه المقدمة لعلي بن ابراهيم.
واريد ان اذكر هنا نكتة: وهذه النكتة هي:
ان الظاهر ان هذه المقدمة ليست لعلي بن ابراهيم، بل قد رواها احد تلامذة ابي الفضل العباس الذي هو من تلامذة علي بن ابراهيم المباشرين، اذن فهذه المقدمة لا هي لنفس علي بن ابراهيم ولا هي لتلميذه المباشر ابي الفضل العباس، بل جاء شخص اخر وكتب هذه المقدمة وقد اورد في هذه المقدمة مطلبين من كتب علي بن ابراهيم(رحمه الله)، لان هذا المحدث الكبير كان لديه كتب متعددة تتعلق بالقران الكريم، من قبيل الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه، بناء على هذا قد اوردت بقية كتب علي بن ابراهيم في هذه المقدمة، اذن فحينما ندقق في هذه المقدمة يتضح انها ليست مما كتبه علي بن ابراهيم، وذلك لانه يقول بعد صفحتين من المقدمة: «قالَ اَبُوالحَسَن عَلي اِبراهيمَ الهاشمي القُمي» وياتي بعد ذلك بكلمات علي بن ابراهيم في اخر المقدمة.
فاذا كانت هذه المقدمة لعلي بن ابراهيم، فلا معنى لان يقول(قال) فانه وان قيل ان هذا اللون من التعبير كان متعارفاً بين العلماء المتقدمين الا ان ينبغي الالتفات الى انه اولا: انهم ياتون بهذا التعبير في اول الكلام في حين انه قد اتي هذا التعبير بعد صفحتين من المقدمة وثانياً: انه بعد ان يتم كلامه في المقدمة يقول حدثني ابو الفضل، وقد عرفت ان ابا الفضل من تلامذة علي بن ابراهيم.
ونريد ان ننتقل من هذا الكلام الى هذه النكتة، وهي: انه قد جاء اسم علي بن ابراهيم قبل العبارة التي يتمسك بها علماء الرجال في التوثيق العام، أي ان من جمع هذا التفسير والفه هو الذي قد جاء بتلك العبارة.
وعلى أي حال ان من جمع هذا التفسير قد كتب المقدمة، وقد اورد فيها مطالباً قد ذكرها علي بن ابراهيم في كتبه الاخرى، لان علي بن ابراهيم كان لديه كتباً كثيرة، وعليه: فقد اورد مطالباً من كتب علي بن ابراهيم وقبل ان يذكر المطالب، ذكر هذه الجملة: «وَ نَحنُ ذاکرون وَ مُخبرون بما ينتَهي اِلينا وَ رَواه مَشايخُنا وَ ثقاتُنا عن الذينَ فَرَضَ اللهِ طاعَتهُم وَ اُوجَب وِلايتَهُم»
فان كانت هذه العبارة ( ورواه مشايخنا وثقاتنا) ـ ولا توجد الواو في بعض النسخ ـ مما كتبه علي بن ابراهيم فهي تدل على التوثيق، واما اذا لم تكن هذه العبارة مما كتبه علي بن ابراهيم، فهي عبارة من كان قد جمع هذه المقدمة وقد ذكر بعض المطالب بشان القران الكريم وروى تلك الروايات عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله ) وامير المؤمنين ( عليه السلام) ثم قام بعرض الكلمات المفصلة لعلي بن ابراهيم في الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه، و المقدم والمؤخر وبقية المسائل المتعلقة بمفاهيم القران الكريم، واذا لم تكن هذه العبارة من علي بن ابراهيم اذن فلا معنى للتوثيق العام الذي نريد ان نستفيده من هذه العبارة، واما الذين يعتقدون بان هذه المقدمة صادرة من علي بن ابراهيم فهم يختلفون في ان هذا التوثيق هل يشمل المشايخ بلا واسطة أو يشمل المشايخ مع الواسطة، وفي هذه الحالة لا تصل النوبة ـ مع ما ذكرناه ـ الى هذا النزاع وحينئذ لا تكون هذه العبارة ( ونحن ذاكرون ومخبرون) صادرة عن علي بن ابراهيم بسبب هذه القرينة الواضحة الموجودة في اول الكتاب. هذا هو المطلب الاول المتعلق بالمقدمة.
