النظرة الفقهية للدين: دراسة نهضة الامام الحسين (ع) من منظور فقهي
12 شعبان 1441
21:37
۱,۹۰۷
الخلاصة :
نشست های علمی
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله
رب العالمین و صلّی الله علی سیدنا و نبینا أبی القاسم محمد و علی آله
الطیبین الطاهرین المعصومین و لعنة الله علی أعدائهم أجمعین من الآن إلی
قیام یوم الدّین
في
الاجتماعات التي عقدت قبل عدة سنين الماضية التي وفقنا ان نكون بخدمتكم
حاولنا ان لا نذكر ابحاث مكررة ونطرح فكرة جديدة في اذهانكم حول حادثة
عاشوراء.
ويلزم ان يكون كل شهر محرم يمر علينا
يختلف عن سابقه ، إذا مر شهر المحرم على المعزي ولم يكن هناك أي مظهر جديد
للإمام الحسين(ع) وحادثة عاشوراء ، فإن هذا الانسان المعزي سيتوقف عند هذه
المرتبة. نحن نرتقي في عزاء الإمام الحسين (ع)، يعتقد الكثير من الناس أن
البكاء وذرف الدموع هو مجرد للثواب ليس الا ، او يوجب غفران ذنوبنا فحسب ،
وهذا أمر صحيح ومؤكد ، ولكن بحسب الروايات ان البكاء على الحسين (ع) باعث
على التكامل ان اقامة العزاء والبكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) يعطي
الإنسان معنوية ورقي وتكامل.
أحيانًا يكون لدى
الأشخاص الذين يعيشون البعد عن هذه الحالات أو ليس لديهم أي صلة على
الإطلاق يشكلون ويقولون ما فائدة هذا العمل؟ ثلة من الناس استشهدوا في صدر
الاسلام، واليوم نجلس ونبكي عليهم. مثل هذا الكلام انما ينشأ من الجهل
والغفلة. إن هذا البكاء وهذه الدموع فائدتها ترجع الينا، صحيح أن هذه
المأساة تهز القلب، وتبكي العيون وتجعل الدموع تسيل على الخدود، لكن هذا
البكاء يرقي وينمي الروح. وفقًا لروايات ان الجلوس في المساجد ، تجعل
الانسان قريبا من الله تعالى وان لم يصل، على الرغم من أنه لا يصلي ولا
يتعبد.
ان حضور الانسان في مجلس اهل البيت
(عليم السلام) واقامة العزاء على الامام الحسين (عليه السلام) وذرف الدموع
على مصائبهم يعطي الانسان رقياً ونمواً تلقائياً ويتقدم من حيث لا يشعر،
لان الانسان تحت خيمة الامام الحسين (ع) يصبح قليل الزلل، وهذا واجه بعض
الانحرافات فانه ستنتهي ويصان منها في بقية عمره وكل هذا ببركة هذا العزاء
ومن هنا يجب ان نعرف قدر وقيمة هذا العزاء ونعلم انه يعطينا ويلهمنا رقياً
ونموا وتكاملا.
ويدل على هذا الكلام قول الامام الرضا عليه
السلام لابن شبيب: «يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعَنَا
فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجِنَانِ فَاحْزَنْ لِحُزْنِنَا وَ
افْرَحْ لِفَرَحِنَا».
هل من المعقول
ان یکون الانسان غیر كامل والى جنبه الائمة المعصومين (عليهم السلام)؟ كلا
ليس الامر كذلك، فانه لا يمكن ان يأتى بشخص يوم القيامة لا يحب اهل البيت
عليه السلام ويسكنونه الى جانب الائمة عليهم السلام بل يجب ان يتكامل في
هذه الدنيا ويصعد الى اعلى درجة بحيث يكون محزونا لحزن الائمة (ع) ومسرورا
لفرح الائمة عليهم السلام، وان هذا البحث مفصل وفيه اسرار ولطائف كثيرة.
ويوجد
كلام كثير ولطائف عمقية في روايات هذا الباب تجعل الانسان مبهوتا
ومتحيرا.يجب ان ندعو الله تعالى ونتوسل بالامام الحسين (عليه السلام) سيدي
ومولاي تلطف علينا كي نستفيد من هذه الثروة العظيمة على احسن وجه .
دعونا
نرى ونعرف ما أعطاه الله لنا ببركة اسم الحسين عليه السلام وعظمته. ما هي
الاشياء التي سنحصل عليها ويوهبها لنا. ماذا قدم الله تعالى للبشرية من
خلال واقعة عاشوراء ؟ حقيقة أن الله لم يبرم هذه الصفقة مع البشرية في أي
حادث آخر سوى حادثة عاشوراء التي لا مثيل لها لا قبلها ولا بعدها. أحد
الأخطاء هو أن البعض يقارن بين الحوادث ويقول إنهم قطعوا رؤوسهم في هذه
الواقعة وقطعت روؤس غيرهم في حادثة اخرى.
قد يكون
حدثت وقائع اكثر فجاعة من واقعة عاشوراء او تقع في وقت لاحق ، لكن حادثة
عاشوراء ، بكل معالمها وبركاتها التي أعطاها إلله الى البشرية ، لن تتكرر
ابدا ، ولا يمكن تكرارها الا القضايا المرتبطة بواقعة عاشوراء فان الطاف
الله تعالى ستتعلق بها ايضا.
واما البحث الذي نريد ان نتعرض له وللاسف اننا لضيق الوقت سنتكفي بالاشارة الى اصل هذا الموضوع.
يمكن
دراسة نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) من وجهات نظر مختلفة. فيمكن
دراستها من منظور تاريخي، ماذا حدث؟ لماذا انتقل الإمام الحسين(عليه
السلام) من المدينة المنورة مع أهل البيت عليهم السلام بنحو فيه نوع من
الخوف؟ لماذا لم يقدم أحد من المدينة المنورة لمساعدة للإمام إلا عائلته
وهذا العدد المحدود من اصحابه؟ لماذا قرر يزيد قتل الإمام الحسين (عليه
السلام)؟ وأحد الأسئلة التاريخية المهمة هل كان ذلك قرار يزيد أم قرار
مستشاره المسيحي اووالده معاوية. أن الأدلة الواضحة تشير إلى هذا.
أحد
أهم المناقشات التاريخية هو ما مقدار تفاعل المسلمين مع اليهود والنصارى
في زمن الرسول؟ كيف كان تأثيرهم ونفوذهم بين المسلمين؟ كيف كان ذلك في زمن
الخليفة الأول؟ كيف تم كسر الخطوط الحمر من قبل الخليفة الثاني؟ ان الآيات
القرآنية التي كانت تنصح المسلمين بعدم الدخول تحت ولاية اليهود والنصارى
قد تم اجتيازها في زمن الخليفة الثاني، وبلغت ذروتها في عهد عثمان ، وفي
زمن معاوية، كانت علاقة الحكام باليهود والنصارى مكشوفة وعلنية. ما هي
المؤامرات التي حاكوها في صدر الاسلام من السقيفة وحتى يوم عاشوراء ؟ هذه
هي المناقشات التاريخية.
ويمكن دراسة واقعة عاشرواء من الناحية العاطفية والاحساسية وهذه النظرة والدراسة لها قيمتها وآثارها الخاصة بها.
وجهة
النظر الأخرى هي النظرة المنطقية التي كانت واحدة من ابحاثنا التي
القيناها في السنوات الماضية هي انه نظراً الى المكانة والقيمة التي يراها
ديننا للعقل كيف يمكننا أن ندرس حادثة عاشوراء من منظور العقل ؟ وقد طرحنا
في ذلك البحث الذي تحدثنا عنه انه كان البعض يقول بان احادثة عاشوراء تفوق
العقل ولا يستطيع العقل ان يطرح امرا صحيحا بشأنها.
لكن
ما نحاول قوله الآن هو النظرة الفقهية لحادثة عاشوراء ، وحقيقة أن الإمام
الحسين (عليه الصلاة والسلام) قام بهذه الخطوة من ناحية فقهية دينية لأن
وجهة نظر ه كانت نظرة فقهية ، ربما لم تسمع بهذا بعد. حسنًا ، أنا أقول إنه
جديد وجدير بالتفكير! وما لم يتم استخدام الضوابط الفقهية الشيعية فلا
يمكن معرفة وكنه واقعة عاشوراء، فإذا نظرنا إليها بطريقة الاجتهاد والفقه
الامامي، فلا بد ان نبدأ بباء بسم الله إلى آخر خطوة ، فسيكون لهذا
الواقعة مبرر دقيق وصحيح.
أخيرًا ، الاستنتاج الذي أريد أن
أستخلصه من هذه البحث هو أنه يجب علينا أن ننظر إلى الدين على هذا النحو.
فمن يقيم العزاء على الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) ينبغي ان تكون
نظرته الى الدين نظرة فقهية. قد ورد العديد من الروايات حول التفقه في
الدين. القرآن الكريم نفسه يقول: «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ
مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ»، فيجب ان يذهب جماعة من
كل طائفة ليدرسوا العلوم الدينية ثم يرجعوا الى قومهم ويعلموهم وقد وردت عن
الائمة المعصومين احاديث تحثنا على التفقه في الدين.
واما
بشأن معنى التفقه في الدين فقد يكون للدين في بعض الأحيان معنى بدائي
وبسيط ، ونقول إن التفقه في الدين تعني ان تتعلم الحلال والحرام وهذا
المعنى بدائي وبسيط، وهذا هو معناه الأساسي. ويبدو أن هناك الكثير من
التأكيد والحث على ضرورة التفقه حتى لا يخرج المرء عن الدين مع التفقه في
الدين ؛ فانا رجل الدين لا اخرج عن إطار الدين. فالطالب والسوقي والاستاذ
والعسكري واي شخص اخر يجب ان يتفقهوا في الدين ويحافظوا على ان لا يخرجوا
من اطار الدين فالنظرة الفقهية للدين في جاب والنظرة السطحية للدين في جانب
اخر، كيف كانت نظرة بني امية للدين؟
ان جميع
بني آمية الا يزيد كانوا يصلون بحسب الظاهر ويتقيدون بالاحكام وان كانوا
فسقة من حيث الباطن ويعملون الفجور، وهذا هوالذي يفسر قول الامام
الحسين(عليه السلام) «إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَ الدِّينُ
لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ
فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون» فكان دين هؤلاء
لقلقة لسان ولم يكنوا قد تفقهوا في الدين وانما استخدموا دينهم لاجل دنياهم
ورئاستهم.
على الرغم من أنهم
كانوا يصلون الصلاة على ما يبدو. إن دين بني أمية ، ودين بني العباس ، ودين
الصوفية ، والأخباريين ، كانوا جميعًا دينهم من هذا القبيل لأنهم فقط
يهتمون بالدين من حيث الظاهر وليس لديهم تفقه في الدين ولم يطلعوا أبدًا
إلى حقيقة الدين. الرواية التي تقول أن الأمة النبوية تفترق 73 فرقة،
وفرقة واحدة على حق هي في النهاية هي الناجية من الأسئلة حول ما هو المعيار
الصحيح الذي يجعل الفرقة على حق؟.
