تصريحات آية الله سماحة الشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني في لقاء له مع الشباب المتدين في الكويت
23 ذیقعده 1434
17:55
۳,۸۲۵
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أبارک لکم إطلالة عید الفطر السعید واغتنام فرص شهر رمضان المبارك. آمل أن يتقبل الله تعالی في هذا الشهر المبارك أعمالنا ، ویوفّقنا للحفاظ على آثار هذا الشهر العظيم.
الشيء المهم الذي أرید أن أبینه لکم هو: لزوم المحافظة والصيانة لآثار وإنجازات هذا الشهر الفضيل.
ویتداعی هذا السؤال إلی ذهن الإنسان بشکل طبیعي وعادي وهو: هل یزاح بساط الضیافة الإلهیة، وتنتهي مع نهاية شهر رمضان؟ ویخرج الناس منه تماماً؟
الجواب على ذلك هو: نعم من جهة ... إذ إن الله عزوجل قد فتح أبواب السماوات ورحمته في هذا الشهرالفضیل (تضمنت عبارة فتح أبواب السماوات ورحمته الواردة في الروایات معارف عدیدة، فهو لم یقل باب خاص من السماوات أو باب خاص من رحمته، بل ورد ذلك بصیغة الجمع)، ومع نهاية شهر رمضان، تنتهي هذه البرکات، وتعود الأمور بشکل عادي إلى وضعها الطبيعي، وأنه ليس من الصواب أن یقول أحد: بأن الدعاء وقراءة القرآن والنوم في غیر شهر رمضان هو مثله في شهر رمضان أیضاً، وهذا واضح جداً.
لکن ما یبدو لي وأحتمله أیضاً هو استمراریة بعض خصائص هذا الشهر لمن انتفع به، فأنا أعتقد أن من نجح في إدراک جزء من حقیقة لیلة القدر في هذا الشهرالفضیل، سیبقی في ضیافة الله، واستمرار العنایة الربانیة له، وهذه نقطة مهمة جدا، إذ لا دلیل علی انقطاع الضیافة فیما یخص هؤلاء الأفراد، بل لدینا الدلیل علی استمرار اللطف والرعایة الإلهیة الربانیة وعدم انقطاعها، فعندما یکون الرجل مؤهلا لحضور المأدبة والضیافة الإلهية، فما الذي سيمنعه أو یبعده من هذا المشهد الإلهي والرباني؟ إذ لا يوجد أي وجه علی الخروج. نعم، استمرارية لطف ونعمة الله شريطة أن یکون هؤلاء الأشخاص، باستمرار ...في الليل والنهار، وفي جميع الظروف والحالات، القیام والقعود، النطق والصمت،ت ناول الطعام والإمساک ... هم في حال توجه والتفات إلی ارتباطهم وصلتهم بالله، فیشاهد هؤلاء الأفراد آثار الضیافة في أنفسهم.
ولا تقتصر هذه الآثار بعيد الفطر فقط...! فلیس کذلک أن نقول: إن عید الفطر هو یوم منح الجوائز للصائمین، ثم ینتهي كل شيء حتى العام المقبل! فهذا الظن بالنسبة إلی الله المتعال غير صحيح أبداً،إذ إننا نعتقد أن من تأهل للتشرف والحضور في مأدبة وضیافة الله، ستستمر له هذه الضیافة وتدوم.
هذا هو الشيء الأول الذي أردت أن أبینه لكم،أملاً مني بکم أیها الشباب أن تبذلوا قصاری جهدکم بالحفاظ علی آثار هذه المأدبة والضیافة الإلهیة،والبقاء والاستمرار في هذا العطاء.
أما النقطة الثانية:
فهي حول ما یدور في هذه الأيام بالنسبة للمسلمین، وخصوصا المسلمين الشيعة في البلدان الإسلامية. أما بالنسبة للمسلمین: فليس هناك أدنی شك في أن قوى الاستكبار تبذل أقصی جهودها لتدمير الإسلام والمسلمين، وليس لمسلم أن يكون له أدنی شك أو ریب في ذلک، إذ إن هذا الهدم والتدمیر کان قد بدأ في زمن حیاة النبي الأعظم صلی الله علیه وآله من قبل الیهود، ولدي العدید من الأدلة والشواهد لإثبات أن منشأ ومبدأ الانحراف الذي حصل في صدر الإسلام وتفرق المسلمین إلی قسمین، کان بسبب الیهود! وإن بدی لأول وهلة وبحسب الظاهر أنه من صنع بعض الصحابة والمسلمین وظهور الفرقة والاختلاف! إلا إن أساس ومصدر ذلک هم الیهود أنفسهم!
فهل یمکن القول الیوم: إن اليهود اليوم قد غضوا النظر وانصرفوا عن هذا الهدف! وانشغلوا في الأنشطة الاقتصادية! نعم، القضايا المالية والاقتصادية هي مهمة جداً لليهود، لذا نرى القوة الاقتصادية الأمريكية في أيدي اليهود، وأساس البنوك، الشركات، والمراكز المالية هي لليهود، ولكن ما هو أكثر أهمية بالنسبة للصهاينة هو تدمير الإسلام في العالم، في إيران، وغیر إيران، وينبغي للجميع أن لا یشکّوا أو یتردّدوا لحظة في هذا المطلب، وإلا فسیخرجوا عن مدار المعرفة بالوقائع والأحداث الجاریة في الساحة!
إن الطریق الوحید لمواجهة مؤامراتهم یکمن في حفظ الوحدة واتحاد المسلمین.
ينبغي لجميع المسلمين أن يدركوا عداوة الصهاينة والكفار، وأن يعرفوا أن المواجهة لن تحصل إلا بحفاظهم علی الوحدة. أما بالنسبة للشيعة: فهناک عدة نقاط یلزم بیانها وتوضیحها:
النقطة الأولی :
المذهب الشيعي هو مذهب جامع وشامل لکافة جوانب حياة البشر... الاقتصادية والسياسية،التعبدية وغير التعبدية، الفردية والاجتماعية ...وخاصة فقه الشيعة،فإنه یمتلک أقوی وأرسخ القوانين في العالم ... فلا یوجد قانون أقوی من الفقه الشيعي، کما إنه الأقوی أیضاً في منطق الاستدلال في القضایا الاعتقادیة والأخلاقیة،غني بالاستدلالات العقلیة.
إن ما یلزم علی الشیعي معرفته هو: أنه سیتعرض إلی خسارة كبيرة إذا كان قد تجاوز سن السبعين أو الثمانين عاماً، وهو لا یزال جاهل بتعاليم ومعارف الشيعة، وأحکامهم وعقائدهم. فإذا تعرف الإنسان على جميع جوانب هذا المذهب،فسینمو يوما بعد يوم في کافة الأبعاد المادية والروحية، الدنيوية والأخروية. لا أذكر هذا من باب التعصب للمذهب أوجزافاً من الکلام.. بل هو کلام حقیقي قائم على أساس العلم والمنطق والاستدلال.
لاحظوا کلام الأئمة المعصومین عليهم السلام لتعرفوا حقيقة الشیعة، خطابي هذا أوجهه لك ولكل الشيعة،الذین یلزم علیهم أن یعرفوا ویُعرّفوا حقيقة التشیع في العصر الحاضر. في رأيي العصر الحاضر هو عصر الإمام الخميني (قدس سره) ومن الأمثلة الأکثر وضوحا والمصادیق البارزة والکاملة علی ذلک: أن من لديهم أعلى درجة من المعرفة والولایة،لا یمکنهم صیاغة موضوع الولایة في قالب اللفظ والأمور الظاهریة، الإمام الراحل(قدس سره) وصل إلی حقيقة الولایة.
فعندما يقرأ الإنسان كتبه في التفسیر والفلسفة والعرفان والفقه، سیری عیاناً أنه وصل إلی حقیقة الولایة، ومن رشحاته: القول بمسألة ولایة الفقیه. الإمام الخميني يعتقد أن علياً والأئمة (عليه السلام) بالإضافة إلى الولایة التكوينية، لهم حق الحكومة والولایة الظاهریة علی جمیع البشر أیضاً، وبطبيعة الحال، يتحقق هذا الاعتقاد بهذه الولایة عندما یکون الشخص قائلاً بولایتهم التكوينية والتشریعیة،فقبول الولایة التشریعیة بالنسبة للأئمة (عليهم السلام) هو فرع من صلاحیتهم في الولایة التكوينية. نعم، بعد الأئمة (عليهم السلام)،تکون الولایة منحصرة في الولایة التشريعیة،وهي ثابتة بالنسبة إلی الفقهاء. لقد کان الإمام الخميني (رحمة الله علیه) في أعلی درجات الاعتقاد بالولایة، ولا نعتقد بوجود شخص أقوی منه في الصلة والارتباط مع الله في الولایة، ومع ذلك، فمن الضروري معرفة مذهب التشيع في جميع أبعاده.
