آداب الصيام الحقيقي
03 رمضان 1445
19:12
۱۷۱
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
-
من السمات الخاصة بالمعلم هي تشخيصه للبدع والانحرفات
-
السبب الرئيسي لتهديم مراقد ائمة البقيع، عدم الفهم الصحيح للدين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
قال رسول الله(صلی الله علیه و آله) لجابر بن عبدالله:
«يا جابِر، هذا شَهْرُ رَمَضان، مَنْ صامَ نَهارَهُ وَ قامَ وِرْدا مِنْ لَيْلِهِ و عَفَّ بَطْنَهُ و فَرْجَهُ وَ كَفَّ لِسانَهُ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْرِ»
قال رسول الله صلى الله عليه واله لجابر: من صام شهر رمضان وقام بعض الليل ، طهر بطنه وفرجه من الحرام، ولسانه من مطلق المحرمات فقد خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر.
وورد في بعض الروايات ان يصون الانسان لسانه عن اللغو ومن الاداب المهمة في الصيام ان الصائم يحفظ لسانه.
وورد في رواية عن الامام الصادق عليه السلام«ولیکن علیک وقار الصیام» أي ان الصيام له وقار وكيفة خاصة لا بد ان تلاحظ هذه الحالة على الانسان«و الزم ما استطعت من الصمت والسکوت الا عن ذکر الله». انه في شهر رمضان المبارك الصمت زين وينبغي للإنسان لا يتكلم حتى الكلام العادي ونيشغل بذكر الله.
بالإضافة إلى الكلام الحرام، وهو حرام بالتأكيد ويجب تجنبه، ينبغي أيضًا تجنب الكلام الذي لا فائدة منه. ولعل هذا هو أحد الأسباب التي تجعل قراءة الشعر في رمضان مقيتة بشكل خاص.
في شهر رمضان يجب أن ينشغل لسان الإنسان دائمًا بذكر الله، وهي بالطبع مهمة صعبة جدًا، ولكن هذه هي كرامة الصيام، وهذه هي آداب الصيام وكرامة الصائم. وأن لا يلوث لسانه بالمحرمات ولو في غير الضروري فلا يستخدم لسانه وكلامه الا في حالات ضرورية.
هذه هي أدب الإنسان في الضيافة الإلهية. هذه الضيافة هي وليمة يجب على الإنسان أن يحاول فيها التحدث فقط مع صاحب الضيافة، وهذا هو الدخول في الضيافة الإلهية.
الامام السجاد عليه السلام يدعو الله تعالى عند دخول شهر رمضان المبارك: «واعنّا علی صیامه بکفّ الجوارح عن معاصیک و استعمالها فیه بما یرضیک حتّی لا تصغی بأسماعنا إلی لغوٍ» ينبغي للإنسان ان يصغي اسماعه في شهر رمضان المبارك الى الغناء واللغو وبدل من ذلك نستمع الى القران الكريم واحاديث اهل البيت عليهم السلام. «ولا نسرع بأبصارنا إلی لهو وحتی لا نبسط ایدینا إلی محظور»
في الرواية الأولى بعد قول النبي الأكرم(صلى الله عليه واله) قال جابر: «يا رسول الله ما احسن هذا الحديث»، «فقال رسول الله: يا جابر و ما أشدّ هذه الشروط»
وورد مضمون هذه الرواية في حديث المعراج ان النبي الاكرم (ص) قال لله عز وجل: > یا ربّ و ما میراث الصوم؟» فقال الله تعالى : « الصوم یورث الحکمة»، فإذا تحقق الصوم بالمعنى الحقيقي، فإن تأثيره ليس فقط التخلص من الذنب، بل هذا هو أقل تأثيره، فالصوم الحقيقي يجلب الحكمة للإنسان.
الحكمة التي يشير اليها القران الكريم: «یؤْتِی الْحِكْمَةَ مَنْ یشَاءُ وَمَنْ یؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِی خَیرًا كَثِیرًا» والحكمة هي أن يصل الإنسان إلى مرحلة يفهم فيها قلبه الحقائق ويجري على لسانه. في بعض الأحيان يتم ذكر الحكمة في القرآن «یعلمهم الکتاب والحکمة» لقد جاء الإسلام ليعلم الناس الوصول إلى الحكمة، وبطبيعة الحال، لا يمكن الوصول إلى الحكمة بدون الكتب.
قال امير المؤمنين(علیه السلام): «الحِكمَةُ شَجَرةٌ تَنْبُتُ في القَلبِ و تُثْمِرُ على اللِّسانِ» الحكمة ليست شيئًا خارجيًا يمكن تعلمه بسهولة. يجب عليه أن يعمل بجد لزراعة هذه الشجرة في قلبه. ولعله ليس هناك تفسير أقوى من هذا التفسير في الأحاديث.
والحديث عن الحكمة كثير، والآيات والروايات كثيرة، ولكن في هذه الرواية رواية المعراج أن ميراث الصيام هو الحكمة، ففي شهر رمضان المبارك يجب ان نرى هل اصبحت قلوبنا نوارنية ثم قال: «والحکمة تورث المعرفة والمعرفة تورث الیقین» ميراث الحكمة العلم، وميراث العلم اليقين ، «و اذ استیقن العبد لا یبالی کیف اصبح»، فإذا وصل العبد إلى حالة اليقين فلا يهمه ماذا سيكون غد ذلك اليوم؟ هل هو غني أم فقير؟ هل هو مريض أم سليم؟ هل هو عزيز أم ذليل بين الناس؟ هل هو في الشدة أم في الرخاء؟ هذه هي مرحلة اليقين، وهي مرحلة صعبة جداً ومهمة جداً، ولن تتحقق للإنسان في أي وقت قريب.
أتمنى أن يكون الله تبارك وتعالى قد أنعم علينا بالشهر الكريم. نحمد الله أن أبقينا على قيد الحياة لدخول هذا الشهر، رغم أننا لا نعلم هل سنصل إلى نهاية الشهر أم لا. لكن هذه المقدار هو بحاجة الى ان نشكر الله كثيرا.
إن شاء الله سنستغل بركات هذا الشهر أكثر من السنوات السابقة، والطريق الى ذلك هو التوسل بمضيفنا في هذا الشهر وهو الله عز وجل.
وينبغي للإنسان أن يتوسل إلى الله، ويعتقد أنه متأخر جداً، ويعتقد أن يده فارغة تماماً، ويعتقد أنه في حاجة شديدة، ويلح في سؤال الله أن يدخله في حقيقة هذا الشهر وفي أسمائه وصفاته.
دعاء السحر، كله يتحدث عن أسماء الله وصفاته، فإذا استطاع الإنسان أن يفهم فقرة واحدة منها تكفيه، نرجو من الله عز وجل أن يشملنا جميعاً.