الامام علی(عليهالسلام)؛ معيار الايمان و حقيقة القرآن
14 رجب 1443
20:12
۲,۵۳۵
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله رب العالمين
و السلام و الصلاة علی سیدنا و نبینا و حبیب قلوبنا ابی القاسم محمد و علی آله الطیبین الطاهرین المعصومین و لعنة الله علی اعدائهم اجمعین
الحديث حول شخصية أمير المؤمنين(عليه السلام) لا ينتهي إلي يوم القيامة وليس في هذا مبالغة ولا يدري الإنسان ماذا يقول حول هذه الشخصية وقد حارت العقول في وصفها؟
وما يثير العجب هو انه مع كل تلك الفضائل التي بينها رسول الله(صلى الله عليه واله) بحق علي ابن ابي طالب(عليه السلام) ونزول اكثر من ثلاثمائة آية في القران الكريم بحقه(ع) ومع كل ذلك الجهاد الذي ذاع وشاع بين جميع المسلمين آنذاك كيف حصل ذلك الانحراف الكبير في المجتمع الإسلامي بعد رسول الله(ص). وكيف أصبح ذلك الشخص الإلهي بكل ما للكلمة من معنى والذي نصب وليا للمؤمنين جليس البيت.
وقد نقلت رواية بحق أمير المؤمنين(عليه السلام) فإذا استطعنا تحليل مقدار من تلك الرواية وعرفنا معناها بصورة صحيحة فإننا سنحصل على أمور كثيرة بحقه.
إن جميع المشاكل تبدأ بسبب عدم معرفتنا لله عز وجل، وكل الخطايا بسبب عدم معرفتنا لرسول الله(صلى الله عليه واله) ولأمير المؤمنين(عليه السلام) وأولياء الله عز وجل. حينما نعرف هؤلاء سينفتح أمامنا سبيل الهداية وسيتقدم الإنسان تقدما لا يوصف.
في هذه الرواية يقسم انس بن مالك بالله الذي لا شريك له ان هذه الرواية قد سمعها من رسول الله صلى الله عليه واله إذن يفهم ان هذا القضية مهمة جدا.
يقول سمعت من رسول الله(صلى الله عليه واله) انه قال: «عِنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ».
علينا أن نفكر كثيرا في هذا الحديث. والمعنى الظاهر والأول لهذه الرواية هو أنه في يوم القيامة يُختتم كتاب اعمال المؤمن بحب علي بن أبي طالب(ع). في يوم القيامة، العنوان الرئيسي لسجل اعمال المؤمن قبل الصلاة والصوم والحج وسائر العبادات هو حب علي بن أبي طالب.
ولاتضاح معنى الحديث يجب ان نأتي بروايات اخرى الى جانب هذا الحديث فقد ورد في حديث عن النبي(صلى الله عليه واله) انه قال لامير المؤمنين(عليه السلام): «لا یُحِبُّك إلا مُؤمِنٌ و لا یُبغِضُك إلا مُنَافِقٌ»
وفي حديث آخر قال النبي(صلى الله عليه واله) «وَلَوْ لا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي»، فانما يعرف المؤمنين بمحبتهم للإمام علي(عليه السلام) لانه لا يوجد معيار لمعرفة المؤمن لولا علي عليه السلام.
فنظرا الى هذه الروايات واحدة من الروايات تقول: «عِنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»، والاخرى تقول: «لا يحبّك إلا مؤمنٌ و لا يبغضك إلا منافقٌ» او قوله: «وَلَوْ لا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي» او تلك الرواية التي تقول: «يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فقد ختم القرآن كله، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان» حيث تبين ان الايمان الكامل يتحقق من خلال الاعتقاد بعلي ابن ابي طالب(عليه السلام) لسانا وقلبا وعملا. ومن خلال هذه الروايات يتضح مدى العلاقة بين الايمان وحب علي بن ابي طالب(ع).
واما اعجب هذا المعنى حيث تقول ايها الانسان ان حقيقة ايمانك يتحقق بحب علي(عليه السلام).
هذه الكلام عجيب جدا، فلماذا عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة محبة علي بن أبي طالب؟ لأن حب الله لا معنى له بدون حب علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وهذا ليس شعارًا، ولكن وفقًا للعديد من الأدلة هذا أحد معتقداتنا الرئيسية، إذا لم يؤمن أحد بعلي فهو لا يؤمن في الحقيقة بالله و الدين و القرآن.
وفي رواية اخرى يقول النبي(صلى الله عليه واله) لامير المؤمنين(عليه السلام) «مَثَلُکَ فِی الناسِ کَمَثل سُورةِ «قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ»»، فكما ان الانسان حينما يقرأ سورة التوحيد مرة واحدة يعطى ثواب من قرأ ثلث القران الكريم، واذا قرأ سورة التوحيد مرتين فيعطى ثواب من قرأ ثلثي القران الكريم واذا قرأ سورة التوحيد ثلاث مرات فيعطى اجر من قرأ القران كله وبمنزلة من ختم القرآن، وحينئذ فمن يؤمن بولاية الامام علي(عليه السلام) بلسانه فيصح ثلث ايمانه واذا آمن بولاية علي ابن ابي طالب(عليه السلام) بلسانه وقلبه فيصح ثلثي ايمانه، ومن يؤمن بولاية علي(عليه السلام) بلسانه وقلبه وينصره بيده يصبح ايمانه كاملا.
فهذه الروايات اذا قرأنا كل واحدة منها على حدة فلا يمكن ان نصل الى حقيقتها اما اذا ضممنا اليها الروايات الاخرى سنصل الى كنهها وحقيقتها.
فنظرا الى هذه الروايات واحدة من الروايات تقول: «عِنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»، والاخرى تقول: «لا يحبّک إلا مؤمنٌ و لا يبغضک إلا منافقٌ» او قوله: «وَلَوْ لا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي» او تلك الرواية التي تقول: «يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فقد ختم القرآن كله، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان» حيث تبين ان الايمان الكامل يتحقق من خلال الاعتقاد بعلي ابن ابي طالب(عليه السلام) لسانا وقلبا وعملا. ومن خلال هذه الروايات يتضح مدى العلاقة بين الايمان وحب علي بن ابي طالب(ع).
واما اعجب هذا المعنى حيث تقول ايها الانسان ان حقيقة ايمانك يتحقق بحب علي عليه السلام.
وللاسف فإن الوهابيين لا يفهمون معنى هذه الرواية فيفتروون على الشيعة ويتهمونهم بالشرك، فليس معنى هذه الروايات ليس أننا نعبد علي، ولكن معناه أن العبادة الحقة لله لا يمكن أن تتحقق دون الإيمان بعلي دون الاعتقاد بعلي. وهذا ليس شعاراً ودعاوي عاطفية يريد الله أن يكلفنا به ويقول، ايها الناس اريدكم ان تؤمنوا بعلي(ع) كي ارضى عنكم، لا بل هذه حقيقة.
علي هو مظهر من مظاهر التوحيد وهو مظهر الإيمان بالله، ومع علي يصل الإنسان إلى الله، فإن لم يقبل هذا المظهر فكيف يمكن لهكذا انسان ان يؤمن بالله. وعلى اي حال، يجب أن نسعى لفهم هذا الامر وهو ما هو السبب في جعل الله تعالى عليا هو المعيار في الايمان؟ لماذا الامام علي(عليه السلام) يوم القيامة قسيم الجنة والنار؟
والعنوان الاخر من العناوين المهمة والملفتة للنظر هو قوله عليه السلام: «عَلِیٌّ مَعَ القُرآن وَ القُرآنُ مَعَ عَلِیٍّ»، وهذا الامر لا يخص امير المؤمنين(عليه السلام) بل يشمل الائمة الطاهرين.
وحينما وقعت قضة الغدير قال الاول والثاني لعلي(عليه السلام) بخ بخ لك يا علي وباركا له ولكن قلوبهم لم تمطئن حتى سألوا النبي الاكرم صلى الله عليه واله قالوا له هل ان هذه الولاية التي اثبتها لعلي خاصة بعلي او انها تشمل غيره؟ فاخبر رسول الله(صلى الله عليه واله) بان هذه الولاية من الله تعالى وانا مأمور بتبليغها لكم وهي خاصة بعلي(عليه السلام) وبعده الحسن والحسين عليهما السلام وتسعة من اولاد الحسين سلام الله عليهم اجمعين.
وهذه من الروايات التي وردت في كثير من كتب أهل السنة، وتعرف بحديث الاثني عشر وحديث الاثني عشر يعني الحديث الذي ورد فيه أسماء الأئمة الاثني عشر الذين نؤمن بهم نحن الشيعة من أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى الحجة(عج) وقد روء عن النبي(صلى الله عليه واله) وأهل السنة أنفسهم يقولون إن روايته متواترة.
في يوم الغدير بعد أن عد النبي(صلى الله عليه واله) اسامي اولاد علي(عليه السلام) قال هذه العبارة: «هُم مَعَ القُرآنِ وَ القُرآنُ مَعَهُم لَن یَفتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الحَوضُ».
غرضي هو التنبيه على هذه النقطة و هي أن أشير إلى أنَّ حب علي بن أبي طالب هو عنوان صحيفة المؤمن، وذلك لأن علي ونسله الطاهرون هم حقيقة القرآن ولا يمكن فصلهم عن القران. فلو كنت تقرأ القرآن يومياً ولكن لا تؤمن بولاية علي بن ابي طالب(عليه السلام) فلا فائدة من قراءة القرآن، فلا معنى للقران من دون علي ولا معنى لعلي من دون القرآن.
فيجب ان يكونا معاً لانهما يصبحان ذا معنى حينما يقترنان، وبالتالي فان إيمان الإنسان انما يتحقق بهذين الاثنين، فان علي(عليه السلام) تجلي حقيقة القران.
فحينما يقول النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) حب علي(عليه السلام) عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة لان علي(عليه السلام) حقيقة القرآن ولا يمكن ان ينفك عن القرآن؛«عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَ عَلِي». فالايمان به ايمان بالقرآن والايمان بالقرآن ايمان بعلي عليه السلام، وبناء على هذا، فايمان من يفكك بينهما ليس ايمانا تاماً.
ان النبي الأكرم(صلى الله عليه واله) قد ذكر امورا لا تعد ولا تحصى في مناقب امير المؤمنين(عليه السلام) وبعد كل هذا يقول يا علي اني لم ابين للناس كثيرا عنك لاني اخاف ان تعبد من دون الله.