الصهيونية غدة خبيثة وخطرة لا ينبغي الغفلة عنها
30 رمضان 1441
15:55
۱,۱۹۱
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و صلی الله علی سيدنا و نبينا أبی القاسم محمد و علی آله الطيبين الطاهرين المعصومين و لعنة الله علی اعدائهم اجمعين
في نهاية شهر رمضان المبارك تم التأكيد في الادعية على امرين:
المطلب الاول: وداع شهر رمضان المبارك، فكما اننا نذهب الى زيارة العتبات المقدسة والحج ونودع بيت الله بالطواف كذلك هذا الشهر نودعه وقد ورد تعبير لطيف حول هذا الموضوع عن جابر ابن عبد الله الانصاري: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي آخِرِ جُمُعَهٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمَّا بَصُرَ بِي قَالَ لِي يَا جَابِرُ هَذَا آخِرُ جُمُعَهٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَوَدِّعْهُ».
ثم بين له رسول الله صلى الله عليه واله كيفية وداع هذا الشهر: «اَللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ اَلْعَهْدِ مِنْ صِيَامِنَا إِيَّاهُ فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنِي مَرْحُوماً وَ لاَ تَجْعَلْنِي مَحْرُوماً»؛ الهي لا تجعل هذا شهر رمضان المبارك آخر زمن وفقنا فيه للصيام ونسالك يا الهي ان تعود علينا اشهر رمضان في السنين المقبلة وتضيفنا فيها، واذا كان التقدير والقضاء ان يكون هذا شهر رمضان هو اخر العهد مني به فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما: «فَإِنَّهُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ ظَفِرَ بِإِحْدَى اَلْحُسْنَيَيْنِ إِمَّا بِبُلُوغِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ إِمَّا بِغُفْرَانِ اللهِ وَ رَحْمَتِهِ<
وايضاً ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) في آخر ليلة من شهر رمضان: «اللّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِى أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ وَقَدْ تَصَرَّمَ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا رَبِّ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِى هذِهِ أَوْ يَتَصَرَّمَ شَهْرُ رَمَضانَ وَلَكَ قِبَلِى تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِى بِهِ يَوْمَ أَلْقاكَ»؛ وعبارة «قد تصرَّم» كناية عن الحزن على فراق الشهر.
عندما يقول الإمام: اللهم إنا نلجأ إلى وجهك الكريم ونعوذ به؛ فالظهور الاولي والمهم لـ (وجه الله) هو في الكرم واللطف والرحمة، وليس في غضبه. إن "وجه الله" في رحمته وكرمه. فنعوذ بالله ، من ان يطلع صباح هذه الليلة، ويمضي شهر رمضان، ولك حق علي او تبعة، او ذنب ، وقد تؤاخذني بهذه الخطيئة يوم القيامة وتعاقبني عليها.
النقطة المهمة في هذا الوداع أن شهر رمضان ليس زمن اعتباري فحسب، بل له حقيقة، وعندما يدخل الشخص هذا الشهر ، يجب أن يكون لديه علاقة خاصة به ، في اذا وصل إلى قلب هذا الشهر، وهو ليلة القدر فيجب ان يكون قد ارتبط بهذا الشهر وحصل الاتصال بينه وبينه. فاذا وصل الى نهاية شهر رمضان الكريم ينبغي ان يودعه بالطريقة التي ذكرناها.
وحينما يقرأ الانسان الدعاء السابع والاربعون من الصحيفة السجادية ويتأمل في عباراته سيعرف انه قد قضى عمره ولم يفهم شيئا من شهر رمضان !
فان الامام السجاد عليه السلام حينما ودع شهر رمضان المبارك قال:
«السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللهِ الْأَكْبَرَ وَ يَا عِيدَ أَوْلِيَائِهِ»؛ وهذا يعني ان نفس شهر رمضان هو عيد لأولياء الله وليس عيد الفطر بل جميع ايام شهر رمضان المبارك هي عيد لاوليائه. «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ، وَ يَا خَيْرَ شَهْرٍ فِی الْأَيَّامِ وَ السَّاعَاتِ»؛ السلام عليك يا افضل الاوقات التي يرافقها الانسان وخير الايام والساعات. «السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيهِ الْآمَالُ، وَ نُشِرَتْ فِيهِ الْأَعْمَالُ»؛ شهر حقيقته تقريب الانسان من الرغبات الروحية، وتنشر فيه الأعمال الصالحة لعباد الله.
العبارة جدا عجيبة فعلى الانسان ان يسأل نفسه كيف ودع الامام السجاد (عليه السلام) شهر رمضان المبارك؟ وهذا يعني ان الانسان كلما ارتبط بحقيقة شهر رمضان المبارك فالخروج من هذه الشهر يجعله ينال بعض المقامات المراتب، وبناء على هذا ينبغي الاهتمام بهذه الايام الاخيرة بقضية وداع شهر رمضان المبارك.
