حوار مع آية الله الشيخ فاضل اللنكراني حول التضحية بالنفس من اجل الدين

07 شوال 1432

15:55

۳۱۳

خلاصة الخبر :
ما هو تقييمكم لأسباب نهضة الإمام الحسين(ع) ومن وجهة نظرك كيف يمكن تحليل جذور واقعة كربلاء ونهضة سيد الشهداء؟
آخرین رویداد ها
التضحية بالنفس والدماء من اجل الدين

أسباب نهضة أبا عبد الله الحسين(ع) بحث مهم للغاية له جوانب وأبعاد مختلفة وإذا أراد الباحث دراسة أي جانب منها فإنه سيقع بأبحاث طويلة، والمسلم الذي يلاحظ التاريخ بعد هذه الواقعة يطرح له هذا السؤال لماذا نهض الإمام الحسين عليه السلام؟

1ـ طلب الشهادة
هناك آراء مختلفة في تحليل نهضة الإمام الحسين(ع). والبعض يقول إن أبا عبد الله الحسين (ع) انما جاء بنفسه ورفاقه وعائلته إلى الميدان للشهادة فقط لكي ينال هذه الدرجة الرفيعة وهي الشهادة. عندما ننظر إلى التاريخ، نرى منذ زمن الرسول الكريم (ص) كان رسول الله(ص) قد أخبر عن شهادة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
أو أنَّ أمير المؤمنين(ع) في قضية صفين لما اقترب من كربلاء بكى وقال لاصحابه: «قتل فِيهَا مِائَتَا نَبِيٍّ وَ مِائَتَا سِبْطٍ كُلُّهُمْ شُهَدَاءُ وَ مُنَاخُ رِكَابٍ وَ مَصَارِعُ عُشَّاقٍ شُهَدَاءَ لاَ يَسْبِقُهُمْ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ وَ لاَ يَلْحَقُهُمْ مَنْ بَعْدَهُمْ» .
أذن شهادة أبي عبد الله الحسين(ع) كانت واضحة جداً. أخبر بها النبي (ص)، وأمير المؤمنين(ع)، والإمام الحسين(ع) نفسه في طريقه لهذه النهضة، كان يذكر قضية شهادة يحيى ابن زكريا كلما نزل منزلا بناء على ما نقله كتاب كشف الغمة عن الامام زين العابدين(ع)، اذن فقضية الشهادة كانت أمراً واضحاً ومسلماً.
وبناء على هذا التحليل الأول هو ان يقال إن حادثة عاشوراء كانت فقط من أجل أن ينال أبو عبد الله الحسين (ع) وأولاده وأصحابه أمنيتهم الا وهي الشهادة في سبيل الله.

2ـ تأسيس الحكومة
تحليل آخر هو أن أبا عبد الله الحسين (ع) نهض لتأسيس حكومة ومن أجل نزع الحكومة من أيدي الأمويين وإقامة حكومة صالحة. وإحدى مزايا الإسلام هي ان هكذا قائد وأمام هو الذي يريد تأسيس الحكومة. أي ليس لدينا في التاريخ أن أنبياء سابقين قد أسسوا حكومة، لأن الإسلام دين شامل، وتأسيس الحكومة يجب أن يكون من أجزاء هذا الدين. أي كما أن من واجباتنا الصلاة والصوم والحج، واحد من الأمور اللازمة والواجبة تأسيس حكومة إسلامية، وإذا قلنا أن الدين لا يستطيع أن يحكم، ولا يوجد في الدين شيء أسمه حكومة، فهذا يعني اننا قد بينا الدين بشكل ناقص، وبناء على هذا جاء تحليل خروج الامام من اجل تشكيل الحكومة، بينما كل السياسيين و من تحدث مع الإمام (ع) مثل ابن عباس ومحمد بن حنفية وآخرين جميعا كانوا يعلمون  انه من غير الممكن له (ع) تأسيس حكومة بأي شكل من الأشكال. وهذا يعني ان هذه القضية لم تكن واضح للامام الحسين (ع) فحسب بل كانت واضحة للجميع. فلم يكن الناس يبحثون في ذلك الجو من الاختناق والقمع للأمويين عن الدين وتطبيق أحكام الدين. وبحسب تعبير الامام عليه السلام : «الناس عبيد الدنيا». الآن إذا جئنا لنقول إن الامام(ع) أراد تشكيل حكومة في مثل هذا الجواء والظروف الحاكمة فلا يكون تحليلا صحيحا؛ لانه بات واضحا للجميع أنه لم يكن تشكيل الحكومة امرا متيسراً.
3- امتثال الامر الإلهي

والتحليل الثالث هو القول بأنه أمر إلهي خاص وأمر شخصي، وأن لأبي عبد الله(ع) من الله تكليفا خاصاً وعليه أن يسلك هذا الطريق. الآن يطرح السؤال: إذا كان في ذلك الوقت إمام آخر، وكان الولي والوصي الفعلي شخصًا آخر، أليس من الممكن أن يكون لديه هذا التكليف؟
لذلك، من الواضح أننا لا نستطيع اعتبار ذلك تكليفاً خاصًا وشخصيًا. أي إمام آخر كان يجب أن يقوم بهذه الخطوة إذا كان مكانه. لذا قال الامام (ع): «من رأى سلطانا جائرا..» .
لذلك، يبدو أننا لا نستطيع أن نعتبر ان السبب الحقيقي، والمهم لنهضة الإمام (ع) هو طلب الشهادة أو مجرد تشكيل الحكومة أو التكليف الشخصي.

4ـ احياء الدين ومواجهة فسق يزيد
ويبدو أن أبا عبد الله قد لاحظ ان ما قدمه جده رسول الله (ص) للإنسانية كدين اسلامي، وما أعطاه للمجتمع ووهبه لهم كهوية دينية من خلال القرآن والسنة النبوية، من معتقدات واحكام وأخلاق كلها على وشك الانهيار. أي أن هوية المجتمع الديني في زمن النبي(ص) تغيرت طبيعتها، لو نظرنا إلى سبب نهضة عاشوراء من هذه الزاوية، فإن وجود شخص مثل يزيد على رأس الحكومة الإسلامية سيكون عاملاً مؤثراً ظهور النهضة.
بالضبط! بعد وفاة الرسول (ص)، الذين كانوا الحكام انذاك، وإن لم تكن لديهم صلاحة الحكم والخلافة، لكنهم اقاموا الصلاة بحسب الظاهر، مع مراعاة حدود الشرع حسب الظاهر. ولكن منذ عهد الخليفة الثالث تغير الزمن كثيرا.

وقد وبلغ الانحطاط الأخلاقي والانحراف والظلم لا سيما بعد استشهاد الامام علي(ع) ذروته. لم تحترم حقوق الناس، وكان الظلم والاختناق بحيث لم يكن لأحد الجراءة على الاعتراض والاحتجاج واذا اعترض سجنوه او قتلوه وقد قتلوا العديد من أصحابه مثل أبو ذر وغيرهم ونالوا الشهادة. واستشهد الكثير في زمن معاوية، جملة منهم وردت أسماؤهم في كتب الرجال.
كانوا يأخذون المال ليخبروا الناس بالآيات التي نزلت بشأن علي بن أبي طالب(ع) ويذكروا انها نزلت في شأن غير علي بن ابي طالب، انظروا كم تغيرت الطبيعية الناس آنذاك.
وكان معاوية يهتم قليلا للمظاهر، لكن وصل الامر بمعاوية الى هذا الحد حيث حاول من خلال الحيلة والخدعة والترغيب والترهيب ان يأخذ في حياته البيعة ليزيد، ويعلن عن انه ولي عهده. وكان يزيد شابا لا يحفظ شيئا من مظاهر الدين معلن بالفسق، ولاعب للقمار، ومعلن بشرب الخمر. وهذا يعني لا يعير أهمية للمحرمات التي يهتم بها القرآن الكريم، وكان مرتكبا لها جميعا. 

يا ترى هل يبقى من الدين شيء عندما يريد هكذا شخص أن يصبح حاكماً على المسلمين؟. ومع وجود يزيد فان الوضع كان يتجه نحو ذهاب الدين ولا يبقى للدين اسم ولا أثر، لأن معاوية كان يتمنى ان يأتي اليوم الذي يتم فيه حذف الشهادة بنبوة النبي(ص) من المأذنة.
كان اليهود والمسيحيون في عهد يزيد، هم من يحدد السياسة الرئيسية لحكومة يزيد وكانوا حاضرين في بلاطه. كان لدى يزيد هذه الخصائص، وكان الإسلام في عصره يتجه نحو الانحدار بالكامل. رأى الإمام الحسين(ع) أن كل الجهود التي بذلها النبي (ص) وعلي (ع) على وشك الزوال، بل اختفت تمامًا.

كان السبب الرئيسي للنهضة هو التجاهر بالفسق بعنوانه خليفة المسلمين، وهكذا فإن قبول هذه البيعة بهذه الظروف كان يساوق القضاء على الإسلام بالكامل.
في زمن الإمام الحسين(ع)، قد ذهب الدين كله ولم يبقَ حتى اسم الدين. شخص مثل يزيد أراد أن يجلس مكان النبي(ص). إذا أصبح الحاكم مشركًا وكافرًا وفاسدًا، فسيؤثر ذلك تدريجياً على كيان المجتمع. تخيل الآن أن يزيد أراد أن يحكم باسم الإسلام.

تخيل الآن أن يزيد أراد أن يحكم باسم الإسلام. في هذه الحالة هل يبقي من الإسلام شیءٌ؟ وهذا يعني اننا يمكننا اختزال السبب الرئيسي لنهضة الإمام الحسين (ع) في أنه عليه السلام لاحظ ان جميع معالم الدين وابعاده قد طمست، ولا يوجد سبيل لاحياء الدين الا من خلال النهضة والتواجد في الميدان. 
عندما دعا الوليد الامام(ع) الى قصر الامارة، وضع الأمام بين خيارين: إما البيعة أو القتل. يجب على الباحثين الانتباه إلى هذه القضية وهي أن الامام (ع) ليس لديه سبيل آخر غير هذين السبيلين. بعد أن دخل الى مكة، اقترح عليه جماعة بأنَّ مكة مكان آمن { ومن دخله كان آمنا} وقالوا له ان بقيت في مكة تتمكن من الامتناع عن بيعة يزيد وفي نفس الوقت لا يستطيعون الوصول اليك. إنه لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض سيجدونني ويقتلونني ولو كنت هنا في مكة لقتلوني وهتكوا حرمة البيت بقتلي. وإنِّي أُحارب يزيد؛ لانه يهتك حرمة الدين. لذلك لا أريد ان يهتك بيت الله بقتلي. لذلك اسرع في الخروج من مكة، وقال انه لولم اعجل بالخروج من مكة، فسيمسكون بي ويقتلونني فيها.

رأيي أنه لا يجوز اختزال نهضة أبا عبد الله الحسين(ع) في بُعد واحد فقط، كان نقول ببعد طلب الشهادة وبعد تأسيس الحكومة او التكليف الخاص اعتمادا على قوله> فان الله قد شاء ان يراك قتيلا< لكن يبدو ان الامام  الحسين (عليه السلام) حينما رأى التزلزل في الدين نهض من اجل احياء الدين. 
صحيح أنَّ معاوية لم يكن معلنا بالفسق مثل ابنه، لكن من الواضح من الأدلة التاريخية أنه لم يكن يؤمن بالإسلام كثيراً، فالامام الحسين عليه السلام الذي كان قد تسنم منصب الامامة لمدة عشر سنين في عهد معاوية لماذا لم ينهض ضد معاوية في ذلك الوقت؟
في عهد معاوية، تم الحفاظ على بعض ظواهر الدين، والنقطة الرئيسية في النهضة هي قضية البيعة ليزيد. يا ترى، لو جاء أبا عبد الله، حتى لو كان مجبراً أو حسب الظروف الحاكمة، وبايع يزيد مضطراً، لكان هذه البيعة نفسها سبب في طمس الدين تمامًا ولن يبق منه شيء.
في أول جملة ابتدأ بها قال: >ويزيد فاسق... معلن بالفسق< مرتكب للفجور. وهذا يعني أن يزيد حاكم لا يراعي هذه الأمور حتى في حالة العلن والجهر، وعدم اعتقاده بهذه الأمور كان واضحاً ومسلماً. ولم يكن يعتقد بمبادئ الإسلام ابدا. وكان يزيد يتمثل بالشعر المعروف: «لا خبر جاء ولا وحي نزل» فهو لا يعتقد بوجود وحي ولا أي شيء اخر. فكان معلن بالفسق. 
لو بايع الامام سيد الشهداء (عليه السلام)، وهو سبط رسول الله(ص) هذا الشخص المعلن بالفسق والذي لم يقبل شيئا من الدين، لما بقي من الإسلام شيء، وهذا يعني نهاية الاسلام وإزالة الإسلام والدين بأكمله. لذلك اختار الإمام هنا الطريق الثاني وهو القتل والشهادة، وعدم مبايعة مثل هذا الشخص الموجبة لهدم دين والإسلام.

لما أراد الإمام(عليه السلام) التحرك من المدينة إلى مكة كتب في وصية لأخيه محمد بن حنفية أن الغرض من هذا الخروج هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كيف يمكن تقييم وتحليل دور هذا العنصر في نهضة الإمام الحسين (ع)؟
للجواب على هذا السؤال أوضح الكلمات التي قالها أبو عبدالله(ع) لأصحابه. حيث استشهد (ع) ببعض كلمات الرسول(ص): «مَنْ رَأَى سُلْطَانًا جَائِرًا مُسْتَحِلًّا لِحُرَمِ اللَّهِ نَاكِثًا لِعَهْدِ اللَّهِ مُخَالِفًا لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللَّهِ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فَلَمْ يُغَيِّرْ مَا عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَلَا قَوْلٍ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مُدْخَلُهُ» .
أما بالنسبة للعفو والغفران الإلهي، فهذه الذنوب الشخصية ليست حقًا على الله إن يدخل مرتكبها جهنم. فلو ارتكب لا سامح الله الكذب أو الغيبة فقد استحق النار، ولكن يوم القيامة قد يعفو الله عنه ويغفر له، ولكن عندنا طائفة من المحرمات لا يغفر الله لمرتكبيها بأي شكل من الأشكال، ابرزها الشرك بالله قال الله تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} .
ومنها هذه القضية، إذا رأى الإنسان حاكمًا باسم الإسلام ينكث عهد الله هذا، ويظلم، ويخالف سنة رسول الله(ص) وامثال ذلك، وسكت ولم يفعل شيء، فهذه من الأمور لا مكان للمغفرة فيها يوم القيامة. «كان حقاً على الله». أي مسلما وقطعا يفعل الله هذا. 
ثم قال: «أَلَا وَإِنَّ هَؤُلَاءِ[ أي الذين لا يغيرون بفعل ولا قول] قَدْ لَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ وَتَرَكُوا طَاعَةَ الرَّحْمَنِ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَيْءِ وَأَحَلُّوا حَرَامَ اللَّهِ وَحَرَّمُوا حَلَالَهُ» ثم خاطب الناس قائلا: «وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَيَّرَ» فاي شخص في المجتمع اليق مني بالعمل بكلام رسول الله(ص). 

اذن يثبت بالقطع ان دافع النهضة لم يكن تكليفاً شخصيا للامام الحسين(ع) من الله تعالى؟

نعم! انظروا عندما نرى هذه الجمل يتضح أن الموضوع لم يكن تكليفاً شخصيًا، لأنه يقول:«مَنْ رَأَى سُلْطَانًا جَائِرًا» معناه يجب على كل الناس أن يخالفوا السلطان الجائر، ولا يختص هذا التكليف بي انا كسبط رسول الله ولكني انا اجدر بالتغيير. إن تكليفي اشد من تكليفكم، وذلك من أجل الحفاظ على سيرة جدي النبي(ص) ودين جدي، لدي مسؤولية أكبر من مسؤوليتكم. لكن هذا لا يعني سلب التكليف عنكم، بل التكليف ثابت بحقكم ايضاً ويجب على الجميع امتثال هذا التكليف؛ وبناء على هذا، بما انه لا يوجد معروف اعلى من الدين، ولا منكر انكر من تغيير الدين، والدين سيتغير تماما بمجيئ يزيد إلى الحكم، وليس يوجد منكر أنكر من هذا. لذا جعل الإمام أبو عبد الله(ع) هذا أحد الدوافع والمعايير المهمة لنهضته.

قال أبو عبد الله الحسين (ع): «ما الأمامُ إلأ الحاكمُ بالكتاب» فمن يريد ان يكون حاكماً على المسلمين يجب أن يكون عاملا بكتاب الله. «القائمُ بالقسطِ، الدّائنُ بدينِ الحقِّ، الحابسُ نفسَه على ذَاتِ اللّهِ »وهذا يعني أن من يريد أن يصبح خليفة للمسلمين يجب ان يفهم القرآن فيزيد الذي لا يفهم حرفا من القرآن الكريم كيف يريد أن يصبح خليفة للمسلمين؟ فيزيد الذي  أسس حياته كلها على الفسق والفجور الظلم والجور كيف يمكن أن يكون خليفة على المسلمين؟ امام المسلمين يجب أن يكون عادلا ويدعو الناس إلى دين الحق، ويرى نفسه دائما محبوسة في ذات الله.

في زمن الغيبة، يوجد عنوان النواب العامة للإمام صاحب الزمان(عج) يجب إنْ يتمتعوا إلى حد ما بهذه العناوين، والعنوان المهم منها هو «الحابسُ نفسَه على ذَاتِ اللّهِ» أي لا يوجد شيء في حياته غير الله. نومه وطعامه وخطابه، ونظرته، جميع هذه الأمور يجب ان تكون فيها صبغة إلهية، ولا يتصور أبدًا أنه يعتبر نفسه متفوقًا على الآخرين، ولا يفكر أبدًا في استخدام القوة والقمع. يضع الله تعالى إمام عينيه في كل قضية وفي كل واقعة.

الملصقات :