نهضة الامام الحسين(ع) ليست الا الدفاع عن دين الله وحفظه
14 محرم 1441
14:54
۶۳۷
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
نصوصنا الدينية مطابقة للعلم تماما
-
اليوم تهيأت الارضية المناسبة ليأمر علماء الاسلام المسلمين بالجهاد ضد اسرائيل
-
طوفان الاقصى حادثة ستغير ميدان السياسة في العالم
-
من دون فقه أهل البيت(ع) لا يمكن دراسة حقوق الانسان والكائنات الاخرى
-
الامامة اصل من اصول الدين والفهم الصحيح للتوحيد والرسالة والنبوة متوقف على فهم الامامة
-
اليوم المشكلة الأساسية للبشرية عدم الاهتمام بالدين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أباعبدالله الحسين(عليهالسلام): «مَا الْإِمَامُ إِلَّا الْحَاكِمُ بِالْكِتَابِ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ وَ الدَّائِنُ بِدِينِ اللهِ الْحَابِسُ نَفْسَهُ عَلَى ذَاتِ الله».
فيما يتعلق بنهضة الامام الحسين عليه السلام لا بد من طرح أمرين:
الامر الأول: هو أنه في هذه الأيام، للأسف، ينشر في الانترنيت، أمور شكلية تم الكشف عن بطلانها وأجاب عليها كبار العلماء، لكنها اليوم تطرح بتعبيرات حديثة وجاذبية، وكما يقولون اكثر علمية ويتم القاؤها الى اذهان الناس والشباب باسم مواجهة التحريفات التي حصلت في عاشوراء، ومن وجهة نظري ان نفس هذا الأمور هي من اسوء التحريفات.
يثيرون هذا الشبهة، لماذا تقولون نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)؟ الإمام الحسين (عليه السلام) لم ينهض، انما غادر الإمام المدينة المنورة وذهب إلى مكة كمكان آمن لله، وهناك علم أنهم سيغتالونه، ومن هناك جاء إلى العراق وفي طريقه إلى الكوفة، حيث التقى بالحر، قال للحر دعنا نذهب إلى مكان آخر. قال الحر: ان مأمور بان أسايرك واضيق عليك واخذك الى ارض لا ما ء فيه ولا كلأ بحيث لا تستطيع ان تذهب الى مكان اخر، وبعد أن لم يكن أمام الإمام الحسين (عليه السلام) خيار آخر غير ان يواجههم ويقتل.
في حين اذا راجعنا كلمات الامام الحسين(عليه السلام) نفسه والمحكمات الدينية نجد بوضح ان نهضة الامام الحسين(عليه السلام) ليست الا الثورة من اجل الدفاع عن دين الله. فهؤلاء ارتكبوا باسم الدفاع عن تحريفات عاشوراء تحريفا واضحاً. واحيانا تصدر منهم تعبرات أسوأ من ذلك، ويجب على الخطباء والمحققين الإجابة على هذه الشبهات لانها تطرح على الانترنيت وللأسف.
ولو ان هذه الأبحاث تطرح في مجالس خاصة فلا مانع، فيجاب عليها في نفس ذلك المكان، ولكن حينما يتم نشرها على الانترنيت يتضح ان هناك اهداف خلف الستائر غير قضية التحقيق، ولو لم يكن لديهم اهداف لكن بالتالي فان العدو يبحث عن مثل هذا الكلمات ليتمكنوا من سلب عاشوراء ومحرم منا، ليمنعوا الشباب من الالتفات الى نهضة الامام الحسين(ع) العظيمة. فهم لا يتمنون من القول ان الامام الحسين(ع) لم يقتل، لان شهادة الامام(ع) من بديهيات التأريخ، لا يستطيعون ان ينكروا حضور الامام الحسين(ع) مع 72 من أصحابه في كربلاء ويكذبون هذه القضية لانها من واضحات التأريخ فهم مضطرون للقول بأن حركة الامام الحسين(ع) لم تكن ثورة ضد يزيد.
