من السمات الخاصة بالمعلم هي تشخيصه للبدع والانحرفات
22 شوال 1445
20:02
۲۱۸
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
يصادف غداً ذكرى استشهاد المغفور له العلامة مطهري (رحمة الله عليه) والذي يسمى بيوم المعلم، لذا أود أن أقول بعض الجمل.
بادئ ذي بدء، ينبغي أن تظل ذكرى ذلك الشهيد النبيل حيّة إلى الأبد. وكانت القيمة الوجودية للمرحوم المطهري أنه أدرك خطر الانحرافات والبدع والأضرار والاعتداءات على دين الناس ومعتقداتهم في وقتها وتعامل معها، وهذه هي الصفة المميزة للمعلم.
المعلم الحقيقي للإنسان الذي ليس له نظير هو الله عز وجل. وهذا عنوان (وعلم ادم الاسماء كلها) ومعرفة الأسماء التي علمها الله تبارك وتعالى لآدم، لم يكن فقط أنه أظهر لآدم بعض الأسماء والحقائق، بل دله أيضًا على طريق السعادة والشقاء وأسبابهما. وبنظرة سريعة إلى القرآن، نرى أن أسباب الرفاه والسعادة، وكذلك أسباب الخسارة وحتى الخسائر الظاهرة، كلها مذكورة في القرآن.
يجب أن يصل المعلم الحقيقي إلى هذه المرحلة ويجب أن تكون كل جهودنا وجهودكم واحدة. وفي هذه الحالة يصبح المعلم ذا معنى بالنسبة لنا كسبب جزئي.
وإذا أردنا اليوم أن نقدم معلم القرن المثالي، فلا بد أن نسمي الإمام الخميني، الذي جعل البشرية واعية للمخاطر العالمية لهذا القرن.
لم يواجه السيد الإمام الخميني(قدس سره) طاغية إيران فقط، ولم يكتف الإمام بأن يدرك خطورة البهلوي في إيران لمواجهته، بل حذر الإمام الإنسانية من خطر الاستكبار العالمي وأدرك كل شعوب العالم ذلك. الخطر وشرح طريقة التعامل معه. وأفصح السيد الإمام الخميني عن خطورة إسرائيل والصهيونية على جميع الأديان، وليس على الإسلام فقط. إسرائيل تشكل خطرا على جميع الأديان وعلى جميع الدول الإسلامية. ودعا الإمام كل الناس وكل علماء الدين إلى مواجهة خطر إسرائيل وهذا مؤشر عظيم للمعلم.
وأريد أن اصل الى هذه النتيجة وهي أن علينا جميعا، وخاصة في هذا الوقت، أن نكون حذرين بشأن الدين ومعتقدات الناس من تدفق البدع والخرافات والأخطاء التي يريد البعض إدخالها في الدين. إذا انتبه المعلم لهذا، يصبح معلما حقيقيا. علينا جميعا أن نسير على هذا الطريق. أحيانا يحسب الإنسان في خصوصيته أين أدى واجبه بشكل صحيح وأين لم يقم به؟ ويلاحظ أنه فشل في العديد من الأماكن. ينبغي الحذر الشديد من الانحرافات، وللأسف، أثيرت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليلة الثلاثين من رمضان بعض السجالات، وكثير منها لا أساس له من الصحة، ولا أريد أن أخوض في هذا الموضوع بالتفصيل الآن.
فمن يجب أن يتبع هؤلاء ويجيبهم، فقد أدى ذلك في النهاية إلى الاسائلة لمقام النبي الكريم (صلى الله عليه وآله سلم)، ولو مات الانسان بسبب هذه الجهالات وهذه الاساءات لما كان ملوما، ولكن للأسف تم طرحه في هذه الخطب، إذا انتبه المرء، فقد توصل المتحدث دون وعي إلى نتيجة مفادها أن الدين غير مقبول أبدًا لدى الناس وأن الزعماء الدينيين لا يستطيعون جذب الناس إلى الدين. فهل هذه النتيجة تتوافق مع حقيقة الدين؟ أليس هذا انحرافا؟
وعلى هيئات الإذاعة أن تطالب بالمشكلات العلمية لهذه المواد من الحوزة والمفكرين، وأن تستعين ببعض الخبراء الدينيين الذين لديهم على الأقل ملكة الاجتهاد لإعطاء تعليقات دقيقة حولها. إن الكلمات التي نوقشت في ذلك البرنامج مليئة بالصيغ العلمية والانتقائية والانحراف في التفسير، فأين ينبغي للإنسان أن يأخذ هذا الألم؟ {هدى المتقين} مع أن الآيات التالية تعني{الذين يؤمنون بالغيب...} يعني لمن لا يحسد، لماذا نفسر آيات القرآن والأحاديث من عندنا؟ من جيوبنا الخاصة مثل هذا ونضعها في أذهان الشباب و المجتمع.