المطلب الثاني: وهو ما يرتبط بنفس الكتاب، أي: هل ان كل ما في الكتاب هو لعلي بن ابراهيم او لا؟
ان العلماء امثال العلامة المجلسي(رحمه الله) وصاحب الوسائل واية الله السيد الخوئي بناء على ما جاء في معجمه وكذا صاحب البرهان والسيد هاشم البحراني( قدس الله اسرارهم) يعتقدون ان جمع ما في هذا التفسير هو لعلي بن ابراهيم، ولكنه قد وقعوا في اشكال وهو انه قد وردت روايات في هذا التفسير عن ابي الجارود زياد بن منذر اذن فما هو الحل في هذه الصورة؟
فاجوبوا على ذلك بان نفس علي بن ابراهيم قد روى عن زياد بن المنذر، وما هو الاشكال لو قلنا ان علي ابراهيم قد روى عن زياد بن المنذر ولا مانع من ذلك، وعلى أي حال ان هذا الاحتمال موجود.
وهذا القول وهو ان جميع ما في هذا التفسير لعلي بن ابراهيم يواجه عدة اشكالات:
الاشكال الاول: اننا اول ما ندخل في هذا التفسير نجد في اوله بعد البسملة ( حدثني ابو الفضل ) وعليه فلابد ان نعرف ان كلمة حدثني لمن ترجع؟ والجواب ان هذه الكلمة وهي (ي) المتكلم ترجع الى من كتب المقدمة اذن فيعلم ان من كتب المقدمة احد تلامذة ابو الفضل العباس وهو الذي يقول حدثني ابو الفضل العباس أي ابو الفضل العباس الذي هو تلميذ علي بن ابراهيم، وعلماء الرجال وان قالوا انه لم يذكر له اسم في كتب الرجال الا انه على أي حال قد روى عن علي بن ابراهيم روايات تتعلق بايات القران الكريم ويقول في نفس هذا التفسير احياناً : > حدثنا احمد بن محمد الهمداني< ابو الفضل العباس السندي بتفسير ابي الجارود ـ وساتكلم حول ابن ابي الجارود ـ وابو الفضل العباس السندي هو: احمد بن محمد الهمداني ـ وهمدان قبيلة من قبائل اليمن وليس المقصود همدان ايران ـ عن جعفر بن عبد الله، عن كثير بن عياش، عن زياد بن...، ابو الجارود عن ابي جعفر الامام الباقر (عليه السلام).
وقد جاء في هذا التفسير: حدثنا احمد بن محمد الهمداني الذي هو اول شيخ هو ابو الفضل العباس، فلا يوجد عندنا ان علي بن ابراهيم يروي عن احمد بن محمد الهمداني، وقد جاء في موارد متعددة من هذا التفسير، ومع الالتفات الى قوله حدثنا احمد بن محمد الهمداني يعلم اننا لا نستطيع القول ان جميع ما في التفسير هو لعلي بن ابراهيم هذه النكتة الاولى.
النكتة الثانية: انه قد ورد في هذا التفسير ان ابا الفضل يروي عن اشخاص كثيرين معاصرين له، ولا يمكن القول بان علي بن ابراهيم يروي عنهم، من جملة اؤلئك: محمد بن جعفر رزاز حيث جاء في نفس هذا التفسير: ( حدثنا محمد بن جعفر الرزاز عن يحيى بن زكريا علي بن حسان، محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن الرزاز) الاستاذ ابو غالب الرزازي المتوفي سنة 368 هجري في حين علي بن ابراهيم قد توفي سنة 307 هجري، طبعاً لم يعلم بالضبط تاريخ ولادة علي بن ابراهيم، أي انه لم يذكر في تراجم الرجال تاريخ دقيق حول ولادته، ولكن يستفاد من القرائن الكثيرة انه لا يمكن ان يروي عنه، فان وفاة علي بن ابراهيم كانت سنة 307 وجعفر بن محمد الرزاز توفي 368 قمري أي انه توفي بعد وفاة علي بن ابراهيم 61 سنة، اذن فلا يمكن ان يقال ان علي بن ابراهيم يروي عنه، وهكذا بقية الرواة وهناك رواة ايضا غير معاصرين له، فعلي بن ابراهيم لا يمكن ان يروي عن أي شخص من هؤلاء.
النكتة الثالثة: التي يذكرونها حول انه ليس جميع ما في التفسير لعلي بن ابراهيم، هي : انه يوجد في هذا التفسير موارد بعنوان اخبرنا وحدثنا والتي بعضها تناسب تلامذة علي بن ابراهيم ولا تتناسب معه، او انه حتى لو كانوا في زمن علي بن ابراهيم فلم ينقل علي بن ابراهيم عنهم، بل ان علي بن ابراهيم قد روى اكثر احاديث عن ابيه ابراهيم بن هاشم وبقية المشايخ الذين هم عبارة عن: احمد بن محمد بن خالد البرقي، واحمد بن عيسى، واحمد بن اسحاق، واسماعيل بن عيسى وحسن بن سعيد الاهوازي، وحسين بن سعيد الاهوازي، فان هؤلاء الرواة من مشايخ علي بن ابراهيم فمثلاً هو يقول: حدثنا او اخبرنا احمد بن ادريس.
الشاهد الاخر: على ان ليس جميع ما في الكتاب لعلي بن ابراهيم هو انه قد ذكر في الكتاب:> قال علي بن ابراهيم حدثني ابي< فمؤلف الكتاب لا معنى لان يقول هكذا نعم لو قال حدثني ابي لكان صحيحاً الا انه ورد في هذا الكتاب >قال علي بن ابراهيم حدثني ابي< فلا معنى لان يصدر هذا التعبير من نفس صاحب الكتاب.
الشاهد الاخر: قد ورد في بعض الموارد: راجع الى تفسير علي بن ابراهيم فهنا يوجد التعبير براجع.
شاهد اخر: الذي نريد ان نضيفه هو انه اساساً من البعيد جدا ان يروي علي بن ابراهيم عن ابي الجارود مع الوضع الذي هو عليه حيث اصبح من الزيدية وانحرف عن طريق الحق وصار محلاً لغضب الائمة المعصومين(عليهم السلام) أي ان علي بن ابراهيم مع جلالة قدره والعظمة التي هو عليها ياتي ويروي عن ابي الجارود؟ ان مثل هذا الكلام بعيد جدا في حدود فهمي.
وعليه فالاحتمال الاول وهو ان نقول ان جميع ما في التفسير هو لعلي بن ابراهيم غير مقبول، وما الاحتمال الثاني قد ذكر البعض ابا الجارود زياد بن المنذر، وقالوا ان ابا الجارود هذا هل هو زياد بن المنذر الكوفي او هو نفس ابو الجارود الهمداني، الذي قد ابتلى بالعمى كعلي ابراهيم القمي الذي اصبح ضريراً في اواسط عمره. لما خرج الحسين بن علي خرج معه ابو الجارود، ولهذا فالجارودية منسوبون الى زياد بن المنذر. كما قالوا في حقه: كان امامياً رجع لما خرج زيد بن علي فمال اليه وصار الزيدية ونقل الكشي روايات في ذمه يقول الشيخ الصدوق(رحمه الله ) انه رجع الى مذهب الحق بعد ذلك.
والنجاشي والشيخ لديهما طريق الى تفسير ابي الجارود، ويقول النجاشي: له كتاب تفسير القران، رواه عن ابي جعفر اخبرنا عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن ابي سهل كثير بن عياش القطان عن ابي الجارود
وقد روى الشيخ تفسير ابي الجارود عن احمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة بواسطتين. وينبغي ذكر هذه النكتة قد ذكر في الرجال تفسير ابي الجارود، لكنه لم يذكر تفسير لعلي بن ابراهيم بين الرجاليين، فما قالوه هو: ان له كتب، واما ان الرجاليين يقولون بان علي بن ابراهيم له كتاب تفسيري فهذا ما لم اجده في كتب الرجال بعد الدراسة والبحث.
الاحتمال الاخر: هو ان نقول ان علي بن ابراهيم كان عنده كتاب تفسير وفيه الروايات التي قد سمعهها عن مشايخه، وابو الجارود ايضاً له كتاب تفسيري فيه الروايات التي رواها عن الامام الباقر( عليه السلام)، ثم جاء شخص وجمع بين هذين التفسيرين ولفق بين الكتابين، الا انه من الواضح ان هذا الكلام غير صحيح، لانه لو كان هذا قسما من هذا الكتاب ممحض لابي الجارود لما قيل في الاية الاتية (حدثني ابي) والتي يقصد منها علي بن ابراهيم عن ابراهيم بن هاشم وفي الاية الاخرى يروي الرواية عن شيخ اخر وعن راو اخر فهذه كلها قد اختلطت؟ فان كان هناك شخصاً قد جمع بين كتابين فلا يمكنه ان يضع حديثين في مكان واحد وثلاثة احاديث يذكرها في مكان اخر. فهذه الطريقة اساسا غير صحيح، لانني قد رأيت بعض التعابير بعيدة جدا عن التحقيق مثلاً قالوا ان هذا الموضوع شبيه بذلك الامر الذي حصل بشان كتب الشيخ عباس القمي(رحمه الله) أي ان له كتاب باسم مفاتيح الجنان وله كتاب باسم الباقيات الصالحات فانهم بعد ذلك جمعوا بين الكتابين وقد جعلوا الاخر في حاشية الاول ومن الواضح ان هذا الكلام لا يمكن التفوه به في تفسير القمي وعليه فهذا الكلام غير صحيح.
المطلب او الاحتمال الثالث هو : ان نقول ان تلميذ علي بن ابراهيم ـ الذي هو ابو الفضل العباس ـ قد سمع روايات عن علي بن ابراهيم ورواها وكما قلنا ان في بعض اسنادها ابا الجارود وبعضها الاخر غيره من الرواة، وفي الواقع انه قد جاء بالروايات الواردة عن مشايخه في تفسير الايات ولكن حيث ان اكثر هذه الروايات مروية عن علي بن ابراهيم فعرف هذا التفسير بتفسير علي بن ابراهيم أي اننا لو تفحصنا هذا التفسير من اوله الى اخره لوجدنا انه قد روي عن اكثره عن علي بن ابراهيم القمي.
وقد ذكر في بعض الكتب ان الروايات الموجودة الى اخر سورة البقرة ترتبط بعلي بن ابراهيم وما بعده مروية عن ابي الجارود، واحياناً ورد فيه( حدثني ابي) واحياناً يروى عن المشايخ الاخرين الا انه يمكن ان يقال ان اغلب الروايات الموجودة في هذا التفسير مروية عن علي بن ابراهيم.
واقول ههنا انه في بعض الاحيان توجد مسائل مهمدة جدا في هذا التفسير ولكن لم يروها الا علي بن ابراهيم ولا يوجد في بقية الروايات امورا مهمة جداً، فالروايات التي جاءت في ذيل ايات ( الفيء) هي روايات مفصلة وهي توضح قضية فدك بجميع تفاصيلها.
وحسب المقدار الذي تتبعته بشأن تفسير علي بن ابراهيم أن دليله الاصلي هو ان يقال ان تفسيره مركب من روايات، أي ان حاصل الكلام هو: اننا لا يمكن ان نقول ان علي بن ابراهيم كان لديه تفسير باسم تفسير علي بن ابراهيم، نعم من الممكن ان يقال ان علي بن ابراهيم روايات في تفسير الايات وضمها الى بقية الروايات التي اوردها، اما ان يقال انه كان لديه كتاب باسم تفسير علي بن ابراهيم فهذا الامر لا وجود له.
اما ما يتعلق بابي الجارود فيمكن ان يقال انه كان لابي الجارد كتاباً في التفسير، وبناءاً على ما ذكره الرجالوين انه اساساً كان لأبي الجارود كتاب معروف بتفسير ابي الجارود، اذن فيمكن ان يقال ان ابا الفضل العباس قد روى عن علي بن ابراهيم وابي الجارود او محمد بن جعفر الرزاز او احمد بن ادريس او محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري القمي والرواة الاخرون الذين وردوا في هذا التفسير ويصل عددهم تقريباً الى ثلاثة عشر او اربعة عشر. وعليه فلا يمكن ان نقول بالنظرية الثانية التي كانت تقول ان هذا الكتاب هو كتاب ملفق من تفسير علي بن ابراهيم وتفسير ابي الجارود فان هذا الكلام غير صحيح وذلك لانه قد ذكرنا انه ليس لعلي بن ابراهيم كتاب تفسيري كي يكون ملفقاً من تفسير ابي الجارود، بل ان هناك من جمع هذه الروايات التفسيرية الواردة عن علي بن ابراهيم وابي الجارود وغيرهم فجمعها في كتاب واحد ولكن حيث ان أغلب هذه الروايات لعلي بن ابراهيم فعرف الكتاب بتفسير علي بن ابراهيم .
وحينما يقول العلامة المجلسي (رحمه الله) بشان علي بن ابراهيم: > له كتاب تفسير< فمراده هو ما ذكرنا وذلك لانه لم يرد عن الرجاليين ان له كتاب تفسير، فهذا النجاشي يقول: > علي بن ابراهيم بن هاشم، ابو الحسن القمي ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب سمع فاكثر وصنف كتباً واضر في وسط عمره. فعلى أي حال ان هذا الراوي الكبير قد ذهب بصره في وسط عمره، فهذا هو ما توصلنا اليه بشان علي بن ابراهيم وطبعاً ان هذا الامر حقيق بالتدقيق.
الملاحظة الاخرى: ترتبط بنفس ابي الفضل العباس وانه لماذا لم يكن له اثر في كتب الرجال، فان كان قد رواى هذا الكتاب حقيقة فكيف يمكن لراوي يروي هذه الروايات الكثيرة( وبهذا التفصيل) عن علي بن ابراهيم ولا يكون له في كتب الرجال عين ولا اثر؟
والجواب: انه لو اخذنا بنظر الاعتبار هذا الكلام وهو انه كل راوي لا بد ان يذكر اسمه في كتب الرجال فهذا الكلام لا محصل له، وذلك: لانه يحتمل انهم ظنوا من اول الامر ان هذا الكتاب لعلي بن ابراهيم و لهذا السبب لم يعيروا اهتماماً لابي الفضل العباس، وطبعاً ان قد ذكر المرحوم اقا بزرك الطهراني مطالباً حول اولاد ابي الفضل العباس الثلاثة الذين ذهبوا الى (طبرستان) وقاموا بترويج مذهب الزيدية، وهو يقول ان ابا الفضل العباس قد ذهب الى مدينة طبرستان التي كان اغلب اهلها على مذهب الزيدية كي ينشر بينهم تفسير علي بن ابراهيم وقد ضم اليه تفسير ابي الجارود، وكما قلت سابقاً ان هذا الكلام انما يصح فيما لو كان تفسير ابي الجارود قد ضم الى تفسير علي بن ابراهيم بشكل مستقل لا بصورة منتشرة هنا وهناك، مثلاً: >حدثني ابي قال علي بن ابراهيم< فحدثني ابي لا تنسجم مع قال علي بن ابراهيم، فهذا خلاصة ما يمكن ان يقال بشان تفسير علي بن ابراهيم.
السؤال: على اية حال انكم في ميدان اساتذة الفقه ونحن نتكلم حول الفقه ايضاً ، وتوجد عندنا قضيتان فقهيتان في زمن الائمة المعصومين(عليهم السلام)، احدهما: القضية التي تبتني في الاجتهاد على المباني الاصولية المتلقاة، وثانيهما: هي الاقتصار على الحديث وترك العقل حتى بالنسبة الى تلك الاصول الاستنباطية المهمة . واصحاب القسم الاول: هم اشخاص من قبيل هشام بن الحكم، واصحاب القسم الثاني: هم اكثر المحدثين القميين الذين كان لديهم اتجاه اخباري في ذلك الحين.
ونحن نريد من سماحتكم ان تبينوا لنا ان علي بن ابراهيم كان من أي الاتجاهين:
وطبعاً جدير بالذكر انه مع الالتفات الى ان علي بن ابراهيم من تلامذة امثال: الكليني واحمد بن ادريس والرواة الاخرين من قبيل علي بن بابويه القمي فهو تقريبا يتجه نحو الطريقة الاجتهادية لزرارة، فهل انكم تدرسون علي بن ابراهيم في الدائرة الاولى أي انه يميل الى الفقه الاجتهادي الذي يعتمد على تلك الاصول الاستنباطية المتلقاة من الائمة(عليهم السلام) او انه يميل الى الاتجاه الاخر وهو التمشي مع الحديث والذي تجلى على شكل الاخبارية في مابعد؟
الجواب : ان لهذا الموضوع بحث مفصل فهل يوجد هذان الاتجاهان في زمن اصحاب الائمة (عليهم السلام) حقيقة او لا؟ وهل ان هذا التقسيم بالنسبة الى زمن الائمة صحيح او لا؟
هذان المسلمكان المسلك الاخباري والاصولي انما حصلا بعد زمان الائمة الطاهرين(عليهم السلام) وبحسب معلومتنا انه لا يمكن ان يكون لدينا هذا التقسيم في زمان الائمة (عليهم السلام) أي: انه لا يمكننا ان نقول كان زرارة من اصحاب الاجتهاد والراوي الاخر في قباله، وطبعا هناك نوع من الاجتهاد كان موجودا في زمن الائمة (عليهم السلام) وكان جميع الاصحاب يعتقدون به، مثلاً : ان الاخباري لا يرى ان التمسك بظواهر القران حجة ، فهو لا يقول بحجية ظواهر القران الكريم.
