رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)

09 ذیحجه 1445

15:28

۹

خلاصة الخبر :
تصريحات اية الله الشيخ الفاضل اللنكراني في مراسيم تكريم المرحوم اية الله الشيخ محمد ترابي الدامغاني
آخرین رویداد ها
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي سيدنا محمد و آله الطاهرين

موضوع الكلام في هذا الجمع الجليل هو تكريم العالم الجليل الذي أفنى عمره في حفظ وتعزيز دين أهالي هذه المنطقة، ان الله عز وجل حينما ارسل نبيه الخاتم  لبيان دين الإسلام و لهداية البشرية لمواصلة ما رسم الخطة وما هي التعليمات التي أعطاها لتحقيق أهدافها وغاياتها؟

ومن أجل تحقيق الأهداف السامية لهذا الدين، جعل الله رسالة رسول الإسلام الحبيب وإمامة اثني عشر اماما معصوماً. ونحن نعلم جميعاً أن الإمامة هي استمرار الرسالة، فلولا الإمامة لما نزل القرآن، ولولا الإمامة لما تم توضيح حقائق القرآن وتعاليمه وتعاليمه الثمينة. وتم الكشف عنها للبشرية.
وكما بين رسول الله بنفسه الآيات القرآنية للناس: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» ، قال أمير المؤمنين (ع) أيضاً إن كل آية نزلت، فقرأني رسول الله تلك الآية، وكان هذا هو الوضع والأمر، اكتب الآية وسأكتب وصف تلك الآية بخصائصها وتفاصيلها وكرامتها. لذلك نحن الشيعة نعتقد أن هناك مصحف اسمه مصحف علي، آياته هي نفس القرآن ونفس عدد السور والآيات التي بيني وبينك اليوم، ولكن مع امتياز أن جميع الخصائص والقيود وكرامة النسب التي قال النبي مسجلة فيها.

والآن بعد استشهاد علي (ع) من كان يملك هذا المصحف ومن يملكه الآن؟

وأعطي هذا المصحف للأئمة من بعده (ع)، ومن المصادر العلمية التي استخدمها كل إمام في عصره مصحف أمير المؤمنين، وأحيانا عندما كان أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) في إذا شك في مسألة كان الإمام يعرض المصحف ويقول: هذا والله خط جدي علي بن أبي طالب.
القرآن يحتاج إلى مفسر. ومن حجج الشيعة على ضرورة الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدين والقرآن يحتاجان إلى بيان، كما أن النبي عندما نزل القرآن فسر القرآن بعده. وبعد وفاة النبي، فإن القرآن يحتاج أيضًا إلى مفسر وإلى من يعرف أوجه الشبه والتوازي في القرآن والناسخ والمنسوخ.

وفي خطبة الغدير قال النبي (صلى الله عليه وآله): إني سأجعل علي بن أبي طالب الإمام من بعدي، فإنه عنده القرآن كله، يعرف القرآن ثابتا ومتشابها وناسخا ومنسوخا». (عنده علم الكتاب) علوم القرآن كلها عند علي (عليه السلام). ولذلك فإن أئمتنا هم مفسري القرآن، وعلى الشيعة أن يفتخروا بإيمانهم بالأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، فهؤلاء الأعيان الذين عينهم الله هم أعلم الناس بكتاب الله.
كان الائمة عليهم السلام يقولون ان المذاهب الاخرى بسبب ابتعادها عن فهم القران الكريم قد ضيعوا كتاب الله .
وقد جاء احد علماء السنة وهو ابو حنيفة فقال له الامام  عليه السلام سمعت انك تفتي الناس فقال نعم فقال الامام تفتي الناس من اي مصدر؟ فقال كتاب الله فقال الامام عليه السلام: «والله ما ورّثک من کتاب الله من حرف».
وعلى الشيعة أن يفخروا بأن الأمر خاضع لأئمة لديهم فهم كامل لكتاب الله وقد عبروا عنه إلى الحد الذي يمكن للناس أن يفهموه، ولذلك فإننا نعتبر الإمام استمراراً للمهمة التي أرادوا القيام بها زمن حضور الإمام (ع) من الإمام المعصوم، ولهذا عرض أصحابهم دينهم على الأئمة. الإمام مرجعية علمية، ومرجعية تقوى ، ومرجعية سياسية، ومرجعية قضائية، كل الأمور الدينية في الإمام المعصوم.

