الامامة كنز عظيم لا يعدله شيء في عالم الوجود
10 شعبان 1441
19:34
۱,۴۷۵
الخلاصة :
نشست های علمی
بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله رب العالمین
و صلّی الله علی سیدنا و نبینا أبی القاسم محمد و علی آله الطیبین الطاهرین المعصومین
و لعنة الله علی أعدائهم أجمعین من الآن إلی قیام یوم الدّین
و صلّی الله علی سیدنا و نبینا أبی القاسم محمد و علی آله الطیبین الطاهرین المعصومین
و لعنة الله علی أعدائهم أجمعین من الآن إلی قیام یوم الدّین
الحمد و الشكر لله تعالى على التوفيق لخدمة أهل البيت(سلام الله عليهم اجمعين) ونيل شرف هذه الخدمة من قبل الحضور بما فيهم شعراءنا الاعزاء، والرواديد، ورجال الدين وأمتنا العظيمة وكل الشيعة.
منذ سنين لا زلنا نقدم الخدمة بصورة اكثر بمناسبة شهادة الامام الحسن(عليه السلام) في اليوم السابع من شهر صفر ونحن نرى من اللازم وعلى قدر الاستطاعة القيام بواجبنا إلى أقصى حد ممكن. ويجدر بنا أن نتذكر والدنا المرحوم مرجع الشيعة اية الله العظمى الفاضل اللنكراني (رضوان الله تعالى عليه) حيث بذل في زمن حياته الكثير من الجهود والسعي لاحياء هذه المناسبة بصورة اكبر، وأوصى العالم الشيعي بتخصيص يوم للعزاء على الإمام الحسن (عليه السلام) وان اليوم السابع من شهر صفر هو يوم شهادة الامام الحسن (عليه السلام) وان هذا القول هو الاصح والذي تدعمه الادلة. خلافا للقول الاخر وهو يوم 28 من شهر صفر وقد اكد هذا المعنى الشيخ آية الله العظمی عبد الكريم الحائري واورد ادلة كثيرة على ذلك.
ونشكر الله تعالى ان هذه اليوم قد تم تخصيصه لشهادة الامام الحسن عليه السلام واليوم مواكب العزاء في قم المقدسة تتجه بالتعازي نحو مرقد السيدة المعصومة سلام الله عليها وهم بذلك يذكرون العالم بعزاء يوم العاشر من المحرم، وانا اذ اقدم شكري وتقديري الى الشاعر المحترم الاستاذ برقعي واصحابه والذين كانوا منذ سنين ولازالوا يقيمون هذا المؤتمر (مؤتمر ملحمة الصبر) الذي هو في الحقيقة احياء لذكرى شهادة الامام الحسن المجتبى عليه السلام ونشهد من خلال هذا المؤتمر في كل عام ابيات من الشعر الجديدة والمؤثرة بحق الامام المجتبى عليه السلام.
ولا اريد تغيير هذه الاجواء المعنوية اللطيفة التي حصلت من خلال القاء القصائد الشعرية من قبل الاخ انساني الذي كان والدنا يهتم به اهتمام كثيرا ولذا احاول ان اكتفي بكلمات قصيرة حول الامام الحسن المجتبى عليه السلام.
في البداية اود ان اشير الى تسمية الامام الحسن عليه السلام وان هذا الاسم لم يكن موجودا عند العرب وانما هو من قبل الله تعالى. حيث قد ورد «أنّ الله (عزّوجلّ) حجب هذين الاسمين عن الخلق حتّى يسمّى بهما إبنا فاطمة عليهما السّلام، فإنّه لا يعرف أنّ أحدا من العرب تسمّى بهما في قديم الأيّام الى عصرهما»
يا اصحاب العزاء ان الامام الحسن والامام الحسين(عليهما السلام) والذين نقيم عليهما العزاء في محرم وصفر فان الله تعالى قد حجب هذين الاسمين عن خلقه ولم يطلع البشر على هذين الاسمين حتى ولد الحسن والحسين عليهما السلام وسميا بهما.
وقد ورد عن عروة البارقي عن النبي الاكرم (ص) «أن الحسن و الحسين اسمان لشجرتين في رياض الجنة».
أقرأ هذه الروايات من أجل توضيح هدفنا من اقامة هذا المؤتمر تحت عنوان (ملحمة الصبر) واقامة العزاء ونقرب انفسكم الى الامامة، فالإمامة التي وهبها الله لنا نحن الشيعة هي ثروة لا يمكن ان تقدر بثمن، وكل شيء في العالم لا يمكن ان يعدل الامامة. ، فان العلم والمنصب والثروة والقدرة كلها لا تعدل شيئاً في مقابل الامامة.
فينبغي ان نعلم اننا نقيم العزاء للحسن والحسين عليهما السلام وهما اسمان لشجرتين في الجنة وقد تناول النبي الاكرم (ص) من ثمار تلكما الشجرتين.
انظروا الى ان جذور القضية الجذور التي كانت موجودة قبل ولادتهم، الناس، الشباب، رجال الدين ينبغي ان يجعلوا هذا الامام قدوة لهم في حياتهم، فان كنا اليوم قد اتينا الى عزاء الامام الحسن (ع) فينبغي ان نحاسب انفسنا ونرى ما هو المقدار من سيرة الاما م الحسن (ع) واخلاقه جعلناه قدوة لنا في حياتنا ونحاول ان نطبق السيرة الاخلاقية للامام الحسن (ع) في حياتنا اليومية.
وينبغي ان نسعى بقدر الامكان والذي هو بوسعنا ونبذل الجهود ان نعمل بهذه الرواية: «کان اذا توضأ ارتعدت مفاصله» فسالوه عن السبب في ذلك؟ فقال «حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَرْشِ أَنْ يَصْفَرَّ لَوْنُهُ وَ تَرْتَعِدَ مَفَاصِلُهُ وَ كَانَ ع إِذَا بَلَغَ بَابَ الْمَسْجِدِ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ يَقُولُ إِلَهِي ضَيْفُكَ بِبَابِكَ يَا مُحْسِنُ قَدْ أَتَاكَ الْمُسِيءُ فَتَجَاوَزْ عَنْ قَبِيحِ مَا عِنْدِي بِجَمِيلِ مَا عِنْدَكَ يَا كَرِيمُ». و«كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْمَوْتَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْقَبْرَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْبَعْثَ وَ النُّشُورَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْمَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْعَرْضَ عَلَى اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ شَهَقَ شَهْقَةً يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا».
ان هذا الامام المعصوم عليه السلام بالرغم من انه لم يعص الله تعالى طرفة عين وله منزلة عند الله عظيمة ولكنه مع ذلك يخاف حينما يذكر الموت والقيامة، فهل حدث حتى الان ان نتذكر القيامة في خلوتنا ولو للحظة؟ ونسال انفسنا ماذا سيكون حالنا يوم القيامة؟ ونبكي حينما نذكر ذلك اليوم؟ «إِذَا ذَكَرَ الْمَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بَكَى» وان هذا الامام عليه السلام سيد شباب أهل الجنة حينما يذكر السراط يبكي، «وَ إِذَا ذَكَرَ الْعَرْضَ عَلَى اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ شَهَقَ شَهْقَةً يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا »
هذه هي سيرة الامام الحسن (عليه السلام) فهذه الامور يجب على اصحاب العزاء بما فيهم الكهول والشيوخ والشباب ان يحييوا هذه الامور في انفسهم وشبابنا الاعزاء يقيمون العزاء على اهل البيت ع والامام الحسن والحسين (عليهم السلام حينما يقول ذلك الشخص الذي يسكن خارج ايران ان هذا الامام (ع) قد قتل قبل 1400 عام فلماذا نبكي عليه؟ فهذا الكلام الباطل انما يصدر منه لان هذا الانسان جاه ولا يعلم من هو الامام الحسن (ع) ومن هم أهل البيت(ع)؟ فمن الطبيعي ان يتكلم بهذا الكلام.
أو يقولون انت تقضون ايامكم بالعزاء يوما للامام الحسين (ع) ويوم للامام الحسن (ع) ويوم للسيدة الزهراء عليها السلام ونحن نقول لهم لو ان جميع عمرنا نقضيه في العزاء فلم نقدم شيئا! فعليكم ان تهتموا بهذه الثروة العظيمة، وعلينا ان نهتم بهذه المجالس، والحمد الله كلما حاولوا هؤلاء ان يلدغوا ويطعنوا فان الناس يظهروا محبتهم بشكل أكثر، وكلما يحذروننا ويهددوننا نجد ان الناس يأتون زرافاتا ووحدانا لزيارة الاربعين وفي كل عام يقيمونها بشكل أكبر؟ واليوم ان الاطفال في مهادهم يقولون لبيك يا حسين.
وقد رأيت هذه الرواية التي تبين عظمة هذا الامام (ع) وانه منذ الطفولة كانت له منزلة عظيمة.
«أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ(ع) كَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ رَسُولِ اللهِ(ص) وَ هُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ فَيَسْمَعُ الْوَحْيَ فَيَحْفَظُهُ فَيَأْتِي أُمَّهُ فَيُلْقِي إِلَيْهَا مَا حَفِظَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلِيٌّ(ع) وَجَدَ عِنْدَهَا عِلْماً فَيَسْأَلُهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ مِنْ وَلَدِكَ الْحَسَنِ فَتَخَفَّى يَوْماً فِي الدَّارِ وَ قَدْ دَخَلَ الْحَسَنُ وَ قَدْ سَمِعَ الْوَحْيَ فَأَرَادَ أَنْ يُلْقِيَهُ إِلَيْهَا فَأُرْتِجَ عَلَيْهِ فَعَجِبَتْ أُمُّهُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَا تَعْجَبِينَ يَا أُمَّاهْ فَإِنَّ كَبِيراً يَسْمَعُنِي وَ اسْتِمَاعُهُ قَدْ أَوْقَفَنِي فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَقَبَّلَه»؛
هذه الرواية عجيبة فان الامام الحسن عليه السلام لم يكن له من العمر الا سبعة سنين كان يذهب الى مجلس جده رسول الله صلى الله عليه اله ويسمع ما ينزله جبرائيل على جده، فهو لم يسمك كلام النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) بل كان يسمع الوحي يسمع جبرائيل، عندما تنزل الاية من جبرائيل يقرأها النبي الاكرم على الكتاب فيكتبونها لكن الامام الحسن كان يسمعها من الوحي مبشارة ويحفظها ثم يذهب الى بيت والدته فاطمة الزهراء عليها السلام ويخبرها بان هذه الايية اليوم نزلت على جدي رسول الله (ص).
وذات يوم دخل امير المؤمنين عليه السلام الى البيت فعرف ان فاطمة عليها السلام تعلم بهذه الاية فسألها ان هذه الاية الكريمة من اين علمت بها؟ فقالت من ولدك الحسن (عليه السلام) وذات يوم تخفى امير المؤمنين عليه السلام في احد الغرف فلما جاء الامام الحسن عليه السلام وقد سمع من الوحي اية فاراد ان يقرأها على والدته فاطمة عليها السلام ولكنهم لم يتمكن فتعجبت فاطمة عليها السلام من ذلك فقالت يا ولدي الحسن لماذا احجمت عن الكلام؟ فقال الحسن عليه السلام: «لَا تَعْجَبِينَ يَا أُمَّاهْ فَإِنَّ كَبِيراً يَسْمَعُنِي» عند ذلك خرج امير المؤمنين عليه السلام وقبل وجه الامام الحسن عليه السلام وهذا المنزلة كان يتمتع بها الامام الحسن عليه السلام وهو فی السابعة من عمره.
ان أئمتنا تبدو عليهم اثار العلم والتقوى والكرامة والاخلاق والمعجزات منذ طفولتهم وهل تجدون سجية حسنة وصفة ومنقبة وفضيلة لم تجتمع في الحسن والحسين عليهما السلام فمن الذي اعطاهم هذه الفضائل كلها؟
والامر الاخير الذي اود ان اعرضه عليكم وارى من الجفاء اذا لم اذكره لكم هو ان الامام الحسن عليه السلام كان ذات يوم راكبا على فرسه ومعه اصحابه، فرأى غلاما اسود جالس في زاوية من الزقاق وامام كلب وكان هذا الغلام يأكل امام ذلك الكلب ويعطي منه قليلا للكلب فالامام عليه السلام اعجبه هذا العمل واجبته هذه الرأفة التي عند الغلام فنزل الامام عليه السلام من فرسه، وسأل الغلام لماذا تقدم من الطعام لهذا الكلب؟
فقال الغلام سيدي ومولاي انا اكل الطعام وهذا الكلب ينظر الي وانا استحي ان اكل والكلب ينظر الي! فالامام عليه السلام اعجبه كلام الغلام جدا فقال انت غلام من ومن ومولاك؟ فقال الغلام ان مولاي فلان شخص فذهب الامام عليه السلام الى مولى هذا الغلام فاشتراه منه واعتقه، فقال الغلام سيدي ومولاي انت اعتقتني ولكن لي ليس مكان آوي اليه، وحينما كنت غلامه كنت في بيت مولاي فقال الامام عليه السلام سأهيأ لك داراً فقال الغلام ان هيئت لي الدار لكن من اين اتي بالطعام والشراب؟ فقال الامام خذ هذه المقدار من الدراهم وانفق على نفسك.
وانا من هنا اوجه خطابي للامام المجتبى عليه السلام واقول سيدي ومولاي انك رأيت الغلام الاسود الذي كان يقدم للكلب طعاماً وقد تلطفت عليه بكل ذلك اذن فكيف ستتلطفون على هؤلاء الشيعة المحبين الذي جلسوا في عزائك ويبكون ويحزنون بيوم شهادتك ويلطمون على صدورهم يذرفون الدموع في مأتمك ومجلس عزائك.
اهم النقاط:
1ـ اية الله العظمى الشيخ الفاضل اللنكراني( رضوان الله تعالى عليه) كان في حياته يسعى كثيرا ويوصي كثيرا على ان يكون هناك يوم ومناسبة خاصة للامام الحسين عليه السلام وان اليوم السابع من صفر هو يوم شهادة الامام الحسن (ع) المعتبرة تاريخيا وهي اكثر اعتبارا من 28 صفر.
2ـ الهدف من اقامة مؤتمر (ملحمة الصبر) واقامة العزاء وخروج المواكب هو احياء هذه الذكرى وتقريب نفوس الناس الى الامامة.
3ـ ان الامامة في الحقيقة هي ثروة عظيمة لا يعدلها شيء وليس هناك شيء يعدل الامامة لا العلم ولا المنزلة ولا الثروة ولا السطلة ولا القدرة وان جميع هذه الامور لا قيمة لها في مقابل الائمامة.
4ـ ما اجمل ان يضمن شعرائنا العزاء هذ ه الرويات في قصائدهم الشعرية.