ذكرى استشهاد الاستاذ مطهري وبیان المؤامرة الاستکباریة العالمية لتدمير أضرحة ومراقد أصحاب النبي صلی الله علیه وآله
17 رجب 1434
18:44
۲,۸۸۱
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلی الله علي سيدنا محمد و آله الطاهرين
الحمد لله رب العالمين و صلی الله علي سيدنا محمد و آله الطاهرين
أشكركم أیها السادة والفضلاء والعلماء علی ما أبدیتموه من حفاوة وتكریم وودّ ومحبة وکذلك الأساتذة الذین يدرّس بعضهم السطوح والمراحل العالیة في الحوزة العلمیة في مدينة قم المقدسة، وقد استفدنا من المطالب القیمة والروایات التي ذکروها نشکرکم من هذه الجهة أیضاً
حقیقة المسألة هي، أن الأستاذ الناجح والموفق، هو الذي تتضمن حلقات درسه وبحثه حضور و تواجد طلاب فضلاء أقویاء یمتلکون مواصفات وکفاءات عالیة والسبب الأصلي في وصول کبارعلمائنا وأساتذتنا في الحوزة إلی الدرجات العالیة والمنزلة الرفیعة هو حضور وتواجد أساتذة وفضلاء في أعلی الکفاءات والقابلیات في حلقات درسهم وبحثهم، أشکر الله عزوجل علی أن یتواجد ویحضر هذه الدروس فضلاء في أعلی المستویات، أقویاء یتصفون بالنقد البنّاء والبحث العلمي، وهم جدیرون بالثناء والتقدیر لأنهم یقدّرون العلم حقیقة،وییحثون عن أسالیب توصلهم إلی معرفة حقیقة العلم وحقیقة المطلب، لا أن یبحثوا عن أن یوصلوا مطلباً ما إلی أسماعهم، ویمتحنوا، ثم ینهون المسألة.
نحن والحمد لله نتشرف في أن نکون في خدمة علماء وفضلاء یمتلکون قابلیات عالية جداً یحضرون بحوث الفقه والأصول أیضاً،ومن هذه الجهة نشکره علی ما أولانا هذا التوفیق لنتشرف بخدمة أمثالکم. أنني أمل وکما ذکرت في درس الأصول: أن لا نکون مدينین لكم حقا، وقد أشرت إلی هذه النقطة التي هي في غایة الأهمیة عندما کنت ألقي الدرس بحسب الظاهر ، وعلینا أن ننتبه إلیها وهي علینا أن لا نکون مدینین لکم بشيء حقاً، أو ننقل لکم المطالب بشکل غیر صحیح، أو لا ننقدها أو نتابع بحثها، فلهذه المسألة آثار دنیویة وأخرویة أیضاً، فلو کنت أحفط أو أکتب مطلباً عن کتاب مثلاً، ثم أنقله هنا، ولا یکون ناضجاً، ولا تتضح أبعاده في أذهانکم، فأنا أتصور أن هذه خسارة لا تعوض في حیاتکم، وهذا لیس معناه أن یکون من دون مسائلة ومؤاخذة، أسال الله سبحانه و تعالی أن یساعدنا علی أن تکون عقولنا وأذهاننا متجهة إلی الله، في كل لحظة و مسئلة، ففي أي موضوع اتکلنا فیه علیه سبحانه، سیرعانا برحمته، ویفتح الطریق أمامنا.
وأشیر هنا من خلال بحثي هذا إلی عدة نقاط تختص بحادثة نبش القبر من قبل الجماعات التکفیریة لجیش النصرة: من الواضح أن هذه الجماعات هي ولیدة وصناعة أمریکا،فهذه الأسلحة التي أغدقت وتدفقت علیهم الیوم من قبلها،یتضح منها أنهم هم من أوجدها،وإلا فهؤلاء لیسوا بذاک المستوی أن تستلم منهم کل هذه الأسلحة الثمینة والمتطورة مجاناً.
الحمد لله عطّلت الحوزة العلمیة دروسها، وقاموا بأداء تکلیفهم الشرعي تجاه ذلك الحدث ولو بشکل جزئي ومختصر. النقطة الأولی: لا ولن یکون هناك أدنی شک لدی کل شیعي ومسلم غیور بأن تنسب کل هذه الجرائم التي ترتکب والمجازر لأمریکا، وأجهزة المخابرات الأمریکیة، فهم من أوجد الوهابیة للقضاء علی الإسلام، لا للقضاء علی الشیعة وحدهم، وهذا مما یعرفه القاصي والداني، فأوجدوا الطالبان لیظهروا للعالم أن للحکومة الإسلامیة وجه مشمئز وقبیح، لا إنساني ولا عقلائي، تتمثل فیها الجریمة والعنف، ولیقولوا: إن الحکومة الإسلامیة هي هذه، لیبعدوا العقول البشریة عن الإسلام والحكومة الإسلامیة، فأوجدوا جیش النصرة، لیکون ذریعة للقیام باغتيالات ومجازر وحشیة یندی لها الجبین وفظائع في البلدان الاسلامیة، وقد خططوا لکل هذا مسبقاً، وهذا لا يعني أن کل هذه الأشياء قد أتت في يوم واحد، بل عملت علی تدریب حركة طالبان الباكستانية لسنوات عدیدة إلی أن وصل إلى مثل هذا اليوم، وأنا أتذكر المرحوم والدنا (رضوان الله تعالی علیه) عند بدء تأسیس حركة طالبان قال: هذا هو الولید اللاشرعي الثاني لأمریکا بعد اللقیطة إسرائيل، فتأسست حرکة الطالبان وجیش النصرة لتعزيز وتقویة دعائم وأسس أمريكا وإسرائيل فقط، لا لشأن آخر أبداً ولو ساد اعتقاد لشخص خلاف ذلك، فهو مخطئ. ویعلم من خلال کیفیة وأسلوب رسوخ وبروز ذلک في المجتمع الاسلامي أنهم قد خططوا لذلك کثیراً، ودرسوا الموضوع بجدیة، وعملوا علی تحقیقه.
النقطة الثانية هي أنهم ارتکبوا هذه الجریمة البشعة بذریعة أن الشيعة یأتون لزیارة القبور، وهذا العمل شرك وهذا هي صدمة كبری قد أدخلها أعداء الإسلام أيضا لتشویه المفاهيم النبيلة والأصیلة وتحریفها
فحرفوا التوحید ومفهوم الشرک والعبودیة بنحو من الأنحاء ولم یتوقف الأمر عند هذا الحد وحده فحسب، بل شمل مفاهیم اعتیادیة أخری أیضاً کمصطلح الحریة.
إننا نرید أن نقول: إن حقیقة الشیعة لیست بالزیارة حقیقة «بل تقوم حقیقة الشیعة بالولایة» ولا تتقوم الولایة بالقبر و لا بالزیارة أیضاً إذ إن الزیارة أثر من آثار الولایة ونحن نعتقد بجواز الزیارة من بعید دون أن یکون حضوراً وتواجداً وبدون تواجد للزائر في المزار. لکننا نقول أیضاً: إنها زیارة، وعلی هؤلاء أن یعلموا أن حقیقة الشیعة لا تتقوم إلا بالولایة کما أن حقیقة الإیمان والاسلام حسب الأدلة العدیدة والروایات المعتبرة لا تتقوم إلا بالولایة فماذا یرید السیئو الصیت أن یفعلوا؟ وهذا مما لا یمکن نقله أو سلبه عن الشيعة.
و یشاهد هؤلاء زیادة کثرة أعداد المسلمین الراغبین بالتشیع والملتحقین برکب الشیعة کل یوم، کما یحصل ذلك في البلدان الأفریقیة بل وحتی الأوروبیة، ویزداد أعداد الوافدین علی الشیعة والراغبین بالتشیع یوماً بعد آخر في البلدان العربیة فیمارسون بحقهم أعمال العنف و الوحشیة والدمویة،والسبب في ذلك هو استئصال شأفتهم، وکونهم عاجزین عن ممارسة عمل آخر فقالوا للمسلمین: إن الشیعة مشرکون لکنها کانت خطوة فاشلة لم تثمر عن شيء إذ إن الشیعة قد بلغوا أقصی درجات التوحید فافتروا علی الشیعة أنهم مشرکون وقالوا لهم: مارسوا العمل الفلاني! ولیس من المستبعد أن تصدر بحقهم أفعالاً أجرامیة أکثر بشاعة ودمویة من تلك.
إنني أعلن للعالم: أن حقیقتنا هي لیست الزیارة فأنتم الحمقی والجهّال اعتقدتم أن حقیقتنا هي الزیارة ولو صودرت وسلبت منا کل القبور والمزارات،فالولایة موجودة في قلوبنا نحن الشیعة والحمد لله وحیاتنا هي في ظلال وربوع الولایة بشهدها وعبیرها فتتسع ویزداد نطاقها کل یوم رغم کید الکائدین وحقد الحاقدین وقد روي عنهم علیهم السلام: «قبورنا في قلوب من والانا» لقد ارتکب هؤلاء أبشع الجرائم بحق البشریة، لم یکن في التاریخ نظیراً لها من قبل أبداً.
