وان كانت الاديان السماوية على حق بحسب ظروفها الزمانية والمكانية، إلا انه إذا جاء الدين الأكمل نسخ الدين الذي قبله، ولهذا لما جاءت شريعة عيسى (ع) ابطلت شريعة موسى( ع) ولما جاءت الشريعة الاسلامية وبعث نبي الاسلام(ص) نسخت جميع الاديان السماوية السابقة. وبالإضافة إلى ان الأديان السماوية السابقة قد نسخت ولا يجوز شرعاً إتباعها ان الكتب السماوية لتلك الأديان كالإنجيل والتوراة محرفة وهي تحمل بعض المطالب الموضوعة، في حين ان القرآن الكريم يبقى هو الكتاب السماوي والقانون الالهي الذي لا تمتد إليه يد التحريف.
ولاجل ان يتضح لكم أحقية الاسلام ونبي الاسلام(ص) والقرآن الكريم وتحريف كتاب الانجيل والتورات الفت انظاركم والفت نظر القسيس الى المطالب التالية: ان طرق معرفة الدين الحق والنبي الحق عديدة:
الاول: جمع القرائن والشواهد المختلفة على صحة دعوى النبوة. الثاني: التصديق بالكتب السماوية التي قبل ذلك النبي. وندرس هذين الطريقين بشكل مختصر:
الف: جمع الشواهد والقرائن على صحة رسالة نبي الاسلام (ص)
التدقيق في كيفية حياة نبي الاسلام:
ان من يدعي النبوة كذباً وزورا فبعد ان يكون له نفوذ بين الناس وتستحكم قواعد القوة عنده يقوم بتوسعة حياته الدنيوية والمادية. وإذا طالعنا تاريخ نبي الإسلام لوجدنا انه كان يعيش حتى نهاية عمره الشريف حياة بسيطة ويشهد بذلك التاريخ ويعترف به جميع علماء التاريخ والمؤرخين المسيحيين وغيرهم، وكان يعيش حياة فقيرة دون افقر الناس بالرغم من انه كان يستطيع ان يعيش حياة المرفهين، فاذا كان نبي الإسلام كاذباً في دعواه النبوة فلا معنى لان يعيش حتى اخر عمره فقيراً ويتناغم في عيشه مع الفقراء والمحرومين، وان كانت لديكم معرفة بصفات الانبياء لاتضح لكم ان هذا اللون من العيش من صفات الانبياء.
وهكذا الاخلاق الحسنة والسلوك الحسن الذي كان يتحلى به والصدق والاخلاص الذي كان يتعامل به مع الناس الى اخر لحظات عمره الشريف كل ذلك من صفات الانبياء أيضاً.
مضمون دعوة نبي الاسلام:
ان آيات القرآن الكريم تبين لنا مضمون دعوة النبي من الناحية الإعتقادية والاخلاقية فان الله تعالى قد علم نبيه اعلى وانبل المعارف الدينية والصفات الاخلاقية القيمة، وقد بلغها الى الناس، وتتشكل قواعد الدعوة النبوية في الإسلام من عبادة الله تعالى والإبتعاد عن الشرك والطاغوت و وترتكز برامجه الدينية على الفضائل الاخلاقية من قبيل العفو والاخلاق الحسنة والتواضع والصدق والاخلاص العطف على الآخرين لا سيما الضعفاء والايتام و...
ان البيئة التي ولد نبي الاسلام فيها وبعث للنبوة فيها هي بيئة بعيدة عن التحضر والعلم، وقد حرم اناس تلك البيئة من القراءة والكتابة، وكان يقضون ايامهم بالحرب واراقة دماء القبائل بدلاً من العلم والتعليم. وقد بعث النبي (ص) للنبوة والرسالة في هكذا بيئة والحال انه لم يكن متبعاً لمذهب معين ولم يكن لديه استاذ اصلاً وجاء بالقرآن من عند الله تعالى الذي يعد من أعظم معاجز نبي الاسلام من جميع الجهات، بحيث لا يستطيع أي بشر ان ياتي بسورة واحدة من مثل القران الكريم من حيث الفصاحة والبلاغة والمضمون. فهو الكتاب الذي اعترف بالعجز عن بلوغ كنهه الفصحاء والبلغاء وجميع العلماء.
ب: الإيمان بالكتب السماوية السابقة:
الشرائع السماوية التي نزلت لاجل هداية البشر عن طريق الانبياء لا تختلف من حيث المباديء والاهداف، وقد بشر بدين الاسلام في التوراة والانجيل، الا انه وللاسف لما حرفت هذه الايات اخفي عن عوام الناس ما هو موجود في التوراة والانجيل بشأن علائم نبي الاسلام.
ومن جملة من اخفى ذلك: عبد الله بن سلام الذي كان من علماء واحبار اليهود حيث آمن بنبي الاسلام وقال: والله اننا لنعرف نبي الاسلام بالصفات التي وصفها الله لنا، كما يعرف احدنا ابنه من بين الاولاد وبالله اني لاعرف بمحمد (ص) اكثر من معرفة إبني.
ان مسألة بعثة نبي الاسلام(ص) كانت واضحة عند اليهود الى حد ان كتبهم قد عينت مكان النبي الذي سيظهر ولهذا هاجر جملة من اليهود لاجل العثور على المدينة التي يظهر فيها، وذلك طبقا للعلامات الموجودة عندهم بشان مكان ظهور نبي الاسلام فسكنوا بالقرب من المدينة كخيبر والاماكن الاخرى التي سكنوا فيها، هاجروا لاجل الدفاع عن نبي الاسلام والايمان به، ولكن بعد ان بعث النبي الاكرم (ص) قام علماءهم واحبارهم باخفاء هذه الحقيقة على الناس حرصاً على الدنيا والمال والرئاسة وللاسف ابرزوا العداوة تجاه النبي بدلاً من الدفاع عنه وحمايته.
وقد صدق نبي الاسلام (ص) وكتابه السماوي (أي القرآن الكريم) بالانجيل والتوراة الاصليين وبنبوة موسى وعيسى (عليهما السلام) وطبعاً ان التوراة والانجيل الاصليين الذين انزلهما الله تعالى غير موجدين اليوم وانما الموجود في أيدي اليهود المسيح الانجيل والتوراة المحرفين وسنشير الى بعض تحريفات الانجيل.
ان كتاب المسلمين السماوي (القران الكريم) يبين اعلى واشرف العلوم للناس وهو كتاب معجز فوق حد التصور من جميع الجهات، و يذكر القرآن بكل احترام قصص الانبياء السابقين مثل النبي موصى وعيسى (ع) ويعترف بنبوتهم ورسالاتهم ويبين صفاتهم الحسنة، و يقص احوال عيسى وموسى (ع) على نحو الاجمال ويحكي القران عن لسان عيسى(ع) انه كان يكره الشرك والذنب والخمر.
واما الكتاب الموجود اليوم في ايدي المسيحية باسم الانجيل فهو غير اصلي، بهل هو كتاب قد حرف بعض فصوله جملة من الاحبار المغرضين بعد عيسى(ع) من جملة الامور المحرفة على يد هؤلاء المغرضين ما يلي:
1ـ قد جاء في انجيل يوحنا باب 10 جملات 31 و18 انه ينسب الى عيسى (ع) انه قال انا ابن الله!! في حين ان هذا شرك والاله الذي يحتاج الى الولد ليس بإله.
ويوجد في اصول المسيحية الاعتقاد بالتثلث، أي انهم يعتقدون بان الله تعالى أحد ثلاثة الهة والى جنبه إلهان الإبن وروح القدس.
في حين ان عيسى (ع) لم يكن إله ولا إبن الله ولا هو يرضى بهذه القضية بل هو غير راض بهذه النسبة وهو يعترف بانه عبد لله تعالى الا انه يعتقد دين الاسلام و الكتاب السماوي القران الكريم ان الله تعالى واحد احد لا شريك له لم يلد ولم يولد.
2ـ وقد جاء أيضاً في إنجيل يوحنا الباب الثاني، نسبة صنع الشراب والخمر الى عيسى نبي الله في حين ان عيسى كان يتنفر من شرب الخمر، بل ان الانبياء يحاربون الاشياء التي تذهب بعقل الانسان لا انهم يحثون عليها.
3ـ وجاء ايضا في انجيل لوقا، الباب السابع جملة 37 الى 48 حيث نسب الى عيسى ان إمرأة سيئة ومنحرفة جاءت الى عيسى وقد غسلت بدموعها رجلي المسيح (ع) ثم نشفت رجليه بشعر رأسها، وهذا القضية كانت من البشاعة بحيث كان المضيف لعيسى أي صاحب الدار الذي كان عنده عيسى قد انزعج من هذا الأمر وقال إذا كان هذا الرجل نبياً لعلم بسوء هذه المرأة ولا اقل انه ابتعد عنها.
فهذا النوع من الإتهام لنبي من انبياء الله بحيث يكون لديه علاقة مع امرأة أجنبية ليس من الوحي ولا من كتاب سماوي يقيناً، بل هو موضوع من قبل الناس وهذا يدل على تحريف بقية كتب الاديان السالفة.
هذه بعض الأمثلة من التحريف للانجيل وتوجد عشرات الأمثلة الأخرى من قبيل هذه الموارد في كتاب الانجيل والتوراة.
وأما القران الكريم الكتاب السماوي لنبي الاسلام (ص) فهو يصف عيسى هكذا: ( ان عيسى المسيح كان نبياً وأمه صديقة ويكلم الناس في المهد ويشهد ببراءة امه ويوصي بالصلاة والزكاة وتقوى الله).
والان عليكم بالتفكير والمقارنة بين كلمات الانجيل بشأن عيسى(ع) وكلمات القران الكريم بشأنه وذروا العصبية جانباً وفكروا جيداً واحكموا بيننا هل انتم ضللتم ام نحن في ضلال. طبعاً نحن نوصيكم بالمطالعة والقراءة حول ما يتعلق باصول دين الاسلام، ولتكن لكم معلومات حول مضامين الدين الاسلامي وأحكامه وقوانينه، وقارنوا هذه المضامين مع كلمات انجيلكم الحالي.
والنتيجة: بناء على صريح الإنجيل والتوراة الأصليين الذي يوجد بعضه في نسخ الانجيل الحالي وبناء على تصريح كتابنا السماوي أي القرآن الكريم ان الله بشر بمجيء نبي الاسلام بعد النبي عيسى(ع) و موسى (ع) في التوراة الانجيل، وانه عند مجي النبي اللاحق ستنسخ شريعة النبي السابق، ويجب على اتباع الشريعة السابقة ان يتبعوا رسالة النبي اللاحق وبناء على هذا الاساس نحن ندعوكم الى الايمان برسالتنا ونبينا.
وأخيراً لا بأس أن نلفت أنظاركم إلى اعترافات أحد القساوسة المسيحيين المشهورين المسمى بـ (فخر الاسلام) والذي أسلم وكتب كتاب (انيس الاعلام). هذا القسيس المسيحي المشهور الذي انهى دراسته عند القساوسة المسيحيين قد ذكر كيفية اسلامه في مقدمة كتابه ونحن نذكر لكم خلاصة ذلك:
(بعد البحث الكثير والعناء الخارج عن الحد والتجول في المدن انتهيت إلى أحد القساوسة العظام، والذي امتاز بالزهد والتقوى، وكان الحكام وغرهم يرجعون إليه في الفتوى، وقد تعلمت عنده مدة المذاهب النصرانية المختلفة وكان عنده تلامذة كثيرون وكانت لديه علاقة خاصة بي من دون سائر الطلبة، ذات يوم جئت عند تلامذته فوجدته مشغولاً بالبحث وقد انجر بحثه الى تفسير معنى (فارقليطا) في اللغة السريانية و(بريكلتوس) باللغة اليونانية وقد طال الجدال والبحث فيهما وقد اختار كل منهم معنى من المعاني.
وبعد ان رجعت الى الاستاذ وتحدثت معه بشان ما دار بينه وبين التلامذة سألت من الاستاذ عن معنى الكلمة. فقال: ان الحق والواقع خلاف جميع الاراء التي ذكرها التلامذة، وذلك لأنهم لا يعلمون حقيقة معنى هذا اللفظ ولا يعلم به الا الراسخون في العلم، ولا يعلم به الا قليل من الراسخون في العلم، وقد الححت عليه بان يبين لي معنى هذه الكلمة فبكى الاستاذ بكاء شديداً وقال لا اخفي عليك امراً، الا ان لفهم معنى هذا الاسم (فارقليطا) أو ( بريكلتوس) اثراً كبيراً ولكنه إن انتشر فسنتعرض للقتل! فإن عاهدتني أن لا تفشيه فسأخبرك . . . فأقسمت بكل المقدسات أن لا أذكر ذلك لأحد، فقال : إنه اسم من أسماء نبي المسلمين ، ويعني " أحمد " و " محمد".
ثم أعطاني مفتاح الغرفة وقال : افتح الصندوق الفلاني ، وهات الكتابين اللذين فيه، جئت إليه بالكتابين وكانا مكتوبين باليونانية والسريانية على جلد، ويعودان إلى عصر ما قبل الإسلام. الكتابان ترجما " فارقليطا " بمعنى أحمد ومحمد ، ثم أضاف الأستاذ : علماء النصارى كانوا مجمعين قبل ظهوره أن " فارقليطا " بمعنى " أحمد ومحمد " ، ولكن بعد ظهور محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )، غيروا هذا المعنى حفظا لمكانتهم ورئاستهم وأولوه، واخترعوا له معنى آخر لم يكن على الإطلاق هدف صاحب الإنجيل سألته عما يقوله بشأن دين النصارى؟ قال: لقد نسخ بمجئ الإسلام، وكرر ذلك ثلاثا، ثم قلت: ما هي طريقة النجاة والصراط المستقيم في زماننا هذا؟ قال: إنما هي باتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). قلت: وهل التابعون له ناجون؟ قال: إي والله، وكرر ذلك ثلاثا. ثم بكى الأستاذ وبكيت كثيرا ثم قال: إذا أردت الآخرة والنجاة فعليك بدين الحق . . . وأنا أدعو لك دائماً، شرط أن تكون شاهداً لي يوم القيامة أني كنت في الباطن مسلماً، ومن أتباع محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . وما من شك أن الإسلام هو دين الله اليوم على ظهر الأرض.
أفضلية الإسلام على غيره من الأديان
29 محرم 1434 الساعة 16:55
بحسب العلاقة البعيدة مع قسيس مسيحي وتبادل الافكار والعقائد معه، وحيث اني قد وجدت الاسلام جميلاً وكاملا وهو لم يكن واضحا عند المسيحية ادعيت اني لا احمل الاسلام في جنسيتي وعلى عاتقي من دون مطالعة وفي الواقع كان لي معلومات حول الاسلام وقد استفدت من موقعكم كثيراً. وقد سأل مني هذا القسيس: هل من الممكن ان تذكروا لي ماذا حققتم بشأن المسيحية والكتاب المقدس؟ وما هي المقارنة التي جعلت الاسلام هو الافضل؟ ولهذا اريد منكم ان تساعدوني في الجواب على سؤاله.
الجواب :
وان كانت الاديان السماوية على حق بحسب ظروفها الزمانية والمكانية، إلا انه إذا جاء الدين الأكمل نسخ الدين الذي قبله، ولهذا لما جاءت شريعة عيسى (ع) ابطلت شريعة موسى( ع) ولما جاءت الشريعة الاسلامية وبعث نبي الاسلام(ص) نسخت جميع الاديان السماوية السابقة. وبالإضافة إلى ان الأديان السماوية السابقة قد نسخت ولا يجوز شرعاً إتباعها ان الكتب السماوية لتلك الأديان كالإنجيل والتوراة محرفة وهي تحمل بعض المطالب الموضوعة، في حين ان القرآن الكريم يبقى هو الكتاب السماوي والقانون الالهي الذي لا تمتد إليه يد التحريف.
ولاجل ان يتضح لكم أحقية الاسلام ونبي الاسلام(ص) والقرآن الكريم وتحريف كتاب الانجيل والتورات الفت انظاركم والفت نظر القسيس الى المطالب التالية: ان طرق معرفة الدين الحق والنبي الحق عديدة:
الاول: جمع القرائن والشواهد المختلفة على صحة دعوى النبوة. الثاني: التصديق بالكتب السماوية التي قبل ذلك النبي. وندرس هذين الطريقين بشكل مختصر:
الف: جمع الشواهد والقرائن على صحة رسالة نبي الاسلام (ص)
التدقيق في كيفية حياة نبي الاسلام:
ان من يدعي النبوة كذباً وزورا فبعد ان يكون له نفوذ بين الناس وتستحكم قواعد القوة عنده يقوم بتوسعة حياته الدنيوية والمادية. وإذا طالعنا تاريخ نبي الإسلام لوجدنا انه كان يعيش حتى نهاية عمره الشريف حياة بسيطة ويشهد بذلك التاريخ ويعترف به جميع علماء التاريخ والمؤرخين المسيحيين وغيرهم، وكان يعيش حياة فقيرة دون افقر الناس بالرغم من انه كان يستطيع ان يعيش حياة المرفهين، فاذا كان نبي الإسلام كاذباً في دعواه النبوة فلا معنى لان يعيش حتى اخر عمره فقيراً ويتناغم في عيشه مع الفقراء والمحرومين، وان كانت لديكم معرفة بصفات الانبياء لاتضح لكم ان هذا اللون من العيش من صفات الانبياء.
وهكذا الاخلاق الحسنة والسلوك الحسن الذي كان يتحلى به والصدق والاخلاص الذي كان يتعامل به مع الناس الى اخر لحظات عمره الشريف كل ذلك من صفات الانبياء أيضاً.
مضمون دعوة نبي الاسلام:
ان آيات القرآن الكريم تبين لنا مضمون دعوة النبي من الناحية الإعتقادية والاخلاقية فان الله تعالى قد علم نبيه اعلى وانبل المعارف الدينية والصفات الاخلاقية القيمة، وقد بلغها الى الناس، وتتشكل قواعد الدعوة النبوية في الإسلام من عبادة الله تعالى والإبتعاد عن الشرك والطاغوت و وترتكز برامجه الدينية على الفضائل الاخلاقية من قبيل العفو والاخلاق الحسنة والتواضع والصدق والاخلاص العطف على الآخرين لا سيما الضعفاء والايتام و...
ان البيئة التي ولد نبي الاسلام فيها وبعث للنبوة فيها هي بيئة بعيدة عن التحضر والعلم، وقد حرم اناس تلك البيئة من القراءة والكتابة، وكان يقضون ايامهم بالحرب واراقة دماء القبائل بدلاً من العلم والتعليم. وقد بعث النبي (ص) للنبوة والرسالة في هكذا بيئة والحال انه لم يكن متبعاً لمذهب معين ولم يكن لديه استاذ اصلاً وجاء بالقرآن من عند الله تعالى الذي يعد من أعظم معاجز نبي الاسلام من جميع الجهات، بحيث لا يستطيع أي بشر ان ياتي بسورة واحدة من مثل القران الكريم من حيث الفصاحة والبلاغة والمضمون. فهو الكتاب الذي اعترف بالعجز عن بلوغ كنهه الفصحاء والبلغاء وجميع العلماء.
ب: الإيمان بالكتب السماوية السابقة:
الشرائع السماوية التي نزلت لاجل هداية البشر عن طريق الانبياء لا تختلف من حيث المباديء والاهداف، وقد بشر بدين الاسلام في التوراة والانجيل، الا انه وللاسف لما حرفت هذه الايات اخفي عن عوام الناس ما هو موجود في التوراة والانجيل بشأن علائم نبي الاسلام.
ومن جملة من اخفى ذلك: عبد الله بن سلام الذي كان من علماء واحبار اليهود حيث آمن بنبي الاسلام وقال: والله اننا لنعرف نبي الاسلام بالصفات التي وصفها الله لنا، كما يعرف احدنا ابنه من بين الاولاد وبالله اني لاعرف بمحمد (ص) اكثر من معرفة إبني.
ان مسألة بعثة نبي الاسلام(ص) كانت واضحة عند اليهود الى حد ان كتبهم قد عينت مكان النبي الذي سيظهر ولهذا هاجر جملة من اليهود لاجل العثور على المدينة التي يظهر فيها، وذلك طبقا للعلامات الموجودة عندهم بشان مكان ظهور نبي الاسلام فسكنوا بالقرب من المدينة كخيبر والاماكن الاخرى التي سكنوا فيها، هاجروا لاجل الدفاع عن نبي الاسلام والايمان به، ولكن بعد ان بعث النبي الاكرم (ص) قام علماءهم واحبارهم باخفاء هذه الحقيقة على الناس حرصاً على الدنيا والمال والرئاسة وللاسف ابرزوا العداوة تجاه النبي بدلاً من الدفاع عنه وحمايته.
وقد صدق نبي الاسلام (ص) وكتابه السماوي (أي القرآن الكريم) بالانجيل والتوراة الاصليين وبنبوة موسى وعيسى (عليهما السلام) وطبعاً ان التوراة والانجيل الاصليين الذين انزلهما الله تعالى غير موجدين اليوم وانما الموجود في أيدي اليهود المسيح الانجيل والتوراة المحرفين وسنشير الى بعض تحريفات الانجيل.
ان كتاب المسلمين السماوي (القران الكريم) يبين اعلى واشرف العلوم للناس وهو كتاب معجز فوق حد التصور من جميع الجهات، و يذكر القرآن بكل احترام قصص الانبياء السابقين مثل النبي موصى وعيسى (ع) ويعترف بنبوتهم ورسالاتهم ويبين صفاتهم الحسنة، و يقص احوال عيسى وموسى (ع) على نحو الاجمال ويحكي القران عن لسان عيسى(ع) انه كان يكره الشرك والذنب والخمر.
واما الكتاب الموجود اليوم في ايدي المسيحية باسم الانجيل فهو غير اصلي، بهل هو كتاب قد حرف بعض فصوله جملة من الاحبار المغرضين بعد عيسى(ع) من جملة الامور المحرفة على يد هؤلاء المغرضين ما يلي:
1ـ قد جاء في انجيل يوحنا باب 10 جملات 31 و18 انه ينسب الى عيسى (ع) انه قال انا ابن الله!! في حين ان هذا شرك والاله الذي يحتاج الى الولد ليس بإله.
ويوجد في اصول المسيحية الاعتقاد بالتثلث، أي انهم يعتقدون بان الله تعالى أحد ثلاثة الهة والى جنبه إلهان الإبن وروح القدس.
في حين ان عيسى (ع) لم يكن إله ولا إبن الله ولا هو يرضى بهذه القضية بل هو غير راض بهذه النسبة وهو يعترف بانه عبد لله تعالى الا انه يعتقد دين الاسلام و الكتاب السماوي القران الكريم ان الله تعالى واحد احد لا شريك له لم يلد ولم يولد.
2ـ وقد جاء أيضاً في إنجيل يوحنا الباب الثاني، نسبة صنع الشراب والخمر الى عيسى نبي الله في حين ان عيسى كان يتنفر من شرب الخمر، بل ان الانبياء يحاربون الاشياء التي تذهب بعقل الانسان لا انهم يحثون عليها.
3ـ وجاء ايضا في انجيل لوقا، الباب السابع جملة 37 الى 48 حيث نسب الى عيسى ان إمرأة سيئة ومنحرفة جاءت الى عيسى وقد غسلت بدموعها رجلي المسيح (ع) ثم نشفت رجليه بشعر رأسها، وهذا القضية كانت من البشاعة بحيث كان المضيف لعيسى أي صاحب الدار الذي كان عنده عيسى قد انزعج من هذا الأمر وقال إذا كان هذا الرجل نبياً لعلم بسوء هذه المرأة ولا اقل انه ابتعد عنها.
فهذا النوع من الإتهام لنبي من انبياء الله بحيث يكون لديه علاقة مع امرأة أجنبية ليس من الوحي ولا من كتاب سماوي يقيناً، بل هو موضوع من قبل الناس وهذا يدل على تحريف بقية كتب الاديان السالفة.
هذه بعض الأمثلة من التحريف للانجيل وتوجد عشرات الأمثلة الأخرى من قبيل هذه الموارد في كتاب الانجيل والتوراة.
وأما القران الكريم الكتاب السماوي لنبي الاسلام (ص) فهو يصف عيسى هكذا: ( ان عيسى المسيح كان نبياً وأمه صديقة ويكلم الناس في المهد ويشهد ببراءة امه ويوصي بالصلاة والزكاة وتقوى الله).
والان عليكم بالتفكير والمقارنة بين كلمات الانجيل بشأن عيسى(ع) وكلمات القران الكريم بشأنه وذروا العصبية جانباً وفكروا جيداً واحكموا بيننا هل انتم ضللتم ام نحن في ضلال. طبعاً نحن نوصيكم بالمطالعة والقراءة حول ما يتعلق باصول دين الاسلام، ولتكن لكم معلومات حول مضامين الدين الاسلامي وأحكامه وقوانينه، وقارنوا هذه المضامين مع كلمات انجيلكم الحالي.
والنتيجة: بناء على صريح الإنجيل والتوراة الأصليين الذي يوجد بعضه في نسخ الانجيل الحالي وبناء على تصريح كتابنا السماوي أي القرآن الكريم ان الله بشر بمجيء نبي الاسلام بعد النبي عيسى(ع) و موسى (ع) في التوراة الانجيل، وانه عند مجي النبي اللاحق ستنسخ شريعة النبي السابق، ويجب على اتباع الشريعة السابقة ان يتبعوا رسالة النبي اللاحق وبناء على هذا الاساس نحن ندعوكم الى الايمان برسالتنا ونبينا.
وأخيراً لا بأس أن نلفت أنظاركم إلى اعترافات أحد القساوسة المسيحيين المشهورين المسمى بـ (فخر الاسلام) والذي أسلم وكتب كتاب (انيس الاعلام). هذا القسيس المسيحي المشهور الذي انهى دراسته عند القساوسة المسيحيين قد ذكر كيفية اسلامه في مقدمة كتابه ونحن نذكر لكم خلاصة ذلك:
(بعد البحث الكثير والعناء الخارج عن الحد والتجول في المدن انتهيت إلى أحد القساوسة العظام، والذي امتاز بالزهد والتقوى، وكان الحكام وغرهم يرجعون إليه في الفتوى، وقد تعلمت عنده مدة المذاهب النصرانية المختلفة وكان عنده تلامذة كثيرون وكانت لديه علاقة خاصة بي من دون سائر الطلبة، ذات يوم جئت عند تلامذته فوجدته مشغولاً بالبحث وقد انجر بحثه الى تفسير معنى (فارقليطا) في اللغة السريانية و(بريكلتوس) باللغة اليونانية وقد طال الجدال والبحث فيهما وقد اختار كل منهم معنى من المعاني.
وبعد ان رجعت الى الاستاذ وتحدثت معه بشان ما دار بينه وبين التلامذة سألت من الاستاذ عن معنى الكلمة. فقال: ان الحق والواقع خلاف جميع الاراء التي ذكرها التلامذة، وذلك لأنهم لا يعلمون حقيقة معنى هذا اللفظ ولا يعلم به الا الراسخون في العلم، ولا يعلم به الا قليل من الراسخون في العلم، وقد الححت عليه بان يبين لي معنى هذه الكلمة فبكى الاستاذ بكاء شديداً وقال لا اخفي عليك امراً، الا ان لفهم معنى هذا الاسم (فارقليطا) أو ( بريكلتوس) اثراً كبيراً ولكنه إن انتشر فسنتعرض للقتل! فإن عاهدتني أن لا تفشيه فسأخبرك . . . فأقسمت بكل المقدسات أن لا أذكر ذلك لأحد، فقال : إنه اسم من أسماء نبي المسلمين ، ويعني " أحمد " و " محمد".
ثم أعطاني مفتاح الغرفة وقال : افتح الصندوق الفلاني ، وهات الكتابين اللذين فيه، جئت إليه بالكتابين وكانا مكتوبين باليونانية والسريانية على جلد، ويعودان إلى عصر ما قبل الإسلام. الكتابان ترجما " فارقليطا " بمعنى أحمد ومحمد ، ثم أضاف الأستاذ : علماء النصارى كانوا مجمعين قبل ظهوره أن " فارقليطا " بمعنى " أحمد ومحمد " ، ولكن بعد ظهور محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )، غيروا هذا المعنى حفظا لمكانتهم ورئاستهم وأولوه، واخترعوا له معنى آخر لم يكن على الإطلاق هدف صاحب الإنجيل سألته عما يقوله بشأن دين النصارى؟ قال: لقد نسخ بمجئ الإسلام، وكرر ذلك ثلاثا، ثم قلت: ما هي طريقة النجاة والصراط المستقيم في زماننا هذا؟ قال: إنما هي باتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). قلت: وهل التابعون له ناجون؟ قال: إي والله، وكرر ذلك ثلاثا. ثم بكى الأستاذ وبكيت كثيرا ثم قال: إذا أردت الآخرة والنجاة فعليك بدين الحق . . . وأنا أدعو لك دائماً، شرط أن تكون شاهداً لي يوم القيامة أني كنت في الباطن مسلماً، ومن أتباع محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . . وما من شك أن الإسلام هو دين الله اليوم على ظهر الأرض.
الكلمات الرئيسية :
۳,۱۶۴