نحن نعتقد أن
تلك الفرقة هي فرقة تتبع أهل بيت العصمة والطهارة ، ولكن بأي معيار؟ اليوم
يذهب بعض الناس إلى مكة والمدينة ويرون ظاهر أعمالهم ، وعندما يعودون
يقولون إنهم مسلمون أكثر مما نحن عليه. أو يذهبون إلى أوروبا ، يرون بعض
الناس يجتنبون الكذب ، لا يتدخل احدهم فيما لا يعنيه ، لا يخونون ولا
يسرقون ، يقولون إنهم مسلمون أكثر منا ، وذلك لأن الذي يتكلم بهذا الكلام
لا يفهم الدين.
لا يبدو الدين وكأنه
لدينا خمسة قيم أخلاقية يتصف بها الانسان ويصير متدينا، فلا يمكن ان الشخص
المتدين هو من لا يكذب ، ولا يغتب، ولا يأكل أموال الناس، ويصلي صلاته في
وقتها. فهذا في الواقع التزام ظاهري ، فاذا لم يتحلى بالتفقه في الدين وان
الانسان اذا لم يضع لنفسه ضابطة في طريقة حياته بحيث يصل من خلال فهمه
وتفقه الى حقيقة الدين فمثل هذا الانسان لا يقال له متدين.
في
زمن ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) قد كتب اهل الكوفة كتبا كثيرة لكن
بعضهم وقفوا ليقاتلوا الحسين (ع) الى حد ان الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء
كان يناديهم واحدا تلو الاخر قائلا يا فلان يا فلان الم تكتبوا الي ؟ لكن
اولئك قالوا بكل وقاحة ما ندري ما تقول.
لماذا حدث هذا الامر؟
ان الامام الحسين (ع) يقول ان المتدين هو ذلك الشخص الذي يصمد عند
الامتحان، فالمتدين هو ذلك الانسان الذي حينما يهجم العدو ليقضي على الدين
او المجتمع المسلم يحركه وازعه الديني ويوقظه ضميره ويقول له انهض وواجه
العدو فنهضة الامام الحسن(ع) قائمة على اساس المعرفة الدينية الحقيقة
والتفقه في الدين.
بالرغم من ان الامام عليه
السلام: «أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً
وَ لَا ظَالِماً وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ
جَدِّي(ص) أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ
وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وابي امير المؤمنين»
ان الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر احد اهداف الامام الحسين (عليه السلام) ولكنه
ليس هو الهدف الوحيد له لانه يوجد في الفقه شروط للامر بالمعروف والنهي عن
المنكر ومن جملتها احتمال التأثير فاذا احتمل التأثير وجب الامر بالمعروف
واما اذا لم يحتمل التأثير وكان عند الانسان يقين انه الامر بالمعروف لا
يؤثر فلا يجب، والامام الحسين (ع) كان يعلم انه سيقتل.
لانه لما
اراد الخروج من المدينة جاءته ام سلمه وقالت سمعت عن جدك ان ولدي الحسين
يقتل في كربلاء يا حسين مهجة قلبي لا تذهب فاجابه الامام (عليه السلام) (يا
اماه انا والله أعلم) قسما بالله اني اعلم في اي بقعة اقتل واعلم بمن
يقتلني ومن يقتل اهل بيتي ومن يقتل اصحابي وحتى قال لها بامكاني ان ايريكي
المكان الذي اقتل فيه فالامام كان يعلم جيد بهذا الامر.
وان
بعض الناس كتبوا كتابا اثبتوا فيه ان الامام الحسين عليه السلام لم يكن
يعلم بشهادته في سفره هذا وهذا الكلام قد تم الاجابة عنه وتوجد ادلة
وبراهين واضحة على علم الامام الحسين عليه السلام بعاقبة امره.
ليس
فقط الإمام الحسين كان يعلم بشهادته كان الكثير يعلمون ايضا بذلك ابن عباس
قال له (ع) (ألا تعرف من هم أهل الكوفة؟) قال محمد بن حنفية أنه إذا كنت
لا تعرف ماذا فعل أهل الكوفة بأبينا وأخينا ، فسيقتلونك أيضًا. أم سلمة
ايضا قالت له واجابها باني اعلم بذلك.
ومن هنا ينبثق
السؤال اذا كان سبب نهضة الامام الحسين (عليه السلام) هو الامر بالمعروف
فحينما كان الامام الحسين (ع) يعلم بعدم التأثير ويعلم انه سيقتل ونساؤه
تؤسر فلماذا قام بهذا العمل؟ وهذا السؤال لا يجب عليه الا الفقه ولا يستطيع
ان يجيب عليه علم اخر.
فلا التاريخ يجيب عليها ولا الذوقيات
والاحساسات والعواطف ولا المسائل العرفانية يمكنها ان تجيب على هذا السؤال
لانه لو كان الامام الحسين عليه السلام كان يحب لقاء الله والعروج الى الله
فلماذا اخذ معه الطفل الرضيع؟ فالعارف السالك الذي وصل درجات من القرب
والعرفان لا يحق له ايذاء الاخرين ويوقع الاخرين في الاذى من اجل ان يعرج.
كان
احد رجال الدين قد جاء الى والدي وقال اني قبل صلاة الصبح بساعة اذهب الى
مرقد السيدة المعصومة(سلام الله عليها) واصطحب معي ولدي لصلاة الليل وولدي
حديث عهد بالبلوغ واوقظه من النوم للصلاة الليل واصطحبه معي، فقال ابي ان
هذا العمل مخالف للشريعة ولا يحق لك ان تفعل هذا ! ولو كنت والده فان لك
الحق عليه بمقدار ما، واعلم ان هذا العمل قد تجعل عاقبة هذا الولد حسنة
وفعلا لم تكن عاقبته كذلك.
فلا يمكن من الناحية العرفانية ان
نقول ان الامام الحسين (عليه السلام) يريد بلوغ مقام الشهادة لانه ينبثق
هذا السؤال اذن لماذا اخذ معه الطفل الرضيع؟ فلا التاريخ ولا العواطف ولا
العرفان يستطيع ان يجيب على هذا السؤال وحتى العقل لا يستطيع ان يجيب على
هذا السؤال وانما الذي يستطيع الجواب على هذا السؤال هو الفقه فحسب «أَ لَا
تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ، وَ الْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى
عَنْه ... فَإنَّ السُّنَّةَ قَد أمِيتَت، وَ إنَّ البِدعَةَ قَد
أحيِيَت»، فاذا وقع الاسلام في خطر فان الجميع سيكون مسؤول ومكلف بالدفاع
عن الدين ولا يفرق في ذلك سواء كان معصوما او غير معصوم رجل دين او غير رجل
دين عالما او غير عالم.
فحينما لا يبقى من
الاسلام شيء ويكون الاسلام في حالة من الانقراض فحتى لو لم يكن مع الانسان
شخص ينصره لا بد ان يخرج منفردا، ولو ان الامام الحسين (ع) لم يخرج معه احد
كان من اللازم ان يخرج هو منفردا. وان السيد الامام الخميني (رضوان الله
تعالی علیه و حشره الله مع الحسین(علیهالسلام))، كانت حركته في البداية
بهذا الحالة والجميع كان يقول له لا تصل الى نتيجة.
والدنا
حينما تم نفيه الى يزد لم ار للسيد الأمام الخميني اسما يذكر لا في الحوزات
ولا في الاماكن الاخرى ففكرت ان اقدم خدمة لهذا الفقيه المجاهد وصممت على
شرح كتابه (تحرير الوسيلة) كي يبقى اسم السيد الامام الخميني في الحوزات
العلمية في تلك السنين التي لم نكن نتوقع انتصار الثورة فقد بدأ السيد
الامام حركته ولم يتزلزل قيد انملة لماذا؟ لانه كان يسير على اساس مبنى فقه
الشيعة اذا رأى الانسان عمود الاسلام في خطر فلا بد ان يبرز الى الميدان
حتى لو لزم من ذلك الحاق الضرر باهله وطفله الرضيع.