تحليل التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر في لقاء مع سماحة آية الله الشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني (دامت برکاته)

21 ذیقعده 1434

18:47

۳,۵۱۰

خلاصة الخبر :
أشار سماحة آية الله محمد جواد فاضل لنكراني رئيس المركز الفقهي للأئمة الأطهار(ع) إلى ضرورة قیام المحللین، المسلمین، والشعب الإیراني بدراسة الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلدان العربية، وخصوصاً مصر. فقال: صحيح أن هذه الأحداث قد وقعت في مصر، ولكن من الضروري تحلیلها ودراستها، وهذا فرض علی الجمیع
آخرین رویداد ها


أشار سماحة آية الله محمد جواد فاضل لنكراني رئيس المركز الفقهي للأئمة الأطهار(ع) إلى ضرورة قیام المحللین، المسلمین، والشعب الإیراني بدراسة الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلدان العربية، وخصوصاً مصر. فقال: صحيح أن هذه الأحداث قد وقعت في مصر، ولكن من الضروري  تحلیلها ودراستها،وهذا فرض  علی الجمیع.  إلا أن الأمر المهم هنا هو: لماذا لم یتوصل مسار الدیموقراطیة إلی نتیجة؟ مع قیام الجیش بانقلاب عسکري أطاح بالرئیس الشرعي المنتخب واعتقاله؟ هذا من جهة.

ومن جهة أخری، تبرئة القوة القضائیة للرئیس المخلوع حسني مبارک من کافة التهم الموجهة له؟! وقال آية الله فاضل لنكراني(دامت برکاته) في اشارة منه الى تبرئة مبارك من قبل محكمة مصر: الیوم مصر ... ومن خلال تبرئة الرئیس المصري المخلوع حسني مبارك، ليس أنها عادت إلى قبل عام وإلی الخطوة الأولى فحسب،بل إنها محت ديكتاتورية 40 عاما من حکم الرئیس المخلوع حسني مبارك بجرّة قلم وتبرئته، وعملت علی تنظیف ساحته وتطهيرها من الدنس. 

وأضاف سماحته: یمکن أن یطرح هذا السؤال وهو: لماذا لم تحقق حرکة الشعب المصري نتائج مطلوبة ولم تنجح، بل عادت في انتکاسة منها إلی الوراء؟ الجواب علی هذا السؤال هو: افتقاد الحرکة المصریة إلی عنصر قوة ومحور قوي ومخلص وثوري یتحرک باتجاه الإسلام. وأشار  رئیس المرکز الفقهي للأئمة الأطهار علیهم السلام إلی امتلاکنا محور ولایة الفقیه والمراجع العظام في الثورة الإسلامیة الإیرانیة، فقال: إنها ولایة الفقیه التي اجتازت کافة الأزمات المصطنعة لها منذ انتصار الثورة، وانتصرت ثورتنا الیوم بحول الله وقوته، وهي ماضیة في حرکتها، مواصلة تقدمها بعد ثلاثة عقود من الزمن.

وأضاف سماحته أیضاً: إن حقیقة وواقع هذا الأمر هو:أن الشعب الإیراني سواء من لهم اعتقاد دیني أم لم یکن لهم ذلک،ویعیشون في إیران، کانوا قد دافعوا عن الثورة، وهذا مؤشر علی قیمة وأهمیة ولایة الفقیه، فبوجود ولایة الفقیه، لم تدع الثورة تصادر،لتکون بید الغرباء وغیر المؤهلین.

وقال آية الله فاضل لنكراني(دامت برکاته) في اشارة منه الى أن مصر لم تکن مؤهلة للموهبة الإلهیة لولایة الفقیه، ولم تهدف حرکة إخوان المسلمین إلی تطبیق الإسلام بصورة صحیحة في البلاد، فقال: إن من استند إلی دفة الحکم في مصر کان یفکر فقط باستلام المناصب الحکومیة والقوة السیاسیة، ولیس إجراء وتطبیق الإسلام، أما في بلدنا، فقد کان مبدأ ولایة الفقیه هو مرکز النظام، کان ولازال یرید تطبیق الإسلام وأحکامه.

وأضاف سماحته أیضاً: الفترة التي حکم فیها مرسي رئیس جمهوریة مصر العربیة ومعه إخوان المسلمین،لم ینتبه الناس فیها إلی أن مرسي ومن معه ..هل یتحرک باتجاه تطبیق الإسلام أم لا؟
إذ إنه بعد انتصار الثورة في مصر، کان أول من حضر في مصر هو وزیر الخارجیة الأمریکي ... وقام الرئیس المصري المنتخب بأولی جولاته إلی بلدان مبطّنة بالبطانة الأمریکية،و وضع یدیه مصافحاً لمن شن علیه الیوم انقلاباً عسکریاً ... مبارکین له من قبل ذلک الانتصار!

وأشار سماحته(دام ظله)في أثناء حدیثه إلی اعتماد محمود مرسي منذ البدایة علی بعض البلدان مثل السعودیة وقطر، وأمریکا وإسرائیل،فهذه الدول هي نفسها التي تخلق هذه الأزمات والمشاکل لمصر، فقال: تشیر هذه الموارد إلی أن الحکومة المؤقتة في مصر لم تنو إقامة الإسلام وتطبیق أحکامه،معتمدة في ذلک علی الشعب،بل توکّأت علی الغرب لترتقي سُلّم الحکم.

تحليل التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر في لقاء مع سماحة آية الله الشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني (دامت برکاته)

وأضاف أیضاً:لو کان مرسي وأنصاره ومؤیدوه یفکرون حقیقة في تألیب قلوب الناس والعمل علی تطبیق الإسلام،لما حصل ما حصل،ووصل الأمر إلی ما آل إلیه،ولم تحصل هذه الأحداث في مصر،لأن الشعب المصري کان منادیاً بالاستقلال،والتوصل إلی الإسلام،والتحرر من براثن الدکتاتوریة،وتطبیق أحکام الإسلام.

وأضاف آیة الله فاضل(دامت برکاته): بما إن مرسي والإخوان لم یقوموا بحرکة علی نطاق الإسلام،وعدم مشاهدة الشعب لذلک،کان هذا الأمر سبباً لابتعاد الناس عن الحکومة،وآلت الحکومة المصریة إلی الضعف والهوان،فاستغلت أمریکا هذا الضعف،ووضعت خطتها للقیام بمؤامرة الانقلاب العسکري لقلب نظام الحکم في مصر،مستغلة الجیش للقیام بذلک،والإتیان بحکومة تحقق أهدافها ،وإطلاق سراح الرئیس المخلوع حسني مبارک من جهة أخری.

وأعرب سماحته علی أن تبرئة وإطلاق سراح الرئیس المخلوع حسني مبارک تعد جریمة عظمی بحق مصر والثورة والتاریخ ومصر، فقال: علی المراکز القضائیة في العالم،وتحدیداً القوة القضائیة في إیران أن تبدي تحرکاً تجاه ما یجري في مصر،وإبداء هذا التساؤل: لماذا قامت القوة القضائیة في مصر بتبرئة هذا الرجل-حسني مبارک- الذي حکم أربعة عقود من الزمن- فترة أربعین عاماً- استولی فیها علی الثروات المادیة والمعنویة للشعب، وأقدم علی ظلمهم؟ وأشار رئیس المرکز الفقهي للأئمة الأطهار علیهم السلام إلی أن النقطة الهامة هنا هي: أن الشعب المصري إذا حاول استعادة ثورته من جدید، فعلیه أن یوحّد صفوفه بالدرجة الأولی، لأن الاختلاف والفرقة هما أهم عامل یمکن أن تستغله القوی المعارضة لصالحها.

وأشار سماحته إلی ضعف عمل علماء الأزهر ودورهم في هذه الأحداث الأخیرة التي شهدتها مصر مؤخراً، فقال: علی العلماء أن یبدوا  تدبیراً، وبصیرة، بوضع ستراتیجیات وخطط وبرامج خاصة في هذه المرحلة، والعمل علی نسق علماء ورجال الدین الشیعة، فقد دافع علماء ورجال الدین الشیعة في الثورة الإیرانیة عن الإمام الخمیني(قدس سره)، واتّباعهم له ومناصرته، وهذا الأمر کان سبباً في انتصار الثورة الإسلامیة في إیران.

وصرح آیة الله فاضل لنکراني(دام ظله): إن الأزهر في مصر یفتقد العلاقة القویة مع الشعب، ولیس له تواجد وحضور نشط وفاعل واضح في الساحة، فقال: یمرّ الأزهر الیوم بمرحلة حساسة وخطیرة جداً، فالوظیفة والمسئولیة الأولی الکبری، هي ملقاة علی عاتق العلماء، الدعاة الواعین، النخب، وأصحاب الأقلام الحرة، والمسئولین الصلحاء.

وأضاف سماحته: إذا أراد علماء وکبار مصر أن یفلحوا وینجحوا، ویحققوا نتائج جیدة تعود علی الصالح العام في البلد، من خلال القیام بإصلاحات، علیهم أن یعتمدوا في نشاطهم السیاسي علی رکنین هامین وأساسیین، هما: الشعب، والإسلام، اللذان اعتمدهما الإمام الخمیني (قدس سره)في الثورة الإیرانیة.. وعلیهم أن یعلموا أن غفلتهم عن هذین الرکنین الهامین، والابتعاد عنهما، سوف لن یثمر لهم عن شيء، وسیعیدوا مصر أربعین عاماً ونیف إلی الوراء، وسیکون هذا أسوأ بکثیر مماحل ّبهم في الماضي.

وأشار سماحته  إلی أن الوظیفة الکبری والمسئولیة الملقاة علی عاتق الشعوب والحکومات ودول المنطقة: هي أن تدعم الحرکة في مصر، وتبدي نوعاً من التفاعل والشعور بالمسئولیة تجاه الأحداث الخاصة في هذا البلد، فقال: إن بعض البلدان کالسعودیة وقطر اللذین أوجدا العدید من المشاکل والمصائب في مصر،سیؤول بها الأمر لمثل هذه الأحداث والویلات في نفس بلدانها.

وأضاف قائلاً: ن التطورات التي تشهدها مصر الیوم، یمکن استنتاج أن أمریکا والمنظمات الأمنیة التابعة لأمریکا وإسرائیل في داخل الحرکات والصحوة الإسلامیة قد رسمت موارد وأموراً  لمصادرة الثورة المصریة إلی صالحهم،وهذا ما حذّر علیه قائد الثورة الإسلامیة الإمام الخامنائي(دام ظله) لقادة وحکّام مصر وبلدان الصحوة الإسلامیة.

وأشار آیة الله فاضل(دام ظله)إلی دور المنظمات الأمنیة التي تبحث عن وجوه وشخصیات ثوریة ناشطة ومؤثرة، وقوالب لرسم وتحدید معالم الحرکات والصحوات الإسلامیة، فقال: إنهم بصدد هذا المطلب، وهو: العمل علی إزالة هؤلاء الأفراد ومحو دورهم الفاعل في المجتمع، والعمل علی تأسیس وإیجاد قوی جدیدة، لتتحرک في محورها والتبعیة لها عشرات السنین، والعمل علی تمشیة وتعبئة مصالحها في ظل هذه القوی والقدرات الجدیدة.

وأضاف سماحته: إن علی البلدان أن تدرک کنه وذات القضایا،وتعلم أن جذور هذه الاختلافات یعود إلی برامج تملی علیهم من خارج مصر،لا أن الناس انقسموا إلی قسمین،وأنها تحصد هذه النتائج بشکل طبیعي. وأشار رئیس المجمع الفقهي للأئمة الأطهار علیهم السلام إلی أن الأمریکیین یسعون إلی إیجاد التوتر وافتعال الاختلافات والفرقة في سائر البلدان لصالحهم، فقال: لو تیقظت شعوب العالم ووعت وحللت القضایا بشکل صحیح،فعلیهم أن یعلموا أن الأحداث والوقائع التي حلّت بمصر،ستحصل في بلدانهم بنحو أشد ضراوة وأبشع !
 
والحمد لله رب العالمین


الملصقات :