وفي علم الأصول وقواعد التفسير من الواضح أن أي حديث يشبه لفظاً آية لا يمكن أن يدخل في تفسير تلك الآية، والأصل أن الحديث يجب أن يفسر على أساس قواعد علم الأصول، بينما في هذه المحاضرات تمت مناقشة هذه النقاط دون الاهتمام بهذه الضوابط.
ولذلك، يجب أن تكون الحوزات مستيقظة. ومن المحزن جدًا أن يرى الناس مثل هذه القضايا المنحرفة تبث على وجه الجمهورية الإسلامية في أقدس الأوقات، وللأسف لا أحد يرد عليها من الحوزة. لماذا؟ كلنا نتعاطف مع الثورة، جلدنا ودمائنا وعروقنا هي الثورة، لكننا نريد هذه الثورة من أجل الإسلام وإحياء مدرسة الإمام الصادق (ع). هذا هو الألم الموجود اليوم.
يوم المعلم ليس مجرد يوم لتكريم المرحوم العلامة مطهري؛ بل ينبغي أن يكون احتفالاً بجميع الأساتذة والفقهاء والحكماء والمعلقين الحاليين والسابقين. إن عمل المعلم أهم وأكبر بكثير من عمل الطبيب. فهل يمكن تكييف رواية "أبي العلامك" عليه بمجرد من يعرف مصطلحات وأقوال معينة ويذكرها لك؟ أم أن "أبو العلامك" شخص يعرف ويدرك المخاطر ويعلمها؟ عندما ينتبه الإنسان إلى طبقة العلماء، الطبقة الوحيدة التي يمكنها أن تعترف بالانحرافات والبدع هم الفقهاء، لماذا قالوا (الفقهاء حصون الإسلام)؟ ولم يقل الحكماء والمعلقون! وفي هذه الرواية لا يعني الفقه العام، بل المقصود به من هم على دراية بأحكام الدين، بالحلال والحرام وأحكامه، الذين يستطيعون أن يحفظوا الإسلام ويكونوا حصنا للإسلام. وعلينا أن نسير على هذا الطريق ونمضي قدما.
أشكركم على اللطف والشهامة التي أظهرها لي السادة تكريما للمعلم. الحمد لله، السادة أنفسهم هم الأساتذة، ودائمًا ما أشكر الله على هذا النعم والرعاية التي أولاها، بالإضافة إلى كل فضله وبركاته، حيث أن هناك عددًا لا بأس به من الأشخاص الحاضرين في جلستنا النقاشية، كل منهم هو أستاذ دورات عالية في هذا المجال وشخص الدقة والرأي.
أدعو الله أن يفتح لنا جميعاً آفاقاً علمية واسعة، أحياناً أعتقد أن الحياة قد انتهت، فماذا حصلنا؟ لا شئ! لا تنخدع بهذه الكلمات والتعاريف. هذه كلها خيالات وأوهام الناس، والحقيقة أنه ينبغي لنا أن نسأل الله بالدعاء وقيام الليل ومناشدة الأئمة (ع) أنه عندما نفارق هذه الدنيا تكون أيدينا مليئة بالعلم، كلما زادت المعرفة الإنسانية تكون مرتبته في عالم القيامة وقربه من الله أعلى، إن في عالم القضاء تكون كرامة العالم أعلى من كرامة الشهداء، وهذا هو الوجه في ذلك إن شاء الله، وفقنا الله جميعا.