نقاط مهمة حول خطبة رسول الله(ص) يوم الغدير
15 ذیحجه 1444
13:11
۱,۰۵۳
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
موضوع بحثنا حول اهم حادثة في تاريخ الإسلام والبشرية الا وهي حادثة الغدير وعلى محور خطبة النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) التي القاها في يوم الغدير.
يبدو أن هذه الخطبة من جملة الخطب الطويلة ولعلها هي الخطبة الأكثر تفصيلا في حياته، سواء من حيث الكلمات نفسها أو تفاصيل الخطاب ، وكذلك من حيث المكان وحضور الناس، فخطبة الغدير تعد خطبة منقطعة النظير، وهناك نقاط مهمة جدا لا بأس بعرضها.
النقطة الأولى: من حيث السند فهي موضع وفاق بين الفريقين.
وقد نقلها الشيعة والسنة في كتبهم الصحيحة، وفي كتب الشيعة نقلت هذه الخطبة عن الإمام باقر (عليه السلام) وزيد بن أرقم وحذيفة بن يمان والمرحوم العلامة أميني (ره). وقد بحث جميع وثائق هذه الخطبة في كتاب الغدير.
لذلك تعد هذه الخطبة من حيث السند واضحة جدا وهي صحيحة بلا اشكال عند أهل الفن، ونفس حديث الغدير لا سيما هذا المقطع «من کنت مولاه فهذا علی مولاه» يعد من الفقرات المتواترة عن رسول الله (ص) فاذا أراد الانسان ان يأتي بمثال على الحديث المتواتر لا يوجد افضل من حديث الغدير كمثال حيث انه متواتر عن الفرقين.
النقطة الثانية: في مضمون الخطبة فهي أن الرسول الكريم صلى الله عليه واله، في المرحلة الولى يثني على اللن تبارك وتعالى ويوصفه بصفات حيث قال: «الحمدلله الذی علا فی توحّده و دنی فی تفرده و جلّ فی سلطانه و عظم فی ارکانه»، الركن الأساسي لهذه الخطبة هو معرفة الله وبيان صفات الله تعالى، وجميع فقرات هذا المقطع على هذه الشاكلة.
أي أنه يريد أن يقول إن كل ما يقوله عن نفسه وفضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الخطبة أمر من الله. من أجل إيصال هذا الامر الالهي، فإن مناسبات الحكم والموضوع والبلاغة والفصاحة تقتضي ان نبين صفات ذلك الآمر الذي يريد ابلاغ امره للناس فلا بد من بيان من هو ذلك الاله الذي نريد ان نبين امره ووصيته للناس جمعاء ؟ وهذا البلاغ من اجل امتثال هكذا امر واطاعته موجبة للتقرب إلى الله تعالى.
اذا فأول رسالة في خطبة الغدير، هي ارتباط التوحيد بالنبوة والنبوة بالولاية، فهذه الحقائق الثلاثة مرتبط احدهما بالآخر.
قال الإمام الخميني (رحمة الله عليه) في بحث أسرار الصلاة، إن الشهادة بالتوحيد لا معنى له دون أن يشهد على بالنبوة، والشهادة بالنبوة والرسالة لا معنى لها من دون الشهادة بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) هذه الحقائق الثلاث مترابطة. بالطبع، لا ينبغي أن يتوهم أحد أن هذه الأمور في عرض الاخر ، فلو ان شخصا قال أؤمن بالله ولكني لا أؤمن بالنبي محمد (ص) فهذا في الحقيقة لا يؤمن بالله، ومن يقول اني اؤمن بالله ورسوله (ص) ولا أأمن بأمير المؤمنين عليه السلام فلا يمكن قبول كلامه هذا.
ولذا فان النبي الاكرم (ص) في هذه الخطبة يقول يجب ان تعتقدوا بما أقوله فهذا الامر جاء من الله تبارك وتعالى ويجب عليكم الاعتقاد به ومن شكك في هذا الكلام فقد شكك في كل الرسالة وشكك بالله تعالى وبالنبي الاكرم (ص) وبجميع الرسالة وقد بين هذا الامر في الخطبة بشكل مبرهن ومستدل وبناء على هذا فالقسم الأول من الخطبة جاء لبيان ومعرفة صفات الله تبارك وتعالى وهو بحاجة الى شرح مفصل وبحاجة الى محاضرات ودروس متعددة.
النقطة الثالثة: تنصيب خليفة رسول الله من قبل الله تعالى وفي تكلمة خطبة النبي الاكرم(ص) يقول للناس اني لم اقصر في تبليغ ما امرت به من قبل الله ولم يكن هناك امر الا وقد اوصلته وبلغته بشكل كامل، ولم يبق الا امر واحد ويجب علي اليوم ان ابلغه لكم بشكل علني وهي مسألة تنصيب علي ابن ابي طالب (عليه السلام) اميرا للمؤمنين ومن قبل الله تعالى لامر الخلافة والوصاية.
والملاحظة المهمة في هذا المجال هو ان النبي (صلى الله عيله واله) لم يختر امير المؤمنين عليه السلام بعنوان خليفة ولو اختاره كذلك لكان ذلك الحجة علينا بلا شك، ولكن عظم القضية وصل الى أعلى من ذلك فان امير المؤمنين وبقية الائمة عليهم السلام قد نصبوا من قبل الله تعالى واخبر بذلك النبي الاكرم ص) هذه الامة.
النقطة الرابعة: ان ما يلفت الانتباه في هذه الخطبة لم تكن خاصة بمن حضر في تلك الأرض بل ولا تختص بمسلمي المدينة وأهالي المناطق الأخرى الذين جاؤوا للحج في تلك السنة بل هي خطاب يشمل جميع المسلمين وجميع البشرية الى يوم القيامة. فان النبي (ص) يقول معاشر الناس اكثر من أربعين مرة وهذا يعني ان جميع الفئات وجميع الأصناف وسواء الحاضرين منهم والغائبين ويعبر النبي (ص) في نفس الخطبة بقوله اعلم كل ابيض واسود، المهاجرين او الأنصار الاصحاب والتابعين الحاضر والغائب العجم والعرب الحر والمملوك وحتى الصغير والكبير. وهذه الملاحظة جديرة بالاهتمام، فان الصغير ليس عليه تكليف فقهي، فالصغير مادام لم يكن بالغا يكون مكلفا باي شيء؟ لكن بما ان هذه الخطبة مهمة جدا حيث تريد ان تعيين مصير الانسان شملت الصغير والكبير بالخطاب.
في لقاء جاء فيه مجموعة من كبار علماء السنة الباكستانيين لزيارتنا في (عشرة الفجر) الأيام العشرة الخاصة بانتصار الثورة، بعد أن تحدثت عن ضرورة الحكم في الإسلام بآيات القرآن ، قال أحدهم انكم قد من الله عليكم بالسيد الامام الخميني (رحمة الله عليه) استطعتم إحداث هذه الثورة ولكن ماذا نفعل إذا لم يكن لدينا مثل هذا؟
فاجبته بان هذا لدينا سؤال نطرحه عليكم وسؤالنا كالتالي: ان رسول الله تعالى قد بين لنا الحرام والحلال والمكروه والمستحب ومسائل تفصيلية للغاية قد بينها أيضا حيث قال الرسول قد بيت وبلغت كل ما يقربكم من الجنة وقد بينت كل ما يبعدكم عن النار، أفلم يبين رسول الله (صلى الله عليه واله) في يوم الغدير ما يتعلق بالحكومة الإسلامية الى يوم القيامة، نحن الشيعة نعتقد ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد بين ما يتعلق من بالحكومة من احكام للبشرية الى يوم القيامة، وقد قال في يوم الغدير ان الحكومة التي تكون مشروعة والتي يجب ان تحكم المسلمين هو عبارة عن فلان حكومة. وعلى أي حال ان الخطاب «معاشر الناس» والخصوصيات الموجودة في هذه الخطابة تدل بكل وضوح على عمومية هذه الخطبة لجميع المسلمين وهذا امر الهي عام موجه الى جميع المسلمين في جميع الازمان والاعصار والى يوم القيامة.
