ضرورة الجد في طلب العلم والدفاع عن احكام الدين
19 محرم 1444
17:33
۳۲۶
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
قال الامام الحسن بن علی عليهما السلام «إِنَّ هَذَا اَلْقُرْآنَ يَجِيءُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ قَائِداً وَ سَائِقاً يَقُودُ قَوْماً إِلَى اَلْجَنَّةِ أَحَلُّوا حَلاَلَهُ وَ حَرَّمُوا حَرَامَهُ وَ آمَنُوا بِمُتَشَابِهِهِ وَ يَسُوقُ قَوْماً إِلَى اَلنَّارِ ضَيَّعُوا حُدُودَهُ وَ أَحْكَامَهُ وَ اِسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُ».[1]
الحمد لله ، استفدنا جميعًا من كلمات ونصائح الاستاذ الموقر سماحة آية الله الأشرفي. لقد تفضلوا علينا وعلى هذه المجموعة حقاً في هذا العمر والظروف، وعطروا حفل افتتاح العام الدراسي الحالي لهذا المركز بنصائحهم وأوامرهم. حفظه الله وادام وجوده الكريم لجميع علماء وشيوخ وأساتذة حوزة مشهد والمراجع العظام ، ولا سيما السيد قائد الثورة الاسلامية.
وأقدم شكري الى جميع الطلاب والفضلاء واساتذة الحوزة العلمية.
من المهم جدًا الانتباه إلى هذه النقطة. هدفنا جميعا في هذا الطريق إن شاء الله هو الاجتهاد، ونحن مكلفون وملزمون جميعا سواء وصلنا مرحلة الاجتهاد او لم نصل بالحفاظ على حلال الله وحرامه. في هذا الرواية يقول الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) أن القرآن يوم القيامة هادي ودليل. أي أنه يقود بعض الناس إلى الجنة والخلاص ويقود البعض إلى نار جهنم، ولكن بأي معيار يفعل القرآن هذا؟ ليس المعيار كله أن الشخص الذي يريد الذهاب إلى الجنة لديه درجات من التوحيد في الأفعال والصفات والتوحيد في الذات ، فهذه قيّمة جدًا في مكانها ولا نريد التقليل من قيمتها.
لكن المعيار الاساسي للقران في هذه الهداية هو حلال الله وحرامه ومدى التزام الناس بهذه الاحكام. فالاضافة الى ضرورة الالتزام بالمتشابهات يجب تكونوا من هذا الصنف: «أَحَلُّوا حَلَالَهُ وَ حَرَّمُوا حَرَامَهُ وَ آمَنُوا بِمُتَشَابِهِه»
كل حالة من هذه الحالات لها أبحاث كثيرة ، إذا قال شخص في الدنيا أنه لأن القرآن قال أن هذا حلال ، فأنا أقول أنه حلال ، والقرآن قال هذا حرام ، فاني أقول إنه حرام. حينئذ يهديه القرآن إلى الجنة. ولكن من يخالف حدود كتاب الله ويحلل حرام الله وحرم حلال الله يرسله إلى نار جنهم ، أي أن القرآن سيظهر مدعيًا في يوم القيامة ويهدي من كان صاحبه في الدنيا إلى الجنة. ويرسل من كان يخالفه ويخالف احكامه الى نار جهنم.
الآن ، نحن في هذا المسار ، نريد الحفاظ على الحدود والأحكام التي نص عليها القرآن وعدم تغييرها وفقًا لرغباتنا وآرائنا الشخصية. في بحث تقسيم الذنوب إلى كبرى وصغرى ، يقول كثير من الفقهاء: ليس لنا الصغائر إطلاقا ، وكل الذنوب كبائر ، لكن مجموعة من الفقهاء يقسمونها إلى كبرى وصغيرة ، ويقولون: الذنوب التي وردت في القرىن الكريم وتم الوعيد فيها بعذاب جهنم هي الكبائر.
النقطة التي أود أن أشير إليها في هذا البحث هي: في القرآن سلسلة من الأحكام التي بعد ان ذكرها الله تعالى عبر عنها بانها تلك حدود الله ولا يحق لأحد أن يخالفها ، مثل: «مثلاً أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ»، ثم يقول بعد ذلك «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ» ثم يقول «تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا».[2] او قوله تعالى: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون»،[3] يقول الله أن ما نعبر عنه هو حدود الله ، ولا تقتربوها، فهذه الاحكام هي الحدود التي حددها الله ، ولا يحق للبشر تعدي الحدود والاحكام باختيارهم. أو مخالفة هذه الحدود ، فتغيير هذه الأحكام لا يجب أن يخطر ببالك.
ان البشر لا يحق لهم تغيير«لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيينِ»[4] الى يوم القيامة. فلا تتصوروا ان الله تعالى حسب مقتضيات وظروف ذلك الزمان التي كانت المرأة لا تخرج من البيت فبمقتضى ذلك الزمان قال: «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيينِ» اليس الله يعلم بجميع الخصوصيات ؟ ان الاحكام الالهية ثابتة ومستقرة الى يوم القيامة.
وبطبيعة الحال ان بحث تأثير عنصر الزمان والمكان في الاجتهاد شيء اخر، وقد قدمنا رسالة في مؤتمر السيد الامام الخميني(رضوان الله عليه) حول تأثير عنصر الزمان والمكان في الاجتهاد والذي كان السيد اية الله الهاشمي الشاهرودي(رحمة الله عليه) رئيس التحرير فيه ولكن لا ينبغي الخلط بينهما. فان «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيينِ» أو«وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ»[5] وما ورد في باب الارث كلها حدود الله يجب الالتزام بها وحفظها.
يقال انه لم يرد في القرآن الكريم مخالفة الحجاب، أليس الحجاب من حدود الله؟ فاذا كان الحجاب حكما الهيا ويأتي بعد هذه الكبرى الكلية: ، «و من یتعدّ حدود الله فاولئک هم الظالمون» فلا ينبغي ان نتعدى هذا الحكم.
بالاضافة الى ذلك ورد في سورة النساء حينما ذكر الله تعالى آيات الارث التي يريد بعض من يدعي التطور تغييرها قوله تعالى:«تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَنْ يعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيتَعَدَّ حُدُودَهُ يدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ»[6]. وهذا في الحقيقة عطف تفسيري«یعص الله و رسوله» وهذا يعني بما فيها حدود الله وحدود رسوله تشمل فرض الله وفرض النبي(ص). ولو قيل ليس عطفا تفسيريا فان قوله تعالى«و یتعدّ حدوده» قطعا تشمل الحدود التي بينها الله عز وجل في كتابه الكريم.
نحن وهذه الآية وهذه كقاعدة كلية فكل انسان يخالف حدود الله عن علم وعمد، اي يعلم ان هذا حد من حدود الله وحكم من احكام الله ولكنه يخالف ذلك فقد تجاوز حدود الله وجزاؤه الخلود في جهنم«يدخله ناراً خالداً فيها». لا يلزم ان يذكر عذابا محددا لمعصية معينة في القران الكريم نفس هذه الكبرى الكلية تكفي ولا يفرق بين ان يكون في القرآن الكريم قد ذكر عذابا معينا بشان الغيبة او بشان الحجاب ويكفي ذكر اصل الحكم.
في عصرنا ، تسببت العوامل والدوافع في ذلك ، وللأسف ، ان يتكلم بعض الحوزويين عن أشياء يتفاجأ الناس بسماعها. على سبيل المثال ، يُطرح الآن موضوع الحجاب كواحد من قضايا اليوم في المجتمع. تقوم دورية الارشاد الاسلامي ببعض الأشياء الجيدة وبعض الأشياء السيئة. هذا عمل تنفيذي ولكن ما هو متوقع مني ومنك؟ يُتوقع مني ومنك أن نقف بحزم في حكم الله ، وألا نخاف من الأقوال والأحاديث والتهكم والافتراءات ، والوقوف حتى الموت للدفاع عن حكم الله.
لماذا يجد أحدهم مشكلة في التنفيذ ويجعل موضوع الحجاب محرجًا جدًا للمجتمع في مواقع الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي ويقول بوضوح أن الحجاب هو أحد فروع الفروع ، فماذا يعني هذا؟ هل الحجاب من الحدود الإلهية التي ورد ذكرها في القرآن أم لا؟ فماذا تعني فروع الفروع؟ لدينا سلسلة من المبادئ الدينية المتعلقة بالمعتقدات ، وسلسلة من الأمور المتعلقة بالعمل. فيما يتعلق بالعمل ، دعونا نقبل أو لا نقبل التقسيم إلى كبيرة وصغيرة! لكن من المؤكد أن الحجاب مذكور كحكم في القرآن ولم يتردد أحد في ذلك عبر التاريخ.
وقد ذكر بعضهم ان النساء في عصر النبي (ص) مامورات بالحجاب والجلباب على اساس حكم حكومتي والظاهر ان هذا الشخص لم يعرف ما معنى الحكم السلطاني المولوي.
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: «يا أَيهَا النَّبِي قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ». يا أيها النبي قل للزوجات والبنات والمؤمنات أن يلبسن عباءاتهن وجلبابهن. «ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يعْرَفْنَ فَلَا يؤْذَينَ»،[7] والحكمة من وجوب الحجاب هو ان لا يؤذين الرجال والملاك الاصلي للحجاب«ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يعْرَفْنَ» اي يعرفن بالطهارة فالله عز وجل يقول علامة العفاف والعفة هو العباءة ، اما ان يأتي شخص ويقول ان هذا الحكم حكومتي لا ادري ان هذا الشخص على اي اساس فقهي او اصولي يتحدث بهذا الكلام الباطل وماذا سيجيب الله عز وجل يوم القيامة؟
فالقرآن الكريم يقول تلك حدود الله فلا تقربوها وهذا يعني ايها الناس لا تتصوروا ان هذه الاحكام يمكن ان تنقصوا منها او تزيدوها، فان كان لدينا دليل اية او رواية لتقييد الحكم فنحن مكلفون بان نعمل على وفق ذلك اما ان نأتي من نتحدث من عند انفسنا ونقول ان هذا حكم سطاني ومؤقت فهذا الكلام لا اساس له.
