اطرح سؤالك

12 شوال 1432 الساعة 19:14

ندعوكم لبيان رأيكم المبارك بشأن اعتبار زيارة الناحية المقدسة

الجواب :


بسم الله الرحمن الرحيم.

في ما يتعلق بالزيارة الاولى للناحية المقدسة لا بد من الالتفات الى عدة ملاحظات:

1ـ ان هذه الزيارة قد الفتت نظر واهتمام العلماء من المحدثين والفقهاء، بل ان بعض الفقهاء قد اعتمد في مسائله الفقهية على بعض فقرات هذه الزيارة وافتى على اساسها.

2ـ وقد روى هذه الزيارة ابن مشهدي الذي هو من العلماء الكبار في المزار الكبير وقد ذكر في مقدمته: «فانّي قد جمعت في کتابي هذا من فنون الزيارات .... مما اتصلت به من ثقاة الرواة الي السادات»ولهذه العبارة ظهور واضح جداً في توثيق جميع الروايات التي في سند هذه الروايات، والسبب في عدم ذكر اسنادها و ارسالها، هو من باب وضوح وثاقتهم، ليس عنده فحسب بل عند جميع المحدثين، ومن البعيد جداً ان يكون مراده من ثقاة الرواة هم الثقات عنده، وعليه، فما فرضه البعض من ان مقصود ابن المشهدي توثيق المشايخ من دون واسطة غير صحيح وبعيد عن الاذهان جداً، ولو كان هذا مراده لكان من اللازم التصريح به، وكان عليه التفكيك بين المشايخ من دون واسطة وبين غيرهم، وعليه فظاهر كلامه هو: ان جميع رواة هذه الروايات ثقاة عند الجميع او اغلب اهل الفن، واما الاشكال الاخر من ان ابن المشهدي من المتاخرين وتوثيق المتاخرين غير حجة فهو غير وارد، وان كنا قد اوضحنا في محله ان توثيق المتاخرين ما لم يكن معارضاً بقدح القدماء فهو معتبر.

3ـ قال الشيخ المفيد في المزار القديم في مقدمة هذه الزيارة: << زيارة اخرى في يوم عاشورا برواية اخرى>> ان هذه العبارة لها دلالة واضحة على ان هذه الزيارة بنظر الشيخ المفيد صادرة عن طريق الامام المعصوم( عليه السلام)، وبالاضافة الى ذلك انه قال في اول الكتاب: قد وضع هذا المنتخب للادعية الماثورة والاقوال المروية، و لهذه العبارة ايضا دلالة واضحة على المطلوب حيث من الثابت عنده ان هذه الزيارة صادرة عن المعصوم( عليه السلام).

4ـ ويجب الالتفات الى انتفاء الداعي والدافع للوضع والكذب في هذه الزيارات، واذا ادعى ابن المشهدي ان الرواة في هذه الزيارات والادعية و ما اشبهها التي لا ترتبط بالفروع ولا الاحكام ولا الاعتقادات كلهم ثقات فلا ينبغي استبعاد ذلك.

5ـ ان زيارة الناحية المقدسة لها خصوصيات تنحصر بها:

الف: قد بينت في هذه الزيارة مصائب الامام الحسين بشكل دقيق وواسع، حيث لم يلحظ ذلك في غيرها.

ب . ان في هذه الزيارة مطالب عالية ومعلومات دقيقة ومعارف عالية، وبالاضافة الى انها مؤلمة ومؤثرة، فهي مرثية مليئة بالمعاني فهي تزيد المعلومات وتخلق المسؤولية.

وعليه: فزيارة الناحية المقدسة هي مقتل موروث و من البعيد جداً صدورها من الانسان العادي، ويجب ان تكون قد صدرت على لسان شخص محيط بجميع خصوصيات عاشورا وحوادث كربلاء.

والله العالم

محمد جواد فاضل لنكراني

محرم الحرام1432 هـ ق.

الكلمات الرئيسية :


۳,۲۸۳