المدير ذو الرؤية الشاملة سيؤدي إلى مسار شامل في تربية الطلاب

10 ربیع الاول 1447

14:21

۱۰۶

خلاصة الخبر :
تصريحات سماحة آية الله فاضل لنكراني (حفظه الله) خلال لقائه مع مجموعة من علماء حوزة الإمام الخميني في بندر محافظة خوزستان، وذلك في مدينة مشهد المقدسة.

آخرین رویداد ها

بسم الله الرحمن الرحيم


قبل كل شيء، أرى لزاماً عليّ أن أقدم لكم أيها السادة الكرام أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة الأيام الميمونة والأعياد المباركة في شهر ربيع الأول، أي بداية إمامة إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمولد السعيد للنبي الأكرم والإمام جعفر الصادق (عليهما السلام).

أنا مسرور للغاية لوجودي في هذا الجمع القيم والمؤثر، الذي يُعدّ بلا شك من المحافل الأساسية والاستراتيجية في حوزة خراسان.

إن تعاونكم المخلص ومساعدتكم المتبادلة وتشارككم في الأفكار مع المركز الفقهي للأئمة الأطهار (عليهم السلام) هي من الأركان الأساسية لنجاح كل واحد منا. اليوم، لم يعد بإمكان أي شخص أن يحقق النتائج المرجوة بمفرده، معتمداً فقط على أفكاره وتفضيلاته الفردية، مهما كانت جيدة ومتميزة. بلا شك، التآلف والتعاون هما مفتاح النجاح في الطريق الذي نسير فيه.

يجب أن نمسك بأيدي بعضنا البعض، وبتعبير اليوم، أن نتكاتف ونتشارك الأفكار لنصل إلى نتائج جديرة ومثمرة. إن الكلمات التي تفضل بها الأعزاء تعكس خبرتكم، وتجربتكم، واهتمامكم الصادق بالحوزة المقدسة في خراسان.

لعلكم سمعتم أن والدنا الراحل (رضوان الله تعالى عليه) كان يقول دائماً: «إحدى أمنياتي هي أن تُقام بجوار المرقد الطاهر لحضرة علي بن موسى الرضا (عليه آلاف التحية والثناء) حوزة تليق بمقامه». وكان يقول بصراحة إن الحوزة الموجودة في ذلك الوقت لم تكن تتناسب مع مقام ومنزلة الإمام. فالحوزة التي تليق بمقامه يجب أن تكون مكاناً يخرّج فقهاء بارزين، ومئات المجتهدين والمفسرين المتميزين، ومئات من أساتذة الأخلاق البارزين.

في هذا المسار، يجب أن نقدر جميع الجهود القيمة والمحاولات الدؤوبة للمجلس الأعلى لحوزة خراسان، ومديرها المحترم، ومعاونيه، وأساتذتها البارزين، وطلابها الأفاضل، وأنتم أيها الكرام. كما يجدر بنا أن نتذكر كل من شعر بالمسؤولية على مر التاريخ، وعمل على تأسيس المدارس الدينية بقدر ما أوتي من قوة وإمكانيات.

أتذكر شخصيات عظيمة مثل الأخوين الطباطبائي اللذين كان كل منهما فخراً للحوزة، والمرحوم آية الله العظمى آقا حسين قمي، والمرحوم آية الله السيد عبد الله الشيرازي، وقبلهم المرحوم آية الله العظمى الميلاني (رضوان الله عليهم أجمعين) الذين كان لكل منهم دور كبير في رفعة هذه الحوزة. أسأل الله أن يشملهم جميعاً برحمته ويحشرهم مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار.

اسمحوا لي أن أبدأ كلامي من هذه النقطة: إن فكر ورؤية الأستاذ والمدير هما في الحقيقة ما يشكّل المسار العلمي والأخلاقي وحتى السياسي للطالب. إذا كان المدير ذا نظرة شاملة ويتعامل مع القضايا برؤية واسعة، فإن الطالب أيضاً سيسير في نفس المسار ويتجه نحو فكر أوسع. أما إذا كان المدير محدوداً وسطحياً في رؤيته، فمن الطبيعي أن يبقى من يتخرج على يديه في الإطار المحدود نفسه.
الملصقات :