مسالة الحجاب وانتقاد المطالب المتفرقة في مجلة خاتون سلسلة دروس شهر رمضان المبارك
13 شوال 1432
18:09
۳,۰۲۲
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
قد طرحت هذه الايام في بعض المجلات والصحف مطالب مفصلة حول مسائل الحجاب والعفاف، والتي هي تحكي حسب اعتقادي عن عمل مدبر منذ سنين، وما ورد في هذا اللقاء من بعض التعبيرات هي تعبيرات مؤسفة جداً، بحيث تبين بعبض المطالب التي هي خلاف الدين و المغطاة باسم الدفاع عن الدين في نظام الجمهورية الاسلامية و بمبالغ تصرف من بيت المال، ويدعي اصحاب هذه المجلة اننا نشرنا هذه المطالب ونظمناها لاجل تقويت الحجاب والعفاف، في حين ان كل شخص ليس منتمياً لاي احد وهو مستقل في التفكير ولا علاقة له بالشجار السياسي وهذه الامور، يريد ان يقرا هذه المجلة من اولها الى اخرها فلا يمكنه ان يستنتج هكذا نتيجة، بل سينتنتج من تلك المطالب وللاسف عكس تلك النتيجة، فلا يوجد في هذا المجلة التي تحتوي على 285 صفحة ولا اشارة الى ان القران الكريم ماذا يقول بشان الحجاب؟ فليس لايات سورة الاحزاب وسورة النور في تلك المجلة عين ولا اثر، فكيف يمكن لاي باحث في مجموعة ما وتحت عنوان مسالة دينية ان لا يبين الموقف الواضح للقران الكريم والروايات من تلك المسالة، ولا يلتفت الى الفتاوى المتعلقة بالحجاب الا بعض الفتاوى في بعض الموارد التي تكون في صالحه والتي ساشير اليها.
قد ذكرت في البداية اننا نتكلم في هذا الشهر المبارك واذا ابدينا حبا او بغضا سياسيا لا سامح الله فسيسبب ذلك لصيامنا مشكلات كثيرة، الا انه بحسب ما جاء في الروايات: «إذا ظهرت البدع فللعالم عن يظهر علمه و إن لم يفعل فعليه لعنة الله» و نحن لا نريد ولا سامح الله ان نكون مشمولين لذيل هذه الرواية.
قد فصلنا البحث بحمد الله تعالى حول ايات الحجاب في السنين الماضية و اقراصها الصوتية موجودة في الموقع، و اشير الان الى اية 59 من سورة الاحزاب: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم «يا ايها النبي قل لأزواجكَ و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهن» يقول الله تعالى يا ايها النبي بلغ هذا الواجب والفريضة لنسائك وبناتك وجميع نساء المؤمنين سواء في الزمن الحاضر او في المستقبل الى يوم القيامة وهذا الواجب والفريضة هي عبارة عن: ان يلبسن الجلباب، وجلابين جمع جلباب، وقال المدققون من اهل اللغة ان الجلباب هو ذلك اللباس الذي يغطي المراة من الراس الى ظاهر القدم، و في بعض الكتب اللغوية ان الجلباب هو عبارة عن الملحفة. واللحاف هو عبارة عن ذلك الشي الذي يغطي جميع بدن الانسان عند النوم و يكفي لجميعه. وقد جاء هذا التعبير حتى في بعض الكتب مثل كتاب مقامات الحريري: الجلباب هو عباءة لباس ظاهري عريض يغطي جميع اجزاء البدن، وطبعا هناك اختلاف بين اللغويين في معنى الجلباب: فمنهم من يقول: ان الجلباب هو ذلك الخمار أي المقنعة الا ان المحققين منهم قالوا ان الجلباب هو ذلك المعنى الذي ذكرناه قبل قليل، ومن هنا لا باس بالمرور بكلمات امير المؤمنين( عليه السلام) في نهج البلاغة وكلمات الشعراء كي نستفيد منها ان المراد من الجلباب هو ذلك الغطاء الكامل.