النقطة الخامسة: احد الروايات التي يمكن بها تكمير اية التبليغ واية اكمال الدين هي خطبة النبي الاكرم (ص) يوم الغدير حيث النبي (ص) يشير في هذه الخطبة الى اية التبليغ التي نزلت عليه«يا أَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ» ان جبرائيل جاء ثلاث مرات وابلغ هذا الامر، وكانت المسألة حساسة الى حد ان النبي(ص) قال لجبرائيل اطلب من الله تعالى ان يعفيني عن هذا الامر. فقال الله تعالى لا تخف ان الله سيحفظك ويعصمك من مكر المنافقين والاعداء.
النقطة السادسة: تبيين عظمة هذه الخطبة حيث تبين ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يأت بغرض تلاوة الآية فحسب ويقول إن الله تعالى قد أمرني أن انصب علي ابن أبي طالب خليفة لي فبايعوه والسلام! بل يقول إني لم اقصر في تبليغ الرسالة وسأحاول بأقصى مجهودي أن أبلغكم بهذا الامر. ولذا نجد ان هذه الخطبة اشتملت على ذكر فضائل كثيرة للأمام عليه السلام لكي يبين بالبرهان سبب اختيار الله تعالى علي (ع) للخلافة من بعده.
إذا سأل أحدهم لماذا طلب النبي من الله إعفائه من تبليغ هذا الأمر؟
فقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه و آله) خمسة أدلة، الأول: «قلة المتقين»،. الثاني: «کثرة المنافقين»، وكان في ذلك الوقت كثير من المنافقين بين أصحاب رسول الله، ولم يكن عددهم ضئيلاً. الثالث: «وادغال اللائمين»، كان هناك العديد من المتآمرين من بين الناس. الرابع: «وحیل المستهزئین بالاسلام»، كان هناك من استهزأ بالإسلام وبحث عن عذر يجعله موضع سخرية منهم، وكان هذا هو الحال، وقال بعض الناس إن الرسول جعل صهره وهو شاب وليه ، ثم يشير إلى الآية الكريمة. «يقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيسَ فِي قُلُوبِهِمْ» ويقول: هؤلاء هم أناس إسلامهم على ألسنتهم ولا يقبلون الإسلام في قلوبهم. الخامس: «وکثرة اذاهم لی غیر مرة حتی سمونی اذنا». هؤلاء هم الذين دعوني أذن حسب الآية 61 من سورة التوبة «وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يؤْذُونَ النَّبِي وَيقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيرٍ لَكُمْ يؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ». والغريب أنه قال في هذه الخطبة إنني إذا أردت أن أذكر أسماء هؤلاء المنافقين، يمكنني ذلك، لكني امتنعت من ذلك.
النقطة السابعة: بيان فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).
واستكمالا لخطبة الرسول يقول إن الله تعالى وهبني علم الاولين والاخرين، وقد أعطيت هذا العلم جميعه لعلي بن أبي طالب(عليه السلام). ومن النقاط المهمة أن الرسول يشرح في هذه الخطبة فضائل علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فلماذا جعل الله علياً (عليه السلام) خليفته؟ المعيار هو المزايا التي يتمتع بها أمير المؤمنين، وليس مسألة القرابة وكونه صهرًا وابن عم. لذلك يقول: «هو الذی یهدی إلی الحق و یعمل به»، من يعلم الحقيقة ويعمل بها، علي بن أبي طالب هو الذي يدرك الحق ويهدي الناس إليه، هو نفسه يعمل على الحق، و «يزهق الباطل و ینهی عنه».
