حوار حول مسائل محرم وعاشوراء مع سماحة الشيخ آية الله محمد جواد الفاضل اللنكراني(حفظه الله)
03 محرم 1434
12:58
۵,۹۸۸
خلاصة الخبر :
القسم الثالث: الكتب التاريخية المتكفلة لبيان واقعة عاشوراء والاحداث الحاصلة قبلها وبعدها من قبيل المقاتل المؤلفة بشكل مختصر و بعضها قد الفت بشكل مفصل و بعضها الاخر تعرضت الى الحوادث الاساسية مع ذكر بعض انصار الامام الحسين (عليه السلام)
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
الجواب: ان الكتب التاريخة المتعلقة بوقعة عاشوراء على ثلاثة اقسام:القسم الاول: الكتب التاريخية التي تنقل حوادث التاريخ بشكل عام من قبيل تاريخ الطبري وتاريخ ابن الاثير.القسم الثاني: الكتب التاريخية المتكفلة لبيان حياة الامام الحسين .
القسم الثالث: الكتب التاريخية المتكفلة لبيان واقعة عاشوراء والاحداث الحاصلة قبلها وبعدها من قبيل المقاتل المؤلفة بشكل مختصر وبعضها قد الفت بشكل مفصل و بعضها الاخر تعرضت الى الحوادث الاساسية مع ذكر بعض انصار الامام الحسين (عليه السلام) وبعضها قد اهتمت اهتماماً بالغاً بتدوين اسامي انصار الامام الحسين (عليه السلام) من قبيل مقتل فضيل بن عمر في القرن الثاني حيث انه كتب مقتلاً عنوانه «تسمية من قتل مع الحسين (عليه السلام)» .
واذا اردنا بشكل عام ان نذكر مصدرا او مقتلاً دقيقا يبين تفاصيل حوادث عاشورا بشكل مستدل يمكننا ان نعتمد على ما كتبه الشيخ المفيد (رحمه الله) في كتابه الارشاد فهو تاريخ معتبر وقد ترجم الى اللغة الفارسية ايضاً وهكذا ما كتبه خاتم المحدثين الشيخ عباس القمي(رحمه الله ) وهو كتاب نفس المهموم. وطبعا يوجد هناك مقاتل قد كتبت بشكل مختصر ايضاً من قبيل كتاب( اللهوف في قتلى الطفوف) للسيد ابن طاووس وكذلك كتاب (نفشة المصدور فيما يتجدد به حزن يوم العاشور) الذي الفه الشيخ عباس القمي(رحمه الله) صاحب كتاب نفس المهموم الذي هو عبارة عن تكملة لكتابه الموسوم بنفس المهموم.
السؤال 2: ما هو حكم التواريخ او المقاتل المشكوكة التي تبين احداث عاشوراء من الناحية الشرعية؟
الجواب: ان هذا السؤل يمكن ان نبحثه من ناحيتين: من الناحية الفقهية ومن ناحية الاثار المترتبة عليه.
اما من الناحية الفقهية: فان هذا البحث مطروح وهو هل يمكن للانسان ان ينقل مطلباً ليس لديه يقين به ولا يعتقد بصحته وهل يمكنه ان يستفيد منه في بعض المراثي والاشعار اولا؟ من الواضح ان الجواب على هذا السؤال بالنفي، أي ان الانسان لا يحق له شرعاً ان يروي ويذكر شيئا لا يقين له بصدوره او بمجرد انه سمعه من شخص ما، وقد ورد في الروايات ان من يروي شيئا بمجرد ان يسمعه من شخص ما وهو لا يعلم هل ان ما يرويه صحيح او لا فهو يعد من جملة الكذابين ( كفى بالمرء كذباً ان يحدث بكل ما سمع ).
ومن هنا يجب على المتكلم او الرادود او الشاعر او من يذكر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ان يذكر ويتكلم بالامور المعتبرة التي يمكن الاعتماد عليها والاعتقاد بصحته، وبعبارة اخرى فكما لا يمكننا ان ننسب ونسند الاحاديث والروايات المشكوكة الصدور عن الائمة المعصومين اليهم ولا يجوز لنا اسنادها اليهم من دون دليل معتبر كذلك لا يجوز لنا ان ننسب اليهم افعالا من دون دليل ولا نعلم بانها قد صدرت منهم . فاذا اردنا ان نقول ان الامام الحسين عليه السلام قد فعل كذا في يوم عاشوراء فلا يمكننا ان نقول ذلك من دون دليل، والا فيكون قولنا هذا من مصاديق الكذب والافتراء . ومن هنا نجد ان علماءنا لا يروون شيئا الا ويذكرون دليله معها دائما. حتى ان بعض العلماء يتقيد بقراءة المقتل من نفس كتب المقاتل .
