الأُنس بالقران الكريم من اهم العوامل المؤثرة في تهذيب النفس
18 رمضان 1441
11:15
۱,۸۷۶
خلاصة الخبر :
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
اهتمام الحوزة الخاص بالذكاء الاصطناعي / واجب رجال الدين الاهتمام بتدين الناس
-
البدعة في الدين منشا الفتن
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمین
نشكر الله تعالى على بداية السنة الدراسية ونأمل برعاية الائمة المعصومين (سلام الله عليهم اجمعين) لا سيما الامام صاحب الزمان (عج) ان تكون هذه السنة الدراسية مليئة بالالطاف العلمية والمعنوية لجميع الحوزات العلمية لا سيما مركز فقه الائمة الاطهار عليهم السلام وينبغي ان يكون هذا الامر هو اول مطلوبنا ودعاؤنا.
في بداية العام الدراسي، نودع أنفسنا لله بالكامل ونطلب المساعدة من الله عز وجل، وأن موهبتنا وذاكرتنا قوية، ولدينا تعبير بليغ ومثير للاهتمام ، ووجود الخدمات لنمو الدراسي. كل هذه الامور هي الجوانب الظاهرية للقضية، ولكن الجانب الحقيقي الحقيقي للقضية هو أي أننا يجب أن نسلم أنفسنا لله عز وجل ، الذي هو العالم المطلق ومصدر حقيقة المعرفة ، ويجب أن نكون قادرين على الوصول إلى تلك الحقيقة والمصدر بعون الله ولطفه.
ان هذه الحديث النوراني(العلم نور يقذفه الله ف قلب من يشاء) يجب الاعتقاد به حقيقة، ولا ينبغي ان يغوينا الشيطان في الابحاث العلمية العميقة ويجعلنا نعجب بانفسنا ونتبع أهوائنا، ان الناس الاعتياديين لديهم اهوائهم النفسية التي تتناسب معهم ولكن نحن طلاب الحوزة العلمية نواجه اهواء نفسية من نوع آخر وهي خطيرة جداً وهذه حقيقة يجب على الانسان ان يعترف بها ويخرج من قلبه هذه الآهات وهذه الكلمات.
بادئ ذي بدء ، أعظم شيء هو الاعتقاد بأن ما نفهمه هو الصحيح وغيره لا شيء.
الآن ، اذا كانت المسألة من ضروريات الدين والمذهب ، فهذا في يبحث في محله. ولكن إذا قلت بشكل عام أن ما أفهمه هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به ، وأن الآخرين مخطئون، فهذا هو أخطر أنواع الهوى، يجب أن نعرف ونحذر هذه الرغبات والاهواء. على الانسان ان يسلك الطرق المتعارفة في المسائل العلمية، ويتابع الادالة والبراهين الصحيحة، فما عرفه بينه وبين الله تعالى هو الحق يقول ان شاء الله تعالى ان يكون هذا هو الصحيح، فلا بد ان يأتي بكلمة ان شاء الله تعالى. ولا ينبغي ان يقول هذا هذا هو الحق وان حكم الله هو هذا الذي اقوله.
يجب أن نتجنب هذه الاهواء والرغبات التي تكون خطرة في المجالات العلمية فهي كثيرة وخفية. فبقية الناس تكون اهواؤهم ورغباتهم معروفة، الممتلكات الدنيوية ، وشهوات في الطعام وغير الطعام التي يمتلكها عادة كل إنسان، ولكن الاهواء والرغبات التي يبتلي بها أهل العلم مكتومة وخفية، بحيث ان الانسان لا يدرك هل ان هذه أهواء ورغبات! حقيقة أن الشيطان يزين للانسان العمل السيء فهو يجعل الباطل حقًا لنا نحن طلاب العلم، لنقول أن الحقيقة هي ما افهمه انا، ويجب على الآخرين قول الشيء نفسه ، إذا قالوا خلاف ذلك فانهم قد خرجوا عن الدين. وهذا له اثار وخيمة ومدمرة على الانسان ويؤدي الى تضاعف الاثار والاوزار.
يجب علينا ان نفهم اهواءنا ورغباتنا ونعرف مكر الشيطان، فكل يوم يمضي على مسائلنا الدراسية فيجب ان نحاسب انفسنا ونرى اين اتبعنا انفسنا وميولنا النفسانية.
موضوعنا اليوم هو دور القرآن في تطهير وتهذيب النفس . عندما ننظر إلى حياة العظماء، نرى أن العامل الأكثر أهمية وتأثيرًا في تزكية أرواحهم هو معرفتهم بالقرآن، وهو أمر اعتاد العلماء على الاهتمام به في الماضي، ولكن في هذا الزمان لا نرى اهتمام بالغا بهذا الامر. الأنس مع القرآن يجلب للإنسان نوراً، لماذا كان أئمتنا عليهم السلام مواظبين على قراءة القرآن الكريم؟ في سيرة الأئمة اعتاد بعض الأئمة على ختم تلاوة القرآن في ثلاثة أيام. وقد تبع العلماء الائمة عليهم السلام في قراءة القران الكريم فهم يعتنون به ويأنسون بتلاوته.
هل فكرتم حتى الان كيف نستفيد من القران الكريم لاجل تهذيب انفسنا؟ وما هي الثروة التي خسرناها بسبب غفلتنا عن هذا الكتاب الالهي؟
اليوم الحوزة العلمية بحمد الله تقدمت خطوات في المباحث القرانية فقد بحثت الايات الطبية والايات الاقتصادية والايات الاعتقادية والسياسية وقد دقق فيها الباحثون والمحققون وهذا مهم جدا، ولو تم العمل مئات السنين فلا يمكننا ان نقول قد فهمنا الايات السياسية بشكل كامل مثلاً ولا يمكن الاستفادة اكثر من هذا المقدار، كلا فان القران الكريم فيه قابلية بحيث لا يمكن ان تنفذ معلومته.
واما بالنسبة الى البعد التهذيبي للقران الكريم فينبغي لنا منذ اول العام الدراسي ان يكون لدينا انس بالقران الكريم ونجعله ضمن برامجنا، ونحن اذا لم نتمكن من تحليل المسائل الكلامية و الفلسفية ووضعنا وقتنا للانس بالقران الكريم فان هذا بحد ذاته نجاح كبير، احيانا ان الانشغال بالابحاث العلمية العميقة والاجتهادية من اول العام الدراسي حتى اخره لعله نأتي باسم الاصولي الاف المرات ولكننا كم مرة ذكرنا القران الكريم وكم قضينا من الوقت مع القرآن الكريم؟ اذا كنا نحن الطلاب ليس لدينا انسب بالقرآن الكريم فبقية اعمالنا هباء منثورا.
جاء في الخطة 176 لامير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة عدة محاور وان هذه الخطبة مفيدة لنا كثيرا، محورها الاول القران الكريم حيث تبدأ بقوله: «انتفعوا ببيان الله»اي اقرأوا تدبروا كي تستفيدوا من القران الكريم، احيانا قد نجد في آيات القرآن الكريم استدلالات وبراهين تتناول مسائل عقائدية لا توجد في جميع الكتب الفلسفية، فان الانسان حينما يقرأ اية من تلك الايات يتعجب كثيرا ويقول ما اقوى هذا الاستدلال والبرهان على التوحيد واصل وجود الله تبارك وتعالى. ثم يقول: «واتعظوا بمواعظ الله< انظر الى مواعظ الله عز وجل في هذه الدنيا، فاذا كان الانسان مع القرآن الكريم فانهم سيفهم هذه الدنيا لان خال الوجود يبين له ذلك فالقران الكريم ليس كتابا عاديا، يقرأه الانسان، حينما يقع نظر الانسان على القران الكريم ويقرؤه يكون الله تعالى هو المعلم له ويقدح في ذهنه العلوم والمعارف طبعاً اذا كانت القراءة بتدبر، وهل يوجد موعظة اعلى من القرآن؟
«واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذی لا يغش» وهذا يعني ان القرآن الكريم لا يريد الا سعادة الانسان ورفاهيته وليس فيه شيء غير هذا وليس فيه نفع للاقران الكريم ولا يسعى الى هدف غير هذا فان القران يسعى الى تربية الانسان وتهذيبه، «والهاد الذی لا یضلّ»
القران الكريم هو القرآن الهادي الذي يوصل الانسان الى هدفه، ولا يخطأ في عملية الهداية ولا يضل، فالانسان حينما يصدق بهذه التعابير سيضع افضل لحظات عمره الى جانب القرآن الكريم وجلس في الليل ويريد ان يقرأ عدة ايات من القران، فان اثار القراءة و التدبر في الليل اكثر بكثير من اثارها في النهار. وقد اثبتت ذلك التجربة وينبغي ان نستمتع بقراءة القران الكريم.
انا احد قراء المنبر في عاشوراء لهذا العام سمعته يتحدث من على المنبر حول ختم القرآن الكريم فقال اني لم اوفق لحد الان من ختمة القرآن الكريم، تعجبت كثيراً فانت المبلغ الديني كيف تجلس على المنبر وانت لم تختم القران الكريم اليس هذا عيب؟! نحن طلاب الحوزة العلمية ندعي اننا نريد هداية انفسنا وهداية المجتمع ولكن لا يمكن ذلك من دون الانس بالقران الكريم.
«وتوجّهوا إليه بحبّه»، تدبر القران بمحبة وشوق "من يستطيع الارتباط مع الله؟" طبعاً ، الله عز وجل يسمع صوت كل إنسان ، حتى الكافر ، ولكن الاتصال هنا خاص. أحد العوامل في علاقة الإنسان الخاصة بالله هو محبة القرآن. إذا أحببنا كلام الله ، عندما ننظر إلى آيات القرآن ، فسوف نشعر بالهدوء والبهجة في أنفسنا، وسنضع أنفسنا في اللحظة التي كشف فيها جبرائيل هذه الآيات للنبي الكريم (صلى الله عليه واله سلم).
«و لا تسئلوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلی الله بمثله» لا يمكن لعباد الله أن يبتهلوا إلى الله بشيء مثل القرآن. فقط مع القرآن سيتمكنون من إقامة ارتباط خاص مع الله سبحانه وتعالى. .
في بداية العام الدراسي ، دعونا نتعهد بعدم الابتعاد عن الله ، ونزيد من اهتمامنا بالقرآن في قلوبنا ، بحيث ، إن شاء الله ، ببركة القرآن ونورانية الآيات القرآنية ، يجعل هذه العام مليئاً بالبركات العلمية والروحية لجميع طلاب الحوزة العلمية. وعلماء الدين وفضلاء هذا المركز العلمي.
والسلام عليکم و رحمة الله و برکاته