زينب الكبرى(سلام الله عليها) عالمة غير معلمة
07 جمادی الاول 1445
18:30
۵۲۵
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
قبل ان نبدأ الدرس نبارك لكم ولادة السيدة زينب الكبرى(عليها السلام) ونأمل ان يكون المجتمع والمسلمين والشيعة مطلعا وعارفا بمراتب هذه السيدة العظيمة.
ورغم مرور آلاف ومئات السنين على ولادة هذا السيدة العظيمة، إلا أن الحقيقة انه الى الا لم تتضح حقيقة هذه المرأة العظيمة بعد ، ولم يتناول الباحثون أبعاد وجودها بشكل كامل!
هناك معانٍ كثيرة في هذا اللقب«عالمةٌ غیر معلّمة»، كما أن جميع الأئمة المعصومين (عليهم السلام) كانوا علماء غير معلمين، ولكن بترتيب أقل يتبلور هذا المعنى في حالة زينب الكبري (عليها السلام) وهذا يعني أن هذه السيدة تتمتع بالعلم اللدني، ونالت القدرة على تفسير القرآن، ومعرفة الكتاب.
ولم يكن تبتعد ابدا عن البيئة العائلية ومحبة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين (عليهم السلام) وآل الوحي، فإنها لم تذهب إلى أي مكان آخر للدراسة وهذا ما أكده الأئمة (عليهم السلام) ).
وهذا الموقف هو الذي خلق ذلك الصمود الفريد لهذه السيدة العظيمة في حادثة كربلاء، وهي حادثة غريبة جداً لم يسبق لها مثيل في التاريخ ولن يأت التاريخ بمثلها، وتقف هذه المرأة باستقامة وصمودوكان لها دور محوري في الامور. وحتى في بعض المراحل الخطيرة من الحادثة، ورغم أن الإمام السجاد كان يشغل منصب الإمامة، إلا أن من كان يصبر الامام (ع) هي زينب الكبري (عليها السلام).
فمن جانب تحمل مصائب شهادة اولادها واستشهاد إخوتها وأبناء إخوتها، كل ذلك حدث أمام عينيها وصرت وتحملت وصمدت، إلى الخطبة البليغة التي ألقاتها في مجلس ابن زياد، كل ذلك يكشف عن المعرفة الإلهية التي وهبها الله لهذا المرأة. . أي أنه إذا لم يكن لدى شخص ما هذا المستوى من المعرفة، فلن يتمكن من الصبر والصمود على هذا النحو.
ملاك الصبر والاستقامة، ان من لديه علم فسيكون عارفا بان جميع شؤون العالم تحت ارادة الحق تعالى، كانت السيدة زينب (ع) تقول> ما رأيت الا جميلا< لانها كانت تعلم وتعتقد ان جميع الامور تحدث بعين الله وبارادة الله.
ولهذا بعد دفن الامام الحسين(ع) تحدثت حول انه سياتي زمن يزور هذا البقعة المباركة شيعة الامام الحسين عليه السلام ويتخذون هذا الامام اسوة وقدوة لهم. ما هذه النظرة؟ وكيف حصلت هذه المراة العظيمة على هذا المقدار من البصيرة وهذه النقطة هي النقطة الأهم في شخصية السيدة زينب، وهي أن الرعاية العلمية التي أولاها الله لهذه السيدة العظيمة جعلتها تتحمل هذه الأحداث المرهقة.
لا أريد المقارنة. لكن في وقت من الأوقات خلال ثورتنا كان أحد الأسئلة هو أن كل الدماء التي سفكت من الأبرياء في فترة الطاغوت وبعدها في فترة الدفاع المقدس، كيف لم يتراجع الإمام؟ والآن، في ظل هذه القضايا التي تحدث في غزة، لماذا لا يتردد مناصرو فلسطين، بل وأكثر من ذلك، في شعب غزة المقاوم؟
أحد الأسباب هو أن هؤلاء الأشخاص على دراية ووعي بواجبهم ويقولون إن واجبنا الآن هو القتال والمقاومة، وليس أن نكون مجرد تخمين وخيال، فمن الواضح لهم مثل النهار أن لديهم مثل هذا واجب وأعتقد أن هذا ورد أيضاً في تصريحات الإمام وعندما ذهبوا إلى باريس قالوا إذا كان علي أن أذهب من مطار إلى مطار فيجب أن أقوم بواجبي ولم يكن متأكداً من أن إيران ستأتي وتنتصر وإقامة حكومة إسلامية.
على أية حال، في حياة السيدة زينب (عليها السلام)، ما جعل هذا الوقت ممكناً لها هو العناية الإلهية التي جعلتها قادرة على رؤية هذه الأحداث والصبر والمثابرة، ونقل الحادثة المهمة. كربلاء للتاريخ وهذه شعلة الهدى ستبقى مضيئة ومتقدة إلى يوم القيامة. وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان، فإن الذي حافظ على عاشوراء إلى يوم القيامة، وأبلغ رسالتها إلى أهل العالم هي السيدة زينب (عليها السلام).
ونأمل أن تزداد معرفتنا بهذه السيدة العظيمة كل يوم، وسوف نتأمل في حياة هذه السيدة ونجد الأسرار الرئيسية لهذا السيدة الجليلة حتى نتمكن من تطبيقها على أنفسنا ولو بالمقدار اليسير الممكن. فإذا تحقق العلم في الإنسان بمعناه الحقيقي، فإنه يغير وجوده. أما إذا جعلنا، لا سمح الله، العلم طريقا للدنيوية والكبر والكبرياء والغرور، فإنه سيكون قاتلا للإنسان، وسيهلكنا، ويصبح حجابا عظيما. لكن إذا استخدم الإنسان العلم كوسيلة للتقرب إلى الله، للتقرب من الله، فالعلامة أن الدنيا عند الإنسان ستقل، وإذا رأينا أنه بهذه الأعمال العلمية التي نقوم بها، ستزداد دنيويتنا يوماً بعد يوم. فاذا كانا نسعى الى الحصول على المزيد من الجاه والاحترام والرفعة الدنيوية فينبغي ان ننتبه فان هذا يعني علامات طلب الدنيا.
الاستخدام الصحيح للعلم يصبح حياة قلب الإنسان. يوقظ قلبه، فيقوم الإنسان دائمًا ويدرك عدم قيمته وضعفه، ويدرك عظمة الله، فيزداد تواضعه أمام الله والناس. وقد جاء في الأحاديث أن التواضع ثمرة العلم، أي المعرفة الحقة. فإذا كان المتعلم أكثر تواضعا من جميع الطبقات، فإن هذا العلم علم نافع ومفيد له، أي يحصل على المنفعة الأولى لنفسه.
حسنا اعتن بنفسك. نحن نسير في طريق له طرفان متقابلان؛ فهي من ناحية تمنح الإنسان الحياة والاستقامة، وتمنحه البصيرة والاطمئنان، ومن ناحية أخرى تجعله ملتفتا الى الدنيا وطالبا لها لكي يتمكن من الذهاب الى الدنيا وزبارجها.
ونتمنى أن نكون ممن ينالنا ويشملننا دعاء السيدة زينب وأيضاً فاطمة الزهراء (عليها السلام) اللذين نحن ايضا على أعتاب أيام فاطمة، وإن شاء الله بدعوات هاتين السيدتين العظيمتين فإن الله عز وجل سيوفقنا. لإزالة مشاكل المسلمين، وخاصة الشعب الأعزل في فلسطين وغزة، من خلال تدمير المجرمين الذين يقتلون الأطفال. والوقوف ضد الظلم والظالمين.