الابتعاد عن الامامة ابتعاد عن العقل والعقلانية وبواسطة الامامة يمكن ان تصل البشرية الى كل ما تحتاجه
24 صفر 1441
16:08
۱,۳۸۹
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
اقدم شكري للاخوة والاخوات الحضور، والأساتذة والمسؤولين المحترمين في هذا المخيم، الذي عقد في مدينة قم ، عاصمة الشيعة والإسلام في العصر الحاضر.
بمبادرة من السيد السبزواري، لأكثر من 20 سنة ، تم تشكيل هذا المخيم للإخوة والأخوات الذين يعيشون في الغرب حيث يتم جلبهم إلى جمهورية إيران الإسلامية للتواصل مع العلماء والحوزات العلمية في مدينتي مشهد و قم.
أامل انكم بعدما ان تتموا هذا المخيم وترجعون الى بلدكم تكونوا مصداقا للاية الكريمة: «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون»
ومن العاملين بهذه الاية الكريمة، وفي هذه الفترة القصيرة من الزمن تعلموا أساسيات الدين ومذهب الشيعة والإمامة ، حتى تتمكنوا من نقل هذه العلوم للآخرين عند عودتكم إلى بلدكم.
وخلال هذه الفرصة القصيرة احاول ان اشير الى الاية السابقة والثامنة من سورة التغابن: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «زَعَمَ الَّذينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسير» ما هو أساس الفكر والمشكلة الرئيسية وسبب إصرار الكفار على عدم ايمانهم؟
يقول إلله تبارك وتعالى: أن المشكلة الأساسية للكافرين هي أنهم لا يؤمنون بالآخرة ويقولون إنه بعد هذا العالم ، لا يوجد عالم آخر ،ولن نبعث مرة اخرى للحساب والعقاب. يقول الله للنبي في هذه الآية ، أخبرهم أنكم لديكم بعث ونشور ويتحقق يوم القيامة بالتأكيد ، وسوف ترون كل ما قمت به من اعمال في القيامة.
وقال الله تعالى في آية أُخرى: «فَآمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذي أَنْزَلْنا وَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبير»؛ فالله عز وجل يقول امنوا بالله ورسول الله وبالنور الذي انزلناه وهذا النور في الحقيقة له ظهوران ظهور خارجي وظهور باطني اما الظهور الخارجي فهو القرآن واما الظهور الباطني فهو الائمة المعصومين عليهم السلام.
توضيح الامر أن هناك قانوناً في هذا الكون بأن كل شيء له مظهر خارجي وباطني، للإنسان مظهر خارجي وباطني. للكون نفسه مظهر خارجي وباطني، والأ عمال التي نقوم بها لها مظهر خارجي وباطني. وقد ورد في الروايات أيضًا أن كل شيء له مظهر خارجي وباطني. ما هو باطن القرآن؟ ظهور القرآن هو نفس السطور المكتوبة التي يراها البشر ، ولكن ما هو باطن القرآن؟ قال الرسول الكريم صلى الله عليه واله سلم إن باطن القرآن الكريم هو الأئمة( عليه السلام).
يدعي الشيعة ان الانسان لديه مصباح بجانب القرآن وهو نور الإمامة ، لذلك يجب أن نكون أقرب إلى حقيقة الإمامة قدر الإمكان ، بغض النظر عما إذا كان الانسان طالب حوزة او غير طالب حوزة ذكرا كان او انثى. إن حقيقة الإمامة هي الطريقة الوحيد لإنقاذ الانسانية وايصالها الى السعادة، إذا أردنا أن نحصل على الدنيا سعيدة واخرة حميدة ، فإن الطريق الوحيد هو معرفة الوصايا والارشادات في جوانب الحياة المختلفة والتي قدمها لنا امير المؤمنين عليه السلام واولاده المعصومين الطاهرين عليهم السلام اجمعين.
يقول الله تعالى في القران الكريم لرسوله: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرين»؛ إذا كنت لا تخبر الناس بإمامة الإمام علي عليه السلام ، كما لو أنك لم تفعل شيئًا ولم تنفذ مهمة الله عز وجل ، فهذا هو أفضل دليل لهذه المجموعة من رواياتنا. يسألنا السني عن سبب عدم قبول الصلاة والحج والصيام بدون الولاية؟ .
هذا سؤال عادة ما يطرحه أخوتنا أهل السنة علينا نحن الشيعة الذين نؤمن بعدم قبول الصلاة والصوم والحج والجهاد وعبادات أولئك الذين لا يؤمنون بالإمامة. دليل ذلك بالإضافة إلى الروايات المتقدمة هذه الآية من القرآن:«يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ» يقول للنبي إن لم تبلغ الإمامة كأنك لم تبلغ الصلاة ، فكأنك لم تبلغ الصوم ، و الحج ، ولم تبلغ أي شيء. لذلك اتضح أن الإمامة هي أساس الدين وأساس الإسلام. وكذلك اسألوا عن هذه الرواية «مَنْ مَاتَ وَ لَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّة» ؟ لماذا يجب على أي شخص أن يصلي ، يصوم ، الحج ، ويساعد الفقراء ، لكنه لا يعرف إمام زمانه ولا يعرف ذلك الحجة الذي بينه وبين ربه ، فإذا مات مات ميتة جاهلية. الموت الجاهل يعني الموت قبل الإسلام ، اي الموت على غير دين الاسلام. لماذا هذا؟ اتضح أن أساس هذا الدين وكل هذا الدين يجب أن يكونا في محور الإمامة.
شكل المستعمرون بين السنة فرقة خارج الدائرة السنية تدعى الوهابية ونشأوا تحت غطاء السنة ، واستمرت هذه الوهابية وانتجت طالبان ثم القاعدة ثم داعش باسم الإسلام باسم امة النبي. وما اكثر الجرائم التي يرتكبونها باسم امة النبي الاكرم (ص)! سألنا لماذا فعلوا هذا؟
لأنهم كانوا بعيدين عن واقع الإمامة ، فإذا كانت البشرية تركز على الإمامة في عصرنا ، فإنها حينئذ لا تسمح لنفسها أن ترضى بأقل قدر من الاضطهاد حتى لغير المسلمين. إذا كنا نؤمن بالإمامة ، ونتبع الإمام صاحب الزمان والأئمة الطاهرين ، فإن مدرسة هؤلاء الأولياء هي مدرسة العقل والمنطق. لذا فإن الابتعاد عن الإمامة هو خروج عن العقل والعقلانية التي اصبح البشرية اليوم باشد الحاجة اليها.
يمكننا حل جميع الاحتياجات الإنسانية من خلال الامامة ، فإذا عززنا معتقداتنا ، فلدينا إرشادات في جميع الأمور ، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية والعائلية والسياسية والعسكرية ، وما إلى ذلك ، هذه الارشادات جاءتنا من الأئمة الاطهار عليهم السلام. لا تجد تناقضًا بين ما قاله الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وبين ما قاله امير المؤمنين (عليه السلام) أكثر من 50الف رواية لأهل البيت (عليهم السلام) لا توجد فيها تناقضات. لا يمكن القول أن ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يتفق مع ما قاله الإمام صادق (عليه السلام)! فهم نور واحد وينبغي ان نفهم الائمة أكثر.
وينبغي ان نفهم الامامة جيدا وقد وردت روايات واحاديث تحثنا على قراءت هذا الدعاء بالنسبة الى امة اخر الزمان لا سيما بعد الصلوات ضع جبهتك على التربة وقل:
«اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي».
وهذا المقطع الاخير هو المهم لدينا؛ «اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي»، إذا كنا لا نعرف حجتنا، فسوف نسلك طريقا خاطئا، وإذا لم يهتم أحد في الوقت الحالي بالإمام زمان (عليه السلام) فانه ضل الطريق.
أشكركم جميعًا مرةً أخرى وآمل أن تتكرر هذه الرحلات لكم وأن تعود إلى اوطانكم بأمان وانتم تحملون اليها متاعا من المعنويات.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
اهم نقاط البحث:
1ـ ان المشكلة الاساسية للكفار هي انهم لا يؤمنون بالاخرة ويقولون حينما ينتهي هذا العالم لا يوجد عالم اخر ولا نبعث مرة اخرى للحساب والمحاكمة.
2- ظاهر القرآن هذه السطور المكتوبة الذي يراه المرء ولكن ما هو جوهر القرآن؟ قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله و سلم إن القرآن الكريم هو الأئمة.
3-حقيقة الإمامة هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ البشرية وايصالها الى السعادة ، إذا أردنا أن نصلح دنيانا وآخرتنا، فإن الطريقة الوحيدة هي معرفة ما قدمه لنا أمير المؤمنين وأبنائه الائمة الطاهرين في جوانب مختلفة من الحياة.
4- لو ان البشرية في عصرنا استقامت على اساس ومحور الامامة ، فلن تسمح لنفسها ان يمارس الاضطهاد بحق حتى غير المسلمين.
5 - مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هي مدرسة العقل والمنطق. لذا فإن الابتعاد عن الإمامة هو خروج عن العقل والعقلانية ، العقلانية التي تكون البشرية المعاصرة باشد الحاجة اليها.