نقول دققوا في كلمات الامام ع فانه في نفس اللقاء الأول الذي دعاه اليه مروان في قصره وقال لهم اما ان تبايع او تقتل؟ الم يقل له الامام الحسين(ع):«وَ عَلَى الْإِسْلَامِ السَّلَامُ إِذْ قَدْ بُلِيَتِ الْأُمَّةُ بِرَاعٍ مِثْلِ يَزِيد» ، اذن لم تكن القضية هي البيعة فحسب، بل القضاء على الإسلام، وعلى كل مسلم مسؤول عن حفظ الإسلام والدفاع عن كيانه. فقال الامام عليه السلام: «وَ عَلَى الْإِسْلَامِ السَّلَامُ» فالامام يقول اذا ابتليت الامة بحاكم مثل يزيد فلا بد من توديع الإسلام.
الم يذكر الامام عليه السلام أربع خصوصيات وصفات للحاكم الإسلامي كلها غير متوفرة في يزيد. عندذاك قال: «مَا الْإِمَامُ إِلَّا الْحَاكِمُ بِالْكِتَابِ»، امام المسلمين يجب ان يفهم كتاب الله ويعمل بالقران، فاين يزيد عن فهم القرآن لكي يعمل به؟ فهل كان يزيد المخالف لواضحات القران والاوامر الصريحة فيه عاملا بالقرآن؟«الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ» فيجب ان يكون امام المسلمين قائما بالقسط ويطبق العدل والقسط في المجتمع. «وَ الدَّائِنُ بِدِينِ اللهِ» ويجب ان يكون معتقدا وملتزما بدين الله. «الْحَابِسُ نَفْسَهُ عَلَى ذَاتِ الله» فامام المسلمين هو الحابس نفسه في ذات الله ولا يحيط به سوى الله وجميع أقواله واعمال لله.
كان بعض من في الحوزة قبل الثورة يقول هذا الكلام : في أي كتاب تأريخي ورد ان النبي (ص) قال للامام الحسين(ع) في عالم الرؤيا او في غير عالم الرؤيا: «ان الله شاء أن یراک قتیلاً»؟ فلو سلمنا ان نفس هذه الجملة لم تكن موجودة في كتاب تأريخي، ولكن ما نفعل لكل هذه المسائل في الروايات من زمن ادم(علی نبینا و آله و عليهالسلام) حتى النبي(ص) المتعلقة بشهادة الامام الحسين (ع) وان هذا المسير الذي يسير به مسير شهادة؟!
يجب التأمل في قضيتين وردتا في كتاب الكافي والتدقيق فيهما:
القضية الأولى: حديث اللوح وهي ان جبرائيل(ع) قد اتى بلوح من الله غير القرآن قبل وفات النبي(ص) وقال له ان الله تبارك وتعالى قد ذكر كل ما يجري على أهل بيتك واوصيائك في هذا اللوح. فاعطى النبي (ص) هذى اللوح الى امير المؤمنين(ع) وامر هان يرى القسم المتعلق به.
ثم ان امير المؤمنين عليه السلام أعطاها الى الامام الحسن (ع) والامام الحسن أعطاها الى الامام الحسين(ع) وفيما يتعلق بالامام الحسين(ع) كتبت هذه الجملة في اللوح: «اخْرُجْ بِقَوْمِكَ إِلَى الشَّهَادَةِ وَ لَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَكَ وَ اشْرِ نَفْسَكَ لِلَّهِ تَعَالَى».
وهذا الحديث نقل في المجلد الأول من الكافي الصحفة 280، وكتاب الكافي ليس بأقل من الكتب التاريخية ان كتاب الكافي يقول عنه كبار الأصوليين لا يحق لاحد ان يناقش في اسناده.
فلا يهم حينئد أن تكون عبارة:«شاء الله أن يراك قتيلا». وبالطبع ان بعض المحققين ذكروا اسناد هذه الرواية، وعلى كل حال فان هذه القضية من المسلمات وهي ان نهضة الامام الحسين(ع) نهايتها شهادة الامام عليه السلام وأصحابه وأولاده، وأسر أهل بيته.
وجاء في حديث آخر بسند صحيح في الكافي، قال حمران ذات يوم الى الامام الصادق(ع) فقال له: يابن رسول الله كيف استشهد امير المؤمنين والامام الحسن والامام الحسين(ع) استشهدوا بهذه الطريقة؟ وبكلمة أخرى هل يوجد حيلة ليسلموا من الشهادة؟ .
وهذا الحديث يفهم منه جيدا أنه في ذلك الوقت كان يدور في ذهب بعض الرواة هذا السؤال وهو الا يمكن ان يختار الامام الحسين عليه السلام طريقا آخر؟ وهؤلاء الذين يقولون ان نهضة الامام الحسين عليه السلام كانت صلح وليست ثورة فقد ارتكبوا اعظم تحريف.
إن جسم الانسان يقشعر حينما يسمع هذا الكلام الخاطئ وغير المدروس. فلو كانت حركة الامام حركة سلمية، فلماذا رفض حينما أراد أن يخرج من مكة اقتراح بعض أصحابه الذهاب إلى اليمن، حيث الهواء والماء المناسب ووجود الشيعة، وبامكانك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال: اني عزمت الذهاب الى العراق؟ فلو كان حقا يريد الصلح فلماذا توجه الى العراق؟!
وقد التقى الفرزدق الشاعر بالامام في الطريق فسأله الامام عليه السلام عن أهل الكوفة فقال: «يابن رسول الله قلوبهم معک و سيوفهم مع بنی أمية» . وطبقا لهذا التفسير الخاطئ كان ينبغي للامام(ع) الرجوع من هذا الموضع لكي لا يسفك دمه.
ولو أن الانسان مات من هذا التفسير الخاطئ لما كان ملوماً، فهناك حركة تاريخية، ونهضة حقة، وثورة عظيمة لا مثيل لها في الكون من الازل وحتى الابد، وقائدها إمام معصوم، وهو ابن رسول الله، وأصحابه واهل بيته من خيرة أصحاب وأولاد رسول الله وبني هاشم وغيرهم، وقفوا بشجاعة أمام جيش يزيد حتى أنفاسهم الأخيرة وقتلوا، ثم يأتي البعض ويقول: كان الإمام الحسين ينشد الصلح! أراد الذهاب إلى مكان لا يطلبه فيه أحد.
هؤلاء الناس لا يفهمون أنه إذا قال الإمام في موضع ما، دعوني أذهب مع أهل بيتي إلى مكان آخر، فهو من باب اثبات الحجة، كان الإمام الحسين(ع) يعلم أنهم لا يتركوه، وقال هو نفسه إنهم غير راضين بأي شيء إلا قتلي! فكيف يقال إنه كان يبحث عن الصلح؟ يتعجب الانسان كيف يطلق هؤلاء الناس على أنفسهم مفكرين. أي مظلومية أعظم من هذه على الإمام الحسين(ع)؟
قال الامام باقر(عليهالسلام): «يَا حُمْرَانُ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ قَضَاهُ وَ أَمْضَاهُ وَ حَتَمَهُ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِيَار» ، إن عظمة الامام الحسين تظهر في هذا فانه بالرغم من أن الله تعالى قد فسح له المجال، ولكنه أختار الشهادة، لأنه لم يكن هناك سبيل آخر للحفاظ على دين الله. إذاً هذه القضية مسلمة، فلا يقال أين وردت هذه العبارة: «إن الله شاء أن يراک قتيلا»؟!.
في هذه الأيام يبث التليفزيون عبارة السيد قائد الثورة الدقيقة للغاية، والرأي الصحيح والدقيق هو هذا أنه لو بقي الحسين(ع) لوحده لقاتل ضد يزيد. هذه مسألة مهمة جدا، لقد أدرك الإمام الحسين (عليه السلام) أن الإسلام في خطر وقال: «فإنَّ السُّنَّة قَد أُميْتَت، وإنَّ البِدعَةَ قَد أُحيِيت»، والغريب مع وجود كل هذه الكلمات المسلَّمة الواردة عن الإمام الحسين(عليه السلام)، وقد وردت هذه الكلمات في كتب الشيعة والسنة ان الحسين(ع) قال: «أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَ أَنَّ الْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْه» .
وفي موضع آخر استشهد الامام الحسين(عليه السلام) بكلام النبي(ص): «مَنْ رَأَى سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلًّا لِحُرُمِ اللهِ نَاكِثاً لِعَهْدِ اللهِ مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللهِ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ ثُمَّ لَمْ يُغَيِّرْ بِقَوْلٍ وَ لَا فِعْلٍ كَانَ حَقِيقاً عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَه» ، أي تعبير أفضل من هذا فأن حركة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت لمواجهة السلطان الجائر في عصره.
السلطان الجائر على نوعين، السلطان الجائر الذي يظلم ولا يتدخل باحكام الله، فلا يحلل حرام الله، اما السلطان الجائر الآخر، بالإضافة الى انه يظلم ويجور يحرم حلال الله ولا يبقي من الدين شيئاً، كمعاوية الذي كان كذلك، ولكن بلغ السيل الزبى في عصر يزيد ورأى الامام الحسين(ع) أنه لا مجال للسكوت والقعود.
والله يجب نضج اعتراضا على تحريف هؤلاء الجهلة. حيث يقال أنَّ الامام الحسين(ع) قال: «خرجت لطلب الاصلاح في أُمة جدي» أي ان الامام يبحث عن الصلح! فاذا كنت لا تفرق بين الصلح والإصلاح فكيف تدعي أنَّك عالم؟ فالصلح يعني السلم والتوافق، وأما الإصلاح فهو يعني اجتثاث كل الفساد الذي أحدثه معاوية ويزيد في الامة الإسلامية والقضاء على كل ما جلبوه من كدمات على الإسلام واحياء الإسلام المحمدي الأصيل، ما علاقة هذا بالصلح؟
نقطة أخرى هي أن قوله: >خرحات لطلب الإصلاح< الخروج يعني الثورة، أي شخص لديه معرفة بسيطة باللغة والادب واستعمالات هذه الالفاظ، يفهم ان الخروج على الحاكم يعني الثورة ضده، كان العرب منذ القدم يطلقون كلمة الخروج على من يثور وينهض ضد حاكم زمانه. لذلك كانت حركة الإمام الحسين (عليه السلام) ثورة ونهضة ضد حكومة يزيد.
إذا كان من المقرر من الأساس أن لا يثور الإمام الحسين (ع) ضد يزيد، ففي أي وقت يجب أن ينتفض ضد الطاغوت؟ لم يترك يزيد أي شيء عن الإسلام، وكان الجميع يعرف ذلك انذاك.
إضافة إلى أن الله كان قد قدر وقضى شهادة الإمام الحسين(ع)، وتوجد شواهد كثيرة على ذلك ومذكورة في الكتب. ومع ذلك يقولون أين وردت هذه الجملة«ان الله شاء ان يراک قتيلاً» ؟
حتى لو لم تكن هذه الجملة موجودة في المصادر، فهناك الكثير من الشواهد مثل هذه القضية التي رواها الشيعة والسنة:
ذات يوم كان رسول الله (ص) يلقي خطبة على المسلمين. وفي اثناء خطبته قال اني أرى ان ولدي الحسين سيقتل على يد امتي، فبدأ الناس في البكاء. فضج الناس بالبكاء والعويل، فقال لهم النبي(ص): «أيها الناس أتبكونه ولا تنصرونه» من العجيب انكم تبكون عليه، ولكنكم بعد ذلك لا تنصرونه!، وقد نقلت هذه القضية في كتب العامة والخاصة في موارد متعددة.
وجهة نظرنا أنه إذا لم تكن لنا علاقة بهذه الأحاديث وقلنا أنها لا سند لها، فماذا تقولون عن القرآن؟ كم عدد آيات الجهاد في القرآن؟ اليس الجهاد ضد المشركين من المسلمات فماذا كان الهدف منه؟ الجهاد ضد المشركين كان الغرض منه أن المشركين أرادوا منع الناس من التوجه إلى دين الإسلام، وكان هذا هو هدف يزيد ومعاوية.
في زمن الإمام الحسن (عليه السلام) لم تكن ظروف الثورة متوفرة، لكن في عهد الإمام الحسين (عليه السلام) بلغ فساد يزيد وتجاهره بالفسق ذروته. أحد أنواع الجهاد يسمى الجهاد الذبي أي إذا كان أصل الإسلام في خطر وارادوا القضاء على اساس الإسلام، فيجب على على كل مسلم الدفاع عن كيان الإسلام. لأننا ليس لدينا في هذا العالم ما هو أعلى من دين الله، إذا كان دين الله في خطر، فلا يحق لي الجلوس واضعا يد على يد وأقول إنني لا أستطيع أن أفعل شيئًا، بل يجب أن أجاهد، حتى لو لزم من ذلك قتل ابن رسول الله واسر عياله واطفاله.
ذات عام، في هذا التجمع المبارك، طرحت موضوع كيف يمكننا تبرير حركة الإمام الحسين (عليه السلام) من وجهة نظر العقل. لماذا أخذ الإمام الحسين (عليه السلام) الطفل الرضيع البالغ من العمر ستة أشهر وأحضره إلى ميدان الحرب؟ ألم يعلم أنهم قساة، ولا يرحمون حتى بالطفل الرضيع، ألم يسأل الامام عليه السلام القاسم ليلة عاشوراء حينما قال له يا عم الستُ في جملة الشهداء؟ كيف الموت عندك؟ فقال القاسم: «أحلى من العسل»، قال الإمام: نعم يا عم، انت من الشهداء ومنهم أيضا ذلك الطفل الصغير.
الإمام الحسين (عليه السلام) كان يعلم أنهم سيقتلون الطفل الرضيع، ولكن لماذا أتى به؟ لأنه أراد أن يفهمنا انه عندما يكون دين الله في خطر، يجب التضحية حتى بهذا الطفل البالغ من العمر ستة أشهر. فهذا يعني الجهاد الذبي أي الجهاد للدفاع عن الإسلام.
كان الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) ينادي يجب القضاء على إسرائيل، لكن بعض الناس الآن يقولون ما علاقة ذلك بنا؟ إسرائيل احتلت الأرض الفلسطينية، والآن الفلسطينيون يعلمون ماذا يجب ان يفعلوا تجاه اسرائيل، ما علاقة ذلك بنا؟ وعلاقة ذلك هي أنَّ إسرائيل تريد القضاء على الإسلام من الأساس، وهدف إسرائيل هو مكة، والمدينة المنورة، والعتبات المقدسة، والمعشر، ومنى. يريدو القضاء على كل ذلك. هل يمكن أن نصمت؟ كلا!.
نهض الإمام الحسين (عليه السلام) للحفاظ على الدين الله. لاحظوا جميع كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) وكلام الأئمة من بعده(ع)، وكلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) وكلمات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأنبياء السابقين، كل هذه الكلمات كلمة كلمة تنادي بأعلى صوتها أنَّ الحسين بن علي قام ويعلم أن نتيجة قيامه الشهادة.