النقطة الثانية:
في خصوص الطوائف الشيعية: لقد ظهرت التحریفات و روّجت الأفكار الزائفة وظهرت الفرق الموضوعة والمبتدعة في أوساطهم، حیث تحاول المراكز ودنیا المعلومات في جميع أنحاء العالم بنشر وترویج الأفکار الباطلة عن لسان الشیعة في الوسط الشیعي،والتشجيع علی ترویج ونشر البدع والخرافات في الدين،وإنکار الحقائق المسلمة والمتفق علیها بین الجمیع،وإظهارها علی ألسنة بعض الشیعة أو أذنابهم وتابعیهم، بما في ذلك المؤامرات الاستکباریة.
فمن الضروري في حال وجود اتصال لک بالمراجع والمجتهدين الواعين،أن لا تحدد العلاقة والاتصال بالواعظ الروحي ورجل الدین الذي يأتي إلى مدينتکم ومسجدکم فقط، بل علیکم أن تأخذوا معتقداتکم ومبادئکم وأحکامکم وأخلاقکم من المراجع والمجتهدين. إن مراجع الدین هم القلاع الحصینة للدین في زمن الغَیبَة، ویجب علی کل إنسان أن یکون علی صلة وارتباط بهم.
ففي عصرنا والحمد لله الکثیر جداً من وسائل التواصل، إذ يمكنك طرح الأسئلة الخاصة بك من خلال شبكة الانترنت والهاتف والحصول على الجواب. أما بالنسبة إلی التشيع،فهناک مطالب أخری لا يسمح لنا المجال لذکرها، ففي العالم الیوم العديد من الأسئلة في مجالات العلوم والطب والقضاء، الاقتصاد، والمسائل المستحدثة، حیث یقدّم الشیعة أقوی وأمتن الأجوبة والردود علی الأسئلة، فهناک قضايا جديدة مستحدثة مثل التلقيح الاصطناعي، الاستنساخ، التبرع بالأعضاء، وقضايا المرأة، لو لاحظتم ذلک،تجدون أفضل وأجود الردود للشيعة علیها.
فمن الضروري أن تعرف هذه الأمور وتطّلع علیها. وسیکون دعاء الإمام الحجة(عجل الله تعالی فرجه الشریف) إن شاء الله عوناً وسنداً لنا في كل شيء، مع الدعاء بقطع أیادي الأعداء عن بلاد الشيعة،وخصوصاً الشعب المضطهد والمظلوم في البحرين. يمكنك أن ترى الأحداث في مصر، ولماذا عادت الثورة فیها إلی الوراء؟ السبب في ذلک هو: عدم توفر القيادة المركزية للثورة کولایة الفقيه،فهم یفتقدون القیادة الحکیمة لتکون كلمة الفصل والحجة علی الناس.
إن مشکلة أهل السنة هي عدم توفر القيادة ،لیکون کلامها من جانب الله حجة علی الناس! لکن هذا متوفر لدی الشیعة... فکلام مراجع التقلید العظام و ولي الفقیه حجة علی الناس .. هذا ما صرح به إمام العصر علیه السلام بقوله: «فإنهم حجتي علیکم»أي الفقهاء... لقد شاهدتم أیها الشباب الغیاری في إیران عند شن النظام البعثي حربه المفروضة علی إیران ، والدفاع المقدس للدفاع عن الدین،کیف تواجد الشعب بأمر ولي الفقیه ومراجع الدین،واستشهد الکثیر منهم،وها هي أسرهم تفتخر بشهدائها
وهذا ما تخلو ساحة أهل السنة منه،ویمنع نجاحهم وتفوقهم في ذلک.
أرجو من الله أن یمنحنا التوفیق والنجاح (لي ولكم) في فهم الدين والعمل به. والعودة إلى أوطانکم سالمين إن شاء الله.
والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته