البحث الأول (الإجتهاد و التقليد)

البحث الأول (الإجتهاد و التقليد)

موضوع: مقدمة البحث


تاریخ جلسه : ١٣٩٠/٦/٢٠


شماره جلسه : ۱

PDF درس صوت درس
خلاصة الدرس
  • تقريرات: بحوث الخارج لآية الله الشيخ محمد جواد اللنكراني (دام ظلّه)

الجلسات الاخرى

صفحه 1

بحوث فقهية

البحث الأول
«الاجتهاد والتقليد»

تقريرات: بحوث الخارج لآية الله الشيخ محمد جواد اللنكراني (دام ظلّه)

صفحه 2
صفحه 3
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد و آله الطاهرين

أما بعد: فقد خاض فقهاؤنا العظام على مرّ التاريخ غمار الآيات والروايات التي اكتنفتها الكتب أو تناقلتها الألسن، ليستخرجوا درر الأحكام في العبادات والمعاملات والعقود والايقاعات، وقدموا لتحقيق هذا الأمر مهجهم وطاقاتهم وقدراتهم بل حياتهم التي تعتبر رأسمالهم الثمين، ولم يتوانوا لحظة واحدة في حفظ ما صدر إليهم من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الكرام (عليهم السلام) ، وتحملوا في هذا السبيل المشاق والسجون والتعذيب والتشريد والهجرة من ديارهم وذويهم، وأسهروا عيونهم وأتعبوا أجسادهم حرموا على أنفسهم حياة البذخ والترف وملذاتها، وقبعوا في زوايا المدارس الدينية البسيطة على عيش زهيد وملبس بسيط، ولكن الحب والشوق لنيل الأفكار الإلهية والتعاليم الربانية ونفحات المدرسة المحمدية والعلوية والجعفرية كان يملأ جوانحهم ووجودهم، وكان لهم السبق في تأسيس المدارس الاُصولية والفقهية وتطويرها إلى يومنا هذا.

نعم، كان لهم الفضل علينا في ايصال هذا التراث الضخم إلينا حيث يثمل في أسفار قيمة ملأت المكتبات العالمية بآرائهم الحكيمة وأفكار الفقهية المفيدة ونظرياتهم الجليلة وعمت فائدتها شعوب العالم في ترسيم القوانين وتنظيم الحياة

صفحه 4

الاجتماعية في مختلف جوانبها.

وتعتبر اليوم آراء فقهائنا العظام محط ومأوى المدارس والجامعات العالمية في الاستفادة منها والسير على خطاهم الحكيمة.

ولا زالت هذه المدرسة تقدم للاُمة ما تحتاحها الإنسانية في مسيرتها التكاملية من المبدأ إلى المعاد، ولا زال علماؤنا الأبرار يقدمون نظريات قيمة في مختلف المجالات لدفع الشبهات ودحض المغالطات التي تواجهها من الأقلام المسمومة والألسن اللاذعة الشيطانية التي تسعى جاهدة للنيل من الاُمة واستغلالها لمصالحها الخاصة، وأن تستثمر جهود الآخر لبناء دنياهم المذمومة المتفسخة، فانبرى لهم عباد الله المخلصون ليدفعوا عن الاُمة هذه الفتن المظلمة العاتية التي تحرق كل يابس ورطب، ولكن رجال الله وأولياءه في كل مكان لهم بالمرصاد حتى تنجلي هذه الظلمات ويستبين الحق ويزهق الباطل، وتستبدل الاُمة حياتها التي تلاعبت بها الأيدي إلى حياة نورانية ربانية خالية من المستثمرين والمستكبرين واللاعبين بمقدراتها وثرواتها وهويتها الإسلامية.

وما بين يديك ثمار وجهود قيمة من تلك الشجرة المباركة المعطاة لاُستاذنا الجليل سماحة آية الله الحاج الشيخ محمد جواد اللنكراني (دام ظله) ألقاها على تلامذته بشكل محاضرات في مباحث الفقه في موضوع الاجتهاد والتقليد، فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء وجعله للاُمة نبراساً ومتراساً.

صفحه 5
صفحه 6

مقدمة:

تقرر أن نقوم إن شاء الله تعالى بدراسة بحث الاجتهاد والتقليد كما ورد في متن كتاب «تحرير الوسيلة»:

الخلفية التاريخية للبحث:

يُبحث هذا الموضوع عادة في خاتمة مباحث علم الاُصول ضمن مبحث التعادل والتراجح، وهناك تذكر كليات البحث من قبيل: هل هناك مشروعية للاجتهاد أساساً؟ وتذكر شبهات الأخباريين ويُرد عليها، وكذلك، هل يمكن التجزي في الاجتهاد؟ وأمثال ذلك.

ولكن في العصور المتأخرة أصبح من المتداول أن تذكر بعض فروعات مسألة الاجتهاد والتقليد بعنوان مقدمة لبحث الفقه، ولذلك فعندما نقرأ كتب المتقدمين كالشرايع مثلاً لا نجد فيها هذا البحث، ولكن بعض المتأخرين كصاحب العروة بحث فروعات هذا الموضوع في العروة، وقد سار على ذلك الإمام الراحل (قدس سره) في تحرير الوسيلة، ويمكن القول بأنّ بحث هذا الموضوع في علم الاُصول وبحثه في الفقه بينهما عموم وخصوص من وجه، فهناك سلسلة من البحوث من قبيل مسألة جواز تقليد الميت أو وجوب تقليد الأعلم بحثت في كلا العلمين، وهناك بحوث اُخرى مثل شرائط المجتهد والمقلد بحثت في الفقه ولم تبحث في الاُصول.

صفحه 7

المقدمة الثانية:

ومما ينبغي توضيحه أيضاً هو: هل أنّ هذه المسألة من المسائل الاُصولية أو الفقهية؟

الجواب: من جهة يمكن القول بأنّ بحث الاجتهاد والتقليد هو من المسائل الفقهية، لأنّ الفقه هو عبارة عن «العلم الذي يبيّن أحكام أفعال المكلّفين» وبهذا تكون هذه المسألة داخلة في هذا التعريف، أمّا بحثها في علم الاُصول فهي لم تبحث هناك في مسائل علم الاُصول، بل ذكرها العلماء هناك بعنوان الخاتمة، لأنّ تعريف علم الاُصول لا ينطبق على هذا البحث حيث يقال في تعريفه: «كل ما يقع في طريق الاستنباط الحكم الشرعي» ومعلوم أنّ مسألة: هل أنّ الاجتهاد مشروع أو لا؟ ليست قضية وقاعدة كلية للاستنباط، وبذلك يمكن القول بأنّ بحث فروعات هذه المسألة يتناسب أكثر مع الفقه.

ملاحظة: ولابدّ من التنبيه على هذه الملاحظة قبل الورود في أصل البحث، وهي ضرورة مراجعة الاخوة في هذا البحث لكتاب العروة الوثقى وشروحها كشرح السيد الخوئي والسيد الحكيم (قدس سرهما) ، فهذان الشرحان سيكونان محور أبحاثنا، وكذلك شرح تحرير الوسيلة لوالدنا المعظم والذي يسمى «تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة».

بقلم هاشم الصالحي
27 / رمضان المبارك / 1425

 

الملصقات :


نظری ثبت نشده است .