المطلب الثاني مسألة عيد الفطر حيث قال رسول الله (صلى الله عليه واله): : «يسُحُّ اللهُ عزوجل مِنَ الخَيرِ فی أربَعِ لَيالٍ سَحّا لَيلَةِ الأَضحى، وَ الفِطرِ و لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ ... و فی لَيلَةِ عَرَفَةَ إلَی الأذانِ»؛ ان الله عز وجل في أربعة ليال يرسل الى عباده رحمته بالرغم من ان الله دائم الفضل ودائم الخير لكن في هذه الليالي يوجد اهتمام اكثر فانه يضاعف الثواب والرحمة والمغفرة في هذه الليالي اكثر من غيرها أحدها ليلة عيد الفطر، حيث اننا لا ينبغي ان نغفل عن اعمال هذه الليلة لاسيما قراءة الادعية التي فيها. وخاصة زيارة الامام الحسين(ع) التي ورد الحث على قراءتها في هذه الليلة كثيراً.
ومِنْ جُمْلَةِ اللَّيَالِي الَّتِي تَمَّ التَّأْكِيد عَلَيْهَا هِيَ لَيْلَةُ الْفِطْرِ وَقَدْ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله) حَثٌّ وَتَأْكِيد عَلَى أَهَمِّيَّة إحْيَاءِ لَيْلَةِ عِيدِ الفطر( مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْعِيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ القلوب) فَمَن أحْيِا هَذِهِ اللَّيْلَةِ بِالْعِبَادَة وَالتَّهَجُّد لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ وَالْيَوْمُ الَّذِي تَمُوتَ فِيهِ الْقُلُوبُ يُمْكِن تَطْبِيقه عَلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَكَذَلِك يمكن تَطْبِيقُه أَيْضًا عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا فَإِذَا جَاءَ يَوْمٌ فِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدينا يُؤَدِّي إلَى إمَاتَةِ الْقَلْبِ فَإِنْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ قَلْبُ هَذَا الْإِنْسَانُ مِنْ الْمَوْتِ.
ولا بأس بالاشارة الى ما يتعلق بيوم القدس العالمي حيث اننا في هذا العام لم نوفق لمسيرة القدس العالمي بالرغم من مصادفتها لأول جمعة من شهر رمضان المبارك، وكان المرحوم والدي ملتزم بالمشاركة في عدة مسيرات من جملتها مسيرة يوم القدس العالمي وانا كذلك ملتزم بالمشاركة في مسيرة يوم القدس العالمي واني اعد المشاركة فيها عبادة وليس حركة ظاهرية فحسب.
ولا ينبغي لنا ان نغفل عن قضية فلسطين واسرائيل أو يقل اهتمامنا بذلك ان اسرائيل والصهيونية لم يحتلوا فلسطين فحسب بل يسعونالى هدم الاسلام بل هدم جميع الاديان السماوية حتى اليهودية الحقيقية.
بالرغم من انهم يأتون بغطاء اليهودية ويدعون انهم من متبعي ديانة موسى(على نبينا وآله وعليه السلام) ولكن علماؤهم وكبارهم العنصريين يسعون الى قطع علاقة الانسان بالله عز وجل، لان الصهيونية تسعى لرمي الاديان السماوية جانبا وعلى البشرية ان يعملوا بما نقول لهم، وان جميع البشرية كانت تحت قبضتنا وعم عبيد لنا ويجب ان يعملوا بأوامرنا، فهذا هو هدفهم الرئيسي ويدعون ان جميع العالم لهم وليست فلسطين فحسب، وليس من النيل الى الفرات فحسب فهؤلاء لا يريدون الاكتفاء بذلك وانما هم غدة سرطانية خطرة لا ينبغي ان يغفل عنها الانسان.
حينما عبر السيد الامام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه) عن اسرائيل بانها غدة سرطانية لم يكن تعبيرا لفظيا خاليا من المحتوى، بل يدل على خوفه من هذه الغدة السرطانية الخطيرة المتمثلة بالصهيونية ومدى خطورتها على الاسلام والاديان الاخرى، فالاسلام عزيز علينا كثيراً وعداء الصهيونية للاسلام مسلم، وهم لا يفرقون بين الشيعة والسنة، فانهم يخالفون اساس الاسلام ويسعون للقضاء عليه ولذا فيجب علينا العمل بتكليفنا ومسؤوليتنا تجاه هذه القضية.
نتمنى أن يتقبل الله تعالى عبادتنا في شهر رمضان هذا باحسن القبول ، وأن نكون قد حصل لنا جميعاً تغيير بفضل هذا الشهر العزيز. إنه لأمر مؤسف حقا أن ينقضي شهر رمضان ولم يغفر لنا الله عز وجل ، ولكن حتى لو غفر لنا ولكن لم يحدث تغيير فينا ، فهذه ايضاً خسارة كبيرة.
نسأل الله عز وجل بلطفه وكرمه ان يحفظ لنا التغيير الذي حصل لنا في هذا الشهر ، وإذا لم يكن ذلك ممكناً ، نرجو نسأله ان يتلطف علينا بذلك في الأيام القليلة المتبقية.
والسلام عليکم و رحمة الله و برکاته