ماذا فعل الإمام (عليه السلام) عندما اخبروه في منزل (زبالة) باستشهاد مسلم وهاني؟ انتم الذين تقولون بان الإمام الحسين (عليه السلام) كان يبحث عن الصلح، فكان ينبغي أن يرجع من ذلك المكان! لكن الإمام (عليه السلام) جمع أصحابه وقال: «إنا لله و إنا إليه راجعون» ، وصلنا الآن خبر فضيع باستشهاد مسلم وهاني وعبد الله بن يقطر، سامضي في هذا الطريق حتى النهاية، فمن أراد فليأتي معنا ومن أحب الانصراف فلينصرف، فتفرق بعض الناس عنه هناك، فلو كان يبحث عن الصلح حقا، لرجع واختار طريقا آخر، لما علم بانهم قتلوا سفيره في الكوفة مع كل تلك الكتب.
لكن هذه الثورة يجب أن تنعقد، ويجب أن يبقى الإسلام «محمدي الحدوث و حسيني البقاء»، يجب ان تتجلى عبارة: معنى قول النبي (ص): «حسين مني وانا من حسين» . أما قول النبي(ص) حسين مني فهو واضح ولكن لماذا قال انا من حسين؟ وذلك لان اسم النبي (ص) يبقى ببركة الحسين، فان دين الإسلام انما وصل الينا انما هو ببركة نهضة ابي اعبد الله الحسين(عليه السلام). انظروا مدى تاثير الإمام الحسين (ع) في العالم اليوم؟
جاء في خبر حول إقامة الشيعة العزاء في لندن، كتب أن أحدهم قال إن شرطة لندن أتت وسألني لماذا تبكي؟ قلت إن عندنا إمام وهو ابن نبينا ، واستشهد قبل 1360 سنة قتل بأبشع صورة عطشاناً وجائع وقتلوا أولاده ولم يرحموا حتى طفله الرضيع الذي عمره ستة أشهر. قال ذلك الشرطي لك الحق في أن تبكي وتئن، ثم بكى الشرطي أيضًا.
من آثار نهضة الإمام الحسين (ع) أن أمريكا نفذ صبرها وهي عاجزة تجاه ثورتنا، فهل لثورتنا جذور غير نهضة الإمام الحسين(ع)؟ أولئك الذين يقولون إن حركة الإمام الحسين(ع) لم تكن نهضة يحاولون القول بأن هذه الثورة باطلة أيضًا، لأن قائد هذه الثورة قال إنَّ كل ما لدينا هو من محرم وصفر، وثورتنا هي رشحة من رشحات نهضة الامام الحسين(ع)، مع انهم لم يكن هناك نهضة، إنهم يريدون مهاجمة هذه الثورة وقيم الشيعة بهذه المحاولات السخيفة التي لا تستحق السماع من وجهة النظر العلمية.
ان نهضة الإمام الحسين(ع) اثرت اثرها في هذا البلد، وانتجت هذه الثورة، وضحى الكثير من الشهداء بأرواحهم العزيزة من أجل هذه الثورة. شهداء (شارع 19 دي) مفخرة شهداء قم، بأي هدف ذهبوا إلى الجبهات؟ بهدف الجلوس على مائدة الإمام الحسين(ع).
أيها الإخوة، لا تدعوا هذه المحاولات الشيطانية التي تخلق باسم الكشف عن تحريفات عاشوراء اسوء التحريفات في عاشوراء، ويغرسون تلك التحريفيات في أذهان شبابنا. ولتبرير كلامهم الباطل وتوجيهه يذكرون اسم الشهيد مطهري.
كان الشهيد المطهري(رضوان الله عليه) يشكك في بعض القضايا مثل وجود ليلى ام علي الأكبر في كربلاء والأمور غير الملحمية، والا فمتى كان الشيخ المطهري يشكك باصل النهضة والملحمة الحسينية؟ كان الشيخ المطهري(رضوان الله عليه) يبحث حول ان أساس هذه النهضة هي الصرخة في وجه الظلم والمقاومة والصمود امام الظلم. وهذه هي ثقافة المقاومة والصمود التي يركز عليها السيد قائد الثورة الإسلامية، وان ثقافة المقاومة هذه هي التي شلت حركة إسرائيل وغيرها.
أراد الشهيد مطهري أن يضمن سلامة نهضة الإمام(ع) من التحريفات، أن يزيح غبار الضعف والوهن عن نهضة الإمام(ع). والآن هؤلاء يستغلون بعض كلماته، لالقاء كلماتهم الباطلة والزائفة.
يقولون أن هذه واحدة من أكثر الحالات استثنائية في تاريخ البشرية. هذا يعني أن هذه الحالة استثنائية ويجب ألا تفكر في مثل هكذا نهضة. نهضة الإمام الحسين(ع) لا علاقة لها بي أو بك، وكانت استثناءً في الخلقة الالهية. ما هذه الكلام؟
لقد دعا الإمام الحسين (ع) خطوة بعد خطوة الناس للإلتحاق به والثورة ضد الظالمين، فقد قال منذ اول حركته: «من کان باذلاً فينا مهجته فليرحل معنا» .
البعض يقول لا يوجد في ما لدينا من كتب ان الامام الحسين عليه السلام قال: «هل من ناصر ینصرنی»! إذن، ما هو الغرض من إرسال العديد من الدعوات لهذا او ذاك في كل منزل وعلى طول الطريق؟
يلقون شبهات وتشكيكات تزعج الانسان حقا لأنهم يضعفون بذلك أكبر حادثة في تاريخ البشرية ويريدون إبعاد الجيل الحاضر عن أهداف الإمام الحسين (ع).
ماذا صنع الامام السجاد عليه السلام بعد شهادة الامام الحسين عليه السلام. يقولون ان إقامة العزاء استحدثت في عصر الصفوية اذن فمن إقام العزاء والبكاء على الامام الحسين(ع) بعد عاشوراء أربعين يوما.
يقول الامام الصادق(ع): «إن زين العابدين بکي علی أبيه أربعين سنة صائماً نهاره و قائماً ليله» .
عن الباقر عليه السلام قال: «كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام». وعن الصادق (ع) كان السجاد عليه السلام: >صائما نهاره، قائما ليله، فإذا حضر الافطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول: كل يا مولاي، فيقول: قتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله جائعا، قتل ابن رسول الله عطشانا، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه بدموعه، ويمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل .
وورد في بعض الروايات كان يبكي حتى يراه الناس فيبكون لبكائه، هذه سيرة ائممتنا منذ لحظات شهادة الامام الحسين عليه السلام كانوا يقيمون العزاء ويبكون، وعليه فهؤلاء المغرضون والجهال يقلون ان مجالس العزاء بدأت منذ العهد الصفوي.
نعم كتاب روضة الشهداء للملا حسين الكاشفي كتب في ذلك الوقت، ولفترة أصبح من المعتاد ان يقرأ العزاء من كتاب روضة الشهداء، لكن أصل الرثاء وإقامة العزاء والبكاء يعود إلى زمن استشهاده (ع). بل أعلى من ذلك إلى زمن الأنبياء السابقين حتى آدم. فقد ورد في الروايات عدة عبارات وكلمات حول البكاء والعويل، والنوح والصراخ والضجيج... بعض الأحيان يقولون لماذا الرادود يصرخ ويصيح في المواكب ؟ هذا امر ائمتنا(ع) فهل للهدوء معنى حينئذ؟ فهل كانت المصيبة سهلة، هذه المصيبة بحسب الروايات هي «اعظم المصائب» مهما صرخنا ومهما ذرفنا دموعنا وبكينا ومهما اعولنا فهو قليل، ولا يمكن ان نؤدي حقها.
جعلنا الله تعالى عارفين حق المعرفة بنهضة الامام الحسين عليه السلام.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته