اطرح سؤالك

11 ذیقعده 1433 الساعة 19:15

سلام عليكم: ان اسكن في مدينة زاهدان من محافظة سيتستان وبلوجستان. انا شيعي، ومع الالتفات الى حساسية مسئلة الشيعة والسنة في هذه المدينة، أريد منكم ان تجيبوا على سؤالي: اني ارسلت عن طريق البريد الالكتروني نظرية احد الاخوة من اهل السنة، ونظراً الى انه هؤلاء الاشخاص متمسكون جدا بنظريتهم، وانا ليس لدي معلومات كافية لاجابتهم، رجاءً ارسلوا الي الاجابة الوافية على هذه النظرية كي تنحل المسألة لي على الاقل، وانا انتظر جوابكم. مأساة الاطفال وقراءة قصة علي الاصغر، ورقية وطفلا مسلم، اليوم نواجه كثير من الدارسين الذين هم في المسائل المذهبية اكثر تعصباً من واكثر عامي وخرافية من اهل السوق وعامة الناس، ان الناس في العصر الماض مع انهم كانوا اميين ولكنهم بسبب حضورهم المجالس المختلفة وسماعهم المحاضرات المختلفة فهذا في حد نفسه اعطاهم القدرة على التحليل والتفكير، فهم لا يقبلون أي كلام. الا انه ومع الاسف بعض الدارسين الذين لا يمتلكون حتى هذا المقدار من الفهم ياتون ومن دون دراسة علمية ومنطقية اما ان ينكروا كل شيء، ويتصورون انهم كلما تعاملوا مع الامور بخرافية ومن دون حساب وبتطفل سيكون بذلك اكثر ديانة، وواضح يعتقد هؤلاء كل امر خارج عن دراستهم التخصصية فلا يحتاج في قبوله او رده الى أي دراسة تخصصية او رؤية حكيمة. وتزداد هذه القضية تاسفاً حينما يكون مبلغينا اشبه بالعوام ويبيعون مسؤولياتهم الاجتماعية و امكانية الدولة للتظاهر والتصنع، ويقومون بتغذية الخرافات التي يرغب بها الكثير. الكاتب بصدد الانجاز هذه الايام كي يتم مراجعة ملف ثلاثة قصص حزينة لقضية كربلاء التي يشار اليه غالباً في مجالس العزاء ووسائل التبليغ. كي يتم التعرف على الحقيقة من التحريف والاسطورة والخرافة. يرى المؤرخون لاجل قبول حقيقة تاريخية لا بد ان يكون زمان تنظيم سند تلك الحادثة قريباً جداً، وكلما طال الفاصل الزمني عن تلك الواقعة سيكون الشك بصحة ذلك السند اكثر، ولا وجه للاعتماد على الاسناد البعيدة مع وجود اسناد قريبة. 1ـ كلنا يعلم بان ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) كان عنده طفل رضيع عمره ستة اشهر اسمه علي الاصغر، ولما علم الامام الحسين بعطش ذلك الطفل الرضيع جاء به أمام جيش الاعداء وقال: ان لم ترحموني فلا اقل ارحموا هذا الطفل فانه يتلضى من العطش فاسقوه شربة من الماء، وفي هذا الاثناء سدد حرملة سهما ذي ثلاث شعب في رقبة علي الاصغر. وهذا القصة بهذا النحو لا يوجد عليها أي دليل تاريخي صحيح، والظاهر انه من وضع الملا حسين الكاشفي الذي هو من اهل السنة، في كتابه (روضة الشهداء) وقد توفي 910 هجري، وقد كتب الكاشفي هذا الكتاب بوصية من الحاكم وقام بانجازه إرضاءً للحاكم. وهذا الكتاب او مقتل فارسي كتب باسلوب لطيف وببيان فارسي سهل، وقد عرف المبلغين بقراءتهم لهذا الكتاب بـ( الخطباء) واطلقوا على هذه المجالس بمجالس( الخطابة)، والدليل على قولنا ان هذه القصة من تلفيقه هو: انه روى مصيبة علي الاصغر على خلاف الروايات والقصص الاخرى لكتابه فانه يروي تلك الرويات والقصص عن مصدر معين، بخلاف مصيبة علي الاصغر فانه روايها من دون ان يسندها الى أي مصدر(روضة الشهداء) ص753. يقول الشيخ المفيد الذي توفي سنة 413 هجري قبل الكاشفي بما يقرب من خمسمائة سنة في كتابه الارشاد وهو من اكثر الكتب الشيعية اعتباراً في مجال تاريخ الائمة الاطهار(عليهم السلام): ان ابناء الامام الحسين(عليه السلام) هم جعفر، وعلي الاصغر، وعلي الاكبر، وعبد الله، وتوفي جعفر في حياة الامام الحسين(عليه السلام) الارشاد، (ص126) واولاده الثلاثة الاخرون الذين حضروا في كربلاء احدهم علي الاصغر وامه ليلى بن مسعود الثقفي وقاتل في كربلاء وكان اول شهداء بني هاشم(تاريخ الطبري، ج7، ص3052) (وهو المعروف عندنا بعلي الاكبر) والاخر علي الاكبر (الارشاد، ص127) وبحسب نظرا لشيخ المفيد (رحمه الله) ان علي الاكبر هذا هو زين العابدين(عليه السلام)، واما عبد الله الذي هو اصغر ابناء الامام فقد استشهد في كربلاء كاخيه، (نفس المصدر ص129) واما كيفية شهادة عبد الله بن الحسين (عليه السلام) فهي: لما كان الامام الحسين جالساً امام المخيم جيء بولده عبد الله فاخذه الامام ووضعه علي يده، فرماه رجل من بني اسد بسهم فوقع السهم في نحره فاستشهد، فملأ الامام الحسين يده من دمه ورماه على الارض ثم قال: رب إن تكن حبست عنا النصر من السماء، فاجعل ذلك لما هو خير، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين (تاريخ الطبري، ج7، ص3055) ثم حمله حتى وضعه مع قتلى أهله (الارشاد، ص112). وقد ذكر ابو الفرج الاصفهاني المتوفي 356 هجري في كتابه (مقاتل الطالبيين) يتحدث حول قتلى آل ابي طالب وذكر كيفية شهادة عبد الله بن الحسين بما يقرب من كلام الشيخ المفيد (رحمه الله) ولكن مع هذا الاختلاف حيث قال نقلا عن احد الرواة: فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرمى به إلى السماء فما يرجع منه شئ، ويقول : اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل (ناقة صالح) ويرى ابو الفرج ان ام عبد الله بن الحسين هي الرباب بنت امرئ القيس، وقد روى ابو الفرج عن الامام الباقر (عليه السلام) ان حرملة هو الذي قتل عبد الله بن الحسن(عليه السلام) في كربلاء (نفس المصدر ص109) و من المحتمل ان المؤرخين قد خلطوا بين عبد الله بن الحسن وبين عبد الله بن الحسين. هذا وذكر اليعقوبي المتوفي سنة 284 هجري في تاريخه: فإن الإمام عليه السلام لواقف على فرسه إذ أتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة، فأذن في أذنه، وجعل يحنكه، إذ أتاه سهم، فوقع في حلق الصبي، فذبحه، فنزع الحسين السهم من حلقه، وجعل يلطخه بدمه ويقول: والله لأنت أكرم على الله من الناقة، ولمحمد أكرم على الله من صالح.(تاریخ الیعقوبی، ج‌۲، ص‌۱۸۲-۱۸۱). وهكذا قد لاحظنا ان قضية ترجي الامام الحسين من الاعداء في طلب الماء له ولولده الرضيع باسم علي الاصغر لم تذكر في أي مصدر تاريخي معتبر. 2ـ المصيبة الاخرى الذي رواها (ملا حسين الكاشفي) في كتابه نقلاً عن كتاب (كنز الغرائب) وهذا الكتاب غير موجود حالياً هي قصة ابنة للامام الحسين عمرها اربع سنين تطلب ابيها الامام الحسين فيامر يزيد بان يبعث اليها راس ابيها، وعندما ترى راس ابيها يغشى عليها ثم تموت(روضة الشهداء، ص845). وتعرف هذه البنت بين الخطباء باسم (رقية) وعمرها ثلاثة سنين ولكن لا يوجد في شيء من مصادر الشيعة القديمة المعتبرة بنت للامام الحسين بهذا الاسم، ولم ينقل احد هذه القصة. وبناء على ما رواه الشيخ المفيد (رحمه الله) انه لم يكن للامام الحسين (عليه السلام) الا ابنتين احداهما (سكينة) وامها ليلى والبنت الاخرى اسمها (فاطمة) وامها (ام اسحاق بنت (طلحة بن عبيد الله)(روضة الشهداء، ص 137). وقبر رقية المعروف في الشام يحتمل قوياً انه قبر رقية بنت امير المؤمنين(عليه السلام) لان علي ابن ابي طالب لديه ابنتان باسم رقية احداهما بنت (ام حبيب) بنت (ربيعة) والاخرى رقية الصغرى وامها (جمانة) وكنيتها (ام جعفر) (ارشاد المفید، ج۱،ص۳۵۵) وهذا الكلام ينسجم مع من قال انه الى جنب قبر الشام حجر مكتوب عليه (هذا قبر رقية بنت امير المؤمنين(عليه السلام). وطبعاً ان الامام الحسين له بنت تسمى رقية ايضاً. (نفس المصدر، ج2، ص16). ولو فرضنا ان قصة رقية مرتبطة ببنت الامام الحسن وكانت هذه البنت قد ولدت في آخر حياة الامام الحسن فلا بد ان يكون عمرها 11 سنة، وبناء على هذا فقصة خربة الشام و بنت الامام الحسين (عليه السلام) التي عمرها 4 سنين لا يوجد لها اي اصل ومبنى تاريخي. 