فقد تنقل بعض القبور من مکان إلی مکان لأسباب الإعماروغیرها،لکن هذه القسوة والدمویة قد بلغت ذروتها،حیث أخرجوا جسد صحابي من صحابة رسول الله صلی لله علیه وآله وهو میت من قبره !بعد أن اتفق کبار علماء أهل السنة والشیعة علی نزاهته، ووصفوه بأنه من جلّة الصحابة وخیارهم یعني اعتقادهم بأنه من کبار صحابة رسول الله صلی الله علیه وآله، وأمیر المؤمنین علیه السلام استشهد في سبیل الله طلبوا منه أن یبرأ من أمیر المؤمنین علي علیه السلام، فامتنع عن ذلك، ففصلوا رأسه عن جسده وقطعوا رقبته.
ارتکبوا بفعلهم الشنیع هذا أقسی حالات الظلم وأشده دمویة ووحشیة،لم یشهدها التاریخ من قبل ولکننا لا نضع هذا النوع من الارهاب والدمویة والوحشیة الذي مورس بحق هذا الصحابي الجلیل في حسابات جیش النصرة أوالطالبان والوهابیة بل ینبغي أن یکتب في سجل جرائم أمریکا المقصر الأصلي والمسبب الوحید هنا في اعتقادنا هم الأمریکان لا أحد آخر یشار إلیهم بالبنان وتتوجه نحوهم أصابع الاتهام فعلیهم أن یبینوا سبب فعلهم الدنيء هذا وحماقتهم للعالم بأسره وللرأي العام وعلیهم الافصاح عن سبب جریمتهم التي ارتکبوها ولا إجابة لهم طبعاً لبیان سبب ما ارتکبوه من حماقة.
النقطة الثالثة التي أشیر إلیها هنا هي أننا قد نتسائل أحیاناً ونقول: أین هي المنظمات الدولیة والعالمیة إذاً من هذاالحادث الألیم والمروع؟ و مأ هي المصالح والأرباح التي قدمتها للبشریة منذ تأسیسها ولحد الآن؟ لکنني شعرت بخیبة الأمل وقلت في نفسي: لیت هذه المنظمات لم توجد أبداً؟! فکل ما یرتکب من جرائم یحصل في ظل ودعم هذه المنظمات وإطباقها وصمتها، فلو لم تکن مثل هذه المنظمات موجودة لعرفت البشریة کیف تصنع،ولعالجت مشاکلها بنفسها.
ومع ذلک علینا أن نقول هنا: علی هذه المنظمات أن تستفیق من نومها، ولا تتسبب بالحاق العار والشنار وخیبة الأمل بنفسها أکثر من ذلك، ولا تسمح لمثل هذه الأمور أن تقع أو تتکرر أما لو وقعت أو تکررت، فسوف لن یقف ذلک ویتحدد في إطار الدین والمذهب بل سیطرح في سائر الأدیان أیضاً وسیجر ذلك إلی کل ما تزخر به البشریة بهویتها الانسانیة، فلن یبقی بعد ذلك شيء إلی البشریة، فأسلوب التدمیر هذا یحصل بید البشریة نفسها، وهي التي تدمر نفسها بنفسها إذاً!، لیس البحث هو عن الدین والمذهب والمعتقد أصلاً... بل إن ما یحصل هو تدمیر للبشریة لنفسها.
نأمل من الله عزوجل أن تعم عنایته الخاصة، ویشملها دعاء إمام العصر عجل الله تعالی فرجه الشریف وأن تزول کافة المشاکل العالقة بأسرع وقت إن شاء الله. أشکرکم أخوتي العلماء والفضلاء من جدید علی الهدیة التي عبرتم بها عن مشاعرکم الجیّاشة تجاهي فأنا لم أکن أتوقع حصول شيء من هذا القبیل وأتبادل منکم هذا اللطف والرعایة وهذا هو أمر شاق وصعب للغایة بالنسبة لي فأنا یکفیني منکم دعائکم لي، ونحن من جهتنا ندعو لکم أیضاً إننا نمر بمرحلة صعبة للغایة ونواجه ظروفاً خطیرة وقاسیة علینا أن لا نخرج من هذا الطریق، و لا نتخلی عن مسئولیاتنا وواجباتنا ولا نغفل عما یرجوه الله منا وأن ندعو الله عزوجل لیمسک بأیدینا ویسدد خطانا ویثبت أقدامنا في الدنیا والآخرة.
والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته