قد اختلف الفقهاء في ان الاسم الصريح للامام الذي هو نفس اسم النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) هل يمكن ان يذكر ويقصد به الامام أو لا؟ والفقهاء في ذلك على طوائف:
بعضهم يقول بحرمة التصريح بالاسم مطلقاً كالشيخ الصدوق والعلامة المجلسي والمحدث النوري (رحمة الله عليهم)، والمرحوم المحقق الداماد في كتاب (شرعية التسمية) حيث ادعى الاجماع على حرمة التسمية. وبعضهم يقول بجواز التسمية كالشيخ الحر العاملي (رحمه الله) صاحب كتاب وسائل الشيعة، والفيض الكاشاني (رحمه الله) والشيخ البهائي(قدس سره) في كتاب مفتاح الفلاح وحملوا النهي الوارد في الرواية على الكراهة والطائفة الثالثة من الفقهاء قالوا بحرمة ذكر الاسم في زمان التقية سواء كانت التقية خوفا على الامام او خوفاً على انفسنا واما في غير ضروف التقية فلا اشكال واما الطائفة الرابعة من الفقهاء فقالوا ان حرمة التسمية تختص بزمان الغيبة.
وبناء على هذا فمن يقول بحرمة التصريح باسم الامام(عليه السلام) فاذا اراد ان يشير اليه يستعين بالحروف المقطعة. وليعلم ان اختلاف الفقهاء والعلماء بسبب اختلاف الروايات المتعددة والمختلفة والتي يمكن تقسيمها الى اربع طوائف:
الف: الروايات التي تدل على حرمة التسمية مطلقاً ومن دون أي قيد، قال الامام الهادي(عليه السلام): (لا يحل لكم ذكره باسمه) وقال الامام الصادق(عليه السلام) ايضاً: (لا يسميه باسمه الا كافر) (اصول الكافي، ج1، ص333).
ب: الروايات التي تدل على ان ذكر الامام ممنوع الى زمان الظهور. وقد روى عبد العظيم الحسني عن الامام الهادي(عليه السلام) انه قال: ( لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الارض قسطاً و عدلا كما ملئت ظلما وجوراً).
جـ ـ الروايات التي تنص على ان السبب في التحريم هو الخوف والتقية، فقد ورد في بحار الانوار، ج51، ص31، رواية عن ابي خالد الكابلي الذي كان من اصحاب الامام السجاد يرويها عن الامام الباقر (عليه السلام) حيث طلب من الامام الباقر(عليه السلام) لما توفي الامام السجاد (ع) ان يذكر الامام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) فقال الامام: انت سألتني عن امر لو عرفه بني فاطمة لهموا بان يقطعوه اربا اربا).
دـ القسم الرابع رواية قد صرحت باسمه الشريف حيث روىالصدوق (رحمه الله) عن محمد بن ابراهيم الكوفي ان الامام العسكري قد ذبح شاة وارسلها الى بعض الاشخاص وقال هذه الشاة عقيقة ولدي محمد.
والظاهر ان القول بالتقية من بين تلك الاقوال والاحتمالات ضعيف وبعيد.
اولاً: ان الروايات الدالة على حرمة التسمية بنحو مطلق كثيرة وروايات التقية قليلة ونادرة.
ثانياً: ان ملاك التقية لا يختص بالاسم بل هو شامل للقب والكنية وكل شيء يدل على الامام. بل هو شامل، في حين ان البحث في الحرمة وعدم الحرمة يرتبط بالتسمية فحسب.
ثالثاً: جاء في بعض الروايات ان من يذكر اسمه فهو كافر، مع العلم ان العمل الذي يخالف التقية لا يعد كفراً الا ان يكون التشبيه بالكفر من باب المبالغة وهو بعيد ايضاً في المسائل الفقهية والاحكام الشرعية.
نعم قد ورد في بعض الروايات ان ارتكاب الذنوب الكبيرة التي لا لذة فيها توجب الكفر من قبيل ترك الصلاة حيث ورد في الرواية: (من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر) لان تركها يوجب الاستخفاف بالله تعالى وعدم الاهتمام بالدين.
رابعاً: ان التقية انما يكون لها معنى فيما اذا كان ذكر الاسم عند حضور الامام او يوجب تعيين الامام ويحصل الخوف عليه او على الاخرين، في حين ان مضمون الروايات يدل على حرمة التسمية بمعنى انه لا ينبغي ذكر اسمه المبارك سواء كان ذلك في حال حضوره او غيره.
خامساً: ان اسم الامام كان معروفاً لدى الجميع منذ زمن النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) وان ما نهي عنه هو: اظهار الاسم والتصريح به.
وبناء على هذه الجهات الخمس وجهات اخرى يكون تعليق الحكم بالتقية ضعيف جداً وغير قابل للتوجيه.
وما يمكن ان نقوله في هذا المختصر هو ان يحتمل ان تكون حرمة تسمية الامام من باب تعظيم الامام اكثر، او من جهة الاهتمام بالاسماء الاخرى التي لها تاثير اكثر كالحجة والقائم وصاحب الزمان كي يتعرفوا على هذه الاسماء ويلتفتوا ما لهذه الالقاب من معنى، وهذا الامر اكثر تاثيراً في تقوية عقائدهم وبقاء ايمانه.
ولذا ورد في الرواية التي رواها داود بن قاسم الجعفري عن الامام الهادي(عليه السلام): (لا يحل لكن ذكره باسمه) فسئل الامام فكيف نذكره فقال (عليه السلام): (قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه) وهذا من قبيل ما علمه الله تعالى للمسلمين بشأن تسمية رسول الله (صلى الله عليه واله) حيث قال: « لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ» ( سورة النور : 63 ) والله تعالى يخاطب النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) في القران الكريم (يا ايها الرسول) (يا ايها النبي) والنبي خاتم الانبياء والقائم خاتم الاوصياء.
ومع الالتفات الى هذا البيان الذي ذكرناه سوف يتضح فمفاد الروايات: التي تقول: ان من يصرح باسم الامام فهو كافر، أي انه مع هذه الضروف ومع وجود هذه الالقاب والعناوين المهمة للامام فذكر اسمه ومن دون الالتفات الى هذه الالقاب يعد انكاراً لكون الامام حجة او لكون الامام هو القائم او انكاراً لكونه صاحب الزمان ومن الواضح ان هذا الانكار موجب للكفر.
وهذا هو خلاصة تحقيق ينبغي تفصيله في محل اخر، اسأل الله لكم التوفيق.
علة كتابة الاسم الاصلي للامام الحجة عج الله تعالي فرجه الشريف ب(م ح م د)
12 ذیقعده 1433 الساعة 17:57
سؤالي هو: لماذا يكتبون الاسم الاصلي للامام الحجة(عج الله تعالى فرجه الشريف) باسم(م ح م د)؟ وما هو الوجه في ذلك؟
الجواب :
قد اختلف الفقهاء في ان الاسم الصريح للامام الذي هو نفس اسم النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) هل يمكن ان يذكر ويقصد به الامام أو لا؟ والفقهاء في ذلك على طوائف:
بعضهم يقول بحرمة التصريح بالاسم مطلقاً كالشيخ الصدوق والعلامة المجلسي والمحدث النوري (رحمة الله عليهم)، والمرحوم المحقق الداماد في كتاب (شرعية التسمية) حيث ادعى الاجماع على حرمة التسمية. وبعضهم يقول بجواز التسمية كالشيخ الحر العاملي (رحمه الله) صاحب كتاب وسائل الشيعة، والفيض الكاشاني (رحمه الله) والشيخ البهائي(قدس سره) في كتاب مفتاح الفلاح وحملوا النهي الوارد في الرواية على الكراهة والطائفة الثالثة من الفقهاء قالوا بحرمة ذكر الاسم في زمان التقية سواء كانت التقية خوفا على الامام او خوفاً على انفسنا واما في غير ضروف التقية فلا اشكال واما الطائفة الرابعة من الفقهاء فقالوا ان حرمة التسمية تختص بزمان الغيبة.
وبناء على هذا فمن يقول بحرمة التصريح باسم الامام(عليه السلام) فاذا اراد ان يشير اليه يستعين بالحروف المقطعة. وليعلم ان اختلاف الفقهاء والعلماء بسبب اختلاف الروايات المتعددة والمختلفة والتي يمكن تقسيمها الى اربع طوائف:
الف: الروايات التي تدل على حرمة التسمية مطلقاً ومن دون أي قيد، قال الامام الهادي(عليه السلام): (لا يحل لكم ذكره باسمه) وقال الامام الصادق(عليه السلام) ايضاً: (لا يسميه باسمه الا كافر) (اصول الكافي، ج1، ص333).
ب: الروايات التي تدل على ان ذكر الامام ممنوع الى زمان الظهور. وقد روى عبد العظيم الحسني عن الامام الهادي(عليه السلام) انه قال: ( لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الارض قسطاً و عدلا كما ملئت ظلما وجوراً).
جـ ـ الروايات التي تنص على ان السبب في التحريم هو الخوف والتقية، فقد ورد في بحار الانوار، ج51، ص31، رواية عن ابي خالد الكابلي الذي كان من اصحاب الامام السجاد يرويها عن الامام الباقر (عليه السلام) حيث طلب من الامام الباقر(عليه السلام) لما توفي الامام السجاد (ع) ان يذكر الامام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) فقال الامام: انت سألتني عن امر لو عرفه بني فاطمة لهموا بان يقطعوه اربا اربا).
دـ القسم الرابع رواية قد صرحت باسمه الشريف حيث روىالصدوق (رحمه الله) عن محمد بن ابراهيم الكوفي ان الامام العسكري قد ذبح شاة وارسلها الى بعض الاشخاص وقال هذه الشاة عقيقة ولدي محمد.
والظاهر ان القول بالتقية من بين تلك الاقوال والاحتمالات ضعيف وبعيد.
اولاً: ان الروايات الدالة على حرمة التسمية بنحو مطلق كثيرة وروايات التقية قليلة ونادرة.
ثانياً: ان ملاك التقية لا يختص بالاسم بل هو شامل للقب والكنية وكل شيء يدل على الامام. بل هو شامل، في حين ان البحث في الحرمة وعدم الحرمة يرتبط بالتسمية فحسب.
ثالثاً: جاء في بعض الروايات ان من يذكر اسمه فهو كافر، مع العلم ان العمل الذي يخالف التقية لا يعد كفراً الا ان يكون التشبيه بالكفر من باب المبالغة وهو بعيد ايضاً في المسائل الفقهية والاحكام الشرعية.
نعم قد ورد في بعض الروايات ان ارتكاب الذنوب الكبيرة التي لا لذة فيها توجب الكفر من قبيل ترك الصلاة حيث ورد في الرواية: (من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر) لان تركها يوجب الاستخفاف بالله تعالى وعدم الاهتمام بالدين.
رابعاً: ان التقية انما يكون لها معنى فيما اذا كان ذكر الاسم عند حضور الامام او يوجب تعيين الامام ويحصل الخوف عليه او على الاخرين، في حين ان مضمون الروايات يدل على حرمة التسمية بمعنى انه لا ينبغي ذكر اسمه المبارك سواء كان ذلك في حال حضوره او غيره.
خامساً: ان اسم الامام كان معروفاً لدى الجميع منذ زمن النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) وان ما نهي عنه هو: اظهار الاسم والتصريح به.
وبناء على هذه الجهات الخمس وجهات اخرى يكون تعليق الحكم بالتقية ضعيف جداً وغير قابل للتوجيه.
وما يمكن ان نقوله في هذا المختصر هو ان يحتمل ان تكون حرمة تسمية الامام من باب تعظيم الامام اكثر، او من جهة الاهتمام بالاسماء الاخرى التي لها تاثير اكثر كالحجة والقائم وصاحب الزمان كي يتعرفوا على هذه الاسماء ويلتفتوا ما لهذه الالقاب من معنى، وهذا الامر اكثر تاثيراً في تقوية عقائدهم وبقاء ايمانه.
ولذا ورد في الرواية التي رواها داود بن قاسم الجعفري عن الامام الهادي(عليه السلام): (لا يحل لكن ذكره باسمه) فسئل الامام فكيف نذكره فقال (عليه السلام): (قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه) وهذا من قبيل ما علمه الله تعالى للمسلمين بشأن تسمية رسول الله (صلى الله عليه واله) حيث قال: « لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ» ( سورة النور : 63 ) والله تعالى يخاطب النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) في القران الكريم (يا ايها الرسول) (يا ايها النبي) والنبي خاتم الانبياء والقائم خاتم الاوصياء.
ومع الالتفات الى هذا البيان الذي ذكرناه سوف يتضح فمفاد الروايات: التي تقول: ان من يصرح باسم الامام فهو كافر، أي انه مع هذه الضروف ومع وجود هذه الالقاب والعناوين المهمة للامام فذكر اسمه ومن دون الالتفات الى هذه الالقاب يعد انكاراً لكون الامام حجة او لكون الامام هو القائم او انكاراً لكونه صاحب الزمان ومن الواضح ان هذا الانكار موجب للكفر.
وهذا هو خلاصة تحقيق ينبغي تفصيله في محل اخر، اسأل الله لكم التوفيق.
الكلمات الرئيسية :
۲,۷۶۰