الامام الخمینی ره من ابرز الصديقين/ تراث السيد الامام هو فكرة الحكومة الاسلامية في زمن الغيبة
13 ربیع الاول 1441
20:48
۲,۸۱۰
خلاصة الخبر :
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحیم
يوم الاثنين 14 من شهر خرداد الموافق ليوم رحلة قائد الثورة الاسلامية القائد عظيم الشأن السيد الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)
كان السيد الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) يتمتع بشخصية شمولية وقلما نجد شخصية مثل شخصيته بحيث تكون جامعة للخصال، وقد كان لدينا علماء جامعين للمعقول والمنقول ولكن جامعيتهم كانت بهذا الحد بان يكون لديهم هيمنة على الفقه التفسير والعرفان والعلوم الاخرى وقد درسوا هذه العلوم ولكنهم لم يبلغوا القمة فيها، نعم كانوا من المتميزين في ذلك ولكنهم لم يبلغوا القمة فيها، واما السيد الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) فكان شخصية قد بلغت قمة علم الاصول وقمة الفقه والتفسير والعرفان والسياسة.
وللاسف لحد الان وقد مضى 30 عاما عن ارتحال هذا الرجل العظيم ولكن للاسف ولحد الان لم تتضح شخصيته للحوزات العلمية فضلا عن غيرهم.
واني اوصيكم بالاستفادة من البركات العلمية لهذا الرجل واتمنى ان يأتي اليوم الذي تظهر فيه ابتكارات السيد الامام الخميني قدس سره في الاصول والفقه والتفسير والعرفاني من خلال كتاب ونقدمها الى العلماء من اهل العرفان والمخصصين في هذا الفن وقد شهد له هؤلاء بانه لديه افكار خالصة وابتكارية في هذا المجال.
ویکفی في التفسیر أنه ورد في أحد كتب الإمام الذي هو اداب الصلاة أو أسرار الصلاة ،حينما يتكلم عن آية من الآيات القرآنية ، يطرح الكثير من الملاحظات الرائعة التي لم ترد في اي كتب من التفاسير ، حيث انه تحدث عن هذه الاية الكريمة وكان يقول انه يوجد في ذهني عن هذ ه الاية الكريم بحيث لو اردت ان كتبها سيكون كتابا في حد ذاته . ، هذا غريب جدًا ، لم يكن الإمام يقول أنه كان جالسًا فقط على طاولة الآخرين يحاول فهم كلمات الآخرين ونقلها. لقد أعطاه الله روحًا مليئة بجميع جوانب الفقه والمبادئ والتفسير والعرفان. في مجال الأخلاقيات والتربية ، فإن كتابه الأربعون حديثا ليس له مثيل وليس في ذلك اي مبالغة. ومهما قرأ الإنسان هذا الكتاب فهو قليل في حقه.
حينما كنت اقرأ هذه الايات المباركة من سورة مريم المباركة: «وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِبْراهیمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّیقًا نَبِیا» وحنيما يصل الى موسى عليه السلام «وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصًا وَ كانَ رَسُولاً نَبِیا»، «وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِدْریسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّیقًا نَبِیا» وقد انقدح في ذهني من دون تعصب او محبة هل يمكن ان نعد السيد الامام الراحل من الصديقين او لا؟
رأيت أن الإمام هو بحق أحد الأمثلة البارزة للصديقين. وقد ورد في التفاسير معنى الصديق معنيان ، المعنى الأول هو المبالغة في التصديق والمعنى الثاني هو المبالغة في الصدق. المبالغة في التصديق تعني كثير التصديق في امور الدين. فالصديق يعني الشخص الذي يكون كثير التصديق في دينه وهو يؤمن بكل ما جاء عن الله تعالى.
أما ما يتعلق بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، فهي ملقبة بالصديقة وكان للإمام أيضًا هذه الروح ، وكانت إحدى الصفات الوجودية للإمام انه كان مصدقا بالإسلام تمامًا في كل ما جاء في الإسلام وفي مدرسة أهل البيت عليهم السلام من واجبات ومستحبات ومكروهات واخلاقيات وسياسات.
المعنى الثاني هو المبالغة في الصدق اي كثير الصدق وقد رجح المرحوم العلامة الطباطبائي هذا المعنى ولكن يبدو ان المعنى الاولى هو المبالغة في التصديق هو الاصح.
فان قال الله تبارك وتعالى للنبي الاكرم صلى الله عليه واله «وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِبْراهیمَ» فنحن نستفيد من هذه الاية الكريمة انه لا بد ان نذكر السيد الامام رحمة الله عليه الذي احياء الاسلام ومذهب اهل البيت عليهم السلام في هذا القرن.
وكذلك كان من مصاديق المخْلصين بالفتح لا المخلصين بالكسر، فالمخلِص هو الانسان الذي يؤدي عمله لله تعالى، واما مخلص بالفتح فهذا يعني ان الله تعالى اخلصه لنفسه وهو ممن اختاره الله لنفسه، فهو من اختاره الله تعالى، وكان السيد الامام رحمه الله من مصاديق المخلصين بالفتح حيث ان الله تعالى اختاره واصطفاه في هذه البرهة من الزمن للدفاع عن دينه ووفقه الله لان ينجح هذه الحركة العظيمة.
النقطة التالية هي الحفاظ على تراث السيد الإمام الخميني قدس سره ؛ يجب أن نحيي تراث السيد الإمام الخميني قدس سره ، تراث السيد الامام الخميني قدس سره هو فكرة الحكم الإسلامي في زمن غيبة الامام صاحب العصر والزمان.
واحدة من المؤامرات التي بدأت في المنطقة وخارج المنطقة على مدى العامين الماضيين هي التساؤل عن فكرة ولاية الفقيه والحكومة الإسلامية في زمن الغيبة ، التي كانت هذه الفكرة هي تراثا عظيما للسيد الامام الخميني قدس سره في حياته وبعد وفاته ، السيد الامام الخميني قدس سره قد استطاع استنباط ولاية الفقيه من هذا الدين في زمن غيبة الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف فيما اذا توفرت الشروط وقام الشعب بدعمها لتشكيل الحكومة. فهذا هو تراث عظيم وخدمة كبيرة قدمها السيد الإمام الخميني قدس سره للإسلام وهذا البلد والامة الاسلامية.
المئات من نظريات كبار العرفان والفلسفة ، مثل الحركة الجوهرية لصدر المتألهين ، بالرغم من انه اوجد انعطافة في تاريخ الفسلة لكن مع ذلك فانها لا تصل الى أهمية هذه النظرية ، على الرغم من أنها خلقت موجة في تاريخ الفلسفة. لذا ، فان هذه المسألة ليست مسألة سطحية لكي نكتفي بالقول بأن الإمام شكل حكومة ، وهل الآن يمكننا الاحتفاظ بها أم لا. مسؤولية الحوزات العلمية هي تعزيز الأسس العلمية للحكومة الإسلامية وللدولة الإسلامية يوما بعد يوم. ولا نسمح و لا ندع القواعد العلمية لها تقع بيد من هم ليسوا اهلا لها ، واليوم و للأسف يتطرق الى هذه القضايا من هو ليس اهلا لها.
ننظر إلى هذه الحكومة الإسلامية على أنها امانة إلهية كبيرة ، وليس كقوة سياسية ، رغم أنها أيضًا قوة سياسية. اليوم ، بفضل هذه الثورة ، وبفضل نفس الحكومة ، اكتسب الشيعة السلطة والمنعة في العالم.
الشخص الذي أخرج العراق وسوريا من التهام داعش كانت عبارة عن قوة وهيمنة ايران وولاية الفقيه. بالطبع ، لا يمكن إنكار الدور الكبير للمرجعية في العراق والحشد الشعبي الشعب العراقي. لكن العالم بأسره يعرف تمام المعرفة أنه لولا إيران اليوم ، لكانت داعش قد سيطرت على سوريا والعراق. داعش بعيدة كل البعد القيم وهي اخبث واسوء من إسرائيل نفسها. في رأيي ، لو كان داعش قد سيطر على العراق وسوريا ، فلن يكون الأمر مهمًا بالنسبة لأميركا والصهيونية في عالمية إسرائيل لأن داعش كان سيصب أكثر في المصلحة الأمريكية وبالتالي تصبح امريكا قادرة على تدمير الدول الإسلامية.
يجب علينا أن نستفيد من هذه الآثار الثمينة للسيد الإمام ، اي الحكومة الإسلامية في عصر غيبة الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ونحفظ ولاية الفقيه كبرويا وصغرويا.
ماذا تعني الامانة؟ الامانة تعني أنه إذا وجدنا في مكان ما موظفا او مسؤولاً يسير بخلاف حركة الاسلام لا بد ان نكون صرخة ضده من اجل الاسلام ، او رأينا احد المسؤولين الذين لا يراعون حقوق الناس لا بد ان نصرخ ونكون صرخة في وجهه، فهناك محورين أساسيين في كل خطابات السيد الإمام الخميني قدس سره: احدهما الإسلام و الاخر الناس والامة. لماذا يتصرف بعض المسؤولين اليوم بحيث يشعر شبابنا بالإحباط من السيد الإمام قدس سره والثورة؟ ليس لدي أي علاقة بهذا المسؤول او ذاك وهذه الحكومة او تلك الحكومة ، لكن لسوء الحظ يوجد أشخاص لا يتعاطفون مع الدولة الإسلامية.
هناك أشخاص يرشقون بالحجارة من أجل السلطة ومن أجل تقوية حزبهم. ما هذا العمل ومع اي منطق ينسجم؟ لدينا امانة في اعناقنا باسم الثورة الإسلامية التي أريقت دماء الآلاف من الشهداء من اجلها، وكلنا مسؤولون عن كل قطرة دم لهؤلاء الشهداء في يوم القيامة! لا تظن أنه في يوم من الأيام لا سمح الله لا رأت عين أحد ذلك اليوم ، حينما توجه ضدمة لهذا النظام وهذه الثورة الاسلامية نقول فليكن ذلك جاءت حكومة لمدة وانتهت ونقعد مكتوفي الايدي. لا ، كلنا مسؤولون عن هذه البركة وهذه النعمة الإلهية العظيمة.
ومن هنا فان توصيتي لكم هي ان تحافظوا على هذه النعمة والامانة ففي المكان الذي يجب فيه ان ندافع فيجب ان ندافع، وبالطبع الدفاع من دون الاستفسار من قبل طلاب الحوزة سيئ جدا، لانه ينبغي لطالب الحوزة ان يدافع عن المبادئ الدينية لا ان يكون تابعا لهذا الحزب او ذاك او لهذه الشخصية او ذلك التيار.
اذا أرادوا من طالب الحوزة ان يخرج الى الشارع وينادي لهذا الحزب فهذه اكبر ضربة للاسلام والثورة فيجب على طالب الحوزة ان يخرج الى الشارع طلبا للدين وقد علمنا السيد الامام ذلك فيجب علينا حفاظا على الدين الدفاع عن الحكومة الاسلامية والسيد قائد الثورة الاسلامية والمسؤولين فاذا قمنا بتفكيك ذلك عن الدين وقلنا هنا ندافع وهنا لا ندافع وهذه نضربها وهذه لا نظربها وهنا مصالحنا وهنا لا توجد منافعنا فان هذا كله ذنب كبير وخيانة في الحفاظ على هذه الامانة الالهية العظيمة.
الخلاصة
يجب ان نعرف السيد الامام ونعرف تراثه ونحافظ على هذه الثورة ولا نسمح ان يدب اليأس في قلوب الناس، ومن جملة الطرق التي تستخدم لسلب الامل من الناس هو ان نقول ان الحكومة الاسلامية لم تستطع ان تقيم العدل بين الناس. فما هو الاشكال الذي يرد على هذه الحكومة؟ اليست هذه الثورة الاسلامية تريد ان تطبق القران وروايات اهل البيت ع والعدالة والحكومة الالهية؟ فاذا لم يتمكن المسؤولين من اجراء ذلك فالمشكلة في الاشخاص لا في مبادئ الثورة.
ان هذه الحكومة ان شاء الله ستبقى صامدة بالرغم من وجود العدو من خارج البلاد، ولو القينا نظرة على ارهاصات الاربعين عاما الماضية على هذه الثورة الاسلامية لا يمكن ان ننكر الطاف الله تعالى وعناياته بهذا البلد والثورة الاسلامية فان من ينكر ذلك فهو غير منصف جدا، فهذه الالطاف والعنايات الالهية هي امر حقيقي وواقعي وينبغي ان يكون لدينا الاستحقاق لهذه العنايات كي تستمر هذه العنايات ان شاء الله تعالى واكثر من السابق.
وصلی الله علی محمد و آله الطاهرین
أهم النقاط:
1ـ الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه هو شخصية اشرفت على قمة علم الاصول والفقه والتفسير والعرفان والسياسة.
2ـ نسأل الله ان يأتي اليوم الذي يتم جمع وتأليف ابتكارات السيد الامام في علم الاصول والفقه والتفسير والعرفان وتوضع بين يدي المفكرين.
3ـ من الخصائص الوجودية للسيد الامام انه كان عاملا ومعتقدا بجميع مبادئ الاسلام ومذهب أهل البيت (عليه السلام) من الواجبات والمستحبات والمكروهات والاخلاقيات، السياسات، وكان مصدقا بها بشكل كامل.
4ـ السيد الامام من مصاديق الخلصين وقد اختاره الله تعالى في هذه البرهة من الزمان للدفاع عن دينه ونصره في ثورته العظيمة.
5ـ يجب علينا الحفاظ على ميراث السيد الامام الخميني قدس سره ان ميراث السيد الامام هو فكرة الحكومة الاسلامية في زمن الغيبة.
6- ان السيد الامام الخميني قد استنبط من الدين مسالة ولاية الفقيه في زمن الغيبة مع تحقق الشرائط ونصرة الشعب فيجب على الفقيه تشكيل الحكومة وطرحها.
7ـ ان مسؤولية الحوزات العلمية ان تقوي يوما بعد يوم القواعد العلمية للحكومة الاسلامية
.8ـ اليوم ببركة هذه الثورة وببركة هذه الحكومة اصبحت للتشيع قوة في العالم.
9ـ ان جميع العالم يعلمون انه لولا ايران لتسلط داعش على سورية والعراق.
10ـ جميع خطابات السيد الامام تتمحور على اساسين الاسلام والشعب.
11ـ لماذا يعمل بعض المسوؤولين بنحو يودي الى فقدان الناس املهم بالسيد الامام والثورة الاسلامية؟
12ـ نحن لدينا أمانة باسم الثورة الاسلامية التي اريقت من أجلها دماء الاف الشهداء وجميعها مسؤولين عن كل قطرة اريقت من دماء الشهداء ونسئل عن ذلك يوم القيامة!.
13ـ ان دفاع طالب الحوزة ينبغي ان يكون على اساس المبادئ الدينية لا ان يكون تابعا لهذا الحزب او ذاك او ذلك التيار أو هذا.
14ـ ينبغي لرجل الدين ان يخرج الى الشارع لاعلاء كلمة الدين ويصعد المنبر ويتحدث عن الدين ويدافع عن الثورة لاجل الدين.
15ـ احد المؤامرات التي حصلت في العامين الماضيين في الحوزة وخارج الحوزة هي التشكيك في فكرة ولاية الفقيه والحكومة الاسلامية في زمن الغيبة التي تعد تراثا عظيما للسيد الامام .
16ـ من جملة طرق سل ثقة الناس ان نقول ان هذه الحكومة الاسلامية لم تستطع ان تقيم العدل بين الناس، ان هذه الحكومة لا اشكال فيها، وان كان هناك اشكال فهو يرجع الى بعض المسؤولين.