اداب ضيافة شهر رمضان المبارك

04 رمضان 1444

18:05

۳۳۲

خلاصة الخبر :
كلمة الشيخ فاضل اللنكراني في شرح مقاطع من دعاء الامام الجواد عليه السلام في الليلة الاولى من شهر رمضان المبارك.
آخرین رویداد ها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

اليوم هو الخامس من شهر فروردين الموافق للثالث من شهر رمضان المبارك 1444 قمري ونشكر الله عز وجل على ان وفقنا للدخول في هذا الشهر الكريم شهر الضيافة ونسأله بنية صادقة مع الاعتراف بالعجز ان يخرجنا من هذه الشهر سالمين ويسلم لنا هذا الشهر كما ورد «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنَا وَ سَلِّمْنَا فِيهِ» وبما ان هذا الشهر امانة عندنا نسال الله تعالى ان يتسمله منا كما ورد ايضا : «وَ تَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَة».

وينبغي الانتباه الى ان الله عز وجل هو الذي يوفقنا كيف نحيي هذا الشهر بالاعمال والادعية واداء الفرائض وهذا الامر جدا مهم.

رضوان الله تعالى على السيد الامام الخميني كيف اكد على كلمة (الضيافة) التي وردت في كلمات النبي الاكرم (ص) فما هو مقدار اهتمامنا بهذه الضيافة وادابها وشرائطها؟ ففي هذا الضيافة لا بد للضيف ان يقوم بتقديم اعمال للمضيف وهي الصيام على من يطيقه واداء الفرائض وتلاوة القران، والدعاء والمناجاة، واحياء الليل بالعبادة. 

وقد ورد في دعاء الامام الجواد عليه السلام في الليلة الاولى من شهر رمضان المبارك كما نقله المرحوم السيد في الاقبال والمرحوم المحدث القمي وقد وردت مضامين هذا الدعاء في ادعية اخرى حيث يقول: «اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَ وَفِّقْنَا لِقِيَامِهِ‏»

وربما ينتهي شهررمضان المبارك ونحن نراجع انفسنا ونجد اننا لم نقم بصلاة الليل في شهر رمضان المبارك ولم نقرأ القران او قرأنا القران الكريم ولم توجد تلك التلاوة اي نورانية في قلوبنا لذا فينبغي الدعاء في او شهر رمضان المبارك بهذا الدعاء عسى ان نوفق لتلك الطاعات. 

ان بعض الناس لا يصومون لاعذار واهية؟ نساله لماذا لا تصوم؟ فيقول عندي قرحة في المعدة صحيح انه فيما لو كان في الصيام خوف الضرر فان الفقه لا يجيز الصيام وقد يكون الصيام حراما، ولكن الانسان لاينبغي له ان يترك هذا التكليف المهم فلا ينبغي ان توجد لدى الانسان هكذا روحية.

يقول الامام الجواد ‌(علیه السلام) في هذا الدعاء بعبارة جدا جملية ومهمة حيث يقول: «اللّهُمَّ يا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبيرَ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ، يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَ ما تُخْفي الصُّدُورُ، وَ تُجِنُّ الضَّميرُ وَ هُوَ اللَّطيفُ الْخَبير اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ نَوَى فَعَمِلَ‏».

فما يقال من «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّات‏»، فكانت لدينا هذه النية وان الله عز وجل يعطينا من الاجر على نيتنا، ولكن قد يدخل الشيطان من هذا الطريق ويمنع الانسان من ان يعمل عملا، «وَ لَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ‏»«وَ لَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ اللَّهُمَّ صَحِّحْ أَبْدَانَنَا مِنَ الْعِلَل‏» فنحن نطلب من الله عز وجل في شهر رمضان ان يسلمنا من الامراض. 

فهذا الطلب يكشف عن العشق الكثير لعبادة الله. والانسان يجب ان يدعو الله لكي لا يتمرض مما يؤدي الى انه يحرم من صيام شهر رمضان المبارك«وَ أَعِنَّا عَلَى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنَا مِنَ الْعَمَلِ حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا شَهْرُكَ هَذَا وَ قَدْ أَدَّيْنَا مَفْرُوضَكَ فِيهِ عَلَيْنَا» ولا ريب ان الانسان اذا اراد ان يعمل عملا صالحا بحاجة الى اعانة الله تعالى له فلا يمكن ان يعمل صالحا الا بتوفيق الله ومعونته.

