الامامة اصل من اصول الدين والفهم الصحيح للتوحيد والرسالة والنبوة متوقف على فهم الامامة

17 ربیع الاول 1445

19:26

۳۴۱

خلاصة الخبر :
تصريحات اية الله الشيخ الفاضل اللنكراني في جمع من المسؤولين في اجتماع المرحوم مير حامد حسين.
آخرین رویداد ها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ

اليوم، ومن أجل الحفاظ على مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، يجب أن يكون عملنا الأساسي هو الإمامة. وحقيقة الأمر أنه في هذه الآلاف والمئات من السنين التي مرت على عصر الإسلام، إذا أردنا أن نقارن اهتمام العلماء واهتمامهم بعلوم الدين، فإن مقدار اهتمام الفقهاء بالمسائل الفرعية وان كان في حد ذاته احياء لمذهب اهل البيت عليهم السلام ولكن لم يتم دراسة الامامة وبحث الامامة كثيرا من قبل الفقهاء ولم يتم التركيز عليها! كم عدد الأحاديث التي لدينا لتقديم أحاديث الشيعة في بحث الإمامة إلى المجتمع البشري وإلى العالم الإسلامي، مثل کتاب العبقات وکتاب الغدير؟ هناك مؤلفات متناثرة ومتعددة، لكن الموسوعات القوية والمتينة قليلة، على عكس الفقه وحتى التفسير، حيث أن الموسوعات كثيرة. بينما الإمامة من أصول الدين.

لقد قلت مراراً وتكراراً في أحاديثي أنه ينبغي لنا أن نكون وبالدلائل من الآيات القرآنية والأحاديث، الإمامة ليست من فروع الدين حتى يمكن ان ندرسها على انها فرع من فروع الدين، بل هي أصل الدين، لکن الكثير ومع الأسف غافلون عن هذه النقطة المركزية وهذه الغفلة قد اثرت اثرها في المجتمع في بعض الأحيان يتم نسبة هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة الى المرحوم آية الله البروجردي، على انه قال انه لاينبغي البحث في هذا الزمان حول من هو الخليفة بعد رسول الله (ص) بلا فصل بل يجب التركيز على جوانب أخرى.

الإمامة أصل من أصول الدين، ونعتقد أنه من لم يكن لديه فهم صحيح للإمامة، فهو ليس لديه فهم صحيح للتوحيد والرسالة والنبوة، وبالتالي لن يكون لديه فهم صحيح للفروع. لذا فإن هذه القضية مهمة جدًا.

في هذه المؤتمرات وفي أعمال المرحوم ميرحامد حسين وعلى كلامكم مدرسته في لكناو، أولاً تاكدوا هل انتبه هؤلاء العلماء لهذه النقطة أم لا؟ وربما كان للمرحوم ميرمحمد حسين نفسه رسالة في هذا الموضوع، فمن المستحيل أن يكون لدى أحد هذا القدر من التعمق في أحاديث الإمامة دون أن يلتفت إلى هذه النقطة الأساسية! فإذا توصلت إلى نتيجة فأبرز هذا، أي أن نتيجة المؤتمر هي أن نثبت للمجتمع الإسلامي أن الإمامة من الأصول لهذا مائة سبب، ومن لم يؤمن بالإمامة فقد إيمانه بالتوحيد والنبوة.

يقول السيد الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في كتابه أسرار الصلاة عند الحديث عن آيات الأذان والإقامة، إن شهادة التوحيد من دون شهادة الولاية لا معنى لها، بل على العكس من ذلك، شهادة الولاية وبدون الشهادة بالتوحيد لا معنى له، وهذه نقطة مهمة. فالأمر الأول هو أن تبرز مسألة الإمامة التي هي أصل من أصول الدين وليست أصلاً من أصول المذهب.

ومن هنا تبرز النقطة الثانية، وهي في حد ذاتها بحث محوري وقد أجمع الفقهاء على شرط الإسلام في صحة العبادة، أي أن المتقدمين والمتأخرين كلهم يقولون إن الصلاة والصيام واجبان على الكافر، فإذا فعله لم يصح عمله، لأن الاسلام  شرط لصحة العبادة الإسلامية. لكن بالإضافة إلى هذا هناك أمر آخر أعتقد أنه هامشي بعض الشيء، وهو أن الإيمان أيضًا شرط لصحة العبادة. بالتأكيد، يجب أن يكون هذا المقال بكلمات ميراحمد حسين، ويجب بالتأكيد أن يكون موضوعًا لأطروحة مستقلة. وحقيقة أن بعض القدماء لم يتعرضوا لهذا الأمر في الفقه هو أنهم ارسلوه ارسال المسلمات، لا لعدم وجوده أو لشكهم فيه.

وهذا الامر واضح فان اكثر من 90 بالمئة من المتاخرين يقولون بهذا الامر والبقية يقولون ان الايمان شرط الكمال والثواب كالمرحوم البروجردي في حاشيته على العروة الوثقى وهو عجيب منه. ولكن الكثير من الفقهاء المعاصرين كالسيد الخوئي وغيره يصرحن ان الاسمان شرط صحة العبادات. 

لاحظوا كم هذه النقطة ترفع من مستوى واهمية هذا المؤتمر الذي تقيمونه؟ فصحيح انكم تريدون ان تتحدثوا عن شخصية المير حامد حسين وقد كان لديه عمل كثير في بحث الامامة ولعله لا نظير له لكن في ضوء هذا الاجتماع يجب التركيز على مسألتين محوريتين. 

وللأسف فإن معاهدنا الحوزوية غافلة عن هاتين المسألتين المهمتين ولا تعيرهما اهتماماً كبيراً، وأحياناً عندما أطرح مسألة حالة الإيمان في بعض الجماعات أرى أنهم لا يعرفون ويستحون قليلاً ويقولون إنه شرط الكمال! رغم أن عدة آيات من القرآن تثبت ذلك.

النقطة الثالثة: التأكيد على العلاقة بين الإمامة والقرآن في هذا المؤتمر. ولنثبت لأهل العالم أن هذه الإمامة، التي يوليها الشيعة أهمية كبيرة، وقد أجريت فيها أبحاث كثيرة، وكتبت الكتب، وكثرت الروايات حولها، لها أصل في الإسلام. واصل فی القرآن.

ولا يخلو من الفضل أن نذكر هذه الذكرى، ففي يوم من الأيام جاء الشيخ القرايتي حفظه الله تعالى لخدمة والدنا، كل هذه الكلمات قالها يا شيخنا القرائتي، إذا سألك أحد كمعلم للقرآن، ائتني بآية من القرآن عن الإمامة دون حاجة إلى رواية، ذكر بعض الأشياء، لكن الآيات وحدها لم تدل على ذلك. ثم بدأ أبونا بنفسه في جمع بعض الآيات معًا وتوصل إلى نتيجة واضحة جدًا حول ضرورة وجود إمام، وهو أنه يجب أن يكون لدينا مجموعة تسمى أئمة بين النبي والأمة ليشهدوا أعمال الأمة. وقد كتب المرحوم الأب هذه الحجج والأبيات في الصفحات الأخيرة من كتابه الخمس.

حاولوا في هذا المؤتمر إثبات الإمامة من خلال الآيات القرآنية، وخاصة تلك الآيات التي لا تحتاج إلى رواية وتكتفي فقط ببيان الإمامة.


النقطة الرابعة: من جملة الشواهد القرانية هذه الرواية  التي اوردها صاحب العقبات مثل رواية: «من مات و لم یعرف امام زمانه مات میتةً جاهلیة‌« حيث ان هذه الرواية يمكن استخرجها من القران الكريم جيدا وقد طرحت الاية المرتبطة بهذه الرواية في بحث آيات المهدوية بشكل مفصل وقد استخرجت هذه الرواية من تلك الايات. وبهذا لعمل يتضح استناد الروايات الى القران الكريم. 

والأمر الآخر الذي لا علاقة له بموضوع هذا المؤتمر هو أنه، للأسف، في العقود القليلة الماضية، تم جعل معيار قبول الروايات وتقييمها هو صحة الرواة، سواء كان هذا الراوي موثوقًا أم لا، هو هل هو شيعي أم عامي؟ بينما الأئمة أنفسهم لم يقولوا أن هذا هو معيار أحاديثنا، بل المعيار المهم الذي ذكروه هو الموافقة للكتاب.

وفي رواية للإمام الرضا (عليه السلام) في جواب سؤال الحسن بن جهم أنه قال: ما جاءكم منا فخذوه إن وجدتموه موافقاً للقرآن. وليس بالضرورة أنه يوافق القرآن، ولو رأيت أنه يوافق روح القرآن فخذه. ولم أر حديثا يقوله الأئمة أنفسهم، فانظروا إلى راويه ليرى هل هو صادق أم لا. وقد أعطوا معيارا أقوى وهو الموافقة للقرآن. ونجد هذا المعيار في الروايات التي طرحها صاحب العبقات. أولاً، دعونا نرى ما إذا كان صاحب العبقات قد انتبه لهذا أم لا. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلنأخذ خطوة إلى الأمام ونجد الجذور القرآنية لهذه الأحاديث.

وأرجو أن تقوموا بهذا الجهد الكبير لإحياء هذه الشخصية العظيمة والفريدة من نوعها في العالم الشيعي ومدرسته والأشخاص الذين تعلموا هناك والكتب التي كانت في المكتبة هناك أو المنهج العقائدي والفقهي في ذلك. الفقيد وهو مهم جداً إن شاء الله خطوة واحدة في احياء تراث أهل البيت (عليهم السلام) وتكون فعالة في تثبيت الشيعة ومدرسة أهل البيت التي هی مؤثرة بالتأكيد.

والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته


الملصقات :

الامامة الاسلام اصول الدين الدين فروع الدين الايمان