الامام علي عليه السلام في القرآن

21 رمضان 1443

12:21

۷۷۲

خلاصة الخبر :
تصريحات اية الله الشيخ فاضل اللنكراني في مراسيم احياء لسلة القدر ليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان المبارك.
آخرین رویداد ها
بسم الله الرحمن الرحیم

ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك وهي الليلة التي استشهد فيها أمير المؤمنين مولى الموحدين امام المتقين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب(عليه السلام) واحتمال كونها ليلة القدر اقوى من ليلة التاسعة عشر.

وفي هذه اللية يجب ان نفكر في مدى ارتباطنا بالله عز وجل فيجب ان ننظر الى انفسنا وننظر الى اعدئنا وننظر ما صنعوا  بامير المؤمنين عليهم السلام ولحد الآن يبغضون امير المؤمنين (عليه السلام) نسأل الله تعالى ان ننتفع بهذه الأبحاث.

ونتحدث حول علي عليه السلام في القران الكريم هل تحدث القرآن الكريم حول امير المؤمنين عليه السلام او لا؟ للأسف هناك الكثر من الأعداء الذين يحاولون ان يثيروا الشبهات حول الشيعة حيث يطعنون عليهم انهم يرون ان علي عليه السلام افضل من النبي (ص) وان الشيعة يعبدون قبور أهل البيت(ع) لكي يتهموا الشيعة بالشرك والسؤال يطرح نفسه لماذا يتهمون الشيعة؟

ان التوحيد الحقيقي لله عز وجل هو عند التشيع وان التوحيد لا معنى لها خارج التشيع فالانسان اذا لم يكن شيعيا لا يمكنه ان يكون موحدا وان الطريق لمعرفة الله هو الاعتقاد بولاية امير المؤمنين(عليه السلام). وان ما نصنعه من زيارة قبورهم من باب انهم وسيلة للتقرب الى الله عز وجل وقد استدل الشيعة في كتبهم على ذلك بأدلة كثيرة وفي هذه الليلة نشير الى بعض الآيات القرآنية الدالة على ذلك.

والسبب ان هؤلاء لماذا لا يتركون اتهامنا سببه هو بغض امير المؤمنين عليه السلام. ولا يهمهم بعد ذلك حتى لو كانت عباداتنا هي عين عبادات النبي (صلى الله عليه واله) فصلاتنا كصلاته وحجنا كحجه لكن السبب في انهم يقولون نحن مشركون هو حبنا لعلي ابن ابي طالب. وبطبيعة الحال ان الكثير من علماء اهل السنة منصفون ولا يقولون بهذا الكلام ولكن بعضهم يقول ان من يقول بالشفاعة وان علي ابن ابي طالب يعلم الغيب فهو مشرك. وهذا يعود لبغض امير المؤمنين(عليه السلام) ومظلوميته.

الجهة الثانية هذا النمط من التفكير عبارة عن ابتعاد الناس عن القرآن.
ندعو هؤلاء أن يرجعوا الى القرآن، فأي آية نزلت في مدح الخليفة الأول او الثاني أو الثالث؟ هذا مع أنه ما أكثر الآيات النازلة بحق امير المؤمنين عليه السلام. البعض يسأل لماذا لا يأتي ذكر اسم علي عليه السلام في القرآن؟ لا حاجة الى ذكر اسمه. فان الآيات القرآنية التي نزلت بشأن أمير المؤمنين (ع) كثيرة نقلها الفريقين من علماء الشيعة والسنة. ومحل كلام ان القرآن يهتم بطائفة من الناس فهل هذا يعني ان توجه القرآن الكريم لمجرد ان يخبرنا بذلك فحسب؟

فهل حينما يقول القرآن بشأن ليلة المبيت( الليلة التي توجه الرسول (صلى الله عليه وآله) فيها الى غار حراء ونام فيها امير المؤمنين علي بن ابي طالب مكان رسول الله (صلى الله عليه واله): «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ»، فهو مجرد يريد ان يخبرنا ويقول مثلا ان قبائل قريش اجتمعت على الاشتراك في قتل النبي(صلى الله عليه وآله) ونام أمير المؤمنين عليه السلام مكانه، او انها تريد ان تبين عظمة وشجاعة أمير المؤمنين؟ الشجاعة التي لا تصدر من احد لا قبله ولا بعده.  يقول الله أنه في تلك الليلة. «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ» يقول الشيعة والسنة أن هذه الآية الكريمة نزلت في أمير المؤمنين وأن كتبهم مليئة بهذه المحتويات، أليس هذا امتيازاً عظيماً وعظمة وفضيلة؟

واما في قصة المباهلة قال الله عز من قائل: «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ» وقد ادرك اسقف نجران حقيقة علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) اما اني أرى أناسا لو باهلوكم لاضطرم عليكم الوادي ناراً ولأنقرض المسيحيون الى يوم القيام.

والله عز وجل يامر نبيه بان يقول لهم قل تعالوا ندع ابناءنا اي الحسن والحسين وابنائكم أبناء النصارى ونساءنا فاطمة الزهراء عليها السلام ونساكم نساء نصارى نجران وانفسنا امير المؤمنين عليه السلام فهو نفس النبي وهل يوجد احد من الصحابة قد نال هذا الشرف بحيث يصبح نفس رسول الله(ص) وانفسكم أي انفس النصارى.

فمن الذي يستطيع ان يكون نفس رسول الله؟ أولا لم يقل النبي (صلى الله عليه واله) علي نفسي بل الله قال له قل أنفسنا، وهذا يعني ان الفارق بين  علي عيله السلام والنبي (ص) هو ان علي لم يكن نبياً ولكن جميع الدرجات والقرب من الله تعالى التي كان يتمتع بها رسول الله(ص) كان يتمتع بها علي(عليه السلام) فلماذا يقول الله عز وجل علي نفس رسول الله؟  يريد في الحقيقة ان يبين عظمة هذه الشخص؟ يريد ان يقول أيها الناس ان بينكم هذه الشخصية التي هي نفس رسول الله(ص) فهل اننا حينما نتمسك بهذه الشخصية نصبح مشركين.

 وقد صرح القرآن الكريم: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا» (نساء: 64). وهذا يعني أنَّ الرسول (ص) واسطة بينهم وبين الله عز وجل وان الله ببركة استغفارك يغفر لهم. ان أبناء يعقوب حينما انتهى اختبارهم وامتحانهم قالوا استغر الله لنا فهل طلب الاستغفار من النبي (ص) شرك؟ فاذا جاء ذلك في القرآن الكريم فلماذا تتهمون الشيعة؟ لماذا لا تعرفون القرآن؟ لماذا لا تفهمون القرآن؟ لماذا لا تراجعون كتبكم؟

وقد ورد في القران الكريم آيات كثيرة حول فضل أمير المؤمنين (ع)  والائمة المعصومين (ع) وعلى حد تعبير قولهم هل توجد في القرآن اية لم تنزل بحق علي؟ 

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيرُ الْبَرِيةِ»، كان النبي (صلى الله عليه واله) جالساً فاذا دخل علي عليه السلام فقال علي عليه السلام خير البرية. فكان النبي (ص) يحاول ان يبين لصحابة في مواضع متعددة فضل ومناقب علي عليه السلام. ليس من اجل انه ابن عمه بل لانه كان مكلفا من قبل الله عز وجل ببيان ذلك .

كان الكفار يكذبون النبي الاكرم صلى الله عليه واله قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: «وَيقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَينِي وَبَينَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ»، فالله عز وجل يقول للنبي قل للكفار ان الله شهيدا بيني وبينكم «کفی بالله شهیداً بینی و بینکم»، واما الشاهد الثاني على ذلك «و من عنده علم الکتاب» وليس احد عنده علم الكتاب غير علي‌بن‌ابي‌طالب عليه السلام. ومن المعلوم ان من يعلم بالتوراة والانجيل يكون لديه علم من الكتاب وليس علم الكتاب وبما ان القران الكريم جامع لجميع الكتب السماوية فمن يعلم به وهم اهل البيت عليهم السلام يكونون يعلمون بكل الكتاب وامير المؤمنين عليه السلام عنده علم الكتاب.  «الَّذِينَ يؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ».

 فجميع علماء السنة ذكر ان هذه الاية نزلت بشأن امير المؤمنين عليه السلام فمن لم يعرف علي ابن ابي طالب ولا يواليه ولا يؤمن بامامته فانه في الحقيقة انكر الرسالة كلها فعلى الشيعة ان تفتخر بان لديها هذا الامام عليه السلام. 

نحن ندعو الله تعالى لان يعرفنا نبيه وووصيه وحجته وفي الحقيقة ان ليلة القدر هي ليلة معرفة الله عز وجل ومعرفة النبي ص ومعرفة علي فاذا عرفناهم فاننا سوف نعرف حقيقة ليلة القدر.  قال النبي صلى الله عليه واله: «آمنوا بليلة القدر» فسالوا ما هي ليلة القدر قال ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فمن لا يعرف ولاية امير المؤمنين فهو لا يعرف ليلة القدر. 

ان القرآن الكريم يجري مجرى الشمس والقمر فهو دائما في حالة تجدد ويزداد عظمة الى يوم القيامة وامير المؤمنين عليه السلام عنده علم تفصيلي على حقائق وكنوز هذا القران الكريم ويعلم الغيب باذن الله عز وجل وهذا ليس عجيب لان عيسى المسيح كان يحيي الموتى باذن الله فهل ان احياء عيسى للموتى شرك بالله؟ فهذا يعد مخالفة صريحة للقران الكريم. فكذلك الائمة المعصومون يعلمون بالغيب باذن الله عز وجل وهذا العلم لا يستفيدون منه في كل مكان الا في حالات ضرورية.

فكان الامام الصادق والامام الباقر بحر لا ينضب من العلم وهذه الروايات التي وردت عنهم ليس الا جانبا من علمهم اما في مجال التفسير وفي مجال الفقه وفي جميع المجالات فلديهم علم واسع في ذلك فاي عالم من علماء السنة لديه قطرة من علم الائمة عليهم السلام. 
وقد قال الامام الباقر عليه السلام لقتادة من علماء اهل السنة اني سمعت انك  تفتي اهل العراق فساله عن اي مصدر يعتمد في فتواه فقال كتاب الله وسنة نبيه فقال الامام الباقر عليه السلام: «والله ما ورثک من کتاب الله من حرف» فعلى الشيعة والشباب ان يعرفوا قدر هذا المذهب الحق ويطرحوا اسائلتهم على الاساتذة المختصين. 

اليوم يحاول الغرب ان يبين ان الاسلام دين السيف والارهاب والقتل والمسيح دين الصلح والسلام ولكن اذا نظرنا الى ما صنعه امير المؤمنين عليه السلام مع قاتله قال لهم اسقوه مما تسقوني فاذا مت فاضربوه ضربة بضربة فاي دين يصنع ما صنعه امير المؤمنين بقاتله. والقرن يشهد بحقانية المذهب الشيعي بقوله: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ»، قال النبي (ص) السابقون هم علي وشيعته. وعلي اي حال ان التقرب الى الله عز وجل ومعرفة التوحيد وحقيقة القران الكريم لا يتحقق الا ببركة الائمة المعصومين عليهم السلام 

وفي مثل هذه الليلة فلننظر الى بيت امير المؤمنين (ع) وما الذي جرى فيس هذه الليلة كان امير المؤمنين  عليه السلام في داره معصب الرأس وحوله اهل بيتهم يغشى عليه تارة ويفيق اخرى فلما افاق سمع بكاء الامام الحسين والحسين واهل بيته فقال لماذا تبكون لو ترون ما ارى لما بكيتم هذا اخي رسول الله صلى الله عليه واله ينتظرني ويدعوني والى جنبه عمي حمزة واخي جعفر الطيار وهم يدعوني اليهم ويقولوا هلم الينا يا ابا الحسن ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون.

يا الهي ان هذه الليلة هي ليلة القدر وانك دعوتنا الى ضيافتك ولا يوجد احد غير مدعو في هذه الليلة وقد اوصى الله الملائكة بنا ان يأخذوا بايدنا وينجونا لا بد ان نقر بذنوبنا لكي نعرف الله ونعرف علي ابن ابي طالب عليه السلام. 
الهي اعطنا ما تعطيه لافضل عبادك في ليلة القدر. 

الملصقات :

ليلة القدر القران الكريم علي ابن ابي طالب الشفاعة