قد ياتي احيانا في بعض الكتب انه أي كتاب طرحت مسالة العباءة في الاسلام؟ فؤلائك الذين يريدون ان يروجوا للبس الجبة من دون عباءة( المانتو) يقولون لم ياتي في الاسلام ان يجب لبس العباءة، في حين ان لبس العباءة بنص القران الكريم و لا شك ولا ريب ان المراد من الجلباب هو ذلك اللباس الذي يغطي جميع البدن من الراس الى القدم أي تلك العباءة المعهودة بل هذا هو المتعين، فنحن والاية الكريم فلبس العباءة للمرأة هو المتعين، وطبعاً ان في الاية ملاحظة لطيفة وهي ان الكلام حول المؤمنين حيث يقول الله(قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين) واما نساء الكفار فلا تتعرض لهن الاية الكريمة.
واليك بعض الشواهد على ان المراد من الجلباب هو هذا المعنى:
اولاً: ان الزهراء عليها السلام لما ارادت ان تاتي الى المسجد لالقاء تلك الخطبة التاريخية جاء في الرواية ( لافت خمارها على راسها) أي انها لفت مقنعتها على رأسها ( واشتملت بجلبابها) أي لبست عباءتها.
ثايناً: سال احد الاشخاص الذين هم مرجع في الالفاظ القرانية من ابن عباس حول الجلباب فقال الجلباب: (ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها) أي ان ابن عباس يقول ان الجلباب هو غطاء كامل بحيث يغطي جميع المراة الا عين واحدة تظهر لكي تبصر بها الطريق.
ثالثاً: قد ورد في كتاب الدر المنثور للسيوطي المجلد الخامس صفحة 221 روي عن ام سلمة انها قالت: (لما نزلت هذه الاية« يدنين عليهن من جلابيبهن» خرجت نساء الانصار كأن على رؤوسهن الغربان) أي انه لما نزلت هذه الاية خرجت نساء الانصار من بيوتهن وقد لبسن العباءة السوداء، أي مسالة العباءة والجلباب كانت واضحة في ذلك الزمان، بل ان القضية هي التاكيد على ان يكون لبس العباءة بشكل يستر جميع بدن المراءة ومصداق هذا الستر هو العباءة السوداء.
هذه الشواهد وهذه الاية الكريمة، والان دعنا نلاحظ ما هي التعبيرات في احد اللقاءات الواردة في هذه المجلة؟ وقد قلت سابقا انه هناك جملة من الناس المسلمين الذين يعيشون في الغرب يعتقدون بلبس الحجاب ويدافعون عن هذه العقيدة وهم مستعدون لان يتحملوا المشاق والحرمان من اجل الحجاب، فنتيجة هذا الكلام الذي يذكر في مجلاتنا هي القضاء على الحجاب، اما الان هل ان هؤلاء عندهم هذه النية حقيقة ام لا ؟ الله اعلم، الا ان نتيجة هذه المطالب هي القضاء على الحجاب ليس الا.
قد جاء في هذه المجلة : ان المقطوع به ان العباءة السوداء هي اسوء الحجاب لماذا؟ استدل: لانه يحجم وجه المراءة أي انه يركز الانظار الى وجه المراءة، أي انه لو لبست المرأة عباءة ملونة تعرض جسمها فهذه العباءة لا تثير النظر، اما اذا لبست المراءة عباءة سواداء لا تعرض اعظاء جسم المراءة ولا تحكي ما تلبسه المراءة تحتها من لباس ذا الوان بل تغطيه تماماً فهذه العباءة تثير النظر وتلفت الانتباه.
ويقول ايضا: في احد السفرات الاوربية لناصر الدين شاه ذهب ذات ليلة الى مجالس العياشي في اوربا فرأى الرجال يلبسون على راسهم (شفقة) سوداء ورأى النساء تلبس الاسود ايضا، فاعجبه هذا اللباس باعتباره لباس وقار وسكينة، فنقل هذا النوع من اللبس الى ايران، فصاحب المجلة هذا هكذا يريد ان يتلاعب بهذه العقيدة فيعتبر ان لبس العباءة السوداء لهذه المراءة المتدينة العفيفة ذات الحياء الاسلامي التي تلبسه امتثالا لامر الله تعالى موروث من العياشين الاوربيين وقد دخل هذا الحجاب الى ايران في عهد ناصر الدين شاه.
فاليحكم الانسان المنصف غير المغرض اذا جاء هؤلاء اليوم الى البنت المتدينة، ولا يتحدثون اصلا عن القران والسنة بشان الحجاب، بل يقولون ان هذه اصل هذه العباءة التي تلبسينها من اوربا، فمن الطبيعي ان يؤثر هذا الكلام بها وحينئذ تقول اذن فلماذا انا البس هذه العباءة؟ وحينئذ من حقها هذا التسائل، لانه عندما نقول ان العباءة جاءت من اوربا فحينئذ لا تلبس البنت هذه العباءة.
ان في هذا اللقاء الصحفي كثيرا من المسائل المنحرفة و هذا اللقاء هو الاساس في هذه المجلة واما المطالب الاخرى فهي هامشية اوردوها بالضمن، يقول في المواضع من تلك المجلة: علينا ان نبدأ اولا من القران الكريم والقران الكريم يذكر ثلاث قطع من الملابس تغطي المراءة المقنعة او الشال، والقميص والتنورة وهذا يكفي، وهذا اللباس هو اللباس الشرعي للمراة المسلمة على الاقل، فلو كان لهذا الانسان مقدار من المعرفة بالقران الكريم و يلاحظ ايات الخمار: ويرى ايات الجلباب ايضاً فهل يمكنه حينئذ ان يقول انه لم يرد في القران للمراة حجاب كامل؟ اذن فماذا تصنع بقوله تعالى: « ويضربن بخمورهن على جيوبهن»«يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ»؟ وماذا نصنع برواية ام سلمة التي وردة في ذيل هذه الاية الكريمة، فيا من تقولون ان الحجاب الاسود قد اتى من اوربا اقرؤا التاريخ قليلاً! فيا من تدعون انكم قرائتم دورة التاريخ عند الاستاذ الفلاني، ياحبذا لو راجعتم الروايات قليلاً، فهل ان مسالة الثياب السود كانت مطروحة في صدر الاسلام؟ وجاء هنا ايضا وقال ان لبس الثوب الاسود مكروه في الاسلام، فانت الذي تقول ان لبس الثوب الاسود مكروه في الاسلام هل راجعت الروايات والفتاوى المتعلقة بهذا الموضوع اولا؟ اولاً: ان كراهة لبس الثوب الاسود ليست ذاتية، وقد جاء في التاريخ ان بني العباس وكذلك بعض المشركين والفراعنة قد لبسوا هذا اللباس وقد امر ائمتنا شيعتهم بان لا يلبسوا الاسود كي لا يتشبهوا ببني العباس والمشركين والفراعنة فقالوا ان لبس الاسود مكروه، وقد ورد في بعض الروايات ان هذا اللباس كان لباس فرعون، أي ان لبس الاسود من حيث هو لا كراهة فيه وانما يكره من باب انه موجب للتشبه باقوام واشخاص مجرمين و مشركين فلذلك لا تلبسوه هذا اولاً.
ثانياً: في نفس الروايات التي تقول ان لبس الاسود مكروه تستثني بعض الموارد حيث تقول الا في الخف والعمامة والكساء والكساء هو العباءة التي نتحدث عنها عباءة المراءة ايضا تسمى كساء فحينما تقول ام سلمة ان نساء الانصار خرجن بعباءات سود فهل يوجد في التاريخ ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قد نهى عن النساء عن لبس العباءة السوداء؟ بل ان النبي (صلى الله عليه واله) قد امضى ذلك وهكذا في عصر الائمة(صلواة الله وسلامه عليهم) ايضا امضوا هذا النوع من الحجاب، بل ان العباءة لها تاريخ عريق في الاسلام ولا علاقة لها بقضية ناصر الدين شاه العياشين الاوربيين وامثال هذه الامور، فماذا يا ترى نقوم بتهديم عقائد الناس والنساء بكلامنا هذا؟ ولماذا نبتعد عن ايات القران الكريم هذه؟ وقد قلت لكم انه قد ورد في هذا اللقاء الصحفي كثيرا من الامور المدروسة، فيقول مثلاً: ان امير المؤمنين ( عليه السلام) لم يكن يعير لحجاب النساء اهتماماً ولكنه كان اكثر ما يهتم ببيت المال! ثم يقول بعد ذلك: لاحظوا ما للفقهاء من اهتمام في مسالة لقمة الحلال والحرام؟ وبعض الاحيان ياتي باسم بعض الفقهاء لتطعيم المطالب، فان كنتم تعتقدون بالفقهاء فنقول لكم الم يفت بكل ما يتعلق بالحياء والعفة وعدم اختلاط الرجل والمراءة؟! الم يفت المراجع العظام قبل ست سنين بحرمة دخول المراءة في المحافل الرياضية التي يتواجد فيها الرجال؟ ولكن للاسف خالفوا واصروا الى الان وهم حالياً يقومون بهذه الاعمال شيئا فشيئاً.
لاحظوا ان هذه المجلة قد طرحت لاجل ترويج مسالة دخول النساء الى ميدان الرياضة طرحتها باسم ترويج الحجاب والحياء والعفاف في صفحات كثيرة فاي فقيه يخالف في مسالة رياضة المراة؟ واي عاقل يخالف في ذلك؟ الا انه يقول الفقهاء انه لا يحق للمراة ان تبدي حركات بدنها امام منظر ومراى الناس الاجانب وان كانت قد لبست لباسا ظاهرياً فان هذا العمل محرم وغير جائز، وللاسف الشديد في هذه السنين الاخيرة قد اصبحت هذه المسالة مشكلة بلادنا، بحيث ان هناك اشخاصا يدعون ان لديهم خبرة في الدين وهم يعرفون الدين جيدا وحينئذ يتخلون في المسائل الدينية ومرة اخرى قد وجهوا جميع الاشكالات الى رجال الدين في هذه المجلة وهذه المقالة وحيث انه هؤلاء كبار اوردوا الاشكال بشكل الاستفهام التقريري فهو يقول: اليس ان الفقهاء والعلماء ورجال الدين ومفكري المجتمع الاسلامي هم المسؤولون والمقصورون بحيث لم يستطيعوا تدارك مفهوم الحجاب بعنوانه المؤمن لنجاة المراءة وينفذوا الى روح المراة المسلمة؟! وحينئذ بهذه العبارة قد اصبح الفقهاء مقصرين، بعد ان حصل التعري والسفور في زمان الملك رضا خان قد كتب الفقهاء 60 رسالة بشان مفهوم الحجاب فكيف اصبح الفقهاء مقصرين؟! بل انتم المقصرون لانكم لا تسمحون لان يصل الاسلام الواقعي الى المجتمع انتم الذين قصرتم حيث انكم وضعت مبادئ الاسلام والمسائل الضرورية فيه تحت اقدامكم من اجل ان تكسبوا قلوب بعض الناس المغفلين.
ان ما يحصل في هذا العالم مثير للتعجب، فانه في العالم الاوربي يقتلون الناس باسم الدفاع عن حقوق البشر، وهذا الفقر الذي يحصل في الصومال ايضا باسم الدفاع عن حقوق البشر، ولا يحرك ساكن تجاه هؤلاء المستكبرين، وهكذا بلادنا يضربون ولاية الفقه باسم الدفاع عنها، ويضربون الاسلام باسم الاسلام، ويضربون الحجاب باسم الحجاب، وانا لا اعلم الى من وعند من المشتكى؟
كونوا على ثقة ان وظيفة العلماء هي البيان وسيبيونون ولا يقصرون في هذه الوظيفة، فاي مسالة طرحت على الفقهاء ولم يبرز الفقهاء حلا لها او لم يجيبوا عليها او بقية مهملة؟ ففي أي موضوع قد قدم الفقهاء 60 رسالة في وقت واحد؟ والان ناتي ونقول ان العباءة لا وجود لها في الاسلام؟ وطبعا لم يقل في هذا اللقاء الصحفي ان لا وجود للعباءة وانما تهجم على لون العباءة وطبعا انه يعلم من كلامه ان القران يعتبر ان حجاب المراة هو عبارة عن ثلاث قطع انه منكر للعباءة، قالوا في سنة من السنين ان لا وجود للعباءة في الحجاب، فقال قائد الثورة الاسلامية: ان العباءة عندنا هي الحجاب الاكمل، تارة يقولون ان اللون الاسود هو لون الفسقة الاوربيين، ويقولون من جانب اخر ان اللون الاسود مختص باليهود.
ان كلامي الاساسي مع اصحاب هذه المجلة هو: اننا ندع هذه الاشكالات العلمية الكثيرة الموجود في هذا اللقاء الصحفي على جانب، ان كثر همكم وسعيكم في هذه المجلة هو انه كيف كانت مسالة الحجاب في زمان المجوسية والزرتشت، ان عفة وحياء نساء ايران معروفة منذ سبعة الاف سنة، ونحن نقبل ذلك ولا ننكره، ولكننا نقول لكم لماذا تريدون ان تبحثون مسالة الحجاب في هذا البلاد من جهة تاريخية فحسب، لا يهمنا كيف كان الحجاب في زمن المجوسية، نحن نقول ماذا يقول القران الكريم وماذا قال الله تعالى؟ نعم بحمد الله يذكر التاريخ ان الشعب الايراني كان شعبا عفيفا في ذلك الزمان فالتاريخ يعرب عن التمدن الايراني خلال سبعة الاف سنة وهذا ما يبعث على افتخار الايرانيين نساءا ورجالا،وهذا مما لا ينكره احد، ولكن الكلام كل الكلام انه لماذا لا تبحثون قضية الحجاب من زاوية القران الكريم ؟ لماذا لا تبينوا حكم الله الواضح والصريح بالنسبة الى النساء المؤمنات، فقولوا لهؤلاء ايها الاعزاء ان الاسلام انما طرح مسالة الحجاب لاجل الحفاظ على امنكم وشخصيتكم وقيمتكم، فمن جانب( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم) ومن جانب اخر يخاطبنا: انكم جوهرة وعليكم ان تحافظوا وتغطوا هذه الجوهرة ويقول هذا باعتباره وظيفتنا، احياناً يقول بعض الكتاب قوله تعالى{ يدنين عليهن من جلابيبهن} امر اختياري اعطاه الله تعالى للنساء، نقول لامثال هؤلاء ان الحجاب ليس امرا اختيارياً بل ان الحجاب هو واجب تكليفي قد امر الله به النساء، وذلك لانه ليس من الصحيح ان ان الله تعالى يجعل فعل ما من التكاليف مع انه ليس فيه مصلحة، فالله تعالى ليس كالموالي الذين يامرون وينهون بحسب ميولهم الكاذبة.
فامر الله تعالى في ما يتعلق بالحجاب ولبس العباءة فيه مصلحة قد ذكرها الله للنساء وعلى النساء ان يتبعن ذلك.