وعلى الشيعة أن يفخروا بأصالة مذهبهم، الذي يقوم على منطق قوي وقوي لا يمكن لأي شيء أن يزعزعه. وهذا هو الشيعة الوحيد الذي يمكنه الوصول إلى القرآن وتعاليم القرآن وحقائقه بفضل بركات الأئمة المعصومين.

والسؤال الآن كيف يكون استمرار الإمامة في غيبة الامام المعصوم عليه السلام؟ الامام الحجة (عج) الذي هو في حاليا غائب عنا بالرغم من ان له اشراف في شؤون الدنيا ورزق الخلق يرجع إلى بركة وجوده، «لو لا الحجة لساخت الارض بأهلها»، ولكن اي فئة في المجتمع هي التي تعد امتداد للائمة عليهم السلام ؟
?
هل يوجد غير الفقهاء وعلماء الدين، وغيرهم ممن قضوا حياتهم في الحوزات العلمية، وتعلموا العلوم، وهل لدينا بينكم أي طريق آخر لمواصلة الإمامة؟ عملاً بالآية الكريمة «‌وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا» التي هي المثال الكامل والكمال لحبل الله بلا أدنى شك، ولكن ما هي المجموعة التي يمكن اعتبارها مرتبطة حقًا بهذا الحبل من بين فئات الناس ؟ هل يوجد غير رجال الدين والفقهاء؟ هل هناك جماعة أخرى غير رجال الدين؟

أيها الإخوة والأخوات، إن حقيقة الحوزة ورجال الدين هي استمرار الإمامة، وهي جماعة مسؤولة عن الحفاظ على دين الناس وعليهم منع البدع، ورعاية عقائد الناس، والتأكد من عدم سيطرة الكفر على شعب المسلمين. وفي نفس مدينة دامغان، وبغض النظر عن وجود العديد من العلماء في الفترات الماضية، فقد شهدنا في هذه المائة عام الأخيرة وفي هذه الأجيال والفترات الثلاثة، جهود أشخاص عظماء مثل المرحوم آية الله الترابي (رحمه الله).
فليحذر شعبنا العزيز، سواء في زمن الطاغوت أو اليوم، من مؤامرات العدو، وخاصة في الفضاء الإلكتروني، هي فصل الناس عن رجال الدين. فهل للفقهاء وفضلاء الحوزة كلام آخر غير كلام الله والرسول والأئمة المعصومين والدين والقرآن؟ وقد وردت روايات كثيرة في بيان قيمة ومكانة العلماء الذين تصل منافعهم إلى المجتمع، يقول الإمام الباقر (ع): «عالم ینتفع به أفضل من سبعین ألف عابد»  وأن يتعلم منه الايمان والشرك، أن يفهم ويتعلمون السنن وتمييزها عن البدع والخرافة، فهذا العالم أفضل من 70 ألفاً من المصلين.

يجب على الناس ورجال الدين أن يعرفوا أكثر قيمة وأهمية مكانة رجال الدين وتعزيز الحوزات العلمية، أرسلوا أبناءكم الموهوبين إلى الحوزات العلمية، فالعدو اليوم يبحث عن إفراغ الحوزات العلمية فهل ستهتم الأجيال القادمة؟ إذا قال شخص أنني متدين وأصلي فما دخلي إذا كان طفلي يصلي أم لا؟ إن إسلام هذا الشخص مهدم. 
ويجب أن نفكر في المستقبل وفي استمرار الدين في الأجيال القادمة. هناك طريق واحد لاستمرار الدين، وهو تأهيل العلماء مثل المرحوم الحاج محمد الترابي، والمرحوم السيد سيد محمود الترابي. المرحوم السيد مسيح شاهشيراغي، والمرحوم السيد نصيري، أين يجب أن يتدربوا؟ في المعاهد الدينية. يجب على كل عائلة أن تشجع الأشخاص الذين لديهم موهبة، والأشخاص الذين يمكنهم التفوق في مجال العلوم وتطوير الذات، على حضور الحوزات العلمية.
الملصقات :

حفظ الدين رجال الدین الائمة المعصومين ع حماية الدين احياء الدين