امير المؤمنين(ع) هو أول من اقام على السيدة فاطمة الزهراء (ع) العزاء و الرثاء
05 جمادی الاول 1443
18:45
۳,۲۶۹
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين.
بما ان هذه الايام تصادف شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من المناسب اذكر بعض الامور فيما يتعلق بهذا المجال..
نشكر الله تعالى في هذين الاسبوعين الاخيرين كان هناك اهتمام خاص من قبل الحوزة العلمية والمراجع العظام بشهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ولا سيما والدنا المرحوم الحاج الشيخ فاضل اللنكراني(رضوان الله تعالى عليه) وهناك تقدم واضح وملحوظ في هذا المجال ولا سيما البيانات التي اصدرها حتى انه ورد في وصية والدنا المرحوم انه من جملة الاعمال التي انجزها في هذه الدنيا والتي ان شاء الله ستنفعه في عالم الاخرة هو البيانات التي اصدرها في ضرورة احياء ايام الفاطمية واقامة العزاء عليها.
بحمد الله ان مراسيم اقامة العزاء على السيدة فاطمة عليها السلام تم تثبيتها بالتدريج ومن الضروري اليوم لطلاب الحوزة العلمية الاهتمام بهذه المناسبة وفي كل عام نتحدث عن ابعاد السيدة فاطمة عليها السلام حسب ما جاء في الروايات والايات الكريمة، ونزيد من معرفتنا بهذه السيدة الجليلة ونبينها للناس.
وانا لم أعرف لحد الان معنى هذه الرواية «وَ عَلَی مَعْرِفَتِها دارَتِ الْقُرُونِ الاُولی» ومن وجهة نظري ان من جملة التعبيرات التي لم نفهما ما ورد بحق السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من التعبير عنها بليلة القدر.
وبالطبع أنَّه ليس المعنى اللفظي بل حقيقة المعنى حيث يقول الله عز وجل لنبيه«وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ»[1] فحقيقة السيدة فاطمة عليها السلام نفس حقيقة ليلة القدر مجهولة فما يقال: «سُمِّيتْ فَاطِمَةَ لِأَنَّ الْخلْقَ فطِمُوا عَنْ مَعْرِفَتِهَا»، فهذه التعابير عجيبة وهذا يعني ان الله عز وجل قد خلق امرأة سوف لا تعرفها البشرية حتى يوم القيامة. فان السيدة فاطمة عليها السلام لم تكن كبقية الناس. فمنذ ولادتها حتى شهادتها كانت تحت رعاية الله عز وجل وألطافه الخاصة.
فحينما تدخل فاطمة الزهراء عليها السلام على رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقوم اجلالا لها ويستقبلها ويقبلها بحيث ينتبه عليه الحضار ويعترض بعضهم بان هذا لا يناسبك بحيث تقبل يد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام امام انظار الناس فيجيبه رسول الله قائلا ان هذا لم يكن من عندي وإنَّما من عند الله تعالى ونفس هذا الجواب من رسول الله (ص) عجيب جدا.
نحن لدينا وظيفة وهي اننا يجب ان نعرف الناس بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فكل انسان يستطيع ان يقدم شيئاً فيما يتعلق بعزاء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فلا ينبغي ان يقصر في ذلك، فاذا امكنه ان يلقي محاضرة او يرثي او ينعى ويقرأ للناس ويعرفهم بهذه الشخصية العظيمة.
ان السيدة الزهراء عليها السلام ليست بحاجة الى عزائنا ولكننا نحنا بحاجة اليها حيث اننا نقيم العزاء عليها لكي نذكرها ونتعلم منها ونتأسى بها ولنصبح شيعة حقيقيين والا اذا لم نفعل ذلك قد لا نكون قد حققنا مسمى الشيعة هناك عبارات لامير المؤمنين عليه السلام يقيم فيها العزاء على فاطمة الزهراء عليها السلام حيث يقول: «إِلَى اللهِ أَشْكُو» وقال: «أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وَ أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ»
إن اول من اقام العزاء على السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ورثاها هو امير المؤمنين عليه السلام بعد ان دفنها عند قبرها.
ولاجل ان نتعرف على عظمة هذه السيدة الجليلة يكفي ان نرى ما قاله امير المؤمنين عليه السلام في رثائها.