نقطة أخرى تتعلق بنساء المؤمنين. ربما في جميع الترجمات التي عادة ما يكتبون نفس الأشياء مرارًا وتكرارًا ، قاموا بترجمة هذه الكلمة إلى أزواج المؤمنين ، للأسف ، قال بعض الناس بناءً على هذه الترجمة ، ثم تضم الآية زوجات الرسول. وبنات الرسول والنساء اللآتي لهن أزواج أولاً و ثانياً: ازواجهن مؤمنين فلا تشمل هذه الآية الفتيات فما هي هذه الكلام الذي لا أساس له من الصحة؟
اين القرينة الدالة على الن المراد من نساء المؤمنين يعني زوجات المؤمنين؟ صحيح ان كلمة النساء مضافة الى المؤمنين فهي بحسب الظاهر مضاف ومضاف اليه نساء المؤمنين لكن الالف واللام للجنس فكيف نجعل المراد هن الازواج فحسب؟ فالاية تقول نساء المؤمنين وكلمة النساء تشمل الزوجة وغير الزوجة ولذا ورد في بعض الروايات الواردة ذيل الاية الكريمة ان المراد «النساء المؤمنات» ونساء المؤمنين يعني «النساء المؤمنات إلي يوم القيامة»، فما هي القرينة الدالة على المراد خصوص زوجات المؤمنين لكي نخصص النساء بزوجات المؤمنين.
من هنا فيا ايها الطلاب يجب ان تدرسوا كثيرا وتبذلوا جهود كبيرة لكي تتمكنوا من الاجابة على مثل هذا الكلام الباطل ولكي تثبتوا احكام الله وحدود الله.
دافعوا بشدة عن دين الله وقولوا أن الحجاب فرع من فروع الفروع وليس في القرآن والروايات! من اتيتم بهذا الكلام ومن اين لكم هذا؟ لدينا اعتقاد واحد وعمل واحد. ومن أنكر حكم الحجاب فبما ان الحجاب ضرورة من ضروريات الدين ، فقد أنكر ضرورة الدين وارتد.
عندما يتحدث بعض الناس ويأخذون بايديهم قلمًا ، يدركون أن أسسهم العلمي ضعيف جدًا. قالوا من قال الحجاب ضروري؟ وغني عن القول أن الحجاب ضروري. لأنه حكم واضح. لمدة 1400 عام ، لا الشيعة ولا السنية ، لم يشككوا في وجوب الحجاب ، مثل وجوب الصلاة. إذا قلت اليوم أن الصلاة من الضروريات ، ألا تضحك؟ وجوب الصلاة حكم واضح وضروري ولا يحتاج الى اجتهاد ولا فقيه ، وكل الفقهاء يقولون إن الاجتهاد لا يلزم للضرورة ، وكذا في الحجاب. لا أحد لديه الحق في تقليل أو تغيير أي شيء منه.
باختصار ، نحن على طريق يجب أن ندافع فيه بشدة عن دين الله ويجب الرد على هذه الشكوك والشبهات. بهذه الطريقة ، حاول أن تكون حازمًا وليس مترددًا.
اود ان اشكر جميع السادة اتمنى ان تعملوا بجد هذا العام حتى يتم تنفيذ خطة النخبة التي قدمها مسؤولو المركز للميدان ان شاء الله بجهودكم التي ستحقق الخير. النتائج وأخيرا طلبت من مدير المركز والمسؤول عن التعليم فيه اجراء استطلاع بعد شهر من تنفيذ المشروع حتى نتمكن من المضي قدما بمزيد من اللباقة لمواصلة العمل.
وعليكم ان تتوسلوا في بداية العام الدراسي ببقية الله الاعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وانكم قد حباكم الله تعالى ومن عليكم ان كنت بجوار المرقد الشريف للامام الرضا عليه السلام وعليكم بالاستفادة من هذه النعمة ومن الانوار القدسية لهذا الامام الهمام.
ونحن نفتخر ان نكون بخدمتكم وبخدمة جميع الطلاب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصادر:
[1]. ارشاد القلوب 1: 79.
[2]. البقره: 187.
[3]. البقره: 229.
[4]. النساء: 11.
[5]. النساء: 12.
[6]. النساء: 13 و 14.
[7]. الاحزاب: 59.