الانسان في شهر رمضان لا يبتعد لحظة عن رحمة الله وبركته ولطفه

03 رمضان 1443

02:08

۴۴۴

خلاصة الخبر :
تصريحات اية الله الشيخ فاضل اللنكراني حول فضيلة شهر رمضان المبارك.
آخرین رویداد ها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
نشكر الله عز وجل ان بلغنا شهر رمضان المبارك ودعانا الى ضيافة ها الشهر الفضيل وينبغي ان نشير هنا الى عدة نقاط: 
النقطة الاولى: قال الله تعالى بشان الصيام في الاية 183 من سورة البقرة: «يا ايها الذين آمنوا کتب علیکم الصیام کما کتب علی الذین من قبلکم لعلکم تتقون»، وخطابه في هذه الاية للمؤمنين.

وقال الله عز من قائل في ذيل الاية 21 من سورة البقرة(لعلكم تتقون) وخطابه موجه الى عموم الناس«یا ایها الناس اعبدوا ربکم الذی خلقکم والذین من قبلکم لعلکم تتقون».
وقال الامام السجاد عليه السلام الناس هم المكلفون من بني آدم ؛ «المکلفین من وُلد آدم».

إنَّ من يتخيل ان القرآن والأحكام تختص بزمن بداية الاسلام فهو جاهل وليس لديه معرفة بالقرآن ، «یا ایها الناس» تعني جميع البشر سواء في ذلك الذين كانوا في زمن نزول القرآن الكريم والذي يأتون بعدهم الى يوم القيامة وهو ايضا يتعلق بالناس السابقين عن الاسلام ولكن بما انهم اموات فلا يمكنهم الاتيان بهذه التكاليف. 

يقول القرآن الكريم: «أعبدوا ربکم» لماذا نعبد ربنا وما هو سبب العبادة ؟ لان الله خلقنا وخلق الذين قبلنا «الذی خلقکم والذین من قبلکم»، فالعبادة مختصة بالخالق فيجب ان تعبد الذي خلقك فقط اما الاب والام فلا يمكن عبادتهم لانهما ليسا خالقين لنا ولا يمكن عبادة المادة الحجر او الخشب او الماء او الارض لانها ليست خالقة لنا فخالقنا هو الله عز وجل ، وبما ان الخالق هو الله فيجب ان نعبده وتوجد بشان قوله:  «اعبدوا ربکم» روایات لطیفة من المناسب مراجعتها.

ثم يقول: «لعلکم تتقون»، عبادة الانسان توصله الى التقوى. هذا ما يتعلق بمطلق العبادة اي ان الله عز وجل يتحدث عن مطلق العبادة ويقول اي عبادة يمارسها الانسان تجعل الانسان يصل الى التقوى. لكن حينما يتحدث عن الصوم يوجه الخطاب الى المؤمنين ويقول: «یا ایها الذین آمنوا کتب علیکم الصیام کما کتب علی الذین من قبلکم لعلکم تتقون»، فالصيام واجب عليكم كما وجب على غيركم من الامم.
وجاء في الروايات ان انبياء الامم السالفة كانوا مكلفين بالصيام فحسب، ولكن الله عز وجل من على امة محمد(ص) فاوجبه عليهم في شهر رمضان المبارك. 

والان لا بد ان ننظر هل ان قوله في هذه الاية «لعلکم تتقون» نفس قوله «لعلکم تتقون» في الاية 21؟ اي ان الصيام كبقية العبادات يوجب التقوى او لا ؟ او يمكن ان يستفاد نظرا الى تغيير الخطاب في اية الصوم وتوجيهه الى المؤمنين «یا ایها الذین آمنوا»، ان الصيام يوجب التقوى الخاصة ويوصل الانسان الى درجة عالية من التقوى.

قد يطرح سؤال وهو ان جميع الشهور والايام هي لله عز وجل وكل الساعات واللحظات مخلوقات الله عزوجل فلماذا يوصف شهر رمضان على لسان النبي الاكرم (ص) بانه شهر الله وينسبه الى الله عز وجل؟ فهل هذه الاضافة تشريفية او فيها مطلب اخر؟

وان عنوان «شهرٌ دعیتم فیه إلی ضیافة الله» ايضا دليل على هذا الانتساب، فالله عز وجل لديه دعوة خاصة في شهر رمضان المبارك، فالله عز وجل في غير شهر رمضان من الشهور يدعو الناس عن طريق الملائكة مثلا في شهر رجب يوكل ملكا لينادي كل ليلة منذا لديه حاجة لاقضي حاجته ومن ذا الذي لديه دعاء لاستجيب دعاءه ؟ في جميع الايام بهذا النحو تتم الدعوة، اما في شهر رمضان المبارك الدعوة خاصة وبما ان الدعوة خاص فيكون هذا الشهر شهر الله عزوجل

