أربعين الحسين ميثاق البشرية مع الامامة
14 صفر 1445
11:53
۲۸۲
خلاصة الخبر :
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحیم
و أود أن أشكركم على حضور هذا الجمع الميمون، المسؤول عن القضايا الثقافية والعقدية لمسيرة الأربعين الكبرى في التاريخ المعاصر. و كما لاحظتم في تصريحات السيد قائد الثورة، فإن الأربعين هي مسيرة كبيرة جداً يجب أن يرتبط بها ليس الشيعة فقط وليس المسلمين فقط، بل الإنسانية جمعاء. أي أن الهدف الأساسي للأربعين هو ربط البشرية جميعاً حول محور الإمامة. ومع أن الإمامة أمر يؤمن به الشيعة، إلا أن هذا هو مقصد الأربعين.
الأربعين هي إحدى العادات الاجتماعية المهمة للدين
أعتقد أنه كما أن هناك تقسيماً في الفقه إلى فقه فردي وفقه اجتماعي، فإن لدينا أيضاً عادات اجتماعية تتعلق بالحج والعادات المستحبة، والأربعين إحدى هذه العادات الاجتماعية.
والصحيح أنه في رواية الإمام العسكري (ع) أن من علامات المؤمن زيارة الأربعين، وأول مظاهرها أن هذا عمل فردي، وغايته انتفاع الزائر بالزيارة. أجر الزيارة، ولكن هذه ليست حقيقة زيارة الأربعين، فلدينا توثيق الأربعين ليس في هذه الرواية فقط؛ بل ينبغي ان نوثق الأربعين من حضور اهل البيت عليهم السلام في كربلاء في يوم الأربعين العشرين من صفر. حيث أراد الامام السجاد عليه السلام والسيدة زينب الكبرى بعد تحمل كل المعاناة، كل الظلم، كل السبي، ودخول مجلس يزيد الذي ما بارح الخمر واللهو، وبعد الإذلال، ونظر الأجانب الرجوع الى المدينة عن طريق المرور بكربلاء. وبحسب الدراسات التي اجرها العلماء فإن هذا حدث في الأربعين من نفس العام وليس في الأربعين الثانية.
والدليل على الأربعين هو حضور أهل البيت (عليهم السلام) وأصحاب الإمام (عليهم السلام) يوم الأربعين في كربلاء، وفي ذلك رسالة عظيمة للإنسانية. زيارة الأربعين كحركة اجتماعية، أو بشكل أكثر دقة كتعبير السيد قائد الثورة الإسلامية كحركة حضارية.
النظرة العامة والاجتماعية لزوار الأربعين
ولهذا السبب، في رأيي، فإن إحدى النقاط التي ينبغي العمل عليها هي إزالة الأربعين من المنظور الفردي. لا ينبغي لزائر الإمام الحسين (عليه السلام) أن ينظر فقط إلى أنني أحج وسيؤتيني الله أجرا عظيما يكون له أثره في دنياي وآخرتي، ولكن يجب ان تكون نظرتها لزيارة الاربعين بمنظار اجتماعي وكلي.
ضرورة حضور النظام الإسلامي في مسيرة الاربعين الاجتماعية
والآن، إذا وجدنا مثل هذا الرأي والاعتقاد في الأربعينية، سنكتشف أنه بالإضافة إلى الشعب، يجب أن تنزل جميع المؤسسات وحتى نظام الجمهورية الإسلامية إلى الميدان، لأنه عندما تصبح المسيرة مسيرة اجتماعية، فإنها لا يمكن القول أن النظام لا ينبغي أن يتدخل، هذا ما يقوله البعض هذه الأيام، ويتهامسون، لماذا يتدخل النظام في مسألة الأربعين؟ نعم، إذا كان النظام يريد أن يزيل شعبية هذه المسيرة، فهذا اضطهاد كبير، وهو ما لا يستطيع فعله بالطبع. ويجب الحفاظ على شعبية هذه المسيرة. لكن على النظام أن يقوم بواجبه بالإضافة إلى قضية الشعب هذه، حيث أن كل الشعب حاضر بكل جهوده، والحمد لله أنه يقوم بذلك.
اذن فالنقطة الاولى هي أن النظرة الاجتماعية للاربعين يجب تقويتها لدى زوار الاربعين.
النقطة الثانية الاربعين رمز الوحدة الاسلامية
ومن أهم سياسات المستعمر فصل الشيعة والمسلمين عن بعضهم البعض. الأربعين رمز للوحدة بين جميع المسلمين، كما أنها رمز للوحدة بين الشيعة. للأربعين قدرة كبيرة لدرجة أنها يمكن أن تكون سر وحدة جميع الناس حول محور الإمامة.
الحمد لله، في كل عام من مختلف أنحاء العالم، يزداد عدد الأشخاص من مختلف التوجهات الدينية في مراسم الأربعين، وهذا هو المتوقع. إن قضية الظلم ومحاربة الظلم قضية لا يشك فيها أي إنسان حر، فطبيعة كل إنسان تقول أنه يجب على الإنسان أن ينصر المظلوم، وأن يبكي على الظلم الذي لحق به، ولكن هذا يحكي عن أمر فطري وعقلاني أن يبكي الإنسان على المظلوم ويصرخ على مظلوميته، سواء كان المظلوم الذي كان قبل 1400 عام أو المظلوم الآن أو في المستقبل. لذلك، فإن الاهتمام بعنصر الظلم هو أمر إنساني، ويمكننا استخدام امكانية وقابلية الأربعين الكبيرة لخلق وحدة بين الناس ضد أولئك الذين يتآمرون على الناس باسم حقوق الإنسان.
واليوم، تحاول مؤسسات الفكر والرأي والكليات والجامعات التعامل مع هذا التدفق البشري الكبير. وفي نهاية المطاف، فإن أي شيء يوقف مصالح العدو أمر طبيعي أن يعملوا عليه، فالأربعين هي إحدى الحركات الفعالة التي توقف نمو القوى العظمى وتماديها في النهب والسلب والسعي إلى السلطة والحكومة والقوة، وتغير مسار البشرية.
في هذا العقد أو العقدين بالذات، حاولت أيادي كثيرة خلق الخلافات بين شعبي إيران والعراق، بين الحوزات العلمية في إيران والعراق، بين سلطة إيران والعراق؛ لكن الأربعينية لم تحطم كل هذه المؤامرات فحسب، بل أسست الكثير من الأخوة بين شعبي إيران والعراق، وكذلك بين المرجعيات الدينية والمعاهد الدينية وبين البلدين إيران والعراق. وهذه مسألة مهمة جداً، وينبغي، إن شاء الله، أن تنتشر بين الدول المجاورة الأخرى.