واما الناحية الثانية: أي من جهة الاثار المترتبة على ذلك مع قطع النظر عن كونه كذبا وافتراءً فينبغي الالتفات الى انه قد يكون هناك امر او بعض العادات لها تاثير كبير على ثقافة المجتمع، فقد يكون ذكر امر او حادثة يغيير شكل ثقافة المجتمع فاذا كانت نتيجة وعاقبة ذلك العمل او الحادثة التي ينقلها المتكلم للمجتمع سلبية وهي تسير على خلاف اهداف الدين الاساسية ولا سامح الله فعهدة جميع ذلك على قائله فعلى الخطيب ومن هو اهل منبر الحسين (عليه السلام) ان يعلم انه من الممكن ان ياثر كلامه وخطابه حتى في الاجيال المتعددة وجميع مسؤولية خطابه وكلامه بعهدته.
وينبغي التاكيد على هذه الملاحظة وهي ان التحريف في الاحداث له ارتباط مباشر بالدين من قبيل التحريف في واقعة عاشوراء فله اثار سيئة ايضا حيث يكون التحريف فيها تحريف في اصل الدين . ومن الواضح ان التحريف في اصل من الناحية الفقهية والادلة الاربعة امر محرم وممنوع و يصدق عليه عنوان البدعة في الدين، فاذا كانت الاحداث لها علاقة باساس الدين وهي تشكل الاصول الاساسية في الدين، فاذا حصل تحريف فيها فيعد ذلك التحريف تحريفا في اصل الدين قطعاً.
قد ياتي بعض الخطباء او الشعراء واهل العزاء ويفسر ويحلل واقعة كربلاء او بعض مقاطع يوم عاشوراء بلسان الحال او بعنوانين اخرى لاجل ان يجذب الناس اكثر ويهيج مشاعرهم واحاسيسهم وبحسب نظرنا ان هذا الامر غير صحيح، فيجب بيان واقعة كربلاء بشكلها الذي وقعت عليه من دون أي زيادة او نقصان او تزيين، ومن دون التحليلات الشخصية والذوقية التي ليس لها أي شاهد ولا دليل، وان كانت لها تاثير على الناس بشكل كبير ومستمر ولكنها في نفس الوقت تسبب مشاكل نعم، فهذا المعنى صحيح ولازم ولا بد من تبيين دروس وعبر واسرار عاشوراء.
سؤال 3 ـ ما هو حكم ما يذكر من الامور التي هي بعيدة عن شان الائمة المعصومين( عليهم السلام) لا سيما في قراءة العزاء واظهار الحب للائمة واهل بيتهم من قبيل ما يقال: ( ان صديقة ابنتي رقية ) ( ان قبطاني الحسين) استنادا الى الحديث( ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) او اتهام الامام الحسين عليه السلام بالاحتيال في ادعائه تبديل سيف ابي الفضل العباس (عليه السلام)، او ما يقال في اظهار العجز والجزع كما يلاحظ في مرض الامام السجاد(عليه السلام) او تعب وعناء السيدة زينب(عليها السلام ) ونظير ذلك.
الجواب: يفتخر مذهب التشيع بان قدوته واسوته هم الائمة الطاهرين(صلواة الله عليهم) في جميع جوانب الحياة من التوحيد ومسائل العقائد المهمة والى اصغر مسائل الحياة فهم قدوتنا واسوتنا كما جعل القران الكريم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) قدوة واسوة لجميع البشر حيث قال: { ولكم في رسول الله اسوة حسنة} وكذلك اوصياء النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) ايضا هم قدوة واسوة، ومن هذه الناحية ان حفظ حرمة هذه الانوار الالهية واجب على الجميع أي: كما ان هتك حرمات الدين والسخرية باثار وظواهر الدين حرام كذلك من المحرمات الاكيدة هتك حرمة الائمة المعصومين (عليهم السلام) وقد اوصانا اهل البيت حيث قالوا( كونوا لنا زيناً ولا تكونوا لنا شيناً) فينبغي للشيعي ان يكون زينا لهم ولا ينبغي له ان ينفر الاخرين عن مذهب اهل البيت بحركات وسلوك واقوال غير مناسبة ينسبها الى اهل البيت (عليه السلام) ان هتك اهل البيت هتك للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وهو من اعظم الكبائر فينبغي الابتعاد عن الكلامات والتعبرات الدارجة بين اهل الفسق والفجور، ولا ينبغي ابدا عند الحديث عن اهل البيت (عليهم السلام) ولا سيما واقعة عاشورا استعمال التعابير الكلمات السيئة التي لا تناسب الناس الاعتياديين فضلا عن اهل البيت(عليهم السلام).
ان الملاحظ لسيرة اهل البيت وسلوكهم يجد الحكمة تشع وتتلالا بشكل كبير على اعمالهم ، فجميع امورهم وجميع اقولهم مبنية على الحكمة، بل ان نفس شهادة الامام الحسين عليه السلام واسر اهل بيته كان على اساس الحكمة والامام الحسين كان عالماً بذلك، وان كان الاخرون غير مطلعين على ذلك، و على هذا الاساس لا ينبغي ان ننسب افعالا او اقولا من البعيد صدورها من الانسان العادي فضلا عن اهل البيت (عليهم السلام) اليهم، وعلى سبيل المثال ان ننسبة الذلة الى السيدة زينب( عليه السلام) التي هي قدوة واسوة للشجاعة والصبر والمقاومة والتسليم امام رضا الله تعالى، فان هذا من الموارد الموجبة لهتك حرمة ومقام اهل البيت (عليهم السلام) ويجب الامتناع عن هذا الاسلوب اكيداً، وبدلا من هذا الكلام لا بد من بيان ما قالته السيد الزينب(عليه السلام) بكل شجاعة والقوة: (ما رأيت الا جميلا) أي اننا ما نزل بنا حسن وليس سيء وهي تشير الى عزة الشهادة وتفتخر بالدفاع عن الحق ودين الله فالبيت القصيد هو ان نبين تحت عنوان العزاء شجاعة وعزة اهل البيت ونبلغها الى الناس.
السؤال 4: ما هو الحكم الشرعي لذكر العبارات التي تستلزم نفي التوحيد من قبيل ان يقال ( لا اله الا ...) وبدل ان النقاط ياتي باسماء اهل البيت الامام الحسين (عليه السلام) او ابي الفضل العباس (عليه السلام) ، او السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) او السيدة زينب عليها السلام ؟
الجواب: من الواضح ان من يقول هذه العبارات وهو ملتفت الى معناها ويذكرها عن اختيار وارادة فهو من الناحية الفقهية مشرك. ويجب الالتفات الى ان استعمال هذه التعبيرات مع قطع النظر عن انها تخرج الانسان من وادي التوحيد الى وادي الشرك ومع قطع النظر عن ان اهل البيت لا يرضون بهذا الامر وكانوا دائما وعلى مر التاريخ يتبرون من هؤلاء الذين يعرفون في تاريخ الشيعة بالغلات. لا بد من الالتفات بالاضافة الى ذلك كله الى ان هذه التعبيرات توجب اتهام الشيعة بالشرك، وبعبارة اخرى : ان هذه الالفاظ والكلمات ليس تخرج الانسان من وادي التوحيد وتدخله في الشرك فحسب بل انه توجب اتهام اصل مذهب التشيع بالشرك، ان من يتكلم بهذه العبارات ماذا سيجيب الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟ وان من يقوم بهكذا تحريف في اساس دين الله الذي هو عبارة عن التوحيد ماذا سيجيب الله تبارك وتعالى فهذا الدين والمذهب الذي هو امانة عندنا وانما بقي بدم ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فمثل هكذا اشخاص بتعابيرهم هذه يهدمون الدين من اصله وهل يمكن ان يعد هؤلاء من اتباع ابي عبد الله والسيد فاطمة والسيدة زينب (عليهم السلام)؟
سؤال 5: ما هي وظيفة المراجع والعلماء ورجال الدين تجاه التحريفات والاستخفاف بالاحداث والتواريج المذهبية التي تصدر من بعض الخطباء والشعراء والرواديد بشان وقعة كربلاء العظيمة ؟
الجواب : ان وضيفة علماء ورجال الدين العظام ان يقفوا امام أي بدعة او انحراف ان من جملة التكاليف الملقاة على عاتق العلماء ورجال الدين هي انهم اذا رأوا وجود بدعة في المجتمع فعليهم ان يظهروا علمهم ويقفوا امام تلك البدعة، وعليهم ان يوضحوا للناس الاعزاء ويبلغوهم ويعلموهم، ولحسن الحظ قد تصدى قبال التحريفات التي وقعت اخيرا في واقعة عاشوراء علماء امثال الشهيد المطهري وقد بلغ الناس واوضح لهم الحق من الباطل، و وقد تصدى في زماننا هذا لما صدرت بعض التعبيرات المراجع العظام امثال سماحة اية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني بقية المراجع العظام الى الجواب على الاسئلة باجوبة قوية ومحكمة وقد حذرواهم وصرحوا ان مثل هذا التعبرات من مصاديق الشرك الواضح، حتى انه في بعض الاستفتاءات التي وردت الى سماحة الشيخ الوالد التي ورد فيها: ان بعضهم يقول انه لا ينبغي ادخال المسائل الفقهية في قضية كربلاء في خارجة عن دائرة الفقه اجاب سماحته: ليس هناك شيء في عالم الامكان خارج عن دائرة الفقه، وكيف يمكن ان نقول ان الامام الحسين عليه السلام قد خرج لاجل احياء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين هما من فروع الدين ثم نقول ان واقعة كربلاء لا ربط لها بالاحكام الفقهية؟!! وكيف يمكن ان يقال ان هذه الواقعة خارجة عن الفقه مع ان اساسها هو محاربة الظلم والفساد التي هي من المسائل المسلمة في الفقه الم يقل يقل الامام الحسن عليه السلام( انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي) وهل ان طلب الاصلاح شيء غير الاوامر و الحلال والحرام التي بلغها رسول الله (صلى الله عليه واله)؟!!
سؤال 6: ما هي وظيفة الناس تجاه التحريفات او المقاتل المحرفة والتي هي دون شأن الامام المعصوم (ع)؟
الجواب: ان الناس الاعزاء يجب عليهم ان يتوجهوا الى الخطباء الثقاة أي من لديه المعلومات الداينية الصحيحة و الدقيقة الكاملة ويستفيدوا منهم وهكذا يستمعوا الى الرواديد الذين يقرأون الاشعار الدقيقة والمصائب الصحيحة، كما ان الناس حين يصابون بمرض معين يراجعون الاطباء المتخصصين بدقة كاملة كذلك يجب عليهم التدقيق في العلاج والغذاء الروحي وتهذييب النفس والتكامل الروحي وارتقاء الروح والفكر وان يستفيدوا لاجل تحقيق ذلك ممن يطمأنوا به استعداده لتحقيق ذلك .
و نوصي الناس الاعزاء كما كانوا مقيدين بسؤال الخطيب او الشاعر او الرادود عن دليل قوله كذلك الان نوصيهم بان يسالوا الخطيب عن دليل قوله وعلى أي شيء اعتمد، ونستطيع القول ان من جملة المعايير الصحيحة لتمييز الخطيب المقتدر عن غيره هو هذا المعيار ، أي من يذكر كلامه مصحوبا بالدليل فمثل هذا الشخص يمكن الاعتماد عليه وهو خطيب مقتدر.
سؤال 7: ما هو حكم الطرب في مصائب اهل البيت (عليهم السلام) مع الالحان المشكوكة بالغناء في مجالس العزاء ؟
الجواب : كما قلنا سابقا انه يجب ان تلاحظ الملاكات الفقهية في مجالس العزاء ولاينبغي ان نخرج في العزاء عن دائرة الفقه، ومن الناحية الفقهية قراءة القران بصوت الغناء او مع الات المسويقى حرام وغير جائز، بل ان حرمته اشد، و يجب على القراء في مصاب الحسين عليه السلام السعي لان لا يكون صوتهم عبارة عن الغناء فانه في هذه الحالة يكون حراماً.
وطبعاً انه في صورة الشك في ان هذا الصوت هل هو غناء او لا فلا اشكال فيه، الا انه مع الالتفات الى شان ومنزلة وعظم هذه المجالس والعزاء فيجب علينا السعي ان نقيمها بشكل يكون مرضيا لله تبارك وتعالى ويجب ان نحذر من الاحان المشكوكة.
والملاحظة التي ينبغي الالتفات اليها ان ذكر مصائب يوم عاشوراء حتى بالصوت العادي ومن دون الاعتماد على من لديه صوت جميل بنفسه مؤثر، فان الناس بمجرد ان يسمعوا اسم الامام الحسين (عليه السلام) يتصوروا تلك المصائب سيبكون ولا حاجة الى الاستفادة من الاصوات المشكوكة لاجل تحريك عواطفهم.
سؤال 8: ما هو افضل شكل لعزاء اهل البيت (عليهم السلام) لا سيما مصائب الامام الحسين (عليه السلام) وعياله مع الالتفات الى سنة المعصومين عليهم السلام)
الجواب : كما ذكر علماؤنا ان العزاء ينبغي ان يكون بشكل عادي، وهو بهذه الطريقة يعتمد بصورة اساسية على بيان حياة الائمة وذكر اقوالهم واوامرهم واهتمامهم للدين واحكامه، ان العزاء انما تظهر صورته الحقيقة اذا العزاء متوجها الى الاهداف الاساسية لواقعة عاشوراء فمع البكاء والابكاء واللطم فكل له لونه الخاص من هذه الاهداف وينبغي الابتعاد في هذا الامر المهم عن الافراط والتفريط ، وينبغي اقامة العزاء على طبق اوامر اهل البيت( عليهم السلام) الذين كان يهتمون بالبكاء والى جانب ذلك كانوا يعتمدون على تخويف الظالمية ومحاربة من هو في صدد هدم الدين لا بد من القول ان من الامور الواجبة على الانسان المؤمن هو حفظ الدين، وفيما لو احس بان الدين في خطر فلاجل ابقاء الدين عليه ان يقدم نفسه في سبيل الله، وعلى أي حال يجب الى جانب اقامة العزاء بل في وسط العزاء ان تذكر الابيات الشعرية والشعارات وينبغي عموما ان يكون للعزاء هدف معين ولا ينبغي ان التغافل عن اهداف عاشوراء وان ما نراه من ان الائمة المعصومين (عليهم السلام ) ياكدون على حفظ العزاء وتبيين واقعة عاشوراء والبكاء على الامام الحسين (عليه السلام) واصحابه واولاده لاجل ان تبقى اهداف هذه الثورة وذلك لان بثورة الحسين (عليه السلام) يمكن للناس ان يتمسكوا بسفينة النجاة ومصباح الهداية.
سؤال 9: ما هو نظركم حول الحديث المنسوب الى السيدة الزهراء (عليها السلام) المبني على ( اليوم رفع القلم) الذي هو يهئ الخلفية لارتكاب انواع المحرمات بشكل الحفل الموسوم (بعيد الزهراء) ؟
الجواب : لا يوجد لدينا حديث في هكذا مورد وليس يذكره احد من العلماء، واساسا طبقا للحديث المشهور ( حلال محمد حلال حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة) لا يوجد أي حكم قابل للتغيير ولا التعطيل وبناء على هذا فمثل هذه النسبة اولا هي افتراء في الدين وثانياً: ان الزهراء براء من هذا الكلام قطعاً، فيجب على اتباع السيدة الزهراء (عليها السلام) ان يعملوا اعمالا موجبة لاسعاد السيدة الزهراء عليها السلام وكيف يمكن ان يسعدوا الزهراء بارتكاب المحرمات؟!!
سؤال 10: ما هو رأيكم في هذا الكلام ( دماء الامام الحسين (عليه السلام) كفارة لذنوب شيعته)؟
الجواب : بشكل عام يمكننا ان نقول ان شهادة الامام الحسين (عليه السلام) لها بركات كثيرة بالاضافة الى ان هذا العزاء والبكاء والحضور في مجالسه عليه السلام له ثواب عظيم كما جاء في الروايات وهكذا يوجب نجاة الانسان من عذاب جهنم ويعلم الانسان حقيقة الدين واحكام الدين فالناس يلاحظون ان الامام الحسين عليه السلام انما قتل لاجل اقامة الصلاة وسائر احكام الدين فهو قدوة لجميع المتدينين، ان الشيعي الحقيقي عندما يعلم بهذه الامور فيمكنه ان يعمل باوامر الاسلام ويصبح من المقيمين للصلاة حقيقة فان قال احد انه مثلا الشيعي يمكنه ان يعمل ما يشاء مثلا نعوذ بالله لا يصلي ويرتكب المحرمات ودم الحسين عليه السلام يكون سببا لنجاة هذا الانسان فهذا الفهم فهم خاطيء وهذا الفهم موجود عند المسيحية فهم يقولون ان المسيح انما صلب لاجل كفارة لذنوب الناس. وعلى أي حال نحن نعتقد بحسب ما لدينا من الروايات ان الانسان الشيعي بسبب ارتباطه القوي مع قضية عاشوراء وابي عبد الله الحسين يمكنه ان يبتعد عن نار جهنم ويحصل على النجاة، أي انه مع البكاء على مصيبة الامام الحسين (عليه السلام) ويعمل بالامور التي لاجلها استشهد الامام الحسين عليه السلام فحينئذ سيصبح من اهل النجاة قطعاً وطبعا ان الدراسة المفصلة لهذا البحث والاحاديث الواردة في هذا الامر يحتاج الى مجال واسع.