فهل ان علي بن ابراهيم الذي روى جميع روايات هذا التفسير وفي بعض الاحيان يقوم ببيان بعض ظواهر الايات حيث يقول( كشف الحجاب عن ظاهر الايات) هل كان علي بن ابراهيم ممن يقول بحجية الظواهر او لا؟ فهذا الامر يمكن ان يقال بصدقه هنا.
ان الائمة( عليهم السلام) كانوا يامرون اصحابهم بالتدبر في ايات القران الكريم الاعتماد على القران والاجتهاد في الفروع طبقاً لظواهر القران الكريم، وتوجد لدينا روايات كثيرة حول هذا الموضوع. والمثال الاخر هو الشيخ الصدوق حيث كان لديه جمود كثير على ظواهر الروايات، الا انه ليس ممن يقول لا بحجية ظواهر القران الكريم بل انه قد استند الى ظواهر القران الكريم في فتاواه.
وهذا احد الطرق لحل النزاع بين الاخباري والاصولي بحيث نرى كيف كان يتعامل اصحاب الائمة(عليهم السلام) مع الاحاديث والايات.
وهكذا يروي الكليني الروايات التي ترتبط بالعقل والتي ورد فيها ان العقل حجة وبناء على هذا فلا يمكن ان نقول ان كل من كان محدثاً فهو اخباري، بل ان كثير من المحدثين هم على رأس الفقهاء، مثلاً انتم تعتبرون ان علي بن ابراهيم مفسر في ان الاخباريين لا يقبلون هذا الكلام، فالاخباريون قد اغلقوا باب التفسير الا بعض الامور الواردة في بعض الروايات الصادر عن الائمة(عليهم السلام) فهم يقولون انه لا ينبغي للمحدث ان يبدي رأياً، وعليه فانا وان كنا نعتقد ان علي بن ابراهيم محدث قوي جداً، الا انه يستفاد من تفسيره انه كان يقبل اصل الاجتهاد.
السؤال: ان اكثر اصحاب الائمة (عليهم السلام) كفقهاء اليوم كانوا يواجهون مشاكل، فيشتكون عند الامام، مثلاً يونس بن عبد الرحمن يشتكي الى الامام الرضا(عليه السلام) انه الناس يرموني بالزندقة وهذا مع ما هو عليه من الجلالة والعظمة فما هو رأيكم في مثل هذا المسائل؟
الجواب: هكذا هو الامر في المسائل الاعتقادية، لان بعض اصحاب الائمة (عليهم السلام) كانت عندهم اعتقادات يصعب على الناس دركها وفهمها، الا ان هذا لا ربط له بمحل النزاع، فان نزاع الاصولي والاخبارية في بعض المسائل التي حصلت بعد زمن الائمة (عليهم السلام) في القران السادس والسابع فما بعد، أي انه لم يكن في زمن الائمة هكذا نزاع وان كان هناك نزاعات اخرى.
السؤال: ما هو رايكم في تفكيك اقوال وروايات ابي الجارود عن اقوال وروايات علي بن ابراهيم وهل نفذت بعض الاجراءت تجاه هذا الموضوع؟
الجواب : بحسب اعتقادي لا ينبغي ايجاد بعض التغييرات في هذا التفسير فانهم قد ذكروا بعض القرائن مثلا يقولون: ان يستفاد من العبارة > في رواية ابي الجارود < بوضوح ان هناك من جمع هذا الكتاب فهو يروي عنهم أي: انه قال في بعض الموارد: يقول: > في رواية ابي الجارود< وفي مكان اخر يقول: > قال علي بن ابراهيم< فما قيل من ان لكل من علي بن ابراهيم وابي الجارود تفسير غير صحيح، بل ـ كما ذكرنا سابقاً ـ ان هناك شخصاً وهو ابو الفضل العباس ويحتمل ان تلميذه سمع عن ابي الفضل انه روى روايات علي بن ابراهيم في ذيل الايات وروايات ابي الجارود وهكذا غيرها من الروايات المروية عن غيرهما أي الروايات المروية عما يقرب من اربعة عشر راوي او اكثر الذين لا يمكن لعلي بن ابراهيم ان يروي عنهم باعتباره غير معاصر لهم كلها جمعها في مكان واحد ولكن حيث ان اغلب الروايات هي لعلي بن ابراهيم عرف هذا التفسير بتفسير علي بن ابراهيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------------------------------------------------
[1]. نساء / 24. تفسير قمی، ج1، ص135.
[1]. سجده / 1-3. تفسير قمی ج2، ص156.
[3] . تفسير قمي، ج1، ص4، مقدمه المحنف.