1ـ للقضاء والقدر بحث طویل ومفصل لا یمکن حصره وإیجازه في هذه الرسالة، فلا يتعارض بحث القضاء والقدر مع التفویض والاختیار للإنسان أبدا، لأن القضاء والقدر بهذا المعنی وهو: أن مجری السنن الإلهیة اقتضت أن الشخص الفلاني إذا أراد القیام بعمل البر مثلاً باختیاره، فسیکون تقدیره جیداً وحسناً، بل ومتطوراً أیضاً بشکل ملحوظ، أما إذا ارتکب معصیة أو ذنب باختیاره، فسیکون تقدیره أخیراً بالسوء والابتلاء، ومرافقاً للعذاب أیضاً.
وببساطة، یحدد الانسان نفسه، وباختیاره للقضاء والقدر الإلهي. لقد بین الله سبحانه وتعالی الإنسان الصالح من الطالح والحسن من الرديء بشکل واضح وجید، وقدّر في نهایة الطریق: النعمة والرفاهیة، أما نهایة الطریق الآخر: فهو الشقاء والعذاب، فإذا أراد الإنسان السیر من هذا الطریق ـ أي طریق الخیر ـ فستشمله العنایة والرعایة الربانیة، وسیحظی بالنعمة والسعادة، أما إذا اختار بنفسه الطریق الآخر ـ أي طریق الشر ـ فسیکون مصیره بخلاف الطریق الأول، وکل منهما، لیسا بمعنی الجبر و الإلجاء، لیتنافی مع اختیار الإنسان.
2ـ نعم، سیقرر الانسان مصیره بنفسه من خلال سلوکه وأفعاله وأقواله، فمن القوانین و القواعد الثابتة الالهیة في حياة البشر، هو: أن یقرر کل فرد في المجتمع مصیره بنفسه. ولیس هناک أي نوع من الإجبار أو التدخل للعوامل الخارجیة التي تکون خارج إرادة الإنسان «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ»؛ (رعد/13/11). تبین هذه الآیة قانوناً عاماً، وهو: أن کل فرد أو مجتمع یقرر مصیره بنفسه، وأن أي تغییر في السعادة أو الشقاء الحاصل للفرد أو المجتمع، فهو ـ نفعه أو ضرره ـ یعود علیهم بالدرجة الأولی، وأن أي تغییر في الحیاة الفردیة والاجتماعیة، فإنه یستند إلی تغییرات طارئة علی الفرد أو المجتمع.
3ـ هذه المسألة بحاجة إلی بحث مفصل، فليس السحر والشعبذة أعلی من قدرة الله عزوجل وإن کل ما یقع في عالم الوجود هو لیس خارجاً عن إرادة الله، ولا منافاة له أیضاً مع الحکمة والقدرة الإلهیة، لأن الله سبحانه وتعالی هو الذي منح هذه القدرة إلی السحرة، لیعرف أيّ منهم یستفید منها بطریقة صحیحة، وأيّ منهم یستخدمها في الطریق الخطأ.
العالم - بفتح اللام- ، هو عالم - بفتح اللام - الاسباب والمسببات، فکل شيء یمکن أن یصبح سبباً لشيء آخر، إذ إن الله عزوجل خلق الأسباب، وفوض إلی الإنسان القدرة علی الاستفادة منها واستخدامها، لیعرف أي إنسان یستفید منها بصورة حسنة أو سیئة.
ومن جهة أخری ما لم یشأ الله عزوجل، فلا أثر لأي سبب من الأسباب، وما لم ینسب أحد مجری ذلك الحدث إلی نفسه، فلا ینسب هذا السبب إلیه وهکذا السحر، فإذا توکل أحد علی الله عزوجل، وابتعد عن المعصیة والخيانة، ولجأ إلی القرآن والدعاء، فلا یؤثر هذا السحر، أما إذا افتقد هذه الأسباب، فقد یؤثر فیه السحر.
هذا هو بحث ظریف ومهم في نفس الوقت، لا تتسع الرسالة إلی الإجابة أکثر من ذلک، فقد یفقد الانسان أسباب الصیانة والمحافظة علی نفسه من تلك الحوادث أو الشعبذة والسحر، لكن إذا كان لديه من الإيمان والثقة بالله والتوکل، فلن تحصل له أي مشكلة. نعم هناك مسألة الابتلاء والامتحانات الإلهیة، وهذه بحاجة طبعاً إلی بحث مفصل. وعلى أي حال، فإن أياَ من هذه الأمور، لا تتعارض مع إرادة الإنسان واختیاره.
4ـ نعم، الصلاة تجعل الإنسان ینعم بمستقبل سعید، والعودة إلى الحياة، فتطیل في عمره، وتزید من رزقه، وتسطع الإشراقة والنور والضیاء في قسمات وجهه.
القضاء والقدر
29 ربیع الثانی 1434 الساعة 17:55
1ـ کیف یکون هناك قضاء وقدر؟ ویکون سبباً في التغییر؟ وهل یتنافی مع الاختیار؟ وما معنی تعیین المصیر؟ 2ـ هل أن الله یغیر مصيرنا بما يمكننا القيام به من عمل؟ یعني أن أعمالنا یمکن أن تؤثر علی المستقبل؟ 3ـ هل أن من یکتب دعاء أو تعاویذ لیمنع جلب الحظ والسعادة أو الرزق لأحد، یسلب الاختیار عن الانسان؟ ولماذا یسمح الله بذلك في العالم؟ 4ـ هل أن الصلاة یمکن أن تغير مستقبل الإنسان؟
الجواب :
1ـ للقضاء والقدر بحث طویل ومفصل لا یمکن حصره وإیجازه في هذه الرسالة، فلا يتعارض بحث القضاء والقدر مع التفویض والاختیار للإنسان أبدا، لأن القضاء والقدر بهذا المعنی وهو: أن مجری السنن الإلهیة اقتضت أن الشخص الفلاني إذا أراد القیام بعمل البر مثلاً باختیاره، فسیکون تقدیره جیداً وحسناً، بل ومتطوراً أیضاً بشکل ملحوظ، أما إذا ارتکب معصیة أو ذنب باختیاره، فسیکون تقدیره أخیراً بالسوء والابتلاء، ومرافقاً للعذاب أیضاً.
وببساطة، یحدد الانسان نفسه، وباختیاره للقضاء والقدر الإلهي. لقد بین الله سبحانه وتعالی الإنسان الصالح من الطالح والحسن من الرديء بشکل واضح وجید، وقدّر في نهایة الطریق: النعمة والرفاهیة، أما نهایة الطریق الآخر: فهو الشقاء والعذاب، فإذا أراد الإنسان السیر من هذا الطریق ـ أي طریق الخیر ـ فستشمله العنایة والرعایة الربانیة، وسیحظی بالنعمة والسعادة، أما إذا اختار بنفسه الطریق الآخر ـ أي طریق الشر ـ فسیکون مصیره بخلاف الطریق الأول، وکل منهما، لیسا بمعنی الجبر و الإلجاء، لیتنافی مع اختیار الإنسان.
2ـ نعم، سیقرر الانسان مصیره بنفسه من خلال سلوکه وأفعاله وأقواله، فمن القوانین و القواعد الثابتة الالهیة في حياة البشر، هو: أن یقرر کل فرد في المجتمع مصیره بنفسه. ولیس هناک أي نوع من الإجبار أو التدخل للعوامل الخارجیة التي تکون خارج إرادة الإنسان «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ»؛ (رعد/13/11). تبین هذه الآیة قانوناً عاماً، وهو: أن کل فرد أو مجتمع یقرر مصیره بنفسه، وأن أي تغییر في السعادة أو الشقاء الحاصل للفرد أو المجتمع، فهو ـ نفعه أو ضرره ـ یعود علیهم بالدرجة الأولی، وأن أي تغییر في الحیاة الفردیة والاجتماعیة، فإنه یستند إلی تغییرات طارئة علی الفرد أو المجتمع.
3ـ هذه المسألة بحاجة إلی بحث مفصل، فليس السحر والشعبذة أعلی من قدرة الله عزوجل وإن کل ما یقع في عالم الوجود هو لیس خارجاً عن إرادة الله، ولا منافاة له أیضاً مع الحکمة والقدرة الإلهیة، لأن الله سبحانه وتعالی هو الذي منح هذه القدرة إلی السحرة، لیعرف أيّ منهم یستفید منها بطریقة صحیحة، وأيّ منهم یستخدمها في الطریق الخطأ.
العالم - بفتح اللام- ، هو عالم - بفتح اللام - الاسباب والمسببات، فکل شيء یمکن أن یصبح سبباً لشيء آخر، إذ إن الله عزوجل خلق الأسباب، وفوض إلی الإنسان القدرة علی الاستفادة منها واستخدامها، لیعرف أي إنسان یستفید منها بصورة حسنة أو سیئة.
ومن جهة أخری ما لم یشأ الله عزوجل، فلا أثر لأي سبب من الأسباب، وما لم ینسب أحد مجری ذلك الحدث إلی نفسه، فلا ینسب هذا السبب إلیه وهکذا السحر، فإذا توکل أحد علی الله عزوجل، وابتعد عن المعصیة والخيانة، ولجأ إلی القرآن والدعاء، فلا یؤثر هذا السحر، أما إذا افتقد هذه الأسباب، فقد یؤثر فیه السحر.
هذا هو بحث ظریف ومهم في نفس الوقت، لا تتسع الرسالة إلی الإجابة أکثر من ذلک، فقد یفقد الانسان أسباب الصیانة والمحافظة علی نفسه من تلك الحوادث أو الشعبذة والسحر، لكن إذا كان لديه من الإيمان والثقة بالله والتوکل، فلن تحصل له أي مشكلة. نعم هناك مسألة الابتلاء والامتحانات الإلهیة، وهذه بحاجة طبعاً إلی بحث مفصل. وعلى أي حال، فإن أياَ من هذه الأمور، لا تتعارض مع إرادة الإنسان واختیاره.
4ـ نعم، الصلاة تجعل الإنسان ینعم بمستقبل سعید، والعودة إلى الحياة، فتطیل في عمره، وتزید من رزقه، وتسطع الإشراقة والنور والضیاء في قسمات وجهه.
الكلمات الرئيسية :
۲,۱۳۲