نصوصنا الدينية مطابقة للعلم تماما
06 ربیع الثانی 1445
19:48
۵۳۴
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحیم
رحم الله المرحوم آية الله السيد اسماعيل الهاشمي مؤسس مجمع الامام الباقر (عليه السلام) الثقافي والذي كنت له مخلصا. لقد كان الفقيد محامي والدنا في أصفهان، ولهذا السبب لدي ذكريات عنه.
وبالمناسبة اتحدث حول الاية الكريمة «هَلْ يسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يعْلَمُونَ»
وظاهر الآية يدل على أن العالم وغير العالم ليسا سواء. ولكن وراء هذا الظاهر يكمن معنى أعلى في هذه الآية. والأحاديث التي تبين الفرق بين العالم والجاهل ان فكر ساعة تعدل عبادة سبعين سنة من عبادات الجاهل تعود جذورها إلى هذه الآية. وكما أن ذنب العالم ذنب الجاهل في كثير من الأحيان، فإن نوم العالم، وصمت العالم، والنظر إلى العالم يعتبر عبادة.
ان المعنى الدقيق والاعلى هو ان الله تبارك وتعالى لا يريد ان يقول اني لا يستوي عند العالم والجاهل ولكن يريد ان يقول هل من المعقول ان يستوي العالم والجاهل مثل ما لو سأل سائل هي يستوي الانسان والحجر؟ ومعنى هذا الاستفهام الانكاري وهو انه لا يعقل ان يكون هذين الاثنين شيئا واحدا، وليس المراد ان الله تعالى قد وضع مرتبة الانسان اعلى من الحجر بمرتبتين، فانتم ايها الناس لو سألكم احد هل يستوي الانسان والحمار ستضحكون من سؤاله بلا ريب لانه من الواضح ان الانسان غير الحمار
اذا فالمستفاد من الاية القرآنية ليس هذا وان كان الله هو اعلم والانسان لا يجوز ان يبت بمعنى الاية لكن ما يستفاد من الاية الكريمة «هَلْ يسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ» بمعنى انه ليس من المعقول ان يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
منشأ علم الله تبارك وتعالى وجميع العلوم تجلي الله وجود العالم ايضا هو مظهر علم الله.
لماذا جاء في الروايات عن قول الله عز وجل«من أهان عالماً فقد أهاننی»، لان العلم صفة الله والعالم مظهر الله واذا اهان الشخص حجرا او جاهلا او حيوانا فقد اهان الله بالرغم من ان هذه الامور من الناحية العرفانية الدقيقة ايضا من تجليات الله لكن اهانة تلك الامور لا تعد اهانة لله تعالى. فان تلك الامور مظهر للاسم الحي فحسب مع ان الفرد العالم بالاضافة الى انه مظهر اسم الحي لكنه مظهر من علم الله تعالى .
«هَلْ يسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ» بالفعل يصبح الإنسان الذي يسير على طريق المعرفة مظهر لتجلي الله في كل لحظة، فهل من المعقول أن يتساوى مع شخص لا علاقة له بالعلم على الإطلاق؟ فالإنسان الذي لا يستفيد من العلم فهو جاهل، لا يعرف نفسه، ولا ربه، ولا يعرف القواعد، ولا يعرف العقائد، ولا أسرار الدنيا، وطريقه طريق آخر على الإطلاق. ، وهذان ليسا متساويين.
بناء على التوضيح الظاهري لهذه الاية الكريمة «هَلْ يسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ» وهذا يعني ان العلماء هم اعلى بعدة مراتب من الجاهلين ولكن بناء على هذا المعنى لا يمكن ان نضعهم جنبا الى جنب.
قلت هذا لكي تتضح لك أهمية عملكم، والمرحوم آية الله الهاشمي وأنتم وكل من يسير على هذا الطريق تريدون إرشاد الناس والشباب في طريق العلم، اولا ان نفس هذا العمل طاعة وعبادة وقطعا ان هذا العمل افضل بكثير واجره اكثر بكثير من ان تتصدقوا بجمع اعمالكم.
ان النبي (صلی الله علیه و آله) حينما ارسل امير المؤمنين (عليه السلام) الى اليمن قال له لان يهدي الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس. فلو فرضنا أن ثروة شخص ما تبلغ ألف مليار دولار، فإنها لا تزال أقل مما أشرقت عليه الشمس، انظر ما مدى قيمة وأهمية مكانة العلم والعالم والمعلم؟ حتى في حالة أولئك المسؤولين عن توفير الأرضية لتعليم البشر، لأن العلم هو ظهور الله، وهو سبب لاحياء العالم والمتعلم. فاذا صيرتم شخصا عالما فهو مصداق لقوله تعالى: «من احیا نفساً فکأنما احیا الناس جمیعاً»
ويستند هذا البيان على أسسنا الدينية فاعرفوا قدر انفسكم وخاصة في هذا الوقت الذي برز فيه الدين بمعناه الأوسع، وأصبح شبابنا في أمس الحاجة إلى الوعي الديني.
كما ترون، ليس هناك آية واحدة في آيات القرآن أو رواية تخالف العلم. ما أجمل وصف القرآن لمراحل تطور الإنسان في بطن الأم قبل ألف وأربعمائة سنة؟ الأربعون يومًا الأولى تسمى نطفة، والأربعون يومًا الثانية هي العلقة، والتي تعني انعقاد الدم، والتي اطلقت في اللغة على العلقة، واليوم، بهذه الأجهزة المتطورة، قاموا بتصويره بالألوان، وهو على شكل علقة بالكامل. وفي ذلك الوقت، عندما لم يتمكنوا من فهم ما يجري داخل رحم المرأة، أعطى القرآن هذا الوصف الدقيق، وسمعت أن بعض الأطباء في أمريكا أسلموا عندما سمعوا هذه الآية وقالوا إن القرآن كيف طرح هذه القضية بهذا الوصف الدقيق في ذلك الوقت ، فتبين أن هذا الكلام ليس كلام الإنسان بل هو كلام الله والوحي.
إلا أن نصوصنا الدينية تتفق تماما مع العلم، وخلال هذه الـ 1400 سنة، لم يتم العثور على حالة واحدة تناقض العلم، بل على العكس، كلما تقدم العلم والمعدات العلمية، أصبح توافق الآيات مع العلم أكثر وضوحا.
ونأمل أن تتمكنوا بمباركة هذه الثورة، خاصة في الوضع الحالي، من إعداد علماء ملتزمين، علماء سيفتحون أمام الإنسانية نوافذ كثيرة من آفاق العلم، لخدمة المجتمع الإنساني والإسلام والثورة.