اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
15 ربیع الاول 1446
11:10
۴۲
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
«لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»
نبارک لکم مولد سيدنا خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله) والإمام جعفر الصادق (عليه السلام) رئیس مذهب الشيعة، و للإمام صاحب الزمان (ع) ولجميع المسلمين والشيعة، أيها الحضور الكرام والسادة الكرام، ونبارک لکم اسبوع الوحدة الذي هو من الأيام الحاسمة للأمة الإسلامية.
سأقول بعض الكلمات بمناسبة مولد الرسول الكريم (صلى الله عليه واله سلم) ثم سأذكر بعض النقاط. ومن القضايا التي يجب أن تعالجها الحوزات العلمية هي التعريف بالنبي من منظور القرآن. وهذه الضرورة ليست ضرورية للأشخاص خارج الأسرة المسلمة فحسب، بل يشعر الناس أحيانًا أن الأمة الإسلامية نفسها لم تعترف بذلك النبي صلی الله علیه واله كما ينبغي وربما ولا يقتصر القصد على إبراز الاتجاه الشخصي للزهد وحياة النبي، والذي بالطبع يجب تقييمه بالكامل في مكانه الخاص. لقد حل علينا العام النبوي الأعظم في بلادنا بفضل تسمية السید قائد الثورة الاسلامية.
وفي الوقت نفسه فإن بعض أقوال وحركات ومواقف من يزعمون أنهم أهل فكر ورأي تكشف أن الوجود الحقيقي للنبي والقيم التي جاء بها للأمة الإسلامية والعالم الإنساني لم يتم توضیحها بشکل كامل
قال الله تعالی فی محکم کتابه الکریم: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّمْ»، وكان نبينا العظيم يعتبر نفسه مشاركا في كل أحزان المجتمع، وكأن كل معاناة وألم أصاب المجتمع والأفراد قد أصاب النبي قبله، لأنه شاهد على أعمال الأمة.«حریص علیکم»، لقد كان النبي حریصا في إرشاد الناس، وينبغي النظر في هذه الجملة بعناية. أي أن النبي من عند الله لم يكن مجرد مبشر واحد ورسول وحي ليقول إنني أبلغت رسالة الله إلى المجتمع ولم يعد لي أي علاقة بالمجتمع سواء أرادوا العمل أم لا! ولم يكن الأمر كذلك، فقد كان النبي يغار على إيمان الناس، ومستوى توحيدهم، وعلمهم ومعتقداتهم، وسلوك الناس وأخلاقهم، وإقامة الفقه.
أحياناً عندما نؤكد على بعض الفروع، يظن بعض الناس الذين قلوبهم مريضة أن لا شأن لنا بالباقي! نخير، هذا اللقب حریص علیکم يشير إلى الاصطلاح الأساسي، وهو أن النبي كان حريصا لمجموعة العقائد والأخلاق والأحكام. وفي الأساس، إذا أراد أحد أن يقول إن واجب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو البلاغ فقط، فهذا لا يتوافق مع هذا التفسير لـ الحرص.
يقول الله تبارك وتعالى في سورة الكهف: «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا»، باخعٌ من الناحية اللغوية ومن منظار الروايات الواردة في تفسير هذه الاية الكريمة تعني قاتل نفسك فالله عز وجل يقول لرسوله الكريم لعلك تريد ان تهلك نفسك بالأسف والحزن على عدم ايمانهم بهذا القران الكريم وتؤذي نفسك بسبب بقائهم على كفرهم وهذا التعبير قد ورد في موضعين من القران الكريم الموضع الاول في هذه الاية الانفة الذكر والموضع الثاني في سورة الشعراء حيث قال عز من قائل: «لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يكُونُوا مُؤْمِنِينَ».
والسؤال هو: ما هي الرسائل الفقهية التي تحملها هذه التفسيرات؟ فهل هذه التفسيرات البسيطة هي تعبير عن منهج النبي الأخلاقي أم أنها تحتوي أيضا على رسائل فقهية؟
وهناك رسالة فقهية مهمة من هذه الآيات موجهة إلى رجال الدين. لأنه بناء على رواية «العلماء ورثة الانبیاء» فإنهم يدعون أنهم يرثون الأنبياء، فينبغي أن يكونوا حريصين على إيمان الناس، فإذا كان هناك ضعف في الإيمان في المجتمع وجب عليهم أن يرثوا الأنبياء. لا ينبغي ان لا تبالي ولا تهتم. وأحيانًا يتم تضييق نطاق الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإساءة تفسيره بحيث يصبح واجب حصريًا على المعصومين (عليهم السلام)، ويصبح شيئًا كان أو لم يكن لا فرق في ذلك (يلزم من وجوده عدمه).
لا ينبغي التعامل مع الدين بهذه الطريقة، فالاهتمام بمعتقدات الناس وسلوكهم واضح وظاهر في آيات القرآن، ورجال الدين ملزمون بالاهتمام بتدين الناس، وقد كانت هذه الرقابة العملية على تدين الناس التزامهم بالدين، وهذا هو الذي أرسى أسس الثورة وجذورها في قلوب الناس، يجب أن تكون الرقابة الدينية اليوم أقوى من ذلك الوقت بكثير لأن الدين جاء إلى المجتمع بمعنى أوسع؟ إن على رجال الدين مثل هذا الواجب الخطير.
والبعض ممن يريدون معارضة رجال الدين يقولون إن رجال الدين لم يخلقوا إلا الخرافات، وللأسف هذه النسبة الباطلة صدرت من شخص يحمل أيضا لقب أستاذ جامعي أين يبحث رجال الدين عن الخرافات؟ كلام رجال الدين مبني على القرآن والعترة، رجال الدين يقدمون الحقائق والمعرفة، ألم يكن أبو علي سينا من رجال الدين، أليس الفارابي والملا صدرا والخواجة نصير الدين الطوسي من رجال الدين؟ هؤلاء الأشخاص الذين تثار آراؤهم في القضايا العلمية للجامعة، كانوا ولا زالوا من ركائز رجال الدين، وبين رجال الدين نفتخر بشخصيات تتمتع بشمولية علمية غير عادية.
الروحانية هي تجسيد للعلم، ونحن نحترم كل العلوم، ولكن العلم الممزوج بالنور والمتصل بالوحي لا يكون إلا في حوزة الروحانية، طبعا كل العلوم هي نتيجة الله تبارك وتعالى. هو خالق العلم، ولكن ذلك العلم المبني على القرآن والتراتر أصعب وأعمق وأكثر فعالية من المعرفة الإلهية؟ أسس وأبعاد وقواعد المعرفة الإلهية كلها في متناول رجال الدين، ورجال الدين يفحصونها ويتطورون باستمرار. تقوم الحوزات بتجديد وإثراء هذه الأسس بشكل مستمر، والإثراء في الحوزات العلمية دائم ومستمر، وهذه هي المسؤولية الرئيسية للمجال.
فإذا فقدنا هذا العمق في الحوزات العلمية، نكون قد أبعدنا أنفسنا عن هذه المسؤولية الأساسية. إذا تصرفنا بطريقة تجعل الطلاب يحاولون الحصول على درجة علمية أو الحصول على علامة أو تحسين مستواهم قبل الاهتمام بعمق المادة وحقيقتها، فقد ابتعدنا عن هذه الحقيقة. وإذا وجدنا جذور ضرر رجال الدين اليوم، فذلك راجع إلى أننا ابتعدنا عن عمق العلوم الإلهية من عقائد وفقه وأخلاق وغيرها، وهذا تحذير يستهدف المسؤولين في الحوزة العلمية، وليس فقط على المسؤولين، بل على والأساتذة والطلاب فهم مسؤولون ايضاً.