«فَلَمَّا نَفَضَ يَدَهُ مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ هَاجَ بِهِ الْحُزْنُ وَ أَرْسَلَ دُمُوعَهُ عَلَى خَدَّيْهِ» وهنا لمن يشتكي امير المؤمنين ما به من حزن لم يكن له حيلة الا ان يبث شكواه والمه وحزنه لرسول الله (ص) «وَ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ(صلی الله علیه و آله)» ثم قال: «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، عَنِّي وَ عَنِ ابْنَتِكَ وَ حَبِيبَتِكَ، وَ قُرَّةِ عَيْنِكَ وَ زَائِرَتِكَ، وَ الثَّابِتَةِ فِي الثَّرَى بِبُقْعَتِكَ الْمُخْتَارِ اللَّهُ لَهَا سُرْعَةَ اللِّحَاقِ بِكَ»
«قَلَّ يَا رَسُولَ اللهِ عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي، وَ ضَعُفَ عَنْ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ تَجَلُّدِي...» اني لا اتحمل هذه المصيبة التي حلت «قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ» لكن يا رسول الله انظر ماذا حصل لوديعتك «وَ أُخِذَتِ الرَّهِينَةُ، وَ اخْتُلِسَتِ الزَّهْرَاءُ» وقد اخذت الزهراء من دون ان اشعر بذلك، «فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ» فاظلمت السماء و الارض واصبحت قبيحة فهذه التعبيرات ليست تعبيرات سهلة.
يَا رَسُولَ اللهِ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وَ أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، لَا يَبْرَحْ الْحُزْنُ مِنْ قَلْبِي أَوْ يَخْتَارَ اللَّهُ لِي دَارَكَ الَّتِي فِيهَا أَنْتَ مُقِيمٌ » فهذا الحزن والغم سيبقى في قلبي حتى آخر عمري ولا يخرج مني «كَمَدٌ مُقَيِّحٌ» فهذا الغم والحزن كغدة ملتهبة في وجودي، فليس هماً وغماً عادياً ياتي ويذهب بعد قليل بل هو غم يبقى في الجسد ويأخذ كل كياني«وَ هَمٌّ مُهَيِّجٌ، سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا»، ما اسرع الفراق ثم يقول: «وَ إِلَى اللهِ أَشْكُو»، وهذا هو طلب امير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة السيد فاطمة الزهراء عليها السلام فيجب ان تطرح هذه الشكوى امام المحكمة.
يا رسول الله اسأل ابنتك ماذا صنعت امتك بها بعدك «فَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ»، «فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا» فلو رأيت ما جرى من الظلم والجور على ابنتك وهذه العبارة وردت في كتاب امالي الشيخ الصدوق وكتاب الشيخ المفيد والكافي للكليني.
«وَ لَوْ لَا غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ عَلَيْنَا لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ عِنْدَ قَبْرِكَ لِزَاماً، وَ التَّلَبُّثَ عِنْدَهُ مَعْكُوفاً»
يقول بعض الجهال شخص قد ظلم قبل 1400 عام ما هو علاقة ذلك بهذا العصر فان امير المؤمنين عليه السلام الشخصية الاولى بعد رسول الله (ص) في الاسلام يقول لولا الظالمين لجعلت المقام عندها عكوفا واقمت العزاء عليها.
«وَ لَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَى عَلَى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ فَبِعَيْنِ اللهِ تُدْفَنُ بِنْتُكَ سِرّاً، وَ يُهْتَضَمُ حَقَّهَا قَهْراً»
ان دفن الزهراء سرا كان بمنظر الله عز وجل وغصبها حقها وابتزوا ارثها. «وَ لَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ» بالرغم من انه لم يكن ذلك الا بعد ايام من ارتحال النبي الاكرم (ص) «فَإِلَى اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ الْمُشْتَكَى» «وَ فِيكَ أَجْمَلُ الْعَزَاءِ، فَصَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا وَ عَلَيْكَ...».[2]
فهذا هو العزاء والرثاء الذي اقامه الامام امير المؤمنين عليه السلام عند دفن فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
فحينما يقيم الامام عليه السلام العزاء على فقدان فاطمة الزهراء عليها السلام فنحن نقتدي به ونقيم العزاء عليه ولا ريب ان الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ايضا يقيم العزاء عليها وبناء على هذا فيجب علينا ان نقم العزاء على احسن وجه وتصاحبه المعرفة وهذا نجاح عظيم.