فبدل ان يطبعوا هذه المجلة و يكونوا سببا لتشويش الافكار العامة للناس ينبغي لهم ان يدرسوا هذه المسالة ويطرحوها على العلماء والفقهاء، فاذا كانوا اصحاب غرض وقصد صحيح ولم تكن لديهم نوايا اخرى فالحوزة مستعدة للحل استفساراتهم، والحمد لله يوجد في الحوزة العلمية الكثيرة من الفقهاء وعلماء الدين فان كانت عندهم شبهة عالقة في اذهانهم تجاه الحجاب فعليهم ان يطرحوها، فان اصروا على ان الاسلام حقيقة لم يذكر العباءة كحجاب فعليهم ان يقدموا لعلماء الحوزة الدليل على ذلك، و لا اقل من انهم ياتون بادلة في قبال هذه الايات وهذه الروايات لكن الظاهر انهم ليس لديهم الا الادعاءات الخالية عن الدليل.
وعلى كل حال نحن ننصحهم، ونطلب منهم ونلتمس من الاخوة الذين لا اخصاص لهم في الدين ان لا يتخلوا في مسائله، فنريد منهم عدم التدخل بالامور التي لا معرفة لهم بها، والله يعلم انهم لو اشتبهوا في عملهم الاقتصادي، ويسببوا خللا اقتصادياً فهم مسؤولون عن ذلك بل عليهم الضمان، الا انهم اذا تلاعبوا بمسائل الدين وحرفوه واوجدوا البدع فمن الممكن ان تمتد هذه البدعة الى مئات والاف السنين، «و من سنّ سنةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة» فجميع الاوزار تكون على عاتق تلك الاشخاص الى يوم القيامة.
وايضا من جملة المطالب التي جاءت في هذه المجلة انهم ذكروا في اواخر هذه المجلة بعض كلمات السيد الامام الخميني( قدس الله روحه الزكية) وبعض كلمات قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي( دام ظله الشريف) في ما يتعلق باراءهم حول المراءة بشكل قليل وقصير ومقتضب جداً في حين انهم تعرضوا في اول المجلة الى كثير من كلمات المسؤولين في عشرات الصفحات فهذا يوجب التسائل ونحن نسأل من القائمين على هذه المجلة فهل ان اولائك المسؤولين اعرف بالاسلام او السيد الامام وقائد الثورة الاسلامية؟ فماذا يعني وضع اراء السيد الامام وقائد الثورة الاسلامية في اخر الملجلة وبشكل مقتضب؟ ومن المعلوم ان القارئ غالبا ما يقرا اول المجلة فلا يتسنى له الوصول الى اخر المجلة باعتبار انه يتعب من القراءة وعادة لا يقرؤن اخر المجلة.
فجمع هذه الاعمال بحسب نظرنا مغرضة ونامل ان شاء الله تعالى ان تصل هذه الاشكالات الى اسماعهم ويتاملوا في اعمالهم، فان كان في كلامي جهة اشكال فاني حاضر للجواب عليها.
لاننا قد طرحنا هذا البحث واليوم هو ولادة الامام الحسن المجتبى ( عليه السلام) وبمناسبة اخيه الامام الحسين عليه السلام وبعض الاخوة يطرحون بعض الاسئلة ما معنى لبس الاسود في ايام عزاء الامام الحسين(عليه السلام)؟
قد ورد في ما يتعلق بهذا الموضوع في مستدرك الوسائل للمرحوم الحاج الشيخ النووي المجلد الثالث: «إنّ ملكاً من ملائكة الفردوس الأعلي نزل على البحر و نشر أجنحته عليها» أي انه لما وقعت حادثة كربلاء وضع احد الملائكة جناحه على جميع البحر «ثم صاح صيحة» «و قال يا اهل البحار إلبسوا اثواب الحزن»«فإن فرخ الرسول مذبوحٌ» ثم قال الشيخ النوري في ذيل هذه الرواية: «في هذه الأخبار و القصص إشارةٌ أو دلالةٌ علي عدم كراهية لبس السواد أو رجحانه حزناً علي أبي عبدالله عليه السلام كما عليه سيرة كثير في أيام حزنه و مأتمه»
ونامل من الله تبارك وتعالى بحرمة هذا الشهر ان يعرفنا بهذا الاسلام و الدين الحنيف ويوفقنا للعمل باحكامه ان شاء الله تعالى .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته