محرم و دروس من النهضة الحسينية
12 شوال 1432
15:48
۲۴۵
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
زينب الكبرى(سلام الله عليها) عالمة غير معلمة
-
نصوصنا الدينية مطابقة للعلم تماما
-
اليوم تهيأت الارضية المناسبة ليأمر علماء الاسلام المسلمين بالجهاد ضد اسرائيل
-
طوفان الاقصى حادثة ستغير ميدان السياسة في العالم
-
من دون فقه أهل البيت(ع) لا يمكن دراسة حقوق الانسان والكائنات الاخرى
-
الامامة اصل من اصول الدين والفهم الصحيح للتوحيد والرسالة والنبوة متوقف على فهم الامامة
نحن في أعتاب شهر محرم الحرام، وعزاء أبي عبد الله الحسين(ع) ونتعرض الى عدة نقاط:
النقطة الاولى: اقتداء رجال الدين بنهضة الامام الحسين (ع)
اول نقطة هي أنه في هذا العشرة من محرم ينبغي لنا المزيد من التأمل في حقيقة المحلمة الحسينية، لکی نحصل على مزيد من المعرفة حولها. و لكي يقتدي رجال الدين بهذه النهضة. أي قبل أن نبحث حول اقتداء المجتمع والناس بهذه النهضة، يجب أن تكون النهضة الحسينية وثورة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) اسوة لنا نحن رجال الدين، ورجال الدين هم بحاجة إلى هذه القدوة اكثر من اي قدوة اخرى في أي وقت.
إذا لم تفسروا نهضة السيد الإمام (ره) وإقامة نظام الجمهورية الإسلامية بتأثرها بنهضة أبي عبد الله(ع) أبا عبد الله(ع)، فسيكون تفسيركم خاطئاً. لأن السيد الإمام الخميني(قدس سره) من خلال فهمه العميق لنهضة الامام الحسين (ع) بدأ بهذه النهضة وقامة بتأسيس هذه الحكومة وهذا النظام.
أدرك السيد الإمام (ره) هذه النقطة عندما كان الدين في خطر، وفي زمان كانت جميع الهجمات والمؤامرات متجه نحو القضاء على الدين، ينبغي ان يمتلك الانسان استعدادا لمواجهة جميع المصائب. لذلك نلاحظ في سيرة السيد الامام الخميني (قدس سره) انه كان منذ البداية حين نادى قد أعد نفسه تماما للشهادة في سبيل الله، ولولا هذا الإعداد لما تمتمع بكل هذا الصمود والمقاومة، ولو لولا صمود السيد الإمام(ره) ومقاومته لما انتصرت ثورتنا.
فيجب ان نتحلى بهذا الاقتداء نحن ايضا، أي أن رجال الدين يجب أن يضعوا أبا عبد الله الحسين(ع) دائمًا أمام أعينهم كقدوة، أي نجعله كاسوة دائما. عندما تكون هناك حاجة إلى التواجد في الميدان، وحيث توجد حاجة لنا للتضحية بوجودنا من أجل حفظ الدين، فعلينا حقًا أن نكون مستعدين.
كل هذه الجهود التي نبذلها وكل ما لدينا من دقة في الأبحاث الفقهية والأصولية، والنقض والابرام هو من أجل التقدم خطوة لمعرفة الدين. ماذا سنفعل بعد ذلك؟ نحافظ على الدين وتقويته ونكون امنا على رسالة النبي الاكرم(ص) والائمة الطاهرين(ع) يجب أن تكون هذه الروح دائمًا حية فينا.
في عشرة محرم، قبل توجه رجال الدين إلى المجتمع وقبل ان يقدموا قدوة للمجتمع، يجب أن يسعى رجال الدين انفسهم للتأثر بهذا القدوة وتقبلها. لذا؛ يجب إيلاء المزيد من التأمل في نهضة الإمام الحسين (ع)، ويجب أن نرفع من مستوانا المعرفي بحقيقة هذه النهضة.
النقطة الثانية: الهدف الأساسي لنهضة أبي عبد الله محاربة أعداء الدين وأهل البدع
قد يوجد في تاريخ حوزاتنا، بعض الأشخاص الذين لديهم في اذهانهم وساوس غير صحيحة، يعربون عنها بقولهم على سبيل المثال، لم يقم الإمام الحسين(ع) الا لتأسيس حكومة. ثم واجهوا سؤالاً حول كيف بادر الامام الحسين(ع) بهذه النهضة وكان يعلم أنه لا يستطيع بثلة قليلة من الاصحاب تأسيس حكومة؟ والجواب: ان الجوهر والروح الأساسية لملحمة الحسين(ع) هو محاربة أعداء الدين واهل البدع، ومحرفي الدين، وللقضاء على معالم واثار النبي (ص).
الهدف الرئيسي للإمام الحسين (ع) ؛ كان من أجل القضاء على الظلم وعلى كل من أراد طمس الدين.
هذه النقاط هي النقاط التي يجب أن تؤخذ في نظر الاعتبار. وهذا يعني إذا وضعت هذين الأمرين على كفتين من الميزان، أحدهما أن الإمام الحسين (ع) تحرك لتأسيس حكومة إسلامية ، والكفة الآخرى هو أن الإمام الحسين(ع) رأى الظروف بهذا الشكل بحيث لم يبق شيء من الدين، ولم يبق شيء من حقيقة القرآن ولا من آثار النبي (ص)، ولم يبق من الإسلام الا اسمه. الظلم والاضطهاد موجود بصورة كثيرة وشاملة في المجتمع، من الحاكم إلى غير الحاكم. مع ملاحظة هذه الظروف اذعن ان الطريق الوحيد للقضاء على الظلم وفضحهم امام الناس هو التضحية بدماء أولاده وأصحابه في هذا السبيل، وتحمل أسر وسبي اهل بيته.
فلو وضع الانسان حفظ الدين في كفة الميزان فلا يحتاج الى جميع هذه البحوث العلمية والتأريخية، أحيانا يريدون ان يستفيدوا من بعض تعبيرات الامام الحسين(ع) ان الامام عليه السلام نهضة من اجل تأسيس الحكومة مثل قوله: >اريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب(ع)< فهذا التعبير يوهم ان الامام عليه السلام خرج لإقامة الحكومة الإسلامية، ولكن العبارة تتضمن هذا المعنى ايضاً وهو انه نهض لا لجل الحكومة الإسلامية وانما لاجل قمع الظلم.
ليست هناك حاجة للتركيز على التعبيرات، نفس هذين الامرين لو وضعناهما في كفتي الميزان؛ الكفة الاولى هو أن الامام رأى أنه يجب القضاء على الظلم والاضطهاد ولو لم يتم تأسيس حكومة إسلامية، والكفة الثانية بان التحرك نحو تأسيس الحكومة الإسلامية العادلة امر غير ناجح ليس فحسب حسب علم الامام (ع) بل حتى الاخرون كانوا يعلمون ان حركته لتأسيس الحكومة العادلة غير ناجحة، بل حتى عام الناس يعلمون بذلك، ومن ثم دخلوا في مسألة علم الامام.
لقد لاحظتم أنه في بعض الأحيان بسبب الضعف العلمي، وصلوا إلى هذه المرحلة وهي إنكار علم الإمام في هذه الحادثة، رغم كل الأدلة والقرائن الكثيرة والتي تم بيان كل تفاصيل هذه الحادثة سابقاً على لسان النبي (ص) ولسان امير المؤمنين عليه السلام . (عليه السلام) وأمير المؤمنين (ع) في ظروف مختلفة.
هذه القضية نفسها تعلمنا أن الإمام الحسين (ع) قد ثار عندما رأى أن دين جده في خطر وأنه إذا لم يبادر بخلق نهضة دامية وينفذ حركة استشهادية فلا يبقى شئ من الإسلام الحقيقي. هذه هي حقيقة نهضة الإمام الحسين.
يجب أن نضع هذا دائمًا كقدوة ونموذج لأنفسنا، في أزمنة وظروف مختلفة للدين. لا ينبغي أن نعتقد بهذه الفكرة الخاطئة وهي أنَّ الدين قد تعرض للخطر في زمن واحد وذلك الزمن هو عصر ابي عبد الله الحسين(ع) ثم لا نشعر بهذا الخطر حتى قيام اخر حجة من حجج الله تعالى (عج)، وعلى علماء الدين والناس ورجال الدين ان ينشغلوا في أعمالهم العادية ولا علاقة لهم بهذه الأمور. كلا! عندما يرى المرء أن الدين في خطر حقيقي، يجب أن يكون مستعدًا للحضور في جميع المجالات.
النقطة الثالثة: محاولات العدو للقضاء على جذور الإسلام والتشيع
دقق! في عصرنا، توصل العدو إلى نيتجة مفادها أنه يجب استئصال الإسلام، وقد توصل العدو إلى نتيجة هي انه يجب استئصال المذهب الشيعي، فليس البحث حول اسقاط حكومة إسلامية او ثورة إسلامية في نقطة من نقاط العالم تحت عنوان ايران وغرضهم اسقاط هذه الحكومة لكي لا تصل هذه الحكومة او الثورة الإسلامية الى أهدافها لا سامح الله ليس هذا غرضهم. فلو تصورنا ان عدائهم يتلخص بهذا المقدار فهي نظرة سطحية جدا، ان المجموعات الفكرية للعدو تعمل وتخطط لاكثر من ثلاثين عام لانهم التفتوا الى خطر الإسلام بعد انتصار الثورة الإسلامية.
أنت جالس اليوم في روضة الحرية. في سويسرا، ليسوا على استعداد لبناء مئذنة للمسجد. لماذا؟ أفهل لمنارة المسجد قدرة امام قدراتهم؟ هؤلاء لا يطيقون ان يروا هذا الأثر من اثار الإسلام. هذا يدل على أن الخطة التي لديهم والتي سأبينها هي في الواقع أن العدو يخطط لمؤامرة كبيرة للمسلمين. الموضوع الذي يحدث في اليمن اليوم في ضوء ذلك.
فهذه اليمن، وهي جار للسعودية، كلاهما من قومية عربية واحدة، وقضية الصراع القومي غير موجودة بينمها، وكلاهما مسلمان، لكن هذه الهجمات الغريبة والمروعة والوحشية للغاية التي شنتها السعودية ضد هذا الشعب اليمني البريء فهذه الأمور تم التخطيط لها ضمن برامج مصممة؟ فقضايا أفغانستان والعراق وباكستان كلها تكشف عن مخطط ومؤامرة لتدمير الإسلام والقضاء عليه. خطتهم ليست تدمير الإسلام اليوم وغدا فحسب. بل تدمر الاسلام لا سامح الله بزعمهم الباطل على مدى الخمسين أو المائة سنة القادمة.
النقطة الرابعة: الدروس التي ينبغي ان نستفيدها من نهضة عاشوراء
اذن فالدرس الأول الذي نستفيده من نهضة عاشوراء هو انه يجب على الناس الثوريين لا سيما رجال الدين ان يستعدوا للحضور في كل ميدان للدفاع عن الاسلام.
والدرس الثاني هو اننا يجب ان نعرف مخططات العدو ومؤامراته وعلينا ان نؤمن بان العدو يحاول استئصال الإسلام والتشيع.
المطلب الثالث والمهم جدا ويأتي في تكملة الدرس الأول والثاني هو انه يجب علينا توعية شعبنا جيدا وتبيين حقائق النهضة الحسينية للناس بالشكل الصحيح. ولا سيما للذين يرتقون المنبر ويخاطبون الناس، ولا ينبغي ان نذكر نهضة ابي عبد الله (ع) بشكل محرف، واحدة من تحريفات عاشرواء هي ان نقول ان عاشوراء مختصة بذلك الزمان وانتهت.
من الخيانة والظلم لنهضة ابي عبد الله الحسين هو ان نقول ان نهضته(ع) خاصة بذلك الزمان وقد نفذت وانتهت ويجب ان تسجل في أرشيف التأريخ.
كلا ان نهضة ابي عبد الله (ع) تصنع المسؤولية للناس في العصر الحاضر فمن لا يستفيد اليوم من تلك النهضة فقد ظلم هو أيضا ابي عبد الله الحسين(ع).
نأمل إن شاء الله في هذا العشرة أيام الاولى من شهر محرم أن نؤدي جميعا واجبنا الديني والثوري على أكمل وجه، ويجب ان يكون دعاؤنا والناس جميعًا أن تبقى ثورتنا في مأمن من المؤامرات ومصونة من الهجمات التي وجهت اليها، ويجب علينا جميع التضحيات لمواجهة مؤامرات وهجمات العدو.