اوردتم في بعض الشروحات بطلان الدور والتسلسل وعندي سؤال في الموضوع أرجو منكم التوضيح في مسألة واحدة فقط وهي : بطلان التسلسل يوجب العصمة ( حيث أني قرأت العبارة عدة مرات فلم أتوصل لفهم الشرح.
اتمنى التوضيح بمثال.
الجواب :
معنى التسلسل في مثل هذه الامور هي الامور
اللانهائية التي تترتب على العلة والمعلول وبما ان الامر اللانهائي لا يقف
عند شيء فهو باطل.
ان من جملة الادلة التي تذكر لاثبات عصمة
الانبياء والائمة المعصومين(عليهم السلام) هي مسالة بطلان التسلسل، ببيان
ان سبب احتياج الناس الى تنصيب الامام(عليه السلام) من قبل الله تعالى هو
ان الناس غير معصومين وهم يخطأون.
وطبقا لقاعدة اللطف ان وجود النبي
والامام من قبل الله تعالى هو من باب اللطف الذي يقرب المكلف الى طاعة
الله ويبعده عن ارتكاب معاصيه، ويمنعه من السير في الصراط غير المستقيم.
فاذا
كان نفس النبي او الامام من الممكن ان يخطأ ولم يكن معصوما من الخطأ
والمعصية، فلا بد ان يكون النبي والامام ايضا هما بحاجة الى نبي وامام
اخرين يعصمان النبي والامام الاولين، وكذلك النبي والامام الاخران اذا لم
يكونا معصومين كذلك هما بحاجة الى نبي وامام يعصمهما وهكذا فيلزم التسلسل
الى ما لا نهاية ولا نصل الى نهاية ومن هنا فالتسلسل باطل عقلا.
على
سبيل المثال: لو كان لدينا شمعة مشعولة هنا يطرح سؤال باي شيء تم اشعالها
فان قيل بالشخاطة او القداحة فالسؤال ينقطع، وان قيل بالشمعة الثانية فهنا
نسأل مرة ثانية ان الشمعة الثانية كيف تم اشعالها؟ فانه يجاب بالشمعة
الثالثة ثم نسأل الشمعة الثالثة كيف تم اشعالها ؟ يجاب بالشمعة الرابعة؟ ثم
يبقى السؤال الشمعة الرابعة كيف تم اشعالها فيجاب بالشمعة الخامسة، وهذا
السؤال يستمر ويستمر الجواب بالشمعة التي بعدها ويستمر هذا الى ما لا نهاية
اذا لم نصل الى الجواب بان الاشعال حصل بالشخاطة او القداحة والعقل السليم
يرفض هذا التسلل ويحكم ببطلانه.
وفي مثال العصمة نقول: اذا قلنا
بعصمة الامام عليه السلام من قبل الله تعالى سينقطع السؤال عن كيفية اصلاح
اخطاء الناس واي شخص يصلح اخطاءهم، واما اذا قلنا ان الامام ليس معصوماً
وهو الذي يقوم بعملية اصلاح اخطاء الناس فهنا يطرح السؤال التالي ان خطأ
الامام كيف يتم اصلاحه؟ ومن الذي يصلح خطأه؟ فان فسرناه بشخص ايضا قابل
للخطأ فان السؤال سيستمر الى ما لا نهاية.
نفي العصمة يوجب التسلسل الباطل
18 ربیع الثانی 1441 الساعة 21:04
اوردتم في بعض الشروحات بطلان الدور والتسلسل وعندي سؤال في الموضوع أرجو منكم التوضيح في مسألة واحدة فقط وهي : بطلان التسلسل يوجب العصمة ( حيث أني قرأت العبارة عدة مرات فلم أتوصل لفهم الشرح. اتمنى التوضيح بمثال.
الجواب :
ان من جملة الادلة التي تذكر لاثبات عصمة الانبياء والائمة المعصومين(عليهم السلام) هي مسالة بطلان التسلسل، ببيان ان سبب احتياج الناس الى تنصيب الامام(عليه السلام) من قبل الله تعالى هو ان الناس غير معصومين وهم يخطأون.
وطبقا لقاعدة اللطف ان وجود النبي والامام من قبل الله تعالى هو من باب اللطف الذي يقرب المكلف الى طاعة الله ويبعده عن ارتكاب معاصيه، ويمنعه من السير في الصراط غير المستقيم.
فاذا كان نفس النبي او الامام من الممكن ان يخطأ ولم يكن معصوما من الخطأ والمعصية، فلا بد ان يكون النبي والامام ايضا هما بحاجة الى نبي وامام اخرين يعصمان النبي والامام الاولين، وكذلك النبي والامام الاخران اذا لم يكونا معصومين كذلك هما بحاجة الى نبي وامام يعصمهما وهكذا فيلزم التسلسل الى ما لا نهاية ولا نصل الى نهاية ومن هنا فالتسلسل باطل عقلا.
على سبيل المثال: لو كان لدينا شمعة مشعولة هنا يطرح سؤال باي شيء تم اشعالها فان قيل بالشخاطة او القداحة فالسؤال ينقطع، وان قيل بالشمعة الثانية فهنا نسأل مرة ثانية ان الشمعة الثانية كيف تم اشعالها؟ فانه يجاب بالشمعة الثالثة ثم نسأل الشمعة الثالثة كيف تم اشعالها ؟ يجاب بالشمعة الرابعة؟ ثم يبقى السؤال الشمعة الرابعة كيف تم اشعالها فيجاب بالشمعة الخامسة، وهذا السؤال يستمر ويستمر الجواب بالشمعة التي بعدها ويستمر هذا الى ما لا نهاية اذا لم نصل الى الجواب بان الاشعال حصل بالشخاطة او القداحة والعقل السليم يرفض هذا التسلل ويحكم ببطلانه.
وفي مثال العصمة نقول: اذا قلنا بعصمة الامام عليه السلام من قبل الله تعالى سينقطع السؤال عن كيفية اصلاح اخطاء الناس واي شخص يصلح اخطاءهم، واما اذا قلنا ان الامام ليس معصوماً وهو الذي يقوم بعملية اصلاح اخطاء الناس فهنا يطرح السؤال التالي ان خطأ الامام كيف يتم اصلاحه؟ ومن الذي يصلح خطأه؟ فان فسرناه بشخص ايضا قابل للخطأ فان السؤال سيستمر الى ما لا نهاية.
الكلمات الرئيسية :
۱,۵۲۷