الآثار الوضعية للافطار العمدی فی شهر رمضان المبارك

19 رمضان 1443

15:11

۶۷۸

خلاصة الخبر :
تحدث آية الله الشيخ فاضل اللنكراني(دامت بركاته) في بحث خارج الفقه حول عواقب ترك الصيام وأجاب على شبهات مولوي من أهل السنة.
آخرین رویداد ها
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین و صلی الله علی سیدنا محمد و آله الطاهرین

روى المرحوم الصدوق في المجلد الثاني من (لا یحضره الفقیه) رواية عن الامام الصادق(عليه السلام) «مَن اَفطَرَ يَوماً مِن شَهرِ رَمضان خَرَجَ رُوحُ الايمانِ مِنه».

يجب نشر هذه الرواية للناس عن طريق وسائل الاعلام لا سيما وسائل الاعلام الوطنية وبحمد الله ان اكثر الناس يؤدون فريضة الصيام ويهتمون بهذه الفريضة العظيمة ويحافظون عليها وان كان هنا البعض القليل لا يؤدون هذه الفريضة ويفطرون في شهر رمضان المبارك وعلى أي حال هناك مجموعة من الناس أصحاب عذر كما قال الله عز وجل: «وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ».

الرواية المتقدمة تقول «مَن اَفطَرَ يَوماً مِن شَهرِ رَمضان» وهذا يعني ان الانسان الذي ليس لديه عذر فلا هو مسافر ولا هو مريض ويعلم بان بوجوب الصيام  عليه ولكنه مع ذلك يفطر في شهر رمضان فمثل هذه الانسان قد ارتكب محرما والله عز وجل سيعاقبه يوم القيامة الا اذا تاب عن واستغفر الله عز وجل. 

لكن المهم هنا هو الأثر الوضعي لهذا الذنب حيث تقول الرواية «خَرَجَ رُوحُ الايمانِ مِنه< فيستفاد من الرواية ان الانسان الذي يخرج روح الايمان منه فانه حينئذ لا يقبل بالحق ولا يميز بين الحق والباطل لان الايمان هو الذي يعطي الانسان هذه المزايا فاذا خرج روح الايمان منه يدخل تحت «طبع الله على قلبه» و «ختم الله علی قلوبهم» فمن يفطر عامدا عالما في شهر رمضان المبارك يخرج روح الايمان من قلبه ولو كان مصليا متدينا ملتزما بأداء الخمس والزكاة وبقية العبادات ومن يخرج روح الايمان منه لا يستطيع قبول الموعظة. 

وقد في رواية ان الأنبياء(صلوات الله علیهم اجمعین) لديهم خمسة أرواح وهذا لا يعني تعدد ارواحهم بل المقصود شؤون النفس ومراتبها من قبيل القوة الغضبة والشهوية وبقية القوى في النفس الإنسانية، فالانبياء لنفوسهم مراتب المرتبة الأولى روح القدس والثانية روح الايمان والثالثة روح القوة و الرابعة روح الشهوة والمرتبة الخامسة روح البدن. وبروح القدس يستعدون لتلقي الوحي فان الله تعالى اعطاهم هذه القوة التي بها يستطيعون سماع الوحي ولم يعطي هذه القوة لعامة الناس. والمرتبة الثانية روح الايمان فتدعو الانسان الى العبادة وطاعة الله ووحدانيته، وبروح القوة يواجه الانسان أعداءه ويكسب الحلال وبروح الشهوة يستفيد من ملذات الدنيا المحللة وفي النهاية يتحرك بروح البدن، وعلى أي حال روح الايمان هي تلك المرتبة التي تجعل الانسان يطيع الله عز وجل ويتعبده.

وعلى أساس هذه الرواية فان الأثر الوضعي للإفطار العمدي في شهر رمضان المبارك يسلب منه روح الايمان فيفقد الاستعداد والقابلية للعبادة وطاعة الله عز وجل فيترك العبادة والصلاة ويترك الأمور العبادية ثم يترك الخمس والزكاة ثم يترك العمل والكسب الحلال ثم تكون عاقبته انه يشرك بالله تعالى.
ان أثر الإفطار العمدي في شهر رمضان المبارك خطير جدا حيث ينتهي الى«ختم الله علی قلوبهم ».  ولم اجد من قال بهذه الملازمة بين >خروج روح الايمان< و>ختم الله على قلوبهم< 
وقد وردت رواية في الكافي للمرحوم الكليني في المجلد الثاني ص281.

عن الأصبغ بن نباته قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن.

فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول والدليل عليه كتاب الله: خلق الله الناس على ثلاث طبقات وأنزلهم ثلاث منازل وذلك قول الله عز وجل في الكتاب: " أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة والسابقون.

فأما ما ذكره من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس، وروح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الأشياء، وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا. فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله تعالى " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس " ثم قال في جماعتهم: وأيدهم بروح منه " يقول أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم. 

ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم أربعة أرواح: روح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتى يأتي عليه حالات...

فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى يقول الله عز وجل«الَّذينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَ إِنَّ فَريقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ» سورة البقرة، الاية 146. يعرفون محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم " وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * الحق من ربك " أنك الرسول إليهم " فلا تكونن من الممترين  فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الايمان...<

فانظروا كيف ان روح الايمان اذا سلبت كيف يصبح الانسان لا يقبل الحق وينكر تكاليف القران الكريم الواردة في القران الكريم مثلا ينكر الحجاب ويخالف الله عز وجل وكذلك الربا وهكذا جميع الاحكام. 

فمن أصبح الانسان مصداقا لهذه الآية الكريمة: «نؤمن ببعض و نکفر ببعض» فهذا الانسان في الحقيقة خرج روح الإيمان من قلبه يجب علينا إيصال هذه الأفكار الى الناس فان بعض الناس الذين يفطرون في شهر رمضان لا يعلمون بهذه الروايات فيقولون بعد ذلك نقضي او نتوب فيتصورون أن المسالة عادية جداً. إن من جملة أسباب تزيين الشيطان هو ذلك حيث يصور للإنسان ويزين له بان هذا القبيح ليس امراً قبيحاً جداً واذا اختلست المال لم افعل شيئا واذا مسست المرأة عمدا او نظرت اليها عمدا فلم ارتكب الا ذنبا صغيرا.
فهذا عمل الشيطان انه يصغر الذنب لدى الانسان فالإنسان يستغيب ويتهم ثم يقول اردت ان أقول صفته الجيدة فقلت صفاته السيئة، فهذا الذي نقوله هو تقليل وتصغير الذنب.
اذا خرج روح الايمان من الانسان يصبح الذنب عنده امرا عاديا والقتل يكون بنظره امرا عاديا أولا يقتل نملة ثم يقتل موجودا اكبر ثم يقتل الانسان ويصبح له مسالة القتل امرا بسيطا، لان خروج روح الانسان يوصله لا سامح الله لقتل امه وابيه.
ينبغي علينا ان نوصل روايات اهل البيت (عليهم السلام) الى الناس ليتبين لهم وهذه هي وظيفة رجال الدين خصوصا في العصر الذي هو عصر الانترنيت والتواصل الاجتماعي حيث ان أعداء الإسلام يحاولوا القاء الشبهات وحرف الناس عن السراط المستقيم. على سبيل المثال ما يسمى مولوي من اهل السنة الذي يدعي ان القرآن الكريم يقول ان كل من يدعو الى غير الله عز وجل فقد اشرك. وبما ان الشيعة يدعون الى علي فهم مشركون. فنقول هذا وامثال فهل ان الدعوة الى أمير المؤمنين عليه السلام ولايته هي دعوة لغير الله عز وجل؟ فاذا كانت دعوة لغير الله فان النبي ص الذي كان يدعو الى امير المؤمنين في كل يوم يكون من المشركين والعياذ بالله.
فما هذا الكلام الباطل؟ ولاية امير المؤمنين بامر من الله عز وجل اليس نقل في كتبكم كصحيح البخاري ان النبي (ص) في آخر عمره قال ايتوني بكتف ودواة لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ابدا فقال بعض الصحابة«حسبنا کتاب الله»! فهل هؤلاء الذين خالفوا رسول الله مشركون او ليس بمشركين.
وقد جاء في صحيح البخاري ان الخليفة قال كلمة جدا قبيحة حيث قال: «إن الرجل ليهجر» فما هو حكم من يخالف رسول الله؟ فهل انتم تفهمون القرآن ان الدعوة لامير المؤمنين دعوة الى الله عز وجل. «وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ»، فاذا لم تبلغ ولاية امير المؤمنين عليه السلام فما بلغت رسالته. وبطبيعة الحال ليس كل اهل السنة على هذه الشاكلة.
ثم لم يكتف هذا الشخص بذلك حتى قال ان من يقول بالشفاعة فهو مشرك الم يقرأ هذا الرجل القران الكريم الذي يقول ان الشفاعة باذن الله عز وجل فتوجد مجموعة من الايات تذكر ان الشفاعة باذن الله عزو جل تكون لبعض الاولياء والانبياء والاوصياء.
على كل حال فانظروا الوظيفة والمسؤولية الكبيرة التي على عاتقنا وهي الحفاظ على الدين وهداية الناس فينبغي ان نطلب من الله عز وجل العون على ذلك. «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ».

نقول لهؤلاء السادة أن موضوع الشفاعة ، والشفاء ، واحياء الموتى ، ومعرفة الغيب ، كلها تقع ضمن دائرة إذن الله ، ولكن ما لم يأذن به الله هو عبادة غير الله. نحن لا نعبد القبر ، ولا نعبد صاحب القبر ، ولا نعبد النبي ، ولا نعبد علي. ولكن هؤلاء السفهاء يفهمون خطأ ويتهموننا.

ارجو ان يوفقنا الله في هذه الليالي و ليالي القدر ان ندرك ليلة القدر و ونعرف اسماءه وصفاته فان شهر رمضان شهر الوصول الى أسماء وصفات الله.
نسأل الله أن يدخلنا في ساحة قربه
 والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته

الملصقات :

شهر رمضان الصیام رمضان المبارك ترك الصيام الافطار العمدي