وبطبيعة الحال ان اراد الانسان ان يطلب من الله عز وجل المعونة يقول: «اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَ وَفِّقْنَا لِقِيَامِهِ وَ نَشِّطْنَا فِيهِ لِلصَّلَاة» وبطبيعية الحال اذا طلب الانسان من الله المعونة فان الله عز وجل سيساعده وهذا التعبير جميل جدا بعض التعبيرات تغيير الانسان، فيا الهي اعطني نشاطا في شهر رمضان المبارك لاقامة الصلاة يختلف عن غيره من الشهور لكي يحصل لدي خضوع وخشوع اكثر. وان علامة قبول الصلاة هو ان يشعر الانسان اثناء الصلاة انه حصل على شيء من الله عز وجل ولو الخوف والخضوع ولو يشعر بحقارته وعظمة الله فحينئذ لا يتعب من الصلاة..

فنحن غالبا ما نقيم الصلاة بكسل ونريد فقط اسقاط التكليف اما الامام الجواد (عليه السلام) يقول: «وَ نَشِّطْنَا فِيهِ لِلصَّلَاة» ففي هذا الشهر نسال الله ان يعطينا النشاط لاقامة الصلاة فحينما نصلي لله تعالى ونتكلم مع الله عز وجل كانما نريد ان نطير فرحا. فهذه هي اداب الضيافة فحينما يتكلم الانسان مع الله وحينما يقرأ القرآن يشعر في نفسه بنشاط وعروج.

وبطبيعة الحال ينبغي ان يراقب نفسه لكي لا ينغر لان هذا النشاط يوجب الغرور للانسان مباشرة بحيث يقول انا فلان الذي لدي هذا النوع من الارباط بالله عز وجل، بل يجب ان يقول الهي اني ليس لي عمل استطيع ان اقدمه لك بل ليس لي عمل وبحسب قول السيد الامام الخميني ان هذا التعبير قد علموه لنا لكي يكون لعبادتنا قيمة، وينبغي ان نزيد من هذا الاعتقاد في شهر رمضان المبارك، لكي نعتمقد اننا لا نمثل شيئا ولسنا بشيء ولا عمل لنا، فكلما يزداد العبد معرفة بالله عز وجل يزداد علما بحقارته وضعفه.

ويجب في شهر رمضان المبارك ان نخرج حب الدنيا من قلوبنا، ان ادب الضيافة يقتضي ان يكون الانسان في ضيافة الله لا يذكر الا الله، ولا يذكر الا صاحب هذا الشهر ونجعله حاكما ومهمينا على قلوبنا واعمالنا، ولا ينبغي ان نطلب الدنيا والمنصب بل نحاول التقرب الى الله وشهر رمضان فرصة ثمنية للتقرب الى الله. 

«وَ لَا تَحْجُبْنَا مِنَ الْقِرَاءَة» يا اليهاي ولا تجعل بيننا وبين القراءة حجاباً، على الانسان يفتح القران الكريم بكل شغف ويتلوه بكل نشاط ويرى ان اي شيء جيد سيكون من نصيبه من هذه الايات، بالاضافة الى النورانية التي يحصل عليها الانسان من خلال نظره الى القرآن الكريم وتلاوته فما هو الشيء الجديد الذي سيقسمه الله له. فاذا زال الحجاب سنفتح باب الفهم والادراك وسيدرك الانسان امور جديدة.«اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا وَصَباً وَ لَا تَعَباً وَ لَا سَقَماً وَ لَا عَطَبا»

بالتأكيد انكم وفقتم لقراءة هذا الدعاء، وصحيح ان هذا الدعاء وقته اول ليلة من شهر رمضان لكنه ينبغي قراءة هذا الدعاء في كل يوم فيا الهي اعنا على الصيام والقيام وقراءة القران ومناجاة الرحمن وذكره والتقرب اليه. 

وهذا الوادي ليس بيد الانسان بحيث متى اراد ان يدخل فيه يستطيع ان يدخل . فاني اعتقد ان اقامة الصلاة في وقتها ايضا يحتاج الى معونة الله عز وجل، ولا يمكن ان يقال اني اراقب وقت الصلاة واصليها في وقتها بل لا بد ان يوفقنا الله عز وجل وهذا المجال من المجالات العجيبة ولا ينبغي ان يأتي بحث الجبر في هذه الامور فان هذا الميدان علته الاساسية توفيق الله عز وجل وارادته. وبطبيعة الحال ينبغي من الانسان تكون لديه الهمة العالية ولكن السبب الرئيسي هو التوفيق من قبل الله عز وجل.  ان شاء الله. 

وفي اوائل شهر رمضان المبارك نطلب من الله تبارك وتعالى باعترافنا بعجزنا ان يتقبلنا كضيوف على احسن وجه ونسأل الله ان يتلطف علينا ويجعلنا من افضل اوليائه ويجعلنا من افضل المقربين في هذا الشهر العظيم. 
 

الملصقات :