و«جعلتم فیه من اهل کرامة الله»، فانتم في هذا الشهر من اهل كرامة الله وهذا يعني انه في غير هذا الشهر ينظر الله عز وجل الى الناس فاذا كان لديه استعداد ان يكون من اهل اكرامة الله فان كان لديه القابلية يعطيه الكرامة واذا لم يكن عند القابلية وليس اهلا لذلك فقد لا يعطيه ذلك، واما في شهر رمضان المبارك فان الله تعالى يعطي الكرامة لجميع المؤمنين. 

وهاتين النقطتين اذا ضمنناهما لا سيما مع تعبير النبي صلى الله عليه واله في آخر جمعة من شعبان «نومکم فیه عبادة»، نصل الى نتيجة واضحة جدا وهي ان شهر رمضان شهر رحمة الله ولطفه التي ينشرها في كل لحظة وفي كل ساعة وليلة ويوم في حالات الصيام وغير الصيام. ولهذا السبب ايادي الشياطين مغلولة في هذا الشهر لان الله عز وجل ينشر رحمته وبركته وعناياته بحيث لا يبتعد الانسان في لحظة من اللحظات عن لطف الله وكرمه في هذا الشهر.

فينبغي لنا ان نعرف قيمة هذا الشهر العظيم ونستغليه بالعبادة وقراءة القرآن والتفكر في الله عز وجل حيث ورد «افضل العبادة التفکر فی ذات الله» من خلال هذا الدرس والبحث فانه من المصاديق المهمة جدا لعبادة الله تبارك وتعالى.

كن حذرا جدا واستفد من شهر رمضان رحم الله الإمام الخميني (رضوان الله عليه) كان له تفسيرات عن شهر رمضان لن تجدها في كلام أحد بعد روايات الأئمة. ! ويذكر أن شرط هذا الضيافة ألا يهتم الضيف إلا بصاحب المنزل ولا يعتبر أن غير مالك المنزل موجود. فقط انتبه إلى الله! بالطبع ، إنه صعب للغاية.

فاذا اردت ان تحصل على اعلى مراتب الضيافة فلا تتوجه الى غير الله ولا تطمع بالدنيا.وفي ضيافة الله نريد ان نصحح عبادتنا، وتصح صلاتنا، وتزكو انفسنا من الشوائب، وهذا الشهر هو شهر التزكية والطهارة. يجب في اول الشهر ان نحاسب انفسنا ونرى الادران والاوساخ التي في انفسنا ونحاول ان نرى في اخر الشهر كم استطعنا ان نطهر هذه الاوساخ في ببركة هذه الضيافة الالهية. ولا ينبغي ان نغفل في هذا الشهر عن النوافل لا سيما نافلة الليل، ونلاحظ كيف اصبحت الاعمار قصيرة ولا نعلم هل سنبى الى آخر شهر رمضان او لا فضلا ان رمضان الآتي.

وفي رواية صحيحة السند يسأل الراوي الامام الصادق عليه السلام: «ما الذی یباعد عنا الشيطان؟»
وقد ورد نظير هذا الرواية عن النبي الاكرم (ص): «ألا أخبرکم بشیء إن أنتم فعلتموه تباعد الشیطان منکم کما تباعد المشرق من المغرب»  «الصوم یسودّ وجهه» وهذا يعني ان الشيطان ينقطع أمله «و الصدقة تکسر ظهره» فان الصدقة لا سميا في شهر رمضان تقصم ظهر الشيطان، «و الحب في الله و الموازرة علی العمل الصالح یقطعان دابرة» ، «و الاستغفار یقطع وتينه»[وسائل: ج10، ص396 و 405] ومن هنا ورد الحث على الاستغفار في شهر رمضان .

نأمل ان يكون شهر رمضان من اكثر الرمضانات بركة في عمرنا.
نسال الله عز وجل ان يرفع عنا الحجب ويجعل قلوبنا مستعدة لعبادته وطاعته.
ويجعل حلاوة العبادة في قلوبنا.
ويخرج من قلوبنا حب الدنيا.
وان يقدر لنا في هذا شهر رمضان المبارك وفي ليلة القدر افضل ما يقدره لعباده الصالحين.
والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته
الملصقات :

رمضان شهر رمضان شهر المغفرة شهر الرحمة شهر العبادة