اطرح سؤالك

08 ربیع الاول 1441 الساعة 20:48

بأي دين كان يتعبد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل بعثته ؟ هل كان علي دين المسيح عليه السلام ؟ لان كل إنسان عليه أن يؤمن بالدين الفعلي قبل نسخه بدين جديد فإذا كان يدين بالحنيفيه السمحاء الذي هو دين النبي إبراهيم عليه السلام فابراهيم كان قبل المسيح واذا كان يؤمن بدين المسيح فاعلم بانه كان يتعبد بحنيفيه ابراهيم فلهذا عندي لبس في الموضوع افيدونى بالجواب ولكم الشكر الجزيل

الجواب :

على اي دين قبل الاسلام كان  رسول الله صلى الله عليه واله قبل بعثته؟

الجواب: يوجد اختلاف في ان النبي صلى الله عليه واله قبل دين الاسلام كان على اي دين؟ وبشكل عام يوجد قولان:

1ـ ان نبي الاسلام صلى الله عليه واله قبل بعثته كان يدين بدين الاسلام

توضيح ذلك:
كان لرسول الإسلام قبل بعثته أيضًا يتمتع بمراحل من النبوة وكان لديه ارتباط بالعالم الغيبي بنفس الطريقة التي ظهر بها النبي يحيى والنبي عيسى عليهما السلام في طفولتهما وارتبطتا بالعالم الغيبي. وحينئذ (نبي الإسلام) في سن الأربعين تصدى لمقام الرسالة وابلاغها واعلن رسالة الله للناس.

وقد ورد عن امير المؤمنين عليه السلام بهذا الشأن: منذ فطم رسول الله صلى الله عليه واله من  اللبن قد قرن معه ملك وقد رافقه ذلك الملك وكان يعلمه الفضائل واحسن الاخلاق.

العديد من الروايات تدعم هذا الرأي: يقول النبي صلى الله عليه واله سلم: «كنت نبیاً و آدم بین الماء و الطین» ؛ كنت نبيا عندما كان آدم لا يزال في الماء وفي الطين.

قال يهودي لرسول الله( صلى الله عليه واله) : ألم تكن نبيا من البداية؟ قال: نعم. قالوا: لماذا إذن لم تتكلم في المهد كما فعل عيسى؟ قال: خلق الله تعالى عيسى من دون أب ، وإذا لم يتحدث في المهد ، فلن يكون هناك عذر لمريم، ليكون ذلك دليل وردا قويا على الاتهمامات التي وجهت الى مريم. واما انا فقد ولدت من أبوين.

لذلك ، اتبع الرسول صلى الله عليه واله الدين الأكثر اكتمالا ، أي الإسلام ، لكن تعاليمه واحكامه لم تكن تصدر من الوحي بالصورة التي كانت بعد البعثة ولكن في أشكال أخرى مثل إلهام القلب. او من قبيل الحديث مع الملك والأحلام الصادقة.

2. النظرة الثانية هي أن نبي الإسلام ، مثل أسلافه ، كان على دين جده النبي إبراهيم.
يوجد شبهة بالنسبة الى هذا الرأي الثاني وهي أن دين النبي إبراهيم عليه السلام  قد تم نسخه  بمجيئ نبي الله موسى و عيسى. وهناك حديث يقول ما مضمونه: شريعة كل من أنبياء أولي العزم ، الذين لديهم كتاب وشريعة ، كانت سارية المفعول حتى  الشريعة التي بعدها من الي العزم ، فشريعة النبي نوح كانت سارية المفعول حتى نسخت بشريعة النبي إبراهيم (عليه السلام). واستمرت شريعة ابراهيم عليه السلام حتى نسخت بشريعة النبي موسى (عليه الصلاة والسلام). وكان الأنبياء الآخرون يتبعون تلك الشريعة حتى جاءت شريعة النبي عيسى (عليه السلام) فنسخت شريعة موسى عليه السلام، وكان الاوصياء تابعون هذه الشريعة حتى جاء شريعة رسول الله صلى الله عليه واله فنسخت جميع الشرائع السابقة عليها. وبناء على مضمون هذا الحديث تنبثق شبهة وهي ان نبي الاسلام يجب ان يكون متبعا شريعة موسى قبل بعثته وليس متبعا لشريعة ابراهيم.

والجواب على هذه الشبهة كما نقل عن المرحوم العلامة الطباطبائي: قال العلامة الطباطبائي: ان دين ابراهيم عليه السلام على قسمين:

القسم الاول هي عبارة عن بني اسرائيل تبدأ باسحاق ثم بيعقوب وتنتهي بموسى وعيسى.

القسم الاخر: كان عند العرب ويبدأ بابراهيم حتى النبي يسع وذلك الكفل وورد في القران الكريم: وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ }.  وان فريضة الحج كانت من دينهم وهذا بخلاف القسم الاول حيث لم يكن لديهم فريضة الحج ولم يرد في التوراة والانجيل اثر لهذه الفريضة.

توضيح ذلك:
 ان كبير بني اسماعيل كان شخص باسم ( عمر بن لحى) كان قد حارب طائفة تيم وانتصر عليهم واصبحت زمام امور مكة بيده، واصبح جميع اهل مكة موحدين على دين النبي ابراهيم عليه السلام، ثم مرض عمرو فاوصاه الاطباء بالسفر الى الشام كي يغير الماء والهواء فلما سافر الى الشام تأثر بدين اهل الشام حيث كانوا يعبدون الاصنام فتغير دينه الى الوثنية اصبح من عبدة الاصنام وجاء بصنم (هبل) من الشام الى مكة ودعى الناس الى عبادة الاصنام، وبالتالي اصبح غالب الحجاز يعبدون الاصنام، الا اجداد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) حيث استمروا على دين ابراهيم وبهذه الطريقة كان النبي الاكرم صلى الله عليه واله على دين ابراهيم عليه السلام.
انظر السؤال 665 للعلامة الطباطبائي ص96.

ويمكن الجمع بين القولين بان يقال ان النبي الأكرم صلى الله عليه واله كان يعمل بنقاط الاشتراط بين دين ابراهيم ودين الاسلام وما في غيرها فكان يعمل بالالهام بشريعته والله العالم.  


الكلمات الرئيسية :

دين ابراهيم دين الحنفية دين الاسلام

۲,۹۲۵