بیانات لسماحة آیة الله الشيخ محمدجواد الفاضل اللنکراني(دامت برکاته) في درس الخارج أدان فیها قتل الشیعة في باکستان

02 جمادی الاول 1434

17:59

۲,۴۷۶

خلاصة الخبر :
إن كل المشاكل التي یتعرض لها المسلمون في العالم الإسلامي هو من هذه المراكز، فهم يبحثون عن تكثيف الانقسام الطائفي بين المسلمين، فيقتلون ویلقون اللوم في ذلك علی بعضهم البعض، كانوا يستخدمون هذه الطریقة منذ القدم، أما الآن فقد اصبح الارهاب أقوى بكثير. ففي الحالات الأخيرة، ما سمعنا لحد الآن أن المراكز الدولية، أو أمريكا نفسها، أو المتحدث باسم البيت الأبيض أن يصدروا بيانا لإدانة واستنكار هذه الجرائم الوحشیة.
آخرین رویداد ها

استشهد الكثير من الشيعة في هذه الأيام بشكل مأساوي وبشع للغاية، إثر انفجارات متعددة حدثت في مواقع مختلفة، وقع ضحية هذه الأحداث الإرهابیة عدد كبير من الشهداء والجرحی، وصل عددهم إلی 50 شهید و100جریح، في حادثة تعد فاجعة کبیرة من نوعها، وقعت في باکستان. في هذه الحالة، ينبغي أن ننظر في عدة أمور:

الأمر الأول هو أين تکمن جذور هذا الدمار؟ ومن هي الدول المتآمرة؟ ومن هم الأفراد والجماعات الارهابية المنفذة لتلك العمليات؟

إن هذا المطلب یحوز غایة في الأهمیة وهو أن العالم الإسلامي لم يدرك حتى الآن عدوه الأصلي، أما في إیران الیوم، فبفضل الثورة الاسلامية في ايران والقیادات الحکیمة للإمام الخمیني «رضوان الله تعالی علیه» والإمام الخامنائي «دام ظله»، لو سئل أي إنسان اليوم من هو العدو الأول للإسلام في العالم؟ فسيجيب مباشرة: أمریکا ولقیطها اللامشروع إسرائیل.

إن كل المشاكل التي یتعرض لها المسلمون في العالم الإسلامي هو من هذه المراكز، فهم يبحثون عن تكثيف الانقسام الطائفي بين المسلمين، فيقتلون ویلقون اللوم في ذلك علی بعضهم البعض، كانوا يستخدمون هذه الطریقة منذ القدم، أما الآن فقد اصبح الارهاب أقوى بكثير. ففي الحالات الأخيرة، ما سمعنا لحد الآن أن المراكز الدولية، أو أمريكا نفسها، أو المتحدث باسم البيت الأبيض أن يصدروا بيانا لإدانة واستنكار هذه الجرائم الوحشیة.

کما یقع یومیاً الكثير من جرائم وعمليات القتل في فلسطين المحتلة، وليس هناك من يبدي تألماً تجاهها، و وقعت انفجارات عدیدة بین الحرمین في العراق أیضاً. سؤالنا هو کیف یمکن أن تقع هذه المسائل في البلدان الإسلامیة؟ ولماذا لا یقولون: وقعت انفجارات في أمریکا اللاتینیة مثلاً في مکان لا یتواجد فیه إسلام ولا مسلمین؟

بیانات لسماحة آیة الله الشيخ محمدجواد الفاضل اللنکراني(دامت برکاته) في درس الخارج أدان فیها قتل الشیعة في باکستان

فأینما لم یوجد إسلام ولا مسلمین، فلیس هناک حوادث، وأینما تواجد الإسلام والمسلمین، کانت هناك الحوادث الإرهابیة التي خططوا لها، فعلینا أن نعرف جذور ذلک.

فمن الأمور التي ینبغي أن تقال لشعب الباکستان والعراق أو لرجال الدین في باکستان والعراق: إن هذا الاعتقاد مهم جداً، وهو أن العداء الأصلي لأمریکا والصهاینة متوجه بالدرجة الأولی للمسلمین والإسلام، فهؤلاء یریدون إفناء الإسلام، وتساورهم الیوم شکوکاً بل یشاهدون بأم أعینهم اتساع دائرة الإسلام وانتشاره في الغرب، وهو یستبق کافة الأدیان، وهذا هو التشیع الذي یستبق سائر المذاهب الإسلامیة أیضاً وینتشر بین المسلمین. إنهم یریدون إفناء هذا وإزالته.

وهاهي المملکة العربیة السعودیة وهي تنفق أموالاً کثیرة للإطاحة بالحکم في العراق، لماذا؟ لأنها حکومة شیعیة. فالحکومة وإن کانت ولیدة الشعب وتضم کافة الأطیاف والطوائف والکتل والأحزاب السیاسیة، لکنها لا ترغب في إقامة مثل هذه الحکومة علی هذه الرقعة من العالم. إن هذه المصائب والفجائع تکشف عن تنامي الصحوة الإسلامیة والتشیع.

فإن لم یکن للإسلام هذه المساحات، فلن یتعرضوا له بسوء، إنهم ینفقون أموالاً طائلة لتقع مثل هذه الحوادث ويقومون بجرائم کثیرة لتتحقق لهم من هذا القبیل، فتفشل، وینتهي کل شيء، ولکنهم یأملون أن تحصل ولو حالة واحدة من بین المائة حالة أن تتحقق.

المطلب الثالث هو ما هي وظیفتنا حالیاً؟ أولاً: اعلام الحزن الشديد والتعاطف. علی الحوزة العلمیة أن تبدي عن تعاطفها، فلا یمکن أن تحصل مثل هذه الحالات في الباكستان أو العراق، یستشهد فیها أناس أبرياء، ونحن نقول: إنه مجرد حدث وقع؟ کلا، بل علینا أن نعرب عن أسفنا الشدید وتعاطفنا، وینبغي أن یصل صوت تعاطف الحوزة  وتعازیها إلی أسماع العالم بأسره، ولهذا أعلنت بعض مرجعیات التقلید في مبادرة جیدة منهم أن یوم الثلاثاء یوم عطلة لدروس الحوزات العلمیة في إیران، وعلینا أن نمتثل جمیعاً، ونعلن الحداد علی الشهداء، ونعرب عن تعاطفنا مع أسر الضحايا، ویتألم الإنسان في ما بینه وبین ربه، بدون أي فرق أو تمییز بین أن یقتل مسلم في إیران أو الباکستان، أو أفغانستان، أو البحرین، أو العراق، أو في أماکن أخری. ینبغي التعبیر عن هذا الحزن وإبداء التعاطف.

النقطة الثالثة هي أن نسلم هذه الرسالة إلی العالم الإسلامي، إذ إن بعض البلدان الإسلامیة لا تزال تحتضنها أمریکا، کالمملکة العربیة السعودیة وحکومة البحرین. علیهم أن یعلموا أن فعلهم هذا خطأ، وأن الطریق الذي یسلکونه لن یوصلهم إلا إلی طریق مسدود. قد یکون لقوة السلاح والحکم تأثیراً في إبقائهم، إلا إن جذورهم ستقتلع في المستقبل والعاجل القریب إن شاء الله.

وسیکون مصیرهم إلی الزوال والاضمحلال والسقوط. علیهم أن یخرجوا أنفسهم من أحضان أمریکا. لقد أدخلت أمریکا المسلمین لسنوات عدیدة تحت خیمتها، فینبغي أن تنتهي وتفنی هذه القوة الشرسة، فکما أن أمریکا الشیطان الأکبر قد هزمته إیران، فینبغي أن تهزم في العالم بأسره. وقد هزمت والحمد لله ولحد کبیر ببرکة هذه الثورة.

ولکنهم یریدون إجیاء واستعادة أنفسهم من جدید، فلا یقولون: إننا  هزمنا، ولا شغل لنا بأحد، إن علی الشعب أن یستیقظ ویکون حذراً من مؤامرات الأعداء ویحافظ علی نفسه و دینه، ویأخذ العبر والدروس مما یجري في العالم من حالات الاستشهاد والکوارث والأحداث. أدعو الله أن یحشر کافة الشهداء في أعلی الجنان، مع محمد وآل محمد علیه وعلیهم السلام.

و صلّی الله علی محمد و آله الطاهرین


الملصقات :