السابع من صفر وشهادة الامام الحسن المجتبى(ع)
07 صفر 1443
01:58
۱,۵۶۷
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين
طبقا لمشهور المؤرخين والمحدثين والفقهاء فان السابع من صفر هو اليوم الذي يوافق شهادة الامام المجتبى عليه السلام.
حينما ندرس الكتب نجد ان هناك رأيا في شهادة الامام الحسن المجتبى وهو راي المرحوم الكليني الذي قال ان الامام الحسن(ع) توفي في اليوم الاخر من صفر وليس الثامن والعشرين من صفر فقال في صفحة 328 من المجلد الثالث من اصول الكافي( ومضى في صفر في آخره) وفي هذا ظهور في اليوم الاخير من صفر الا ان يقال بان مقصوده الايام الاخيرة من صفر لا اليوم الاخير منه.
ويرى بعض الفقهاء والكبار ان شهادة الامام الحسن(ع) في شهر صفر ولكنه لم يعين اي يوم بالضبط من شهر صفر ومن جملتهم الشيخ المفيد في كتاب الارشاد حيث يقول: ومضى لسبيله في شهر صفر.
ويوجد اختلاف في السنة التي استشهد فيها الامام الحسن المجتبى (ع) فعبضهم يرى انه استشهد في سنة 49 للهجرة والبعض الاخر يرى انه استشهد في عام 50 للهجرة ولم يعين الشيخ الطوسي في اي سنة استشهد الحسن(ع).
القول الثالث: أن الاستشهاد في اليوم الثامن والعشرين من صفر. ومن الذين اعطوا هذا الرأي المرحوم الشيخ المفيد طبعا ليس في كتاب الارشاد، بل في كتابه مسار الشيعة. المرحوم الطبرسي في تاج الموالي ، ابن شهر أشوب المازندراني في المناقب. قال هؤلاء الثلاثة استشهدى ليومين بقيا من شهر صفر ، أي (28) صفرًا ، هما زمن استشهاد الإمام مجتبى (ع).
ويوجد في مقابل ذلك قول اخر للسيد قاسم بن ابراهيم الرسي او البرسي المتوفي عام 246 في كتاب تثبيت الامامة وقد روى في هذا الكتاب روايات عن الامام الكاظم (ع) وقد ذكر في هذا الكتاب ان الامام الحسن (ع) المجتبى توفي في السابع من شهر صفر.
فكيف لم يصل هذا الكتاب الى الشيخ الكليني والمرحوم الشيخ المفيد وهذا الامر طبيعي فان جميع الكتب التي كانت في عصر الائمة المعصومين عليهم السلام قد لا تصل الى المرحوم الكليني وغيره من العلماء وان اول من ذكر هذا الامر هو يس.
وذكر الشهيد الأول في كتابه الدروس : >وقبض بها مسموما يوم الخميس سابع صفر<
وذكر المرحوم الكفعمي أيضا في المصباح ان شهادته كانت في اليوم السابع من صفر. ولدى الشيخ البهائي كتاب في هذا المجال ويقول فيه ان شهادة الامام الحسن(ع) في السابع من صفر وقد ذكر البهائي هذا الامر في عدة من كتبه منها كتاب الجامع العباسي وهو توضيح للمسائل الفقهية قد كتبه بخطه، وذكر المرحوم المجلسي في بحار الانوار ذلك أيضا، وذهب الى هذا الامر أيضا صاحب الجواهر في المجلد العشرين من كتابه الجواهر.
وذكر الشيخ كاشف الغطاء رحمة الله عليه ان اليوم السابع من صفر هو يوم شهادة الأمام الحسن(ع) ويرى اغلب المؤرخين والفقهاء والمحدثين ان شهادة الامام الحسن (ع) في اليوم السابع من صفر وبناء على هذا فان مراجع النجف الاشرف على مدى السنين يعطلون دروسهم في اليوم السابع من صفر ويرون انه يوم شهادة الامام الحسين(ع).
وبعد ان تأسست حوزة قم كان المرحوم المؤسس اية الله الحائري(ره) كما ينقل لنا اساتذتنا انه كان يعطل الدروس الحوزوية في اليوم السابع من صفر وبعده المرحوم اية الله العظمى البروجردي(قدس سره) كان أيضا يعطل الدرس وسار العلماء على هذا النهج بعد المرحوم البروجردي الى اليوم.
وتعطل في السابع من صفر أسواق قم حزنا على مصاب الامام الحسن (ع)، وتوجد رواية أخرى تذكر ان ولادة الامام الكاظم عليه السلام أيضا في اليوم السابع من صفر مع ان هناك اختلافا في تاريخ ولادة الامام الكاظم عليه السلام فقال البعض انه في شهر ذي الحجة ويرى البعض ان ولادته في اليوم السابع عشر من شهر صفر.
لكن النقطة المهمة هي أن الامام الحسن المجتبى (ع) كان مظلوما في حياته وبعد شهادته وإن الاحداث التي حصلت فيما يتعلق بمحل دفنه تكون عاملا مهما في جعل الانسان يشعر بالمسؤولية امام بشكل اكبر لان كلما لدينا انما هو من الائمة المعصومين(ع).
وقد وردت في الروايات الحث على البكاء للامام الحسين(ع) وتوجد روايات أيضا تحث على البكاء للامام الحسن المجتبى(ع) مروية عن الرسول صلى الله عليه واله:
«فَمَنْ بَكَاهُ لَمْ تَعْمَ عَیْنُهُ یَوْمَ تَعْمَى الْعُیُونُ وَ مَنْ حَزِنَ عَلَیْهِ لَمْ یَحْزَنْ قَلْبُهُ یَوْمَ تَحْزَنُ الْقُلُوبُ وَ مَنْ زَارَهُ فِی بَقِیعِهِ ثَبَتَتْ قَدَمُهُ عَلَى الصِّرَاطِ یَوْمَ تَزِلُّ فِیهِ الْأَقْدَامُ»؛
فاذا عطلنا دروسنا واقمنا المجالس في هذا اليوم فانما نريد بذلك ان نظهر حزننا تجاه شهادة الامام الحسن(ع) وبناء على هذا لا يبقى مجال الى السؤال ان هذا اليوم تجتمع فيه مناسبة الولادة والشهادة.
و صلّی الله علی سیّدنا محمّد و آله الطاهرین
ملاحظة ان هذه المحاضرة القيت بتاريخ 1387 هـ ش.