من يريد أن يكون زعيماً للمسلمين وزعيماً للإنسانية يجب أن يكون لديه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ ، فهناك صواب وخطأ في كل شيء ، سياسياً واقتصادياً واجتماعيا و ...«لا تأخذه فی الله لومة لائم» في سبيل الله لوم من يلومه لا يضايقه ولا يجعله يتراجع. «إنه اول من آمن بالله و رسوله»، «هو الذی فدی رسول الله بنفسه»، هو الذي نام في فراش النبي (ص) للحفاظ على رسول الله (ص) ليلة المبيت ، «هو الذی کان مع رسول الله» كان مع رسول الله في جميع الحالات. «إنّه امامٌ من الله...، إنه جنب الله...، أنصرکم لی واحقکم بی واقربکم الی واعزکم علیّ» وحقيقة أن الله تعالى عيَّن علي بن أبي طالب خليفة لرسول الله(ص)، هو أنه لا توجد آية في القرآن عن المؤمنين إلا وعلى رأسها علي بن أبي طالب (عليه السلام).
النقطة الثامنة: الإفهام بالإضافة إلى الإبلاغ
كان النبي الأكرم(ص) يبلغ تكاليف الله تعالى وينتهي الأمر لكن في هذه الخطبة يقول يجب أن أُبلغكم وأُبين لكم وأفهمكم. فَاعْلَمُوا مَعاشِرَ النّاسِ ذلِكَ فيهِ وَافْهَمُوهُ.
النقطة التاسعة: وجوب الاعتقاد بأفضلية أمير المؤمنين.
من جملة النقاط التي يمكن استفادتها من هذه الخطبة هي إن النبي الأكرم (ص) يقول: «فضّلوه فقد فضّله الله، اقبلوه فقد نصبه الله» يجب ان تعتقدوا بان عليا عليه السلام أفضل من غيره لان الله تعالى فضله، وتوجهوا نحو علي عليه السلام فان الله قد نصبه. وهذا يعني من أهم الواجبات الاعتقاد بأفضلية أمير المؤمنين(ع) وهذا في حد ذاته نقطة، أي أننا يجب ان نعتقد ان من بين أصحاب رسول الله افضل الجميع هو أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام.
النقطة العاشرة: عدم قبول توبة منكري الولاية
بعد ان ذكر رسول الله (ص) اوصاف وفضائل امير المؤمنين عليه السلام التي يكفي كل واحدة منها في تعيين وتنصيبه خليفة لرسول الله (ص) تعرض الى نقطة مهمة جدا حيث قال: «ولن یتوب الله علی أحد انکر هدایته و لن یغفرله»، وهذا يعني ان من ينكر ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فان الله تعالى لن يقبل توبته ولا يغفر له ولكلام رسول الله (ص) جذور في آيات القرآن الكريم قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى»، أنا أغفر لمن تاب وآمن وعمل الصالحات ولم تكتمل الآية فيقول «ثم اهتدی».
قال الامام الباقر عليه السلام على ما جاء في تفسير علي بن إبراهيم: «ثم إهتدی الینا» وهذا يعني ان الله غفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى الى أهل البيت عليهم السلام وهذا يعني ان من لم يهتد الى ولاية امير المؤمنين عليه السلام وأولاده فان الله تعالى لا يقبل توبته ولا يغفر له. وهذا الامر مهم جدا جدا.
جاء في خطبة النبي(صلى الله عليه واله): «فمن شکّ فی ذلک فقد کفر الجاهلية الاولی»، ثم قال للناس ان جميع الأنبياء والرسل اخبروا اممهم باني نبي، أعلنوا عن ان الله يبعثني نبيا، ومن أنكرني فهو كافر. «و من شکّ فی شیءٍ من قولی هذا فقط شک فی کل ما أنزل الیّ»، إذا شك أحد في الكلام الذي أقوله الآن في غدير خم، فقد عين الله علي بن أبي طالب خلفًا لي وخليفيًا من بعدي ، فقد شك في كل ما أنزل إليَّ حتى الآن! يا له من تفسير غريب ومهم؟ ثم يقول إن جبرائيل أبلغ أن الله قال ،«من آذا علياً و لم يتولّه فعليه لعنتي و غضبي»، إذا كان أي شخص معاديًا لعلي ولم يقبل وصايته وولايته فهو موضع لعنتي وغضبي.
النقطة الحادية عشر: موضوع مهم آخر في هذه الخطبة هو الارتباط بين القرآن والولاية.
وقد استدل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الطريقة عند بيان سبب تعيين الله تعالى علي بن أبي طالب خليفة له. ألم يأمر الله البشرية ان يتدبروا في القرآن؟ أليس التأمل في القرآن لفهم الايات المحكمات والمتشابهات؟ الشخص الوحيد بعدي الذي يستطيع أن يفصل بين أوجه الشبه والتشابه ويعلمكم هو علي بن أبي طالب واولاده، أي الذي يريد أن يكون حاكماً للمسلمين ويكون مسؤولاً عن شؤون المسلمين، يجب عليه التعرف على القرآن كاملاً والقدرة على الإجابة عن أوجه شبهه من خلال مصادره.
كما قال الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، فإن قضية الغدير هي قضية الحكومة، وليس المقصود الولاية القلبية والمعنوية! الشخص الوحيد الذي يمكنه فهم المتشابهات والمحكمات في القرآن بعد النبي هو علي بن أبي طالب ، وهو الشخص الذي يستطيع أن يخبرك بكل خصائص آيات القرآن. لذلك يقول إن علي ونسله هم الثقل الاصغر بجانب الثقل الأكبر وهو القرآن الكريم.
النقطة الثانية عشرة: في هذه الخطبة يأتي الأئمة بعد أمير المؤمنين الذي يسمي كل واحد منهم ويقول: «الا انهم امناء الله فی خلقه و حکامه فی أرضه» والغريب أن الرسول في هذه الخطبة كان يقول مراراً وتكراراً: «الا و قد ادیت، الا و قد بلغتُ، الا و قد اسمعتُ، الا و قد اوضحت»، «الا إنه لا امیرالمؤمنین غیر اخی هذا» يمكن لابن أبي طالب أن يكون له الإمارة وأن يحكم على المؤمنين.
الأهم من ذلك كله ان يصرح: «و لا تحل امرة المؤمنین بعدی لأحدٍ غیره»، بعدي لا يجوز لغير علي بن أبي طالب أن يحمل هذا اللقب. من قال إن الناس جلسوا بعد النبي واختاروا ، فماذا يفعلون بكلام النبي هذا؟
وبعد ذكر الله تعالى، وذكر صفاته، والتعريف بالنبي الاكرم(ص) ووصف فضائل علي بن أبي طالب وعلمه بالقرآن، الذي هو الدليل على تنصيبه وتعيينه خليفة لرسول الله(ص) اخذ بيد علي ابن ابي طالب ورفعها قال: «ضرب بیده إلی عضده فرفعه وقال من کنت مولاه فهذا علیّ مولاه ... هذا اخی و وصیی و واعی علمی و خلیفتی فی امتی علی من آمن بی وعلی تفسیر کتاب الله عزوجل، ...» وقال: من أنا مولاه الآن علي مولاه. علي أخي وولي ووارث علمي وخليفتي في أمتي. وعلي(ع) هو من يفسر القرآن ويدعو الله ويفعل ما يرضي الله. اللهم احب من يقبل ولايته وابغض كل من يعاديه.«اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ...»
النقطة الثالثة عشر: شرح اية اكمال الدين
ثم قال: «اللهم إنک انزلت علیّ أن الامامة بعدی لعلیٍ يا الهي انت قلت ان الامامة من بعدي لعلي وانت قلت«اليوم اکملت لکم دينکم و اتممت علیکم نعمتی و رضیت لکم الاسلام دینا» وفي هذه الاية الكريمة ثلاثة عناوين:
الف) اكمال الدين «اکملت لکم دینکم» هذا الاستكمال ليس أن جزءًا واحدًا من مكونات الدين لم يكن موجودًا حتى الآن ، فمثلاً هذا الدين مكون من 100 تم الابلاغ عن 99 منها حتى الآن ، ويبقى جزء واحد ، هذا الجزء ساري في جميع الاجزاء ، بحيث إذا لم يكن هذا الجزء ، فإن باقي الاجزاء باطلة ولاغية ولن يكون لها أي تأثير ، أكمل يعني تحقيق حقيقة الدين.
ب) إتمام النعمة، «اتممت عليکم نعمتی» كل بركات الدنيا في ضوء الولاية ، فلا نعمة مادية كانت أو روحية نعمة إلا إذا نسبت إلى ولاية أمير المؤمنين.
ج) الإسلام دين قد رضي الله تبارك وتعالى به،أي الإسلام الذي فيه الولاية، والإسلام من دون الولاية ليس اسلاماً، أي ليس الإسلام الصحيح الذي يقبله الله ليجعله يسعد الدنيا والآخرة. ولكنه إسلام ظاهر يحفظ به الدم والمال والعرض، ويطهر الانسان من نجاسة الشرك.
ان الله تبارك وتعالى يقول في سورة آل عمران: «وَمَنْ يبْتَغِ غَيرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» من أسلم بغير ولاية: يكون من الخاسرين في الآخرة. والدين الحق وما اختاره الله تعالى هو الدين مع الولاية. في الفقه أدلة كثيرة على أن لا عمل بغير ولاية، ولا قبول بالمعنى الكامل كما يقول البعض. يعتقد معظم العلماء، من المرحوم صاحب جواهر إلى غيره، أن الإيمان شرط لصحة العبادة، وليس مجرد شرط لقبول الأفعال.
يقول النبي(صلی الله علیه و آله) في هذه الخطبةان ابليس بسبب حسده لآدم (علی نبیّنا و آله و علیهالسلام) تم إخراجه من الجنة، «معاشر الناس إن ابلیس اخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط اعمالکم....» فاحذروا من حسد علي (ع) كي لا تحبط اعمالكم.
ثم يقول: «فإن آدم اهبط إلی الأرض بخیطئة واحده وهو صفوة الله عزّ و جلّ کیف بکم»، لقد طُرد آدم، الذي كان صفي الله، من الجنة بخطأ واحد ، والآن قم بتقييم نفسك ، فهناك أناس بينكم أعداء الله. «و انتم انتم، و منکم اعداء الله»، ينبغي التأمل في كلمات النبي (صلى الله عليه واله) والحديث عن هذه الخطبة في دروس متعددة، «الا انّه لا یبغض علیّا الا شقیّ« لماذا يكشف البغض لعلي عن شقاوة الانسان؟ «و لا یتولی علیاً إلا تقیٌّ و لا یؤمن به إلا مؤمنٌ مخلص»، لماذا فقط المؤمنون المخلصون يؤمنون بعلي ويقبل الطاهرون ولايته؟
واستكمالا للخطبة يقول الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) بعض سور القرآن مثل سورة حمد وسورة العصر وهي سورة خاصة به وعلي وأولاده وذكرها. نقاط مهمة جدا.
ثم أشار الى اخر وصي من الاوصياء هو الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ثم ذكر سبعة عشر خصوصية من خصائص الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف: «ألا إنّ خاتم الائمة منّا القائم المهدی، الا إنه الظاهر علی الدین» فهو الذين يحمي الدين ويقيم الدين، «الا إنه منتقم من الظالمین، الا إنه فاتح الحصون، إنه قاتل کل قبیلة من اهل الشرک».
النقطة الرابعة عشرة: يقول أن ولاية أمير المؤمنين على رأس المعروف، فإذا أراد أحد أن يأمر بالمعروف فعليه أن يعلن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي نفس الخطبة قال إن من يتواجد في هذا المكان يجب أن يبلغ الغائبين، فكل أب ملزم بنقل أمر الله هذا إلى ولده، وهذا أمر يجب على جميع الآباء والأمهات القيام به كواجب وأمر. وجوب الالتفات إليها.
النقطة الخامسة عشر: فيما يتعلق بكيفية البيعة بمعنى ان الناس عند البيعة ماذا ينبغي ان يقولوا وهذا الأمر مهم جدا.
وقبل ان ينتهي كلام النبي الاكرم (ص) قال ان الله امرني ان آخذ الإقرار بالولاية من السنتكم «وقد امرنی الله عز و جل ان آخذ من السنتکم الاقرار...» لا يجب أن تصافح يدي وينتهي الامر، بل تعترف بلسانك أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وحاكم المسلمين وخلفاء أمير المؤمنين. .. «فقولوا باجمعکم إنا سامعون» كلكم تقولون معا يا رسول الله سمعنا أمر الله بإمامة أمير المؤمنين وأولاده. ، «مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربّنا و ربک فی امر امامنا علی امیرالمومنین و من ولد من صلبه من الائمة نبایعک علی ذلک بقلوبنا وانفسنا والسنتنا و ایدینا... »، يا رسول الله، لا نبايعك إلا بالمصافحة، بل نبايع قلوبنا بأرواحنا وألسنتنا بأيدينا، حتى نبقى على قيد الحياة على هذا العهد. إذا متنا سنبقى على هذا العهد. «لا نغیر و لا نبدل ولا نشک لا نرجع عن العهد و لا ننقض من المیثاق».
عند ذلك قال النبي (صلى الله عليه واله: كل من بايع فقد بايع الله «و ید الله فوق ایدیهم» وبما انه علم أنه بعد هذه الحالة سيتبع بعض الناس الحيل والمكر لذلك لعنهم قائلا: «یهلک الله من غدر و یرحم الله من وفی فمن نکث فإنما ینکث علی نفسه» ثم قالوا إنه ذهب الآن إلى علي ومن الآن فصاعدًا لقبوه بـ«امیرالمومنین» وسلموا عليه بأمرة المؤمنين «و سلموا علی علیّ بامرة المؤمنین» وقولوا «سمعنا و أطعنا غفرانک ربنا وإلیک المصیر» وقولوا أيضا: «الحمدلله الذی هدانا لهذا وما کنا لنهتدی لو لا ان هدانا الله».
وفي ختام هذه الكلمات الموجزة، أطلب من المسلمين والشيعة والعائلات والمنظمات الدينية الاهتمام بهذه الخطبة. في أيام الغدير، في المنابر والجماعات، يجب على المتحدثين والمدعين المحترمين شرح هذه الخطبة وقراءتها بصوت جيد. أطلب من المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية إلزام وزارة الإرشاد والتعليم والعلوم والتعليم العالي بإدراج هذه الخطبة في نص كتب المدارس الثانوية والجامعية.
أريد بشدة أن ينتبه الإذاعة والتلفزيون إلى هذه الخطبة. هذه الخطبة هي نتاج رسالة الرسول (ص). يتجلى الإسلام كله في هذه الخطبة، وجميع مهارات النبي وجميع بعثات الأنبياء السابقين في الغدير. إنهم يهتمون بالغدير.
لا نعتبر الغدير سبب انقسام، بل نعتبره محور الوحدة. لأن حديث الغدير متكرر بين الطرفين ، ومع كثرة الأدلة في هذا الحديث ، فلا شك في عدم ارتباط المودة بكلمة المولى بحيث ان النبي جمع الناس ليقول لهم أحبوا عليا، ثم يقول للناس سلموا علي علي عليه السلام بامرة المؤمنين«السلام علیک یا امیرالمؤمنین».
لا نعتبر الغدير سبب انقسام، بل نعتبره محور الوحدة. لأن حديث الغدير متكرر بين الأطراف وكثرة الأدلة في هذا الحديث ، فلا شك في أن كلمة "مولي" عندما قال النبي للناس أن يحبوا علي، بل طلب منهم السلام عليه بأمرة المؤمنين من أول الخطبة إلى نهايتها تطرح مسألة خلافة أمير المؤمنين وحكم الناس.
نتمنى أن تكون الدنيا والآخرة في ولاية أمير المؤمنين وأولاده (عليهم السلام) ، وأن يستفيد كل منا أكثر من حقيقة الولاية هذه في الدنيا والآخرة.