دعوتي لکم بقبول عباداتکم و طاعاتکم أیها الأخت المؤمنة و لکافة المؤمنين و المؤمنات. قبل أن أجیب علی أسئلتکم، أذکر لکم مقدمة مع الإشارة إلی هذه النقطة وهي:
علیکم أن تعرفوا أن مصادر الأحکام الشرعیة هي لیست «القرآن الکريم» وحده، بل إلی جانب القرآن الکریم، تضم «روایات اهل بيت العصمة و الطهارة»، فهم مفسرو القرآن الحقیقیون، وکذلك «العقل» في بعض الموارد، و«اجماع علماء الدين » في کافة الفترات والعصور علی مسألة. فهذه الأمور الأربعة هي مصادر التشریع الإسلامي. أما «القرآن الکريم» فهو کتاب جامع، یبین کليات وقواعد الاحکام، وکما اصطلح علیه المنطق: أنه یبین کبریات المسائل، أما الجزئيات ومصادیق کل کبری قرآنية، ففقد تکف ببیانها روایات اهل بيت العصمة و الطهارة علیهم السلام.
فالقرآن الکريم مثلا امر بالصلاة، ولکن أين جاء في القرآن أن تصلی صلاة الصبح رکعتان، وصلاة الظهر و العصر و العشاء أربع رکعات، وصلاة المغرب ثلاث رکعات مثلاً؟ وأین جاء في القرآن: کیف نصلي؟ وکيفية الجهر و الاخفات في قراءة الصلاة؟ وأمر القرآن الکريم کذلك بالصوم ... ولکن أین جاء في القرآن: عن أي شيء نمسک؟ و جاء في القرآن الحج... ولکن أین جاء بیان جزئيات اعمال الحج بشکل کامل في القرآن؟ وکذلك سائر الاحکام الإلهية ... إذ لم یبین جزئيات و مصادیق الاحکام بشکل کامل في القرآن الکریم، بل جاءت روایات اهل بيت العصمة و الطهارة(عليهم السلام) فبینت المصادیق و الجزئيات.
وأقول بعد بيان هذه المقدمة جواباً علی أسئلتکم: عندما یأمر القرآن الکريم بالحجاب، ویوجب الحجاب علی النساء، یحکم العقل بأن عدم رعاية الحجاب یعني المخالفة والعصیان لأوامر الله في هذه المسألة، ومن خالف حکم الله استحق العقاب، کما لو أمر المولی عبده بأن یقوم بعمل ما، فخالفه العبد، ذمه العقلاء، واستحق العقاب من مولاه، فإما أن یعفو المولی عن عبده، أو یوبخه ویحذّره.
والله هو المولی الحقيقي للعالم بأسره، إذا أمر عبده أن یقوم بعمل ما، فخالفه العبد وعصاه، استحق عقاب الله عقلاً، وحکم العقل باستحقاق العقاب و العذاب، غایة الأمر قد یری الله العبد مهیئأ لطلب العفو، فیعفو عنه، ویقد یعذب عبداً آخر. وعلی کل حال، لا یخلو فعل الله عن الحکمة، وأن من استعد وهیّأ نفسه للتوبة، والقیام بأعمال البر، وکان مستعداً مهیئاً لمغفرة الله وصفحه عنه، فسیعفو الله عنه و یسامحه. وعلی أي حال، ما یتواجد في مسألة الحجاب في نظر القرآن الکریم هو أن لو خالف عقل أحد لمسألة الحجاب، استحق العذاب.
اما في نظر الأخبار والروایات: لو ماتت المرأة الغیر محجبة من دون توبة، فمن الممکن أن تعذب في العالم الآخر، جزاء لتعمدها علی ترك الحجاب، وتدل علیه بعض اأخبار والروایات، ولکن لیس کذلك أن تقطع کف ید أحد في الدنیا لأجل السفور و عدم تغطیة الشعر، بل إن عذاب عالم الآخرة یتناسب مع اعمال و سلوك البشر، فلو تعمدت امرأة علی ترک الحجاب، فأدی ذلك إلی الفساد في المجتمع، أو تسفر النساء عن شعورهن، فتلحق نار الفساد هذه الضرر بالشباب والرجال، وتحرك فیهم الغریزة العاطفیة والشهوة، ألا یستحق العذاب الالهي في جهنم؟ ولیس هذا وحده للسفور و ترك الحجاب، بل لکل ذنب ومعصیة، یتبعه في الآخرة نوع من العذاب بحسب نوع تلك المعصیة واستحقاق الذنب.
أما بالنسبة لتألمکم وانزعاجکم من تصرفات بعض الأفراد أو المؤسسات الحکومیة الخاصة، فإنا وإن لم تتوفر لدينا معلومات عن طریقة تصرفاتهم وطبیعة عملهم، لکن من الممکن أنهم لم یتصرفوا تصرفاً لائقاً وصحیحاً، بل مقبولاً، وفي موارد کثیرة قد تصدر مثل هذه الأخطاء من بعض الجهات الرسمیة أو الحکومیة، ولکن ما نرجوه ونأمله منکم و من طلاب الجامعات والکلیات من ذوي الضمائر الحیة، هو أن لا تقیسوا الإسلام بتصرفات وسلوك صادر عن بعض الأفراد أو الجهات الرسمیة أو الحکومیة، و تقولو: نعم هو هذا الإسلام، بل اعرضوا عملهم علی الإسلام، فإن لم یکن مطابقاً للإسلام، کان عملهم و سلوکهم مخالفاً للقانون الإسلامي.
وعلی هذا، فإن المواجهة السلبیة الحادة التي یرافقها نوع من العنف، ولم تکن هذه التصرفات الصادرة من البعض سلیمة، فإنها لا تمتّ للإسلام بصلة، غایة الأمر أنکم تبدون استیاءکم وکراهیتکم جراء ما یصدر منهم من أفعال وسلوك منحرف، لا أن تنزعجون من الإسلام، وبینهما بون بعید.
أختي العزیزة: أنکم أعقل من تربطوا بین هذه التصرفات الغیر لائقة والغیر سلیمة الصادرة من بعض الأفراد أو بعض المؤسسات الرسمیة والحکومیة، بأحکام الإسلام،وبسبب هذه التصرفات المشینة، أبدیت استیاءك من مسألة الحجاب، وأمثال ذلك.
أما بالنسبة إلی أصل قانون التعامل مع مسألة عدم الالتزام بالحجاب في المجتمع الإسلامي بصورة إیجابیة، فأقول: الحجاب من ضروريات الدين، وعلی الحاکم في المجتمع الاسلامي أن یمنع مظاهر الفسق و الفجور. و في الاسلام قوانين مدنية، علی الناس أن یراعوها في کافة أرجاء العالم. فهل هناك حریة في التخلف عن القوانین؟ أم نسمي ذلک ممارسة الحریات؟! وفي أکثر البلدان تطوراً في العالم، لا یسمح للناس بالتخلف عن القوانین وعدم رعایتها؟! و علی کل حال، إن من یختار دینه علیه أن لا یخالف قوانینه، بل یعمل علی ضوئها، وإن لم یتقید بدین أو کان ملحداً علی فرض، إلا أنه یعیش في المجتمع الإسلامي، فعلیه أن یراعي قوانینه، ولا یشذ عن الطاعة لها واحترامها، فممارسة الأعمال الشاذة وغیر الطبیعیة حرام، وعلی الحاکم في المجتمع الإسلامي محاربة هذه المظاهر .
أما ما قلتم: لا إکراه و لا إلزام في الدین، فنقول: نعم، لا إکراه ولا إلزام في أصل قبول الدین، ولکن بعد قبول الدین، قد یکون إکراه وإلزام في بعض الموارد، لذا فآية: «لا اكراه في الدين»هي لیست بمعنی عدم وجود أي إکراه في الدین، بل تعني أنه قد قبل وارتضي في کافة المذاهب الإلهیة والمدنیة: أنه لو یتم التصویت علی القوانین في المجتمع، فعلی الجمیع حتی علی من لم یدلوا بأصواتهم أن یراعوها ویحترموها، مع أن کل قانون شرعي أو مدني یتضمن حدوداً وضوابط لاتباعه وأنصاره، ولکل من ارتضاه وقبله.
أختي العزیزة: أمعنوا النظر في هذه المسألة: أن في کل دین، هناك قوانین لمعاقبة السارق، ومثاله، فلو سرق أحد، أو اغتصب المال العام بالقوة، أو تم التعدي علی أحد وظلمه، فعاقبه الحاکم، فسوف لن یعترض أحد: أن لماذا تعاقب السارق؟! ألیس في الدین حریة؟!!
ومن خلال الالتفات إلی هذه المطالب، سیکون معنی آیة عدم الإکراه في الدین هي: أن الدین وقبوله والاعتقاد به، لیس أمراً اعتقده الأفراد بالاکراه، بل هو أمر قلبي، قام علیه الدلیل، وتطابق مع العقل و البرهان، فکل من أراد اختیاره بإرادته و رغبته، ولا یکون مکرهاً في قبول أصل الدین، فسیقبله أفراده من أعماق قلوبهم ونفوسهم طوعاً لا کرهاً، ولذلك فإن الأفراد الذین یرتضون الدین، لم یکونوا یقبلوه بالإکراه و الإلزام، أما بعد قبوله والاعتقاد به، فعلیهم التمسك والالتزام به والعمل بأحکامه.
أما ما ذکرتم: أن هناك الکثیر ممن یسیئون للحجاب والنقاب اللواتي یرتدینه، و... فنقول: ینبغي أن أذکر أن المحافظة علی الحجاب هو مقدمة للمحافظة علی العفاف و الحياء، أما ترک الحجاب أو سوء الحجاب فهو مقدمة أیضاً إلی إیجاد الفتنة، وفي الأصل محاربة الفتنة و الفساد، فالفرد السيء العمل من أهل المخالفات مدان، وإن کان مغطی ومستتر بالعباءة، وعلی هذا، فإن ارتکاب البعض للجرائم والمخالفات التي تصدر من بعض من یتزیین بالحجاب الاسلامي المرتدیات للعباءة والنقاب وأمثالهن، لا یکون دلیلاً أن نقول بعدم لزوم المحافظة علی الحجاب إذاً.
نعم، یدعو الإسلام إلی ستر جسم المرأة تماماً و کافة التخصرات فیه، والتي تسبب نوع من الحساسیة و الإثارة، بأن تلبس الجبة والبنطلون أو العباءة التي تغطي وتستر کل البدن، وفي المجتمع الذي لا یتعارف فیه لبس العباءة، لا یقول الإسلام لها ارتدي العباءة،بل یقول لها: حافظي علی حجابك، بأي ملابس کانت، وبأي طریقة! وإن قدرت ارتدي ما هو متعارف حالیاً من حجاب في المجتمع الغربي، ولا یعین الإسلام نوع الحجاب، بل یطالب بالمحافظة علی الحجاب.
ثم قلت: إن الرجال یفعلون ما یشاءون، وهم أحرار، أما النساء، فلا حریة لهن. أقول: کلا، هذا غیر صحیح، إذ یتساوی الرجل والمرأة من حیث الکرامة الإنسانیة و الحقوق المادية و المعنوية، فکما أن الأحکام و المسئوليات قد وضعت للنساء والسیدات، فقد وضعت أیضاً للرجال و ربما بنسبة أکثر.وتوضیح هذه المسألة وإن لا یمکن حصره في هذه الرسالة، لکننا مضطرون بالإشارة إلی تغطیة بعض المطالب:
لقد ساوی الإسلام بین الرجل والمرأة في القیمة الإنسانیة، وإن کانت الحکمة إبقاء و استمرار الأجیال البشریة، فقد خلق سبحانه وتعالی نوع البشر من کلا الجنسین کسائر المخلوقات الأخری، من ذکر وأنثی، وجعل لکل منهما وظائف ومسئولیات خاصة قد حددت في عالم الطبیعة، وکل منهما قد تخصص بخصائص متناسبة مع تلك الوظائف والمسئولیات الفطریة والطبیعیة لکل منهما، ولکن لم یجعل هذا التفاوت والاختلاف في الجنسیة وسیلة إلی أفضلیة الرجل، بل إن الرجل والمرأة معاً متساویان في کافة الموارد، والاسلام في الحقيقة ومن خلال الأوامر التي أصدرها، استعاد للمرأة حقوقها، وحفظ لها کرامتها، ولکي تعلموا کیف حافظ الإسلام علی حقوق المرأة، أعیدوا النظرة إلی ما مضی من تاریخ المرأة، وعودوا إلی الوراء قلیلاً.
فنقول علی سبیل المثال: لقد عانت المرأة في الفترة البربریة والهمجیة من مظلومیة أخرجتها من عنوان کونها إنسانة، و عدّتها في قائمة الحیوانات والبهائم والعبید، وکانت تتعرض إلی سیاط أزواجهن الظالمین لهن تحت حجج و أعذار واهیة، وکان بإمکان الزوج أن یهب أو یعیر أو یقرض زوجته للآخر، شأنها کشأن أي موجود آخر، أو یعرضها في سوق عکاظ کسلعة مستهلکة متدنیة لبیعها وشرائها، واحتساب النساء کحیوانات أهلیة، یمکن استخدامها لقضاء الحاجة فقط ودفع الشهوة، وتولید النسل، فیقتلونها في المجاعة والقحط، ویستفادون من لحمها، ویوکلون إلیهن في بعض البلدان المهام الشاقة والصعبة، کبناء العمارات، ورش البذور، والزراعة، والسقایة، ولم یکن الرجال یبدون استعداداً أبداً أن یساعدوا النساء أبداً، ففي الهند مثلاً، حیاة المرأة تتبع حیاة الزوج، فبعد موت الزوج تحرق مع جسد زوجها، وکانت تعیش حیاة الذل والهوان، ولا تقدر أن تتزوج بعد ذلك.
وقع في القرن الخامس والسادس الميلادي اختلاف بین قادة المذاهب وأنصار السید المسیح علیه السلام: أن هل للمرأة نفس ناطقة و کونها جزء من الإنسان أم لا؟ فتم تشکیل جمعیة تضم عدداً من کبار القساوسة والرهبان لرفع هذا النزاع الذي وقع في عام (576.م) في «ماکون»، وبعد فترة من المحادثات و الحوارات، صدر الرأي النهائي والأخیر وصادقت علیه الجمعیة: أن المرأة تشکل جزءاً من الإنسان، ولکنها خلقت لأجل الرجال فقط، أما في العصر الجاهلي العربي، فقد وصلت مظلومیة المرأة أوجها وأعلاها، لأن المرأة تعرضت إلی أدنی حالات العار والمساوئ، فوصل الحال بها، أن توئد البنات وهن أحیاء تحت أطلال من التراب، أو تفصل رؤوسهن عن أجسادهن، أو یلقون بهن من أعلی الجبال الشاهقات، أو یغرقوهن في الماء، ویخنقوهن، فالعرب في الجاهلیة کانوا یتشاءمون لولادة البنت، «و إذا بشر أحدهم بالأنثی ظل وجهه مسوداً و هو کضیم، یتواری من القوم من سوء ما بشر به أیمسکه علی هون أم یدسه في التراب»، و کانوا یخفون ولادة البنت علی الأقارب والأرحام والأصدقاء، وکأن أسرة هذه البنت الولیدة قد ارتکبوا إثماً لا یغتفر أو جریمة.
فجاء الإسلام، ودخلت حیاة المرأة مرحلة جدیدة، وحصلت علی حقوقها الفردیة والاجتماعیة في ظل التعالیم الجدیدة لأحکام الإسلام، وتحددت في النظام الحقوقي الاسلامي لکل من الرجل والمرأة حقوقهما طبقاً للوظائف الطبیعیة في المجتمع، فمنح النظام الحقوقي الاسلامي للمرأة أفضل الکرامة، ودافع عن شخصیتها الحقیقیة والحقوقیة أحسن وأشد الدفاع، فالکرامة التي منحها الإسلام للمرأة لا توجد في أي حضارة قبل الإسلام ولا بعده، وکما أن الله سبحانه وتعالی الحکیم العالم و القادر قد أوجد نظام الکون الأحسن في عالم الخلقة منزهاً عن کل عیب أو نقص، کانت قوانینه التشریعیة من أفضل القوانین، قد شرعت علی أصل المعرفة بکافة المصالح والمفاسد.
ومن تلك القوانین الالهیة المشرعة وضع قانون حول حجاب المرأة، وحافظ بهذا القانون علی المرأة من حیل وألاعیب الشیطان وعبث العابثین، ولا یمکن إنکار هذه الحقیقة: أن هناك فوارق واختلافات کثیرة بین الرجل والمرأة من الناحیة الجسدیة «الجسم» والنفسیة «الروح والعاطفة»، وهذه الفوارق و الاختلافات تعتبر أموراً طبیعیة، قد وضعت لکمال الخلقة، ورفع احتیاجات المجتمع البشري، وهذه الفوارق والاختلافات موجودة أیضاً بین الرجال أنفسهم، فعلی سبیل المثال:
یتساوی کافة البشر في أصل الاستعداد، إلا أنهم یختلفون في خصوصیاته علی أساس الحکمة الإلهیة البالغة، لیتمکنوا من خلال تفتح هذه القابلیات وتفجر الطاقات والکفاءات بتوفیر کافة الاحتیاجات الاجتماعیة في مجالات عدیدة ومتنوعة، فللمجتمع احتیاجات کثیرة، في مجال المواد الغذائیة، وفي مجال الصحة، والإعمار والبناء، و... ولهذا اقتضت الحکمة البالغة، أن تتعدد الکفاءات والاستعدادات لصیانة المجتمع وتوفیر کافة احتیاجاته ومستلزماته، ویمکن من خلال تفجر هذه القابلیات والکفاءات رفع کافة الاحتیاجات عن المجتمع.
وکما أن الفارق والاختلاف في الکفاءات والقابلیات لیس دلیلاً علی أفضلیة إنسان علی آخر، فالزیادة الطبیعیة لأعداد الرجال والنساء یعدّ مسألة طبیعیة أیضاً، في اشتراکهم معاً في أصل الخلقة، أما في نظر طبیعة الخلقة، فهم یختلفون، وهذا الفرق والاختلاف في الرجولة أو الأنوثة إنما هو لتکمیل الخلقة ورفع الاحتیاجات الطبیعیة في الحیاة، والتوصل إلی الکمال في الحیاة الاجتماعیة، لأن الاختلاف في خصوصیة الخلقة، یضمن بقاء النسل البشري ویمهد لإیجاد أرضیة المحبة في داخل المجتمع، والحرکة والسعي نحو الکمال، فإن حصل غیر هذا، حصل نقص في الخلقة، إذ الکمال الاجتماعي یقضي بتواجد الرجل والمرأة معاً، کل حسب طاقته وکفاءته، لممارسة وظائفه و أنشطته الاجتماعیة.
هذا هو ما یقتضیه نظام التکوین الأحسن والتشریع الإلهي، في رسم سیاسة و بیان دور کل من الرجل والمرأة في المجتمع. ویبدو من خلال حالة ووضع الخلقة، والخلق، والجمال، وجاذبیة جسم المرأة، أن سبب هذا یعود إلی الوظیفة الطبیعیة التي تحملها النساء والسیدات، یعني: الجاذبیة، تربیة الأبناء، إیجاد العاطفة، والمحبة، ولهذا، فإن الحفاظ علی ستر الجسم لازم و فرض علی النساء، أما الرجال فهم لم یخلقوا بهذه الجاذبیة. وکذلك بالنظر إلی بعض الحکم الالهیة الأخری، لم یوجب الاسلام علی الرجال ستر البدن، ولکن لا یحق للنساء أن ینظرن إلی جسم الرجل، ولا یجوز للرجل أن ینظر إلی جسم المحارم من النساء، وعلی کل حال، للرجال وظائف ومسئولیات أصعب من النساء.
أما ما أشرتم إلیه من المجتمعات الغربية، فأقول: تعرضت مسألة حقوق المرأة والمساواة بین الرجل والمرأة إلی صخب وضجیج وشدّ وجذب في البلدان الغربیة وکذلك البلدان الشیوعیة، مدعیة أنها تدافع عن حقوق المرأة، مستغلة هذه العناوین استغلالا سیئاً: کمسألة حقوق المرأة، الحریة، الدیمقراطیة، و... فسحقوا بأقدامهم کرامة المرأة وشخصیتها بشکل مروع و بأبشع صوره، کعرض صور المرأة وهي نصف عاریة في المجامع العامة، والدعارة، لیتلاقفها أهل الشهوات والملذات بأیادیهم الملوثة وکأنها دمیة، ولیخلق أصحاب الدعایات المغرضة والخبیثة والانتهازیین لها شخصیة کارتونیة مزیفة، حتی لا تشعر النساء بشخصیتهن المهانة.
وعانت المرأة في التاریخ الجاهلي القدیم من الظلم والتتحقیر والاستخفاف والاستغلال من قبل الرجال، وفي العصر الحدیث أیضاً الذي تری فیه نفسها أنها متحضرة، غایة الأمر أن شکل الظلم والاستغلال الذي عانت منه في التاریخ الجاهلي القدیم یختلف عما تعانیه في العصر الحدیث، وأن کانا معاً عملة واحدة قد أساءا لشخصیة المرأة وإهدار کرامتها في کلا الجاهلیتین، فالفساد والضیاع موجود في المجتمع، وکذلك ممارسة الظلم وسیاسة العنف ضد المرأة، والعمل علی إضاعة حقوقهن الحقیقیة هو لیس بأقل من إضاعة حقوقهن في العصر الجاهلي القدیم، غایة الأمر أن العصر الحدیث یتمثل فیه مقاصد وأغراض استعماریة، وتغطیة الحقائق والمفاهیم الانسانیة، فإن کانت البنات توئد في الجاهلیة القدیمة وهن أحیاء، ففي العصر الحدیث دفنوا العفة، الحیاء، الغیرة، التي تشکل الشخصیة الحقیقیة للمرأة في وحل و مستنقع الرذیلة والفتنة والفساد، ولو کان الأولاد یقتلون في العصور القدیمة، ویجرّون البنات إلی الرذیلة والانحطاط والخدمة والملذات، ففي العصر الجدید، ومن خلال وسائل الإعلام المضلل وتحت عناوین مخادعة وممارسات کاذبة، حاولت القضاء علی روح الشهامة والرجولة، الغیرة، والدفاع عن النوامیس والأعراض عند الرجال، والشعور بالعفة عند النساء وإیقاع الفتیات والنساء في حبائل الشهوات و صیادي العفة والشرف من أصحاب الشهوات والملذات.
وقد قام الغربیون بإدخال النساء لتعمل في المصانع والمعامل التجاریة، الحوانیت، ومراکز الابتذال والفساد الأخلاقي، کالمسارح و المراقص اللیلیة والحفلات، و... برفعها شعارات المطالبة بحریة المرأة والمساواة بین الرجل والمرأة... فأبعدوا المرأة عن حریم العفاف والحیاء والشرف والحجاب، وساقوها إلی ممارسة البغاء والإباحیة، لتکون طعمة سهلة بأیدي الرجال متی شاءوا، وفي الحقیقة، وتحت مسمی الدفاع عن حقوق المرأة وتساویها مع الرجل، لإیقاعها في مصیدة تتشکل من نوعین: اقتصادیة، وإباحیة، وبهذا الأسلوب قضوا علی علی کرامتها، وکذلك و من خلال هذا الواقع، وعبر تبلیغاتهم الکاذبة، تمسکوا بها علی أنها الورقة الرابحة لهم، وأنهم هم وحدهم أصحاب الحق والامتیاز في المجتمع.
النتائج السلوكية للنظام الحقوقي للإسلام والغرب:
1ـ کرامة و هوية المرأة
کان الإسلام سباقا لتحریر المرأة من الغرب، والغربیون هم مقلدون للإسلام، غایة الأمر أن حریة الإسلام تعني إستعادة كرامتها المنتهكة، أما حریة الغرب فهي السحق بالأقدام علی هویة، كرامة وشخصية المرأة.
الخطوة التي خطاها الإسلام لإحیاء الکرامة والشخصیة الحقیقیة والحقوقیة للمرأة، هو أن وضع فرقاً أساسیاً بینه وبین ما هو موجود في الغرب حول حقوق المرأة، وتقلید الآخرین له، ولا یمکن المقارنة بینهما أبداً، فمع رعایة النظام الحقوقي في الإسلام لأصل العدالة بالنسبة للحقوق الطبیعیة للمرأة، کان قد منحها نوعاً من الکرامة، الحریة، واستقلال الفکر والرأي، واستعادة الهویة الإنسانیة المتناسبة مع المرأة، في مسیر الکمال والقیم والمبادئ. أما النظام الحقوقي في الغرب، فقد ضیع شخصیة و کرامة المرأة، فوصل الأمر بها أن تصاب بفقدان الهویة، وأفراغ القیمة المعنویة والکرامة لها عن محتواه، فأصبح عدیم الجدوی و الفائدة، وجعلها من خلال اعتمادها علی القیم المادیة والإباحیة أن تحرم من اکتساب الکمالات المعنویة، وأصبحت أداة للمنتفعین والمستفیدین من الإباحیة الجنسیة.
ومن هذه الجهة، تسيء الحکومة الأمریکیة إلی الشرائح النسویة وتعرضها إلی أشد وأقسی حالات الأذی والتعذیب الجنسي، وذلك من خلال تقدیم عناصر الشرطة توصیات إلی النساء أن یحملن معن الهراوات والعصي للدفاع عن أنفسهن،في حالة هجوم المشاکسین الأشرار علیهن.
2ـ مسألة الأسرة
المحافظة علی کیان الأسرة هو من أهم المسائل في المجتمع البشري، واستحکام و قوة أي مجتمع یرتبط باستحکام و تقویة کیان الأسرة، فالمرأة تعد المحور الأصلي فیه، لکونها الأم والزوجة، وهي کالشمعة یحوم أبناءها کالنحل حولها، فیحصلون علی دفء و حرارة المحبة و العطف منها، ومع تلاشي وانحلال الأسرة، فستتعرض قیم ومبادئ المجتمع إلی خطر السقوط والاضمحلال.
لقد منح النظام الحقوقي في الإسلام الکرامة والشخصیة للمرأة، لیبقی کیان الأسرة دافئاً ومعطاء، وسیقوي وضع القوانین کقانون الحجاب، بالمحافاظة علی العفاف والحياء و.. لنظام الأسرة. ومنح الإسلام للمرأة أیضاً نوعاً من الشخصیة والاستقلال، وأحیی حقوقها الحقیقیة، ولم یلجؤها إلی ممارسة حالات التمرد والعصیان والطغیان ضد جنس الرجل، ولم تسيء الأدب للآباء والأزواج أیضاً أمام البنات والنساء، ولم تزلزل کیان الأسر والعوائل، بل زادت من الوفاء والعشق والحب للزوج والعائلة. أما في المجتمع الغربي، فنظام الأسرة متهرئ خاوي، وفارغ عن المحتوی، لیس فیه شعور و إحساس بتواجد نظام الأسرة، فالنساء تهرب من الزواج غالباً، معتقدات بأنه عبارة عن قیود وحدود للتحلل الجنسي و ممارسة الحریات.
وعلی هذا، زالت العاطفة، العشق، المحبة للزوج والابناء عند المرأة في المجتمع الغربي، ولهذا نشاهد یومیا زیادة حالات الطلاق والانفصال، وسببه: عدم تثمین جهود المرأة في البیت والمنزل، وعدم إعطاء أهمیة وقیمة لکیان الأسرة الهادئ النقي، ولو أن الله سبحانه وتعالی کرّم المرأة، و أعطاها من الثواب الجزیل بسبب عملها في البیت والمنزل، لإبقاء الهدوء في کیان الأسرة.
وبمنح الإسلام الحریة للمرأة، منع أزواجهن من تسلیم زوجاتهم اللواتي ترعرعن في أحضانهم الطیبة الطاهرة، والبنات اللواتي تربین في أحضان آبائهن وأمهاتهن الملیئة بالدفء والحنان، إلی أصحاب رؤوس الأموال والثروات و مراکز الفساد والفحشاء، لأنه بیّن أن رعایة المسائل الأخلاقیة، والمحافظة علی العفاف والحجاب باعتباره أمراً إلزامیاً وفرضاً إلی جانب حقوقهن وحریاتهن، أما حریة المرأة في البلدان الغربیة فقد رافقت نوعاً من اقتتالهن وصراعهن العملي ضد الرجال، وانحلال وسقوط الکیان الدافئ للأسرة، فوصل الأمر إلی انعدام الثقة بین الرجل والمرأة، ومن الطبیعي في مثل هذه المجتمعات، یکون کیان الأسرة الدافئ و المليء بالئام والمحبة قد تفسخ، لأن الرجل لا یثق بزوجته غالباً، ولا أن هذا المولود هل هو ابنه الشرعي أم لا؟ فمع هذا الشک والتردید الذي تنعدم فیه الثقة لا معنی لانتظار و وقع المحبة!! ویکون عدیم الجدوی والفائدة، ومن هذه الناجیة، أصبح کیان الأسرة في المجتمع الغربي والمتغربین مهدداً بالزوال.
3ـ مسألة العاطفة و المحبة
مسألة العاطفة و الانتفاع بها مهمة جداً في النظام الاجتماعي،فوجود العاطفة في الرجال،علی أساس وظائفهم الاجتماعیة،قد وضعت علی عاتقهم بموازاة المسائل الدفاعیة والصلح و القضاء وغیرها،بلا فرق في ذلک،فینبغي أن تکون في حد الاعتدال والتوازن فیها،و زیادة أو نقص العاطفة لدی الرجال سیؤدي إلی ظهور أضرار و أزمات اجتماعیة،و المرأة التي تقوم بواجباتها و مسئولیاتها علی أتم وأحسن وجه وأکمله،ستلعب دوراً هاماً في اعتدال العواطف في الرجال،فلهذا،علی النساء أن یعشن في المجتمع بنحو یجذبن فیه أزواجهن ویسخرن بعواطفهن وأخلاقهن الکریمة،لا أنهم یسخرون بغرائزهن و طبائعهن.
المسائل العاطفية المرافقة للحکم التکليفي في النظام الحقوقي الاسلامي
مع ضم الاسلام للمسألة العاطفية المرافقة للحكم التكليفي في مورد حقوق المرأة،العلاقات الأسریة والقرابة، یکون قد قوی کیان وقواعد الأسرة التي تعد الثوابت والرکائز الأصلیة للمجتمع، بهذا البیان، أنه من جهة: یکون قد بیّن الحقوق المتقابلة للرجل والمرأة، وبمنح الحریة للمرأة في الأسرة لتحریرها من الأسر والخدمة الإلزامیة للرجل، ومن جهة أخری، یمکن تناول المسألة العاطفیة، ووعد بمنح الثواب والأجر جزاء الخدمة المتقابلة لکل من الرجل و المرأة، في الکیان الدافيء للأسر، فعلی سبیل المثال:
روي عن الامام صادق (ع) أنه قال: «ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلاّ كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهار ها وقيام ليلها ويبني الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستّين خطيئة».
و عن رسول الإسلام أنه قال:«جهاد المرأة حسن التبعل» ،وروایات أخری کثیرة حول ثواب خدمة الرجل للمرأة، ومداراتها. وهذه کلها مؤشر علی إیجاد المحبة المشاعر والعواطف الإنسانیة والاجتماعیة التي بینها الاسلام لتقویة واستحکام الأسرة والمجتمع، لکي تنشأ العلاقات الانسانية والاجتماعية السلیمة، ولا تضیع حقوق أحد کذلك.
مسألة العاطفة، في المجتمع الغربي
المجتمع الغربي ومن خلال إیجاد التسیب في الوسط النسوي، وجرهن إلی مقرات الفساد، وإشاعة وترویج أسلوب التحمل، و... سلبوا منهن العاطفة والمحبة، وقضوا في النهایة علی مصدر نقل العاطفة في المجتمع، ولهذا، اتصف المجتمع الغربي بالوحشیة، العنف، وارتکاب الجرائم، وقد ذکرت الإحصائیات أن: «أن أعداد ارتکاب الجریمة کالقتل، والتعرض الجنسي، السرقة، وکافة أنواع الشر، تزداد یوماً بعد یوم في الولایات المتحدة الأمریکیة»، فالعنف والقسوة موجودان في المجتمع الغربي واللاإسلامي، و هو غیر موجود في المجتمع الإسلامي، و سببه وجود العواطف النبیلة الحیة بین المسلمین، و القضاء علیها في المجتمعات الغربیة، «لهذا، ترون العنف في الحروب الغیر إسلامیة،وعدم وجودها في المجتمعات الإسلامیة، و عدم تواجد الحالة السبعیة المتواجدة عند الآخرین عند المسلمین» .
وعلی کل حال، الرسالة قبل أن یتوقع أنها طویلة و متعبة، لو دققتم في کافة المسائل،فقد أدخل الغرب صدمة علی النساء لا یمکن التعویض عنها، وبهذا العمل، خان الشریحة النسویة، والمجتمع البشري أیضاً.
وأخیراً أختي العزیزة: لقد راعی الاسلام کافة الشئون والمصالح العائلیة والأسریة، الاجتماعية، الاخلاقية، و... أمر برعاية الحجاب، لیحافظ من خلال هذا الطریق علی العفاف، الحیاء، التدین والالتزام، الشجاعة. وبکلمة واحدة: راعی الإسلام کافة القیم والمبادئ الانسانیة الشریفة والسامیة في العوائل والأسر، وببقاء جذوة وقبس العاطفة والمحبة الأسریة للأبناء، أدی إلی إمکان تربیتها علی أساس المحبة، الحیاء، الشجاعة، الإبداع، و... ومن ثم إیجاد مجتمع قائم علی المحبة والعاطفة، ینتج عنه: توفیر الأمن العام، الرفعة والتسامي العام، والازدهار والتطور في کافة المجالات. وفقکم الله .
الأجوبة على شبهات الحجاب
28 جمادی الثانی 1434 الساعة 19:25
إلحاقاً بالرسالة المرقمة ... علمت وباهتمام کامل أنکم تجیبون علی الأسئلة، فافتخرت بنفسي مرة أخری أنني مقلد لآیة الله العظمی فاضل لنکراني،فرأیت من خلال توضیحاتکم الکاملة، أن أعرض علیکم أسئلتي وبعض الأمور الغامضة عندي، أملاً بأن أحصل علی نصائحکم و إرشاداتکم. في الحقیقة، أنني کنت أعتقد بمسألة الحجاب إلی عامین من قبل، وأنني إن لم أجد السحابة التي تشد مقنعتي لتستر شعري، لا أخرج من البیت. لکن حصلت لي أمور جعلتني أفقد اعتقادي تماماً، فأي آیة في القرآن جاء فیها: أن إذا خرجت شعرة من شعر رأس المرأة، ستعلق بها یوم القیامة وتعذب؟ وأي آیة في القرآن جاء فیها: ن إذا بدا شیئاً قلیلاً من کف ید المرأة، فستقص من هذا القسم قطعة قطعة؟ و أین جاء في القرآن: أن في المجتمع الإسلامي، یأمر رئیس الجمهوریة قوات 110 لینزلوا إلی الشوارع، فیسلبوا منا الهدوء و الأمان؟ ألیس الدین اختیاریاً؟ وأین جاء في القرآن: أن الجبة التي ترتدیها المرأة إن کانت قصیرة شبراً فوق الرکبیتن أن تعامل کمجرمة أمام باب الجامعة وفي الشوارع والطرقات؟ ألیس الدین اختیاریاً؟ وأین جاء في القرآن: أن یکون الرجال في المجتمع الإسلامي کما یریدون؟ «بملابس المصارعة، رفع الأثقال، و.. .»، لکن علی النساء أن یغلقن أعینهن؟ ولماذا نحن السیدات علینا أن نفعل کل شيء حفاظاً علی هدوء أعصاب وأرواح السادة الرجال، إلا أنهم...؟ وأین جاء في القرآن: اغتب ما یحلو لك، وکذّب، وکل حق الناس بالباطل؟ ولکن مع کل هذا، علیك أنت المرأة أن تلتزمي بالحجاب والمقنعة التي وضعتیها عبثاً علی رأسك، أو العباءة التي لففت بها جسمك بلا داعي أبداً؟ وأین جاء في القرآن: أن یجبر الناس والنساء تحدیداً براعایة الحجاب؟ فقد لا تکون الفتاة مسلمة؟ وکیف أن تلفازنا: یعرض مشاهد دائماً عن المرأة المحجبة في الغرب، لا یحق لها أن تدخل المدرسة أو الجامعة وهي ترتدي الحجاب الإسلامي؟ معتقدین بأن هذا عمل سيء؟ ولکن یفرض هنا أن تلتزم المرأة برعایة الحجاب الإسلامي وارتداء المقنعة وأحیاناً لبس العباءة للذهاب إلی المدرسة أو الجامعة؟ أتعتقدون أن مجتمعتنا یخلو من الفساد والتخریب؟ فکم قیدوا الشباب فصار الجمیع حریصاً، وجعل المجتمع والبلاد کارهاً للحجاب؟ ولکن من حسن الحظ أن الله کان معي فأنا أعتقد بالصلاة والصوم والله؟ وأنني لم أخلط فیها مثل کثیر من صدیقاتي وأنا علی ثقة بأنکم لو ولدتم في أسرة غربیة، سوف لن تتحدثوا عن الحجاب بهذه الطریقة؟ الاسلام قال: لا تفعلوا شیئاً یثیر الأنظار حولکم؟ فلو کنت في أحد البلدان الغربیة، وأخرج بالحجاب، فسیلفت الأنظار أکثر، وقصدي من عدم التحجب والسفور، لیس عدم التحجب الإباحي والغیر مناسب، بل الحجاب المتعارف والمرسوم، بل المناسب الذي لا یثیر الأنظار. أنني أختنق من هذا الجو المخیف والمرعب، وأنا مع ذلك أنتظر إجابتکم وإرشاداتکم الغیر محایدة، والبعیدة عن التشدد والتعصب، والداعیة إلی المنطق والرویة والحکمة.
الجواب :
دعوتي لکم بقبول عباداتکم و طاعاتکم أیها الأخت المؤمنة و لکافة المؤمنين و المؤمنات. قبل أن أجیب علی أسئلتکم، أذکر لکم مقدمة مع الإشارة إلی هذه النقطة وهي:
علیکم أن تعرفوا أن مصادر الأحکام الشرعیة هي لیست «القرآن الکريم» وحده، بل إلی جانب القرآن الکریم، تضم «روایات اهل بيت العصمة و الطهارة»، فهم مفسرو القرآن الحقیقیون، وکذلك «العقل» في بعض الموارد، و«اجماع علماء الدين » في کافة الفترات والعصور علی مسألة. فهذه الأمور الأربعة هي مصادر التشریع الإسلامي. أما «القرآن الکريم» فهو کتاب جامع، یبین کليات وقواعد الاحکام، وکما اصطلح علیه المنطق: أنه یبین کبریات المسائل، أما الجزئيات ومصادیق کل کبری قرآنية، ففقد تکف ببیانها روایات اهل بيت العصمة و الطهارة علیهم السلام.
فالقرآن الکريم مثلا امر بالصلاة، ولکن أين جاء في القرآن أن تصلی صلاة الصبح رکعتان، وصلاة الظهر و العصر و العشاء أربع رکعات، وصلاة المغرب ثلاث رکعات مثلاً؟ وأین جاء في القرآن: کیف نصلي؟ وکيفية الجهر و الاخفات في قراءة الصلاة؟ وأمر القرآن الکريم کذلك بالصوم ... ولکن أین جاء في القرآن: عن أي شيء نمسک؟ و جاء في القرآن الحج... ولکن أین جاء بیان جزئيات اعمال الحج بشکل کامل في القرآن؟ وکذلك سائر الاحکام الإلهية ... إذ لم یبین جزئيات و مصادیق الاحکام بشکل کامل في القرآن الکریم، بل جاءت روایات اهل بيت العصمة و الطهارة(عليهم السلام) فبینت المصادیق و الجزئيات.
وأقول بعد بيان هذه المقدمة جواباً علی أسئلتکم: عندما یأمر القرآن الکريم بالحجاب، ویوجب الحجاب علی النساء، یحکم العقل بأن عدم رعاية الحجاب یعني المخالفة والعصیان لأوامر الله في هذه المسألة، ومن خالف حکم الله استحق العقاب، کما لو أمر المولی عبده بأن یقوم بعمل ما، فخالفه العبد، ذمه العقلاء، واستحق العقاب من مولاه، فإما أن یعفو المولی عن عبده، أو یوبخه ویحذّره.
والله هو المولی الحقيقي للعالم بأسره، إذا أمر عبده أن یقوم بعمل ما، فخالفه العبد وعصاه، استحق عقاب الله عقلاً، وحکم العقل باستحقاق العقاب و العذاب، غایة الأمر قد یری الله العبد مهیئأ لطلب العفو، فیعفو عنه، ویقد یعذب عبداً آخر. وعلی کل حال، لا یخلو فعل الله عن الحکمة، وأن من استعد وهیّأ نفسه للتوبة، والقیام بأعمال البر، وکان مستعداً مهیئاً لمغفرة الله وصفحه عنه، فسیعفو الله عنه و یسامحه. وعلی أي حال، ما یتواجد في مسألة الحجاب في نظر القرآن الکریم هو أن لو خالف عقل أحد لمسألة الحجاب، استحق العذاب.
اما في نظر الأخبار والروایات: لو ماتت المرأة الغیر محجبة من دون توبة، فمن الممکن أن تعذب في العالم الآخر، جزاء لتعمدها علی ترك الحجاب، وتدل علیه بعض اأخبار والروایات، ولکن لیس کذلك أن تقطع کف ید أحد في الدنیا لأجل السفور و عدم تغطیة الشعر، بل إن عذاب عالم الآخرة یتناسب مع اعمال و سلوك البشر، فلو تعمدت امرأة علی ترک الحجاب، فأدی ذلك إلی الفساد في المجتمع، أو تسفر النساء عن شعورهن، فتلحق نار الفساد هذه الضرر بالشباب والرجال، وتحرك فیهم الغریزة العاطفیة والشهوة، ألا یستحق العذاب الالهي في جهنم؟ ولیس هذا وحده للسفور و ترك الحجاب، بل لکل ذنب ومعصیة، یتبعه في الآخرة نوع من العذاب بحسب نوع تلك المعصیة واستحقاق الذنب.
أما بالنسبة لتألمکم وانزعاجکم من تصرفات بعض الأفراد أو المؤسسات الحکومیة الخاصة، فإنا وإن لم تتوفر لدينا معلومات عن طریقة تصرفاتهم وطبیعة عملهم، لکن من الممکن أنهم لم یتصرفوا تصرفاً لائقاً وصحیحاً، بل مقبولاً، وفي موارد کثیرة قد تصدر مثل هذه الأخطاء من بعض الجهات الرسمیة أو الحکومیة، ولکن ما نرجوه ونأمله منکم و من طلاب الجامعات والکلیات من ذوي الضمائر الحیة، هو أن لا تقیسوا الإسلام بتصرفات وسلوك صادر عن بعض الأفراد أو الجهات الرسمیة أو الحکومیة، و تقولو: نعم هو هذا الإسلام، بل اعرضوا عملهم علی الإسلام، فإن لم یکن مطابقاً للإسلام، کان عملهم و سلوکهم مخالفاً للقانون الإسلامي.
وعلی هذا، فإن المواجهة السلبیة الحادة التي یرافقها نوع من العنف، ولم تکن هذه التصرفات الصادرة من البعض سلیمة، فإنها لا تمتّ للإسلام بصلة، غایة الأمر أنکم تبدون استیاءکم وکراهیتکم جراء ما یصدر منهم من أفعال وسلوك منحرف، لا أن تنزعجون من الإسلام، وبینهما بون بعید.
أختي العزیزة: أنکم أعقل من تربطوا بین هذه التصرفات الغیر لائقة والغیر سلیمة الصادرة من بعض الأفراد أو بعض المؤسسات الرسمیة والحکومیة، بأحکام الإسلام،وبسبب هذه التصرفات المشینة، أبدیت استیاءك من مسألة الحجاب، وأمثال ذلك.
أما بالنسبة إلی أصل قانون التعامل مع مسألة عدم الالتزام بالحجاب في المجتمع الإسلامي بصورة إیجابیة، فأقول: الحجاب من ضروريات الدين، وعلی الحاکم في المجتمع الاسلامي أن یمنع مظاهر الفسق و الفجور. و في الاسلام قوانين مدنية، علی الناس أن یراعوها في کافة أرجاء العالم. فهل هناك حریة في التخلف عن القوانین؟ أم نسمي ذلک ممارسة الحریات؟! وفي أکثر البلدان تطوراً في العالم، لا یسمح للناس بالتخلف عن القوانین وعدم رعایتها؟! و علی کل حال، إن من یختار دینه علیه أن لا یخالف قوانینه، بل یعمل علی ضوئها، وإن لم یتقید بدین أو کان ملحداً علی فرض، إلا أنه یعیش في المجتمع الإسلامي، فعلیه أن یراعي قوانینه، ولا یشذ عن الطاعة لها واحترامها، فممارسة الأعمال الشاذة وغیر الطبیعیة حرام، وعلی الحاکم في المجتمع الإسلامي محاربة هذه المظاهر .
ومن خلال الالتفات إلی هذه المطالب، سیکون معنی آیة عدم الإکراه في الدین هي: أن الدین وقبوله والاعتقاد به، لیس أمراً اعتقده الأفراد بالاکراه، بل هو أمر قلبي، قام علیه الدلیل، وتطابق مع العقل و البرهان، فکل من أراد اختیاره بإرادته و رغبته، ولا یکون مکرهاً في قبول أصل الدین، فسیقبله أفراده من أعماق قلوبهم ونفوسهم طوعاً لا کرهاً، ولذلك فإن الأفراد الذین یرتضون الدین، لم یکونوا یقبلوه بالإکراه و الإلزام، أما بعد قبوله والاعتقاد به، فعلیهم التمسك والالتزام به والعمل بأحکامه.
أما ما ذکرتم: أن هناك الکثیر ممن یسیئون للحجاب والنقاب اللواتي یرتدینه، و... فنقول: ینبغي أن أذکر أن المحافظة علی الحجاب هو مقدمة للمحافظة علی العفاف و الحياء، أما ترک الحجاب أو سوء الحجاب فهو مقدمة أیضاً إلی إیجاد الفتنة، وفي الأصل محاربة الفتنة و الفساد، فالفرد السيء العمل من أهل المخالفات مدان، وإن کان مغطی ومستتر بالعباءة، وعلی هذا، فإن ارتکاب البعض للجرائم والمخالفات التي تصدر من بعض من یتزیین بالحجاب الاسلامي المرتدیات للعباءة والنقاب وأمثالهن، لا یکون دلیلاً أن نقول بعدم لزوم المحافظة علی الحجاب إذاً.
نعم، یدعو الإسلام إلی ستر جسم المرأة تماماً و کافة التخصرات فیه، والتي تسبب نوع من الحساسیة و الإثارة، بأن تلبس الجبة والبنطلون أو العباءة التي تغطي وتستر کل البدن، وفي المجتمع الذي لا یتعارف فیه لبس العباءة، لا یقول الإسلام لها ارتدي العباءة،بل یقول لها: حافظي علی حجابك، بأي ملابس کانت، وبأي طریقة! وإن قدرت ارتدي ما هو متعارف حالیاً من حجاب في المجتمع الغربي، ولا یعین الإسلام نوع الحجاب، بل یطالب بالمحافظة علی الحجاب.
ثم قلت: إن الرجال یفعلون ما یشاءون، وهم أحرار، أما النساء، فلا حریة لهن. أقول: کلا، هذا غیر صحیح، إذ یتساوی الرجل والمرأة من حیث الکرامة الإنسانیة و الحقوق المادية و المعنوية، فکما أن الأحکام و المسئوليات قد وضعت للنساء والسیدات، فقد وضعت أیضاً للرجال و ربما بنسبة أکثر.وتوضیح هذه المسألة وإن لا یمکن حصره في هذه الرسالة، لکننا مضطرون بالإشارة إلی تغطیة بعض المطالب:
فنقول علی سبیل المثال: لقد عانت المرأة في الفترة البربریة والهمجیة من مظلومیة أخرجتها من عنوان کونها إنسانة، و عدّتها في قائمة الحیوانات والبهائم والعبید، وکانت تتعرض إلی سیاط أزواجهن الظالمین لهن تحت حجج و أعذار واهیة، وکان بإمکان الزوج أن یهب أو یعیر أو یقرض زوجته للآخر، شأنها کشأن أي موجود آخر، أو یعرضها في سوق عکاظ کسلعة مستهلکة متدنیة لبیعها وشرائها، واحتساب النساء کحیوانات أهلیة، یمکن استخدامها لقضاء الحاجة فقط ودفع الشهوة، وتولید النسل، فیقتلونها في المجاعة والقحط، ویستفادون من لحمها، ویوکلون إلیهن في بعض البلدان المهام الشاقة والصعبة، کبناء العمارات، ورش البذور، والزراعة، والسقایة، ولم یکن الرجال یبدون استعداداً أبداً أن یساعدوا النساء أبداً، ففي الهند مثلاً، حیاة المرأة تتبع حیاة الزوج، فبعد موت الزوج تحرق مع جسد زوجها، وکانت تعیش حیاة الذل والهوان، ولا تقدر أن تتزوج بعد ذلك.
وقع في القرن الخامس والسادس الميلادي اختلاف بین قادة المذاهب وأنصار السید المسیح علیه السلام: أن هل للمرأة نفس ناطقة و کونها جزء من الإنسان أم لا؟ فتم تشکیل جمعیة تضم عدداً من کبار القساوسة والرهبان لرفع هذا النزاع الذي وقع في عام (576.م) في «ماکون»، وبعد فترة من المحادثات و الحوارات، صدر الرأي النهائي والأخیر وصادقت علیه الجمعیة: أن المرأة تشکل جزءاً من الإنسان، ولکنها خلقت لأجل الرجال فقط، أما في العصر الجاهلي العربي، فقد وصلت مظلومیة المرأة أوجها وأعلاها، لأن المرأة تعرضت إلی أدنی حالات العار والمساوئ، فوصل الحال بها، أن توئد البنات وهن أحیاء تحت أطلال من التراب، أو تفصل رؤوسهن عن أجسادهن، أو یلقون بهن من أعلی الجبال الشاهقات، أو یغرقوهن في الماء، ویخنقوهن، فالعرب في الجاهلیة کانوا یتشاءمون لولادة البنت، «و إذا بشر أحدهم بالأنثی ظل وجهه مسوداً و هو کضیم، یتواری من القوم من سوء ما بشر به أیمسکه علی هون أم یدسه في التراب»، و کانوا یخفون ولادة البنت علی الأقارب والأرحام والأصدقاء، وکأن أسرة هذه البنت الولیدة قد ارتکبوا إثماً لا یغتفر أو جریمة.
النتائج السلوكية للنظام الحقوقي للإسلام والغرب:
الخطوة التي خطاها الإسلام لإحیاء الکرامة والشخصیة الحقیقیة والحقوقیة للمرأة، هو أن وضع فرقاً أساسیاً بینه وبین ما هو موجود في الغرب حول حقوق المرأة، وتقلید الآخرین له، ولا یمکن المقارنة بینهما أبداً، فمع رعایة النظام الحقوقي في الإسلام لأصل العدالة بالنسبة للحقوق الطبیعیة للمرأة، کان قد منحها نوعاً من الکرامة، الحریة، واستقلال الفکر والرأي، واستعادة الهویة الإنسانیة المتناسبة مع المرأة، في مسیر الکمال والقیم والمبادئ. أما النظام الحقوقي في الغرب، فقد ضیع شخصیة و کرامة المرأة، فوصل الأمر بها أن تصاب بفقدان الهویة، وأفراغ القیمة المعنویة والکرامة لها عن محتواه، فأصبح عدیم الجدوی و الفائدة، وجعلها من خلال اعتمادها علی القیم المادیة والإباحیة أن تحرم من اکتساب الکمالات المعنویة، وأصبحت أداة للمنتفعین والمستفیدین من الإباحیة الجنسیة.
ومن هذه الجهة، تسيء الحکومة الأمریکیة إلی الشرائح النسویة وتعرضها إلی أشد وأقسی حالات الأذی والتعذیب الجنسي، وذلك من خلال تقدیم عناصر الشرطة توصیات إلی النساء أن یحملن معن الهراوات والعصي للدفاع عن أنفسهن،في حالة هجوم المشاکسین الأشرار علیهن.
وعلی هذا، زالت العاطفة، العشق، المحبة للزوج والابناء عند المرأة في المجتمع الغربي، ولهذا نشاهد یومیا زیادة حالات الطلاق والانفصال، وسببه: عدم تثمین جهود المرأة في البیت والمنزل، وعدم إعطاء أهمیة وقیمة لکیان الأسرة الهادئ النقي، ولو أن الله سبحانه وتعالی کرّم المرأة، و أعطاها من الثواب الجزیل بسبب عملها في البیت والمنزل، لإبقاء الهدوء في کیان الأسرة.
مسألة العاطفة و الانتفاع بها مهمة جداً في النظام الاجتماعي،فوجود العاطفة في الرجال،علی أساس وظائفهم الاجتماعیة،قد وضعت علی عاتقهم بموازاة المسائل الدفاعیة والصلح و القضاء وغیرها،بلا فرق في ذلک،فینبغي أن تکون في حد الاعتدال والتوازن فیها،و زیادة أو نقص العاطفة لدی الرجال سیؤدي إلی ظهور أضرار و أزمات اجتماعیة،و المرأة التي تقوم بواجباتها و مسئولیاتها علی أتم وأحسن وجه وأکمله،ستلعب دوراً هاماً في اعتدال العواطف في الرجال،فلهذا،علی النساء أن یعشن في المجتمع بنحو یجذبن فیه أزواجهن ویسخرن بعواطفهن وأخلاقهن الکریمة،لا أنهم یسخرون بغرائزهن و طبائعهن.
المسائل العاطفية المرافقة للحکم التکليفي في النظام الحقوقي الاسلامي
مع ضم الاسلام للمسألة العاطفية المرافقة للحكم التكليفي في مورد حقوق المرأة،العلاقات الأسریة والقرابة، یکون قد قوی کیان وقواعد الأسرة التي تعد الثوابت والرکائز الأصلیة للمجتمع، بهذا البیان، أنه من جهة: یکون قد بیّن الحقوق المتقابلة للرجل والمرأة، وبمنح الحریة للمرأة في الأسرة لتحریرها من الأسر والخدمة الإلزامیة للرجل، ومن جهة أخری، یمکن تناول المسألة العاطفیة، ووعد بمنح الثواب والأجر جزاء الخدمة المتقابلة لکل من الرجل و المرأة، في الکیان الدافيء للأسر، فعلی سبیل المثال:
روي عن الامام صادق (ع) أنه قال: «ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلاّ كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهار ها وقيام ليلها ويبني الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستّين خطيئة».
المجتمع الغربي ومن خلال إیجاد التسیب في الوسط النسوي، وجرهن إلی مقرات الفساد، وإشاعة وترویج أسلوب التحمل، و... سلبوا منهن العاطفة والمحبة، وقضوا في النهایة علی مصدر نقل العاطفة في المجتمع، ولهذا، اتصف المجتمع الغربي بالوحشیة، العنف، وارتکاب الجرائم، وقد ذکرت الإحصائیات أن: «أن أعداد ارتکاب الجریمة کالقتل، والتعرض الجنسي، السرقة، وکافة أنواع الشر، تزداد یوماً بعد یوم في الولایات المتحدة الأمریکیة»، فالعنف والقسوة موجودان في المجتمع الغربي واللاإسلامي، و هو غیر موجود في المجتمع الإسلامي، و سببه وجود العواطف النبیلة الحیة بین المسلمین، و القضاء علیها في المجتمعات الغربیة، «لهذا، ترون العنف في الحروب الغیر إسلامیة،وعدم وجودها في المجتمعات الإسلامیة، و عدم تواجد الحالة السبعیة المتواجدة عند الآخرین عند المسلمین» .
الكلمات الرئيسية :
۳,۳۴۱