اطرح سؤالك

03 رمضان 1434 الساعة 18:26

کتب الشهید المطهري في مجموعة آثاره (ج2، ص519): «یمکن أن یتواجد أبناء قد أسخطوا و أغضبوا آباءهم و أمهاتهم في حیاتهم لا سمح الله، ولکنهم یقومون بأعمال بعد وفاتهم فیحصلون فیها علی رضاهم، ویمکن العکس من ذلك أیضاً» وهذا طبعاً مطلب بدیهي و منطقي. لکن سؤالي هو: کیف یمکن لشخص أن یرضی عنه أبواه في حیاتهما، ویسخطهما بعد وفاتهما؟ و بشکل عام: هل أن أوامر الأب والأم لنا في حیاتهما، یفرض علینا أن نستجیب لها بعد وفاتهما أیضاً؟! فعلی سبیل المثال: هما لا یحبان أن نصوم الصوم المستحب، ونحن نکتفي بالصوم الواجب فقط في حیاتهما لهذا السبب «بما أن النهي عن المستحب لیس مصداقاً للشرك الذي ورد في القرآن الکریم، لذا یجب إطاعة الوالدین وترک العمل المستحب»، فهل بعد وفاتهم، یجب العمل هکذا؟ وهل نسألهم أن هذا العمل یستمر حتی بعد وفاتهم أم لا؟ فهذه فکرة جیدة لیتضح التکلیف؟ ثم ألا یبعث مثل هذه القضیة علی إیجاد نوع من الأسر و عدم حریة الابن؟ فعلی سبیل المثال: قد یرید والداه أن یتزوج في عمر محدد و ظروف خاصة، وشعر هو بعدم الرغبة بالزواج، وعدم استعداده لذلك، أو أن الابن یرید أن یعیش في مدینة «العیش فیها لا یخالف الشرع، بل مباح»، ولکن والدیه یقولان: لا، فإن کان المبنی أن یعمل برأیهما حتی من بعد الممات، ألا یکون هذا نوع من الظلم، و عدم الإنصاف؟ و من ثم، کیف یتوقع أن یکون الإنسان مسئولاً عن أعماله؟ مع أنه قام بها «و هي لا تخالف الشرع» إلا أنها علی خلاف نظره وسلیقته ورغبته؟ وکان ذلك محض إطاعة أمر الوالدین فقط؟

الجواب :


لیست المطالب کما ذکرتم، فما قاله المرحوم الشهید مطهري هو: «أن له جذور نفسیة». فقد روی: أن شخصاً قد یکون عاقاً لأبیه أو أمه في حیاتهما، إلا أنه ینفق و یعمل الخیر ویحسن لهما بعد مماتهما، ویطلب لهما العفو والمغفرة وأمثال ذلك، فیرضیان عنه و یکون أحد المحسنین للأب والأم، وعکس ذلك، في مورد ما لو أحسن شخص لأبیه وأمه في حیاتهما، لکنهما عندما توفیا، نساهما تماماً، فلا یقرأ لهما الفاتحة، ولا القرآن، ولا یرجو لهما الرحمة والمغفرة، ولو کان علیهما صلاة وصوم، وکان بإمکانه أن یقضیها عنهما، ولم یفعل، ففي هذه الحالة، سیکون عکس المورد الأول، هذا هو معنی الروایة، وکلام الشهید مطهري، لا أنه یسلب الاختیار عن الإنسان الحر، ولیس هناك أحد انتزع هذا المعنی من الروایات.

الكلمات الرئيسية :


۱,۹۲۴