في ظل الدين ستحظی المرأة بالحقيقة التي منحها الله إيها، وستصل البشرية الى التحرر

رأيت فتاة في الفضاء الإلكتروني تقول لرجل دين عندما ننتخب المسؤولين يجب أن يدلي برأيه حسب ما نريد، أليس هو وكيل عنا، وليس له الحق أن يقول غير ما نريد. وتبين أن الأمر غير واضح بالنسبة لها، فمعنى الحكم الديني وحكم الولي ليس أن الولي هو وكيل عنا. نعم الناس يختارون خبراء من الفقهاء، والخبراء يختارون أيضاً ولي الفقيه، ولكنه ليس وكيل عنا، فهو مكلف بالعمل بالدين، مكلف بالعمل كرجل دين،  ليس له الحق التجاوز على الدين قيد انملة، وليس وكيلا عن الناس يوما يريدون الحجاب ويوم آخر يقولون لا، سؤالنا للأشخاص الذين يقولون يجب اخضاع الحجاب للاستفتاء، هل يمكن اخضاع الدين للاستفتاء؟ الدين  لا يمكن الاستفتاء عليه! نعم شرط الحكم الديني أن يؤمن به الشعب، لكن الدين لا يمكن أن يطرح للاستفتاء. وفي هذه الآية الكريمة « فطرت الله التی فطر الناس علیها لا تبدیل لخلق الله» هل نستطيع أن نغير أحكام الدين؟ الحجاب هو حكم أساسي من أحكام الإسلام، ومن يعرف التاريخ يعرف أنه قبل وصول الإسلام إلى إيران، كان هناك حجاب بين النساء الإيرانيات، وكان كذلك في أوروبا، والحجاب قيمة اهتمت بها البشرية منذ العصور القديمة. فالحجاب حكم ضروري ومسلم.

وللأسف هناك أناس في الفضاء الإلكتروني ذنبهم أنهم لم يدرسوا، ويبقى الحجاب مثل الصلاة، ولا يستطيع فقيه أن يغير الصلاة إلى يوم القيامة، إذا أراد أحد أن يكتب رسالة، أقول صلاة الصبح ليست واجبة والظهر الصلاة واجبة! أو بدل صلاة الفجر نصلي ركعتين إضافيتين عند الظهر، والكل يضحك عليه لأنه لا يعرف أصول الاجتهاد، ومن أساسيات الاجتهاد وأوضحه أنه لا يمكن الاجتهاد في الأصول. أنا الطالبة اليوم أريد أن أقول أنه في عصرنا هذا يجب أن نرى هل الحجاب واجب أم لا، ليس هناك سبب آخر لذلك غير الأمية، بالطبع قد يكون هناك من يعارض ذلك أو لديه أسباب أخرى، لكن السبب الرئيسي هو الأمية!

طلبي منكم ومني أن ننتبه إلى هذه الآية 30 من سورة مباركة الروم، وهو دين حسب تفسير الله هو الدين القيم، دين يمكن أن يحكمكم، لا يمكن لإنسان أن يحكم على إنسان. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون وليا للإنسان هو الله ودين الله، هذا كل شيء.

يجب أن نستيقظ، إن تحذيرات السيد قائد الثورة في تصريحاته بالأمس هي تحذيرات جوهرية وأساسية للغاية، وعلى طلاب الحوزة العلمية وأساتذة الحوزات وأساتذة الجامعات وشرائح الشعب كافة، وخاصة المسؤولين، أن ينتبهوا إليها. . هذه ليست أحاديث عادية وعادية، هذه مواضيع أساسية وجوهرية للغاية يتناولها مجتمعنا كله، إذا انتبهنا إليها، سيستمر الله عز وجل في نعمة الثورة هذه، ولكن إذا أهملناها، لا سمح الله، سيأخذنا الله نعمته، هذا هي سنة الله تعالى:  «لئن شکرتم لأزیدنکم»فيجب ان نعرف نعمة الله ويجب ان نشكرها.

إننا نحيي ذكرى جميع الشهداء الكرام وجميع الأشخاص الذين رحلوا إلى رحمة الله، ونترحم على روح السيد الإمام الجليل. وندعو الله عز وجل بشدة أن يجعلنا شاكرين لدينه، شاكرين للنظام، شاكرين للقيادة العليا للثورة. أتمنى أن ينجح المسؤولون في الحكومة والبرلمان والمؤسسات الأخرى قدر الإمكان في أداء الأمور بشكل صحيح وخدمة هذا الدين الحنيف وهؤلاء الناس الأعزاء وحل مشاكل الناس المؤلمة إن شاء الله.

والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته