مراسم عقد مذکرة تفاهم‌ في التعاون المشترک بین المرکز الفقهي ومؤسسة الثقافة والعلاقات الاسلامیة

نقدم أفضل تحیاتنا وشکرنا وامتناننا لفضیلة آیة الله الشیخ محمد جواد الفاضل اللنکراني والدکتور أحمدي المندوب الخاص لمؤسسة الثقافة والعلاقات، والأعزاء أصحاب وسائل الإعلام، الذین تشرفوا في حضورهم الکریم وأثمن کافة الجهود. کما تعلمون أیها الإخوة، البرنامج الذي نشهده حالیاً هو توقیع مذکرة تفاهم للتعاون المشترک بین مؤسسة الثقافة والعلاقات الاسلامیة والمرکز الفقهي للأئمة الأطهار(ع)، والمقابلة التي سنجریها مع الدکتور احمدي دقایقي.

کلمة للدکتور احمدي المندوب الخاص عن المؤسسة:


أنا بدوري أیضاً أبارک لکم ما تقدم من أعیاد، وأقدم فائق شکري للسادة المحترمین وخاصة فضیلة آیة الله الفاضل اللنكراني الذین أعدوا لمثل هذا المهرجان، أنتم تعلمون طبیعة عمل مؤسسة الثقافة والعلاقات الاسلامیة وهي: الدبلوماسیة الثقافیة، یعني تحدید وظائفها ومسئولیاتها في المجال الدولي والعالمي في الجانب الثقافي، أما علی الصعید الداخلي، فقد أنیطت مهامها ومسئولیاتها إلی وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، وأما علی الصعید الدولي والعالمي فهو من وظائف ومسئولیات منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامیة.

وللمؤسسة أنشطة عدیدة ومختلفة، فعلی الصعید الثقافي والفني، تقیم المؤسسة أسبوعها الثقافي في خارج البلاد، حیث یشارک فیه کبار الفنانین في فروع وأقسام عدیدة ومختلفة، مثل: معارض الکتاب، الأسبوع القرآني، وإقامة أنشطة وفعالیات تربویة وتعلیمیة أیضاً، وهي تختص بالشئون والعلاقات الخارجیة، کحقوق الإنسان من خلال الرؤیة الإسلامیة، الإسلام السیاسي والصحوة الإسلامیة، وموضوعات أخری محل ابتلاء في الشأن الدولي والعالمي، حیث تعرض دراسات وبحوث علی مؤسسة الثقافة والعلاقات الإسلامیة، لبحثها وتحلیلها، وکذلک إقامة الندوات والمهرجانات وکذلک المؤتمرات والاجتماعات التي تختص بهذا المجال.

 ومن جملة الفعالیات والأنشطة التي قامت بها مؤسسة الثقافة والعلاقات الإسلامیة: ترجمة الکتب المفیدة علی الصعید الإسلامي والثورة الإسلامیة، وکذلک تعامل مرکز الأدیان للمؤسسة مع الأدیان الإلهیة کالمسیحیّة، و ...فیما یتعلق بعقد الندوات والمهرجانات المشترکة. وتأسیس وإیجاد کراسي مشترکة لدراسة الإسلام والشیعة في الجامعات الأجنبیة في خارج القطر، بمتابعة ودعم من المؤسسة، من جهات عدیدة، کإرسال بعثات للأساتذة المختصین، وإعداد المناهج الدراسیبة والتعلیمیة، وهي تدعم وتساعد هذه الحرکة العلمیة في التعرف علی الإسلام، وإرسال الوفود العلمیة والتعلیمیة والمبلغین هي من وظائف ومسئولیات هذه المؤسسة أیضاً، حیث تقوم بإرسال وفود من الطلاب الفضلاء في مناسبات عدیدة، وهم یتحدثون باللغة الفارسیة ولغات عالمیة أخری، وتخصص هذه المؤسسة مبالغ ومیزانیة علی نفقتها الخاصة کدعم لدراسة الطلاب غیر الإیرانیین الذین قرروا الاستمرار في الدراسة، سواء طلبة الجامعات منهم کطلاب جامعة المصطفی العالمیة، أو طلاب العلوم الدینیة، وسائر جلاب الجامعات، مع منح المحققین والباحثین في خارج القطر فرصاً عدیدة لکتابة البحوث والرسائل في آخر الفصل الدراسي علی الصعید الإسلامي والشیعي تحدیداً، وهي تتعلق بمؤسسة الثقافة والعلاقات الخارجیة، ویتم أیضاً تبادر الکوادر العلمیة والخبرات والهیئات العلمیة بین الحوزة والمراکز العلمیة في الخارج، وکذلک بین الجامعات في الداخل والتسیق مع الجامعات في خارج القطر.

وهذه کلها من وظائف ومسئولیات مؤسسة الثقافة والعلاقات الدولیة والعالمیة، وقد ذکرت ذلک بشکل موجز ومفهرس ولهذا یتم التعرف علی المراکز العلمیة التي تمتلک سعة وظرفیة عالیة، ثم یعقد بینها مذکرة تفاهم للعمل المشترک بین المؤسسة وتلک المراکز العلمیة، والاستفادة من الکفاءات والخبرات العلمیة والتربویة العالیة لتلک المراکز، واستیعابها، وتوظیفها في الفروع والأقسام المقررة ویعتبر المرکز الفقهي للأئمة الأطهار(ع) من جملة المراکز التي تمتلک سعة واستیعاب عالي في المجال البحثوي والدراسي والفقهي.

قام بتأسیسه المرحوم آیة الله العظمی فاضل لنکراني(رحمة الله علیه) وأشرف علی إدارته سماحة آیة الله الحاج الشیخ محمد جواد الفاضل اللنكراني یمتلك المرکز الفقهي رؤیة خاصة حول العدید من القضایا التي هي محل ابتلاء ،کدور المرأة، وحقوق الإنسان، وبحث‌ حقوق الأطفال، وقضایا مستحدثة في العالم، وما یشاع حول الإسلام من افتراءات وأکاذیب، بأن نظرة الإسلام والثورة الإسلامیة إلی تلك المجالات ضعیفة وغیر مستقلة، ولکن یظهر من خلال الاستطلاعات التي قام بها المرکز ومن خلال الخبرة الکافیة التي حصل علیه في السنوات الماضیة وامتلاکه الکوادر العلمیة المختصة في مجالات عدیدة ومختلفة، ومن خلال عرضه لهذه الموضوعات بنشرها إما علی شکل کتاب أو بعقد ندوات واجتماعات علمیة تخصصیة، وقد عقدت مؤسسة الثقافة والعلاقات مذکرة تفاهم مشترکة بین الجانبین، وقع علیها کل من الدکتور خرمشاد وقد أنبت عنه بالوکالة وسماحة آیة الله الفاضل اللنكراني، رئیس المرکز أما الإطار الذي تضمنته مذکرة التفاهم المشترکة فقد تناول لزوم الاستفادة من الخبرات والکفاءات العلمیة والمحققین في مرکز الفقهي للأئمة الأطهار(علیهم السلام)، في الموضوعات التي یعم الابتلاء به، والتي یتم عرضها حالیاً علی الصعید الإسلامي والشیعي تحدیداً.

وقد تم التخطیط لوضع کراسي عدیدة ومتنوعة لمعرفة الإسلام والتشیع، وصیاغة منهجیة لها لتدریسها في الجامعات الأجنبیة في خارج البلاد،وإعداد المناهج الخاصة بها، والاستفادة من خبرات المرکز، والإساتذة الذین تم إعدادهم من قبل المرکز، لإرسالهم کوفود عنه في دورات قصیرة الأمد، أو بعیدة الأمد، والاستفادة من قابلیاتهم وخبراتهم. مضافاً إلی تدوین کتب مفیدة علی مختلف المستویات والأصعدة، وعلی مرکز ترجمة المؤسسة القیام بترجمة کتب المرکز الفقهي أیضاً بلغات عدیدة ومختلفة، ووضعها في متناول المسلمین والشیعة، بل حتی الأدیان الأخری، لیتعرفوا علی المباني والأسس الفکریة للتشیع.

ویمکن عقد ندوات واجتماعات وإقامة مهرجانات دولیة وعالمیة مشترکة بین المرکز الفقهي للأنمة الأطهار، ومؤسسة الثقافة والعلاقات الخارجیة، لیستعرض فیها موضوعات في الشأن الإسلامي والشیعي تحدیداً علی الصعید الدولي والعالمي، وتعقد فیها لجان مشتزرکة مختصة، ویتم الاستعانة بخبرات المحقیین والباحثین في المرکز.

وعلی کل حال، للمؤسسة محدودیة خاصة، وکذلک المرکز، وسیتم في قالب عقد مذکرة التفاهم المشترکة استعانة المؤسسة بقابلیات المرکز، واستعانة المرکز أیضاً بقابلیات المؤسسة، لنکون إن شاء الله قادرین علی احیاء الفکر الشّیعي بالأسلوب المنطقي في العالم والنهوض به أجدد شکري مرة أخری لسماحة آیة الله الفاضل اللنكراني في إتاحته کافة إمکانیات المرکز للمؤسسة، آملین أن تستثمر وتستنفر المؤسسة کافة القابلیات والقدرات العلمیة التي أتاحها المرکز الفقهي لها، علی الصعید الدولي والعالمي، وفي مجال نشر الثقافة الإسلامیة، ومعرفة التشیع، لنشهد تحولات وتغییرات جدیدة في المنطقة والعالم والسلام علیکم و رحمة الله.

تتضمن مذکرة التفاهم المشترکة 10مواد،قد تم التوقیع علیها، ثم قام الدکتور خرمشاد والمعاونین والمدراء بزیارة تفقدیة
للمرکز الفقهي للأئمة الأطهارعلیهم السلام،وقد تم عقد لجان مختلفة وجلسات مشترکة،تم الاتفاق علی عدة أمور بعد التعرف
علیها،ومن ثم إبرام هذه المذکرة،والتوقیع علیها،وسیتم العمل بها وتطبیق بنودها إن شاء الله


کلمة سماحة آیة الله محمدجواد الفاضل اللنکراني(دامت برکاته):


من الفراغات التي واجهاها طلاب حوزاتنا والمراکز البحوثیة والتحقیقیة في الحوزة منذ القدم: هو عدم النقل الصحیح لأفکار وآراء طلاب الحوزات والعلوم الدینیة الثریة والعالیة، وطبقات الفقهاء، المفسرین، الفلاسفة، المحدثین في خارج الحوزة، ونحن نشعر بهذا الفراغ مع الأسف، ولکننا نواجه الیوم في الحوزة العلمیة في قم نشاطاً وتحسناً ملحوظاً بل جیداً جداً في أداء ونشاط المراکز العلمیة والحمد لله، إذ یبحث وتحلل کافة القضایا المتعلقة بالعالم الإسلامي بشکل جید، ویتناول فیها أیضاً کافة المسائل الفقهیة و الحقوقیة بشکل عمیق جداً، وقد أقام المرکز الفقهي للائمة الأطهار(علیهم السلام)مؤخراً دورة خاصة لبحث الإسلام و حقوق الإنسان، الفقه وحقوق الإنسان، والتحدیات التي تواجه مسألة حقوق الإنسان أمام الفقه، وقد کان إنجازاً رائعاً لم یسبق بمثله، بل لم تقم الحوزة العلمیة بشاکلته في هذا المستوی لحد الآن.

وقد قدمت في الحوزة بحوثاً ودراسات جیدة جداً في مسائل جدیدة ومستحدثة: طبیة، قضائیة، سیاسیة، دولیة وعالمیة، قضایا اجتماعیة، وعالم الأسرة. ویتحدد الفراغ الکبیر لهذه الدراسات والأبحاث في نطاق الحوزة فقط،ونحن نعتقد أن الکثیر من المراکز العلمیة في العالم لا تعرف کثیراً ما یجري من تحقیقات صحیحة في هذه الحوزات،علی رغم انتشار المواقع والانترنت والقیام بثورة فاعلة ونشطة،مع أن لدینا معلومات کافیة ودقیقة بأن نظریات الاسلام وخاصةً مذهب الامامیة، وتحدیداً مدرسة الشیعة،لم تطرح لأهل الفضل والعلم بصورة صحیحة في تلک المراکز العلمیة الدولیة والعالمیة،ولیس هذا فحسب، بل حاول أعداء مذهب اهل‌ البیت(علیهم السلام) أن یزیفوا الحقائق ویظهروها خلاف ما هي عند الشیعة وینسبونها لهم، ویقولوا:هؤلاء هم الشیعة!مع اعتقادنا الراسخ بأن الفکر الاعتقادي
للشیعة في التوحید لا یضاهیه فکر آخر من المذاهب والمدارس الأخری، فهو یتضمن أعمق المطالب في مورد التوحید، ولکن مؤامرات الأعداء تحول دائماً عن نقل هذا الفکر،وتحاول بعض مراکزهم العلمیة تزییف الحقائق، واتهام الشیعة بالشرک والإلحاد والغلو، ولعل السبب في ذلک، أن الشیعة لم ینقلوا هذه الحقائق کما یلیق بهم، وبالمستوی المطلوب، ولا یقول الشیعة بتحریف القرآن.


وفي هذه الجامعات التي تدرس في البلدان الإسلامیة المجاورة،ینقلون عن الشیعة أنهم قائلون بتحریف القرآن وخاصة بعد انتصار الثورة الإسلامیة، وهذا یقتضي أن یکون المولد المحرك للثورة، هي الحوزة العلمیة والفقه، ومضاعفة العداء ضدها، وزیادة آمال شعوب العالم تجاهها وتوقعاتها نحوها، ولذلک اتخذت قرارت مناسبة بشأن تواجد المراکز العلمیة في العالم، إذ تم مفاتحة الإخوة الأعزاء في مرکز مؤسسة الثقافة والعلاقات الإسلامیة التي تعد من أهم المراکز وأکثرها فاعلیة ونشاطاً، للقیام بحرکة ثقافیة عالمیة، وقد عبر عنها الدکتور أحمدي بأنها دبلوماسیة ثقافیة في خارج البلاد، وقد لبی ولحسن الحظ الأخ الفاضل الدکتورخرمشاد هذه الدعوة، وحضر مع کادره العلمي ومدرائه ومعاونیه لیشارکنا عدة ساعات في هذه الندوة المشترکة، لبحث الأمور المستجدة علی الساحة العلمیة والمقتضیات والضرورات، وقد تم الاتفاق في نهایة الندوة علی ضرورة أن نستفید نحن أیضاً من خبرات وتجارب هذه المجموعة حقیقة، علی رغم أن المرکز الفقهي للائمة الاطهار(علیهم السلام) تعتبر مجموعة مستقلة تماماً،مع اقتضاء هذه الضرورة وهي تقدیم الدعم المؤثر والواسع من قبل هذه المؤسسة، والتنسیق والتعاون المشترک بینهما، لنکون قادرین علی عرض الأهداف العالیة لمدرسة التشیع، الإسلام والثورة الإسلامیة، بنحو علمي وموضوعي واستدلالي.

وقد تم التمهید للقیام ببعض الأعمال في أجواء التوقیع علی مذکرة التفاهم المشترک،والاتصال ببعض الجامعات، لنری مدی النظرة والتساؤلات العمیقة التي یطرحها المفکرون في خارج إیران حول الاسلام والشیعة، فمع السعة والإمکانات الهائلة التي نمتلکها  في المرکز والحمد لله، لدینا محققون وباحثون مشهورون جداً، وفضلاء یمکنهم الحضور والتواجد، إذ أن حضور وتواجد رجل دین وباحث شیعي في المراکز العلمیة الدولیة والعالمیة أمر لازم وضروري جداً، فلیس صحیحاً أن یعیش رجل الدین الباحث والمفکر في أجواء الحوزة العلمیة في قم فقط، وینحصر في نطاقها الضیق والمحدود، ثم یقول: سأحلل وأبحث هذا الموضوع وکافة المسائل من هنا بل علیه أن یحضر ویتواجد هو أیضاً، ویعقد ندوات واجتماعات مع علماء تلک الفرق والأدیان، ویشکل مجالس ومهرجانات ومؤتمرات للبحث وتبادل وجهات النظر معهم، لتحقیق الهدف المنشود.

وأنا بدوري أقدم شکري لفضیلة الدکتور خرمشاد وإلی کافة معاونیه ومرافقیه الأعزاء وأخص بالذکر الدکتور أحمدي، لاعتقادنا أولاً: أنه لا یزال عضواً في هذه المجموعة، وتانیاً: کونه من کبار الشخصیات العلمیة ومن فضلاء الحوزة العلمیة في قم المقدسة، وقد بذل جهوداً کثیرة لإیجاد مثل هذا الارتباط وأشکر أیضاً الدکتور المقدادي رئیس معاونیة البحوث والدراسات، وکذلک السید نورموسوي وکافة الإخوة، الذین تجشموا عناء الحضور في هذا الیوم، وقد شرفتمونا بحضورکم المبارک.

أتمنی من الله العلي القدیر أن أن تکون کافة هذه الأعمال محل رضا امام العصر(عج)، وفي هذه الظروف السیاسیة الصعبة والمعقدة التي یعیشها هذا العالم، والتحدیات الصعبة التي تواجهها طبیعة المرحلة الراهنة وهي تواجه سیطرة الدول الاستعمارریة الکبری علی مقدرات الشعوب، وامتصاص خیراتها، متخذین في ذلک کافة القرارات الدولیة والعالمیة، وعدم إعارة أي أهمیة ومنح أي قیمة لأي شيء في هذا العالم، بأن نسعی الی إن نقدم في ظل هذه الظروف والمستجدات العالمیة خدمات جلیلة کبری إلی البشریة تحت ظل القیم والمبادئ الإسلامیة والدین الشامل والجامع والقوي إن شاء الله تعالی