3ـ المصيبة الطفلية الاخرى تتعلق بـ(طفلي مسلم) وهذه القصة ايضا ذكرها (ملا حسين الكاشفي) في كتاب (روضة الشهداء) من دون ان يسندها على كتاب ويحتمل قويا ان هذه القصة الحزينة والطويلة وبهذا الكيفية لم تذكر في أي كتاب تاريخي وهي من القصص التي صنعها نفس الكاشفي. والقصة بناء على نقله بهذا الشكل: ان مسلم قد اودع طفلاه محمد وابراهيم عند شريح القاضي في الكوفة، وبعد ان استشهد مسلم دلهما شريح القاضي الطريق الى المدينة، ولكنهما قد قبض عليهما في الطريق و وقعا في السجن، فهربا من السجن علي يد السجان (مشكور) ولكن اضلا الطريق ايضا، وضيفتهما امراة كان زوجها يبحث عن الطفلين لاجل ان ياخذ الجائزة، فلما علم زوجها بالامر اخذ الطفلين الى جنب النهر ليقتلهما و يبعث برأسهما الى ابن زياد وحيث منعته زوجته وابنه وغلامه من هذا العمل قام بقتل ابنه والغلام ثم قتل الطفلين، رمى بجسدهما في الماء واخذ رأسيهما الى ابن زياد، فلما رأى ابن زياد ذلك بكى وامر بقتل الحارث واوكل قتله الى شخص اسمه (مقاتل) من محبي اهل البيت (عليهم السلام) فاخذ الحارث الى نفس المكان الذي قتل الطفلان فيه والقي جسدهما في الماء، فقطع مقاتل الحارث اربا اربا ورماه في النهر، فقذ النهر جسده المقطع فرماه مقاتل في البئر فقذفه البئر ايضا فاظطر الى حرق جسده وذراه في الهواء. (روضة الشهداء ص522ـ503). وينبغي الالتفات الى ان لا يوجد في الكتب المعتبرة القديمة ابن لمسلم بن عقيل باسم ابراهيم بن مسلم بن عقيل، فان اسم ولدي مسلم بن عقيل محمد وعبدالله وقد ورد هذان الاسمان في الكتب التاريخية المعتبرة مثل (مقاتل الطالبيين، ص113) لابي الفرج الاصفهاني. وقد ذكر الخوارزمي في مقتله والشيخ الصدوق (رحمه الله) في اماليه والطبري في تاريخه ان كل من الطفلين قد استشهد في كربلاء، وكان عبد الله بن مسلم اول من خرج الى الميدان من اهل البيت(عليهم السلام) وقد استشهد بعد ان قتل عدد من الاعداء وقد ذكر البعض كيفية شهادته انه لما كان قد وضع يده على جبهته اصابه سهم فلم يستطع ان يفصل يده عن جبهته، ثم اصابه سهم اخر فاستشهد، اذن فنلاحظ ان قصة طفلي مسلم ايضا موضوعة وطفلي مسلم قد قتلا في يوم العاشر بكربلاء. نعم قد ذكر الشيخ الصدوق (رحمه الله) في المجلس التاسع عشر من كتابه (الامالي) هذه القصة بشأن طفلين قد فرا من عسكر ابن زياد بعد شهادة الامام الحسين (عليه السلام) (وهذان الطفلان هما لجعفر الطيار) وقد اتي بهما الى ابن زياد. امالي الصدوق (رحمه الله)(ج1، ص88ـ 82). هذا والحال ان جعفر ابن ابي طالب استشهد في معركة تبوك قبل ما يقرب من خمسين سنة و وجود طفلين لجعفر في كربلاء محال، وذكر ان الخوارزمي في كتابه(مقتل الحسين) ان الطفلين الذين فرا من عسكر ابن زياد قد ضيفتهما امرأة ثم بعد ذلك عزم زوجها على قتلهما ويبعث براسيهما الى ابن زياد. (الامالی، ج۲،ص ۵4-۵۸). قد نقلنا هذه القصص الثلاثة عن المصادر الاولية كي يعلم كيف اعتبرنا الامور التي لا اصل لها ولا يمكن ان نجد لها توجيها اعتبرناها قطعية ومسلمة، ومن هذه الجهة نطلب من طلاب الحوزة العلمية والجامعة ان لا يلوثوا اذهان الناس بالخرافات وباسم الدين من دون مطالعة او تحقيق علمي. وان لا يغرسوا في اذهان الناس هذه الامور الخاطئة بحيث لا يمكن بعد ذلك محوها. وفي هذه اليالي قد بث التلفزيون فيلماً بشان (طفلي مسلم) وقد تعرض الفلم الى تلك القصص وقد اتضح انها مصنوعة واذا كانت هذه القصة تبثها جهة دولية فكيف يمكن محوها عن الاذهان، ونحن نواجه في اقصى نقاط مناطق الشيعة جمعيات وهيئات باسم (علي الاصغر) واسم (رقية خاتون) وحتى من قبل الدارسين والمثقفين وقد لاحظنا ان وجود اولاد للامام الحسين (عليه السلام) بهذه الاسماء مشكوك جداً. وقد راى الكاتب في مدينة اصفهان ان المدينة من اولها الى اخرها تبعا لما اجري في طهران في السنين الماضية انهم مملوئة بالستور من جانب منظمة الثقافة والسياحة لبلدية اصفهان ، والمجتمع الثقافي للامام الخميني وشباب باب الحوائج علي الاصغر مكتوب عليها عنوان (باب الحوائج علي الاصغر)، ومن العجيب ان نفس الحسين ليس بابا للحوائج ولكن علي الاصغر الطفل الصغير الرضيع وقصته، هو باب حوائج بعض مسؤلي شؤون ثقافة المدينة.

الكلمات الرئيسية :


الجواب

۱۰,۹۶۰

10 ذیقعده 1433 الساعة 16:09

منذ مدة شككت في جميع عقائدي، وطبعاً جميع عقائدي فطرية وليست قائمة على اساس علمي، ولكني اشعر انني قد ضللت، فالرجاء ان تساعدوني كي اصل الى الحقيقة. 1ـ هل اشير في القران الكريم صريحاً الى مسألة الامامة؟ واذا لم يتعرض القران لذلك فلماذا لم يتعرض لهذه المسألة المهمة؟ 2ـ اذا كانت مسالة الامامة واردة في الاحاديث، والى الان لم تثبت امامة امام فكيف يمكن اثبات الامامة. 3ـ ان كانت واقعة الغدير صحيحة فلماذا نسيها الناس بعد شهرين وعشر ايام ولماذا لم يذكرها ذلك الجمع الكثير؟ وهل اشارت السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في خطبتها الى واقعة الغدير؟

الكلمات الرئيسية :


الجواب

۲,۹۶۵

10 ذیقعده 1433 الساعة 15:57

الف: ضرورة وجود الامام امر عقلي، الا ان السؤال هو هل ان اثبات الائمة الاثنى عشر المنصبين قائم على اساس الروايات فحسب؟ ب: هل ان عدد الائمة الاثنى عشر الذي لا يزيد ولا ينقص ماخوذ من الروايات فحسب او انه يمكن اثبات ذلك عن طريق اخر ايضاً؟ فلو فرضنا ان حديث الغدير وسائر الاحاديث والايات التي تثبت امامة علي والائمة من بعده غير موجودة فهل يمكن ان نثبت امامة الائمة بنحو اخر؟

الكلمات الرئيسية :


الجواب

۲,۲۰۱

05 ذیقعده 1433 الساعة 20:29

قد حصل لي منذ مدة من الزمن عدة تناقضات في جملة من مسائل اصول الدين، وكلما قمت بتحليلها واستنتاج شيء منها ادى ذلك الى انتقاض جزء من العقائد المسلمة التي ترتبط بهذه المسائل، وحيث انه لايمكن لاي احد ان يدعي الكمال، لذا فانني اعتقد انه قد حصل خلل في بعض استنتاجاتي او في بعض ما ذكرته من فرضيات وتعريفات، ومن هنا فقد عزمت على ان استفيد من تعليمات جملة من المراجع العظام واتعرف على هذه الشبهات المحتملة، ولا اقل من ترك الاصرار على هذه العقائد المتناقضة. احد هذه المسائل هي مسالة( ظهور المنقذ في اخر الزمان). وهنا انبه على ملاحظتين مهمتين: الملاحظة الاولى: اني تعمدت استعمال هذه اللفظة العامة (المنقذ) و حاولت ان ابين المسالة من دون ملاحظة شخص معين لهذا المنصب. الملاحظة الثانية: ان جميع المطالب المذكورة هي عبارة عن نظريات وتحليلات شخصية، وفيما اذا وجد خلل في أي واحد منها فهو يرجع الى النقص في طريقة تفكيري ولا ينبغي ان ينسب ذلك الى جماعة او شخص معين او فرقة ما. وسابين فهمي تجاه هذا الاصطلاح (المنقذ) ثم ساذكر التناقضات التي يشتمل عليها التعريف، بغية ان تعلمونا برأيكم في هذه المسالة الحساسة. تعريف (ظهور المنقذ في اخر الزمان): هو حاكمية شخص صالح ومؤهل من قبل الله تعالى في زمان قريب من يوم القيامة لاجل اصلاح المجتمع الانساني بجميع ابعاده. العدل: بناء على التعريف المتقدم، لو فرضنا ان الاجيال التي ستوجد في تلك الحكومة وتعيش في ظلها، ستكون تلك الاجيال بسبب تهيئة الارضية المناسبة من جملة الاجيال الصالحة، أي انها بالقياس الى الاجيال التي قبلها تتمتع في حصولها على الخير بكفاءات اكثر، وهي ستعيش في عالم يمتاز بكثرة الخيرات ووفرتها، ومن هنا فهذه الاجيال تمتاز عن غيرها من الاجيال بخصوصيات اكثر. الا يتنافى هذا الكلام مع مبدأ العدالة الذي لا بد ان تكون فيه ظروف الامتحان واحدة؟ ولاجل اتضاح المطلب اكثر، قارونوا بين المشقات التي يتحملها الفرد الذي يعيش في عصرنا كي يبقى محافظا على دينه وعقيدته ولا ينحرف مع شخص في زمان المنقذ، فان وجه هذا الامر بان الشخص الاول سينال اجر وثواب اكثر من الشخص الثاني اذن فما هي مزية زمان المنقذ؟ وبغض النظر عن ذلك فان الشخص الثاني في هذه الحالة له حق الاعتراض ايضا. الجبر: هل يمكن ان نجد من بين الناس الذين يعيشون في زمان المنقذ اشخاصاً غير صالحين او انه يلزم في الحكومة المثالية صلاح جميع حكامها ومجتمعها؟ فان اجيب عن هذا السؤال بنعم فهذا يعني انه بعد مدة قصيرة ستصبح المعادلة في هذا المجتمع بنفع غير الصالحين وسيكون الصلحاء هم الاقلية، والسبب في هذا الامر هو ان الانسان يميل بطبيعته الى التعدي على حقوق الاخرين الذي هو مادة واصل كل فساد، وحيئنذ وان كان الذين يحكمون هذا المجمتع من اصلح الناس الا انه سيخرج زمام الامور من الطبقة الصالحة، والتاريخ افضل شاهد على هذا الامر. فانه لا يوجد حكومة صالحة الى الان استطاعت ان تستمر وتقاوم عشرات السنين وان كان حكامها اشخاصا امثال النبي (صلى الله عليه واله) وعلي(عليه السلام). و من المسلم ان تعريف حكومة المنقذ لا يشمل هذا المفهوم والمقصود منها الحكومة الثابتة والمستمرة الى يوم القيامة اذن فلا طريق لنا الا الاذعان بانتفاء الجواب المذكور فان هذه النتيجة هي اكثر تناقضاً. لان من لا يتمكن من ان يكون غير صالح فهو صالح قهراً. ومن ليس لديه الاختيار في صلاحه وعدم صلاحه فكيف يكون لائقاً لتنظيم حكومة او قيادة؟ وهذه الحالة هي شبيهة بقيادة مجتمع متكون من ملائكة او حيوانات غير مختارة وحيئذ سوف لا يكون لها أي امتياز. الحاجة الى المنقذ: قد اوضحناه قبل قليل حيث قلنا ان الصالحين لا بالاختيار لا تعد هذه الخصلة ميزة لهم في حكومة المنقذ، أي انه لا يمكن للمنقذ ولا ينبغي له ان يجبر الناس بالقوة الالهية على ان يكونوا صالحين. ومع هذا يمكن ان نتصور حالة اخرى وهي: ان يكون المجتمع مختارا وفي نفس الوقت صالحاً، وهذه الحالة يمكن ان نفترضها بهذا النحو: انه بسبب مر التاريخ وتكامل العقل البشري سيتمكن الناس من تكميل دينهم واخلاقهم وعلمهم وجميع صفاتهم الانسانية ويصبحون اناساً كاملين. فهذه الحالة وان كانت تستغرق وقتاً طويلاً الا انها محتملة ايضاً. وينبغي ان يعلم ان امتداد هذا الامر لا يتنافى مع التعريفات، اذن فيأتي ذلك اليوم الذي تكون فيه الاغلبية الساحقة هم من اصلح نفسه، ومن جانب اخر حيث ان هذا المجتمع قد وصل الى بلوغه ونضجه المناسب له، واختار هذا البلوغ والنضوج عن فهم وادراك فسوف لا يؤمن بالفساد، فان شقاء الاقلية غير الصالحة خاضع دائماً لسيطرتهم وسيعارضوهم ولهذا سيقفون امام قوة تلك الاقلية وانتشار افكارهم وعقائدهم. فهذه الحالة هي التصور الاكثر منطقية للحكومة الصالحة على الارض. الا ان المسألة التي تطرح هي: انه في هذه الحالة ما الحاجة الى المنقذ وسلطته الالهية؟ فالمجتمع الذي يتمكن ان ينجي نفسه بفهمه للحقائق، ومع وجود المجتمع الذي يعد بجميع افراده منقذاً فما الحاجة الى حصر هذه الفضيلة بشخص واحد؟ فالمجتمع الذي يكون عدد المنقذين فيه بعدد افراد ذلك المجتمع فما هي حاجته الى شخص جاء ليدعي انه المنقذ الوحيد في اخر الزمان؟ فهل من حق المجتمع ان يكون لديه منقذاً صالحاً، او ان من حق المنقذ ان يكون لديه مجتمعاً صالحاً؟ واساساً ما هي حاجة المجتمع الصالح المدرك الى الحاكم والقانون والشرع... اليس هذه الامور جاءت لتنظم المجتمع غير الصالح واليس الصالحون عند تشخيصهم لصلاحهم وصلاح الاخرين والمجتمع لا يكونون مستعدين لفعل غير ذلك، اذن فما الحاجة الى القانون؟ مثلاً ما هي الحاجة الى وضع علامة (ممنوع التوقف) لمن يدرك جيداً ان الوقوف امام ممر الناس غير صحيح. وما هي الحاجة الى السجن والقصاص والاعدام لمن يكظم غيضه ولا يقتل؟ فمن الواضح ان جميع هذه الذرائع نشأت من وجود المجتمع غير الصالح، اذن ايضا سارجع الى سؤالي الذي بقي من دون جواب ( ما هي الحاجة الى ظهور المنقذ)؟ ومن هنا فاطلب ان تحلوا لي الاشكالات الواردة على التحقيق المتقدم ـ التي هي غامضة بالنسبة لي ـ او اذا لم تجيبوا عنها فلا باس بالموافقة على صحتها.

الكلمات الرئيسية :


الجواب

۲,۳۵۰