بيان لسماحة آية الله الشیخ محمد جواد الفاضل اللنكراني (دامت برکاته) يدين فیه بشدة بشاعة قتل الشيعة في مصر
19 شعبان 1434
09:46
۳,۳۵۱
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
مدونة بخط اية الله الفاضل اللنكراني في مذكرات شهيد الفخر والجهاد قائد حزب الله لبنان
-
المعيار في قبول الاعمال هو المودة في القربى
-
السبيل الوحيد لسير المجتمع في الاتجاه الصحيح الارتباط برجال الدين
-
رجال الدين صمام أمان للدين وامتداد لطريق ألائمة(ع)
-
من السمات الخاصة بالمعلم هي تشخيصه للبدع والانحرفات
-
السبب الرئيسي لتهديم مراقد ائمة البقيع، عدم الفهم الصحيح للدين
بسم الله الرّحمن الرّحيم
«إِنَّ الَّذينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ» (البقرة: 159)
خبر الجريمة المروعة والمأساوية لقتل الطائفة الشيعیة من المصریین على يد الفرقة الوهابية الضالة في ليلة ميلاد بن الحجة بن الحسن العسكري إمام العصر الإمام المهدي(عج)، واستشهاد العلامة الشيخ حسن شحاتة (ره)خصوصاً، قد جرح قلوب ومشاعر جميع المسلمين والعالم، وخاصة قلب رسول الله (صلی الله علیه وآله).
لمن المدهش جداً أن یلتزم زعماء الديمقراطیة والحریة وحقوق الإنسان ليس فقط الصمت والسکوت في مثل هذه الفجائع المروعة، بل إنهم في جوهرها، المصممين والجهات الفاعلة الرئيسية في هذه الأحداث إذ لا يتردد الیوم إنسان یقظ و واع في أن یری أن إیجاد الفرقة والاختلاف بين أنصار المذاهب الإسلامیة، هو من المخططات الحیویة والرئیسیة للأجهزة الأمنية الأمریکیة وإسرائيل تحدیداً، فأي إنسان عاقل یتخیل أن وقوع مثل هذه الأحداث هو نتيجة لقضايا فكرية وإيديولوجية عقائدیة بحتة.
إن ما یؤلم كل مسلم وموحد أكثر هو أن العالم الاستکباري استأجر من تشبهوا بالعلماء لتنفیذ هذه الخطة المشئومة، لإصدار الفتاوی اللانسانیة واللاشرعیة وفي الحقيقة الفتاوی الإسرائيلية لإثارة وتشجیع الشارع علی القتل، فأمثال هؤلاء العلماء الفاسدين ليس أنهم سوّدوا وجوههم أمام التاريخ إلی الأبد فحسب، بل إنهم شوهوا وجه الدین في العالم المعاصر، فوفقاً لأيّآیة من آيات القرآن وبأيّ حدیث من الأحادیث النبوية تنص على الجريمة قاموا بذلك؟وبأي ذنب قد اقترف لإیقاع مثل هذه الحادثة المروعة والبشعة في مصر؟
ألم یقرأ علماء السلاطین للآیة 159من سورة البقرة التي تدل بوضوح علی لعنة الله لهم ولعنة اللاعنین إلی یوم القیامة:
«أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ».
إن الوحشية والسبعیة في هذا الحادث بلغت حداً کبیراً أنها أقَضّت مضاجع الجميع وسرقت النوم من عین کل إنسان، وأدمَت العیون.
لذا یجب علی العلماء اليوممن جميع المذاهب أن یكونوا يقظین حذرین، وخاصة علماء الأزهر، یتحتم علیهم جهوداً ووظائف مضاعفة في هذا المجال، ويجب علی الشيعة والسنة، الکل والکل أن یتظافروا ویتضامنوا، ویضع کل منهم یده بید الآخر، ویعلنوا البراءة، ویعبروا عن رفضهم واستنکارهم لما یرتکبه الوهابية وعلماء الوهابية بفکرهم التکفیري وبإصدارهم فتاوی القتل وإشعال النار والفساد في الأرض، ویضعوا حلولاً عملیة في مواجهتهم قبل فوات الأوان، وإن غداً لناظره بعید.
الصمت واللامبالاة في مقابل هذه الفجائع، هو مساعدة في تحقيق أهداف أعداء الإسلام. وعلی کافة المسلمین الیوم، أن یضغطوا علی الدول والحکومات، والمجتمعات الدولیة والمنظمات المدنیة، ویطالبوهم بالتعامل بحزم وجدية مع هذه الظاهرةالمشئومة.
ومن المتأملمن حكومة جمهورية إيران الإسلامية القيام بدور نشط وفاعل في هذا الاتجاه. أملاً في أن یعید الله دائرة السوء والمکر إلیهم: «وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّهُ وَ اللّهُ خَيْرُ الْماكِرينَ».
محمدجواد فاضل لنکراني
16 شعبان 1434 هـ.ق
4/ 4/ 1392