كلمات سماحة اية الله فاضل لنكراني( مد ظله) في لقائه مع الشيخ محمد كتمتو (نائب رئيس هيئة علماء الشام)

24 جمادی الاول 1436

09:52

۳,۶۷۴

خلاصة الخبر :
قام الشيخ عبد الله محمد كتمتو نايب رئيس هيئة علماء الشام لشؤون فلسطين وسورية اليوم 5/ 12/ 93 بلقاء مع سماحة الشيخ اية الله الحاج محمد جواد فاضل لنكراني(دامت بركاته).
آخرین رویداد ها
قام الشيخ عبد الله محمد كتمتو نايب رئيس هيئة علماء الشام  لشؤون فلسطين وسورية اليوم 5/ 12/ 93 بلقاء مع سماحة الشيخ اية الله الحاج محمد جواد فاضل لنكراني(دامت بركاته).
وقد ذكر سماحة الشيخ اية الله فاضل لنكراني(مد ظله) في هذه اللقاء اموراً مهمة تتعلق بعلماء الشيعة واهل السنة. 
ونص بياناته كالتالي: 
في البداية اقدم شكري لحضوركم. حصل التوفيق لحديث عن كبار علماء السنة و الشعب الفلسطيني المظلوم التي هي من المسائل التي يهتم بها نظامنا الاسلامي. 
اهلا وسهلا بكم في مدينة قم المقدسة مدينة الفقه والاجتهاد والقران الكريم اننا لا نرى مدينة قم مدينة الفقاهة فحسب، بل هي مدينة كتاب الله والعترة معاً، كما نأمل ان ترجعوا بنتيجة جيدة من خلال لقاءاتكم بالعلماء. 
قد اشرتم الى مطالب جيدة، وعلينا ان نشكر الله عز وجل على اننا نجد علماء المذاهب قد اصبح لديهم توجه جيد لاوضاع الاسلام في الظروف الراهنة وهذا الامر من النقاط المهمة اللامعة في تاريخ  علماء الشيعة وسنة. 
واليوم بحمد لله يوجد من بين علماء الشيعة مؤسس الثورة القائد الكبير الامام الخميني(رضوان الله عليه) والسيد القائد الخامنئي ومراجع الشعية اساتذة الحوزة العلمية لديهم لديهم ذكاء وانتباه جيد قل نظيره في تاريخ الحوزة الشيعية. 
وهكذا نحن مسرورون بالتغيير الذي حصل عند علماء اهل السنة حيث انها بفضل تكاتفها مع علماء الشيعة اصبح لديها صحوة خاصة بالنسبة الى الاخطار المتوجهة الى الاسلام، وانه سيكون لهذا الانتباه  اثار جيدة جداً في الوقت الحاضر وفي المستقبل.
 وعليه فانا اوكد واطالب و بالدرجة الاولى بالاكثار هذه العلاقات وتوطيدها، ولا ريب انكم تعلمون ان احد الوسائل التي يتخذها اعداء الاسلام لاجل هدم الدين هو ايجاد الاختلاف والفرقية بين العلماء ورجال الدين في المذاهب الاسلامية، وان لا تحصل لقاءات  وعلاقات متبادلة بين علماء الشيعة والسنة. 
ومن هنا لاجل احباط مؤامرة الاعداء هذه يجب علينا توطيد وتقوية العلاقات يوما بعد يوم باذن الله تعالى، ولا ينبغي ان تكون هذه العلاقات سياسية فحسب، فان بين الشيعة والسنة مشتركات ويجب علينا حفظ هذه المشتركات. 
واريد الفت نظركم الى هذه الملاحظة وهي انه لا ينبغي ان نقول ان هذه المشتركات وسيلة للعلاقات بين المذاهب، او هي وسيلة وسبب لايجاد الاخوة بين اتباع المذاهب فحسب، بل ان هذه المشتركات هي موضوع لتكليف عظيم وهو عبارة عن (الحفاظ على الدين)
اننا مكلفون بالحفاظ على القران الكريم وسنة النبي الاكرم(ص) ومكلفون بالحفاظ على الاماكن المقدسة للمسلمين وعلى رأسها مكة والمدينة وجميع المساجد المشرفة الاسلامية ومسجد القدس الشريف.
ان من اهم الواجبات في فقه الشيعة هو الحفاظ على الدين كما انكم انتم علماء اهل السنة تطرحون في بحوثكم الفقهية وفي بحث مقاصد الشريعة التي احد عناوينها (الحفاظ على الدين) ولذلك فان اي عمل يؤدي الى الحفاظ على الدين فهو واجب، وكل عمل يخدش بالدين فهو حرام. 
وكذلك نرى في فقهنا ان مسألة حفظ الدين على رأس الواجبات، وان هذه الثورة الاسلامية التي اسسها السيد الامام الخميني(رضوان الله تعالى عليه) انما هي بحسب تصريحه لاجل الحفاظ على الدين .
والان كيف يحصل الحفاظ على الدين في زماننا؟ 
ان الحفاظ على الدين هو ان نلتفت الى مؤامرات الاعداء ونفهم انهم ماذا خططوا لاجل هدم الدين. 
فيجب علينا ان نشكر الله تعالى حيث ان اليوم اصبح علماء الشيعة وعلماء السنة ملتفتين الى هذا الخطر الكبير، وهو ان امريكا واسرائيل ليس فحسب بصدد القضاء على الشيعة والسنة، بل ان هدفهم هو القضاء على اصل الاسلام، وان ايجاد داعش شاهد حي على هذا الكلام. 
فانهم درسوا سنين متمادية انه كيف يخلقوا جماعة باسم الاسلام كي ينفر الناس من الاسلام و يبتعدوا عنه.
 ان اعداء الاسلام قد خلقوا اليوم هذه الجماعات التي لا تعرف الا العنف والقسوة في المنطقة، وان ادراك هذه الخطر هو من جملة التكاليف الاساسية في زماننا لاجل الحفاظ على الدين.  
ان ما ينبغي التوجه اليه اليوم في مراكزنا الحوزوية ومراكزكم العلمية هو عبارة عن معرفة الاعداء ومعرفة مؤامراتهم وكيفية مواجهتها.
وقد لاحظتم كيف هؤلاء الدواعش قامو بوضع الضوابط الموضوعة ليحكموا على الناس الابرياء بالكفر، الضوابط التي لم ترد ولا توجد في اي كتاب فقهي من الكتب الفقهية عند الشيعة والسنة.
ان الشيعة والسنة يتفقون على ان ما يوجب الاسلام ويحفظ به النفس والمال والعرض ويجعل المسلم محترما انما هو الشهادتين، وان كانت هذه الشهادتين ظاهرية غير قلبية، الا اننا نجد هؤلاء الدواعش اليوم يتهمون المسلم الحقيقي بالكفر ثم يقضون عليه.
واني اوكد مرة اخرى على هذه الملاحظة وهي اننا عندنا تكليف بالنسبة الى المشتركات ويجب علينا دراسة الاحكام الفقهية المشتركة والتقريب بينها.
 ويبجب علينا من خلال اقامة المجالس والبحوث العلمية الخالية من الشوائب السياسية ان تكون لدينا مسائل فقهية وعلمية مشتركة، وينبغي تكثير العلاقات بين علماء المذاهب فيما يتعلق بالمسائل العقائدية والفقهية وحينئذ ستشتد بذلك شوكة الاسلام، ويؤدي ذلك الى بقاء المسلمين.
ان بقاء المسلمين ليس بان يطرح كل واحد منهم عقيدته بين جماعة من دون ان يطلع عليها العلماء الاخرين، بل يجب طرح جميع هذه النظريات بين الناس ويكون المجلس حراً. 
وانا اقدم شكري مرة اخرى بشأن  مجلسكم البارحة في المركز الفقهي للائمة الاطهار(ع)، وقد رأيتم مكتبتنا بلا شك وهي ملئية بالكتب الفقهية والاصولية والتاريخية والتفسيرية لاهل السنة ولكن للاسف ان مكتبات اهل السنة خالية من الكتب الفقهية الكبيرة للشيعة.
وحتى اني احيانا حينما اتحدث مع بعض علماء اهل السنة فيما يتعلق ببعض المباحث الفقهية ارى انه يظهر عدم اطلاعه بالكتب المهمة. 
وعلى كل حال نحن نستقبل تبادل الاراء الفقهية والعلمية والعقائدية كي نتمكن من تقديم الدين بشكل اوضح وادق الى المجتمع والجيل الشاب الواعي. 
فاذا اراد العالم الديني محاربة البدع فيجب عليه اولا ان يفهم الاسلام بشكل صحيح. ويقدم اسلاماً بين يدي البشرية من دون اي زيادة او نقيصة.
ان السبيل لمعرفة الاسلام هو انشاء هذه المجالس المشتركة بين علماء المذاهب. 
ونحن نعلن عن استعدادنا لان يكون للمراكز الفقهية عند اهل السنة ارتباط بمراكزنا الفقهية كي يمكن بذلك انتقال الافكار وتبادل الاراء. 
وعلى اي حال اني مسرور بزيارتكم وهكذا اقدم شكري الى الدكتور رمضان البوطي ـ الذي هو من كبار اهل السنة، وانتم ايضا من تلامذته حيث انه على رأس هذه الهئية ـ واوصلوا سلامي له. 
ونأمل من علماء السنة ان يتواجدوا في الاجتماعات بشكل اكثر، ويُعرّفوا الشباب والناس على الدين وحقيقة القران الكريم باذن الله تعالى، وبذلك نستطيع يوما بعد يوم من تحقيق الوحدة والاخوة في الاسلام بشكل اكبر وننشر القران الكريم بنحو اكبر بين الناس. 
وأقدم شكري مرة اخرى واطلب من الله تعالى لك الموفقية والنجاح والسداد وكذلك اسال الله تعالى التوفيق والحفظ للاسلام والمسلمين وجميع علماء الشيعة والسنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الملصقات :