وتوجد ذكرى في ذهني عن المرحوم والدنا (رضوان الله تعالى عليه) حيث كان شخصية فاطمية فسالته ذات يوم لماذا تتوسل بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؟ وما الذي رأيته من هذه السيدة العظيمة؟ ولا سيما في ايامه الاخيرة حيث لم يكن يتحدث مع احد وانما كان يرفع رأسه ويقول: السلام عليك يا فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) فقال اني منذ ان كنت صغيرا كنت اتوسل بالزهراء عليها السلام حينما اواجه اي مشكلة وكان يوصينا دائما بالتوسل بها وجاء في وصيته احياء ايام الفاطمية واقامة العزاء على سيدة النساء.
وذات يوم جاء عدة من العلماء من مدينة خراسان واشار اليهم اني بالرغم ما قدمته في طريق العلم والمذهب وتربية الطلاب ولكني املي الوحيد هو في احياء الفاطمية فان لهذا العمل اثار عظيمة بلا شك.
واردت ان اتحدث عن هذا العبارة: بخوانم «إن الله یَغْضَبُ لِغَضَبِ فاطِمَةَ وَ یَرضَی لِرِضاها»[3] ولكن الوقت ادركنا ولكني اقول فقط اين يكون مكان من يحل غضب الله عليه ؟«وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبي فَقَدْ هَوى»،[4] وفي رواية اخرى عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) انه قال لسلمان: «مَنْ أَحَبَّ فَاطِمَةَ ابْنَتِي فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ مَعِي»،«وَ مَنْ أَبْغَضَهَا فَهُوَ فِي النَّارِ»
وفي اخر هذه الرواية ورد ت بشارة لشيعة فاطمة (سلام الله عليها حيث قال رسول الله (صلى الله عله واله): «وَيْلٌ لِمَنْ يَظْلِمُهَا وَ يَظْلِمُ بَعْلَهَا أَمِيرَاَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ وَيْلٌ لِمَنْ يَظْلِمُ ذُرِّيَّتَهَا وَ شِيعَتَهَا»[5] فكان يعلم ماذا سيجري على السيدة فاطمة عليها السلام من بعده لذا بشر ظالميها وظالمي ذريتها و ظالمي شيعتها بالنار.
علي بن المنذر، عن عبد الله بن سالم، عن حسين بن زيد، عن علي بن عمر بن علي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يا فاطمة إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك.
قال: فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد (عليهما السلام) :
يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة
فقال له جعفر (عليه السلام): وما ذاك يا صندل؟
فقال له جعفر (عليه السلام): وما ذاك يا صندل؟
قال: جاؤونا عنك أنك حدثتهم أن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها؟
قال: فقال جعفر (عليه السلام): يا صندل ألستم رويتم فيما تروون أن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن، ويرضى لرضاه؟
قال: بلى
قال: فما تنكرون أن تكون فاطمة (عليها السلام) مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها،
قال:
فقال له: الله أعلم حيث يجعل رسالته. [6]
ويستفاد من ذيل الرواية ان صندل لم يكن من الشيعة وفي بعض الروايات ان الراوي شخص اخر غير صندل.
فهؤلاء ارادوا ان ينكروا هذا الامر على فاطمة عليها السلام ولكنهم رووا ما يناقض كلامهم.
ونحن نعزي صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بمناسبة ذكرى شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام الذي هو المعزى في هذا المصاب ونسال الله عز وجل بحق الامام صاحب الزمان ان يزيد من ايمان ويقين الشية بولاية اهل البيت عليهم السلام ونساله ان يجعل عاقبة امرنا الى خير لا سيما الشيعة ونظام الجمهورية الاسلامية في ايران ورفع جميع البلايا .
وصلی الله علی محمد و آله الطاهرین
----------------
[1]. سورة القدر: الآية 2.
[2]. الكافي 1: 110
[3]. بحار الأنوار 21: 279
[4]. سورة طه: 81
[5]. إرشاد القلوب ۲: ۲۹۴
